الإعلاميات والإعلاميون في التلفزيون
بحث في الأدوار والمواقع
|
تأليف : سعاد حرب، نهاوند القادري
الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي 2002
منذ أمد بعيد تبوأت لبنان مكانة بارزة على صعيد الإعلام والثقافة العربية، وهناك العديد من العناصر التي أتاحت لها هذه المكانة، منها مساحة الحرية التي تتميز بها عن أي مجتع عربي آخر، ومنها الاتصال الوثيق مع الثقافة الغربية، إلا أن ظاهرة الفضائيات أفرزت تكريس ما يشبه سيطرة الوجوه اللبنانية على الشاشة، وخاصة العنصر النسائي، تلك السيطرة التي لم تخل من سلبيات أثارت الكثير من الجدل والاتهامات بل التهكم أحياناً.
إلا أن البحث الذي بين أيدينا يدلف إلى ما لا نراه على الشاشة، ويقدم دراسة علمية إحصائية، تستند على الاستبانات الميدانية، لتتوغل إلى حقيقة واقع الإعلاميات اللبنانيات، من حيث الدور والموقع والمساحة ومشاكل العمل والتأثير الاجتماعي لكل هذه العوامل.
قام بإعداد هذه الدراسة، باحثتان أكاديميتان تنتميان إلى «تجمع الباحثات اللبنانيات» وهو التجمع الذي يصدر عنه الكتاب الدوري «باحثات» استعانتا بالعديد من الوسائل الإحصائية وفريق عمل متطوع، بهدف التعرّف على الصورة العامة لخصائص توزيع العمل الإعلامي بين الجنسين، وربط ذلك بالبنية الادارية والفنية لمحطات التلفزيون للوصول إلى مدى التمايز المبني على الفوارق بين الجنسين في العمل الإعلامي المرئي، وبناء على ذلك تم تقسيم الكتاب إلى قسمين: الأول يدرس أشكال التمايز بين الإعلاميين والإعلاميات في الإعلام المرئي اللبناني كما بدت من خلال الاستبانة ويهتم الثاني بأوجه التباين بين الإعلاميين والإعلاميات كما بدت من خلال دراسة الحالات، ثم يختتم الكتاب بالخلاصات العامة والملاحق التي تمثِّل أهمية لتوثيق الكتاب باعتباره دراسة إحصائية.
وكما ذكرنا فقد تجاوزت الدراسة بعد الوجود الكمي للعنصر الأنثوي في التلفزيون إلى التحليل النوعي لهذا الوجود، فنستطلع في الكتاب ايضاحاً لتوزيع الإعلاميات في أقسام العمل سواء على المستوى الفني كالإدارة والتحرير والتقديم والتصوير والإخراج، أو التصنيف الموضوعي كنصيبهن في البرامج السياسية أو الثقافية أو الترفيهية أو علاقتهن بالجهات الأخرى كأرباب العمل والسلطة الإدارية والزملاء الذكور والنقابات مع أثر ذلك كله على حياتهن الخاصة وعلاقاتهن الاجتماعية، بل ما يتعرضن له من ضغوط مرتبطة بالعمل.
والكتاب على الإجمال يمثِّل تحليلا لواقع وليس تقويما لتداعياته أو حلاً لمشاكله، والباحثتان وإن حرصتا على المنهج العلمي في الطرح والموضوعية في التناول ولكنه لم يخل من التعاطف مع الجنس الأنثوي ربما ليس لأنهما تنميان إليه، بل لأن منطلقاتهما في التفكير تنطلق من قواعد المجتمع الغربي في نظرته للجنسين.
يقع الكتاب في (319) صفحة من القطع العادي.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
