الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 30th January,2006 العدد : 138

الأثنين 30 ,ذو الحجة 1427

العزاوي يفضل الموت خارج المدن
* الثقافية - ع.ش:
المدن مهرجان صاخب، وفردوس مفقود، يرومه المولعون بحياة الدأب.. إلا أن الشعراء لهم رؤيتهم الخاصة في هذا السياق، فشاعر مثل فاضل العزاوي تأسرك تجربته حينما تكون ملامسة لهذا الواقع الإنساني المفرط في حذره، وقلقه من هذا المآل الذي بات أهل المدن يعيشون تفاصيله اليومية الشاقة.
الشاعر العزاوي يتوقع دائماً نهايات مرة وقاسية للمدن وأهلها.. فقد لا يرى موت بغداد لأن شجنها قوي، وذاكرتها حية ونابضة، إلا أنها تتهيأ الآن لمآل يشبه ما تعيشه عواصم (الضباب) و(النور) و(الدأب) و(الوحشة) و(الأسمنت والحجر).. تلك العواصم والمدن التي تموت في قلوب أهلها، وتصغر وتضيق في عيونهم، التي يعشيها بريق الصخب الليلي السادر في تيهه وخروجه عن نمط المعقول.
يصف الشاعر العزاوي موت مدينة مثل باريس بأنه وارد وممكن؛ لأن النهايات تفرض حضورها القوي، فلا يمكن لشاعر أن يرثيها وهي تهيئ ميتته على نحو فاجع؛ لأن (باريس) وإن كانت مدينة النور ستظل مهيأة لأن تغتال رغم لمعان نهارها وليلها، طالما أن أهل الظلمات يزورونها.. هؤلاء الذين يتعشقون الظلمة، ويكرهون حتى الضياء المعنوي..
وصف الموت هو الأدق في رحلة الشاعر فاضل العزاوي من خلال قصائده الجديدة التي ألقاها في أكثر من محفل ومناسبة، ففي هذه الدلالات والإيماءات ما يشيع رغبته في الموت خارج هذه المدن التي ترتدي أردية (الضباب) و(النور) و(الدأب) وما إلى ذلك، فوحده الشاعر مَنْ يمتلك خصوصية المعرفة في أمر هذه المدن التي تعد لأهلها النهايات غير السعيدة حسب رأيه.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved