في أحدث إصداراته الشعرية درويش يهتف: «لا تعتذر عما فعلت»
|
* الثقافية عبدالله السمطي:
«في بيت أمي صورة ترنو إليّ ولا تكفّ عن السؤال: أأنت يا ضيْفيْن أنا؟ هل كنتُ في العشرين من عمري بلا نظارة طبية وبلا حقائب؟ كان ثُقْبٌ في جدار السور يكفي كي تعلمك النجوم هواية التحديق في الأبدي».
هكذا ينطلق الشاعر محمود درويش من الجزئي والصغير «الصورة» إلى الكلي «النجوم» و«الأبدي» كدأبه الفني والجمالي في إدخال القارئ إلى فسيفساء لوحته الشعرية المازجة بين الأشياء.
وهذا ما يفعله في أحدث إصداراته الشعرية «لا تعتذر عما فعلت».
في الديوان يعمّقُ محمود درويش هذا الأفق الشعري الجديد الذي يوائم بين اليومي والعابر والمُشاهد المحسوس وبين الاسطوري، والمستدعى والمتخيل الذي بدأه بشكل جلي منذ «لماذا تركت الحصان وحيداً؟» ثم «جدارية» و«سرير الغريبة» شعر مختلف في ايقاعه ونسيجه الذي يحيلك إلى غموض جمالي بلغة بسيطة جدا وراءها عمق واشتغالات كثيفة على مستوى الصورة والخيال وتصغير المعرفة وانبجاس الجمالي فيها في كل الأشياء التي تلتقطها الحواس.
«أأنا أنت، كما كنا فمن منا تنصّل من ملامحه؟ أتذكر حافر الفرس الحروف على جبينك، أم مسحت الجرح بالمكياج كي تبدو وسيم الشكل في الكاميرا؟ أأنت أنا؟ أتذكر قلبك المثقوب بالناي القديم وريشة العنقاء».
درويش يضيف بديوانه الجديد أفقاً أكثر عمقاً، وأبعد تأثيراً في نطاقات الشعر المختلفة جمالياً وفنياً وتعبيرياً.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|