الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th December,2003 العدد : 41

الأثنين 6 ,ذو القعدة 1424

مكتبة الإسكندرية طرفاً فيها
بروتوكولات حكماء صهيون يفجر أزمة جديدة في مصر

* القاهرة مكتب الجزيرة عتمان أنور:
بروتوكولات حكماء صهيون.. كتاب يثير الجدل اينما تواجد في أي مكان وزمان، ومجرد ذكر اسمه يشعل عراكاً ثقافياً وخلافات حول حقيقته وأصوله ومحتواه وكذلك ما يثيره من حساسيات للحركة اليهودية والصهيونية، ورغم ان العديد من المفكرين والباحثين العرب اكدوا ان الكتاب مشكوك في مصداقيته وحقيقة نسبه الى الحركة الصهيونية الا ان العقلية اليهودية تقف بالمرصاد لكل من يأتي على ذكر هذا الكتاب لتثار الضجة حوله اينما حل ولم تكن تهدأ الضجة التي أثيرت حوله العام الماضي بسبب عرض مسلسل تليفزيوني للفنان محمد صبحي الا وتجددت هذا العام وأثير جدل كبير خلال الايام الماضية.
مكتبة الاسكندرية هي الطرف الرئيسي هذه المرة في هذا الجدال حيث قامت بعرض الكتاب في صدر متحف المخطوطات العربية بالمكتبة وذلك بمناسبة افتتاح المتحف واضافة مجموعة جديدة من المخطوطات والكتب النادرة له وقد تم وضع كتاب الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون وهو يعد اول ترجمة عربية كاملة كانت قد صدرت عن مطبعة دار الكتاب العربي بالقاهرة عام 1951 وقام بترجمتها عن الاصل المترجم محمد خليفة التونسي، قامت ادارة المكتبة بعرض الكتاب داخل فاترينة تضم كتاب التوراة وقد احدث هذا العرض اثارة الدوائر الصهيونية التي شنت هجوماً عنيفاً على المكتبة وادارتها ومورست ضغوط كثيرة على المكتبة ووصلت الضغوط الى اليونسكو الذي ارسل الى المكتبة خطاباً جاء فيه ان المنظمة تريد من المكتبة ان تطمئنها على انها لم تضع نفسها في موضع اتهامات عنصرية في حالة عرضها للكتاب الذي يحكي قصة مؤامرة اليهود للاستيلاء على العالم وازاء هذه الضغوط تراجعت المكتبة وقامت بسحب الكتاب من فاترينة العرض بل واصدرت بياناً جاء فيه ان التحقيق المبدئي كشف ان الكتاب نشر لفترة قصيرة في احدى الفاترينات المخصصة للعرض الدوري لبعض نوادر وغرائب المقتنيات لدى المكتبة وان الكتاب لم يعرض قط بجوار التوراة كما لم يتم ذكر انه احد الكتب المقدسة وانه يعد أساساً للدستور اليهودي.
ردود الفعل:
تراجع ادارة المكتبة وبيانها احدث ردود فعل استنكارية واسعة بين المثقفين والمفكرين حيث اعتبروه تخاذلا من قبل المسؤولين عن ادارة المكتبة وتدخلا غير معلن في تسيير الثقافة المصرية ومحاولة لتغيير العقل المصري ووصف الاديب جمال الغيطاني موقف المكتبة بأنه غير مقبول وقال: «رغم ان الكتاب سيئ للغاية الا ان موقف ادارة المكتبة بعد عرضه للجمهور يعد أمراً غير معقول ولا يصح لأي جهة مهما كانت قوتها ان تطالب بسحب أو مصادرة كتاب من المكتبة، لأن المكتبة في حقيقتها مكان لعرض الثقافة بكافة جوانبها ثم تأتي بعد ذلك عملية النقد وردود الفعل». اما الدكتور عاصم الدسوقي استاذ التاريخ فقال ان مكتبة الاسكندرية مكتبة ثقافية وما قامت به من سحب الكتاب يعتبر موقفاً غريباً وربط د. الدسوقي بين موقف مكتبة الاسكندرية من مصادرة كتاب حكماء صهيون وبين الضغوط والاحتجاجات التي تعرض لها مسلسل «فارس بلا جواد» الذي عرض العام الماضي وأكد استاذ التاريخ ان هناك مؤامرة حقيقية يتم تنفيذها منذ عشرات السنين تقوم على متابعة ورصد وتحليل كافة المعلومات التي يتم وضعها في مناهج التعليم والتي تتعرض من قريب أو بعيد للحركة الصهيونية. من جهة اخرى تصاعدت حدة الانتقادات للمكتبة الى داخل قبة البرلمان المصري حيث وجه النائب السكندري د. حمدي حسن بياناً عاجلا الى رئيس مجلس الوزراء الدكتور عاطف عبيد والدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي وجاء في بيان النائب انه في الوقت الذي يقوم فيه المسؤولون عن المكتبة بعقد ندوات لاستضافة من يهاجم الاسلام تحت زعم ان هناك حرية للفكر والرأي تمتاز بها المكتبة كمنارة للفكر والابداع يتم سحب كتاب يفضح ممارسات ومؤامرات اليهود والصهاينة وطالب النائب بإقالة ادارة المكتبة وان يتم طبع الكتاب وتوزيعه على جميع طلاب مصر.
الضجة المثارة خرجت بتساؤلات وجهها المثقفون الى المسؤولين وتدور التساؤلات حول من هو صاحب قرار وضع الكتاب وعلى أي أساس تم اختياره للعرض وهل العرض في مكتبة الاسكندرية لا يخضع لمعايير محددة؟ ومن هو صاحب قرار سحب الكتاب؟ وما بين دفاع الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير المكتبة وانتقادات الاوساط الثقافية والفكرية بمصر يستمر الحال الى ان تتجدد معركة اخرى حول الكتاب في مكان وزمان آخرين.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved