بين الشنطي وأمين يقع الشعر السعودي
|
تعددت اتجاهات النقاد في دراسة الشعر والشعراء في الأدب السعودي ولعلنا نعرض لاتجاهين رئيسيين:
أولهما: ما قام به د. محمد الشنطي في كتابه (الأدب العربي السعودي وفنونه واتجاهاته ونماذج منه) حيث يدرس الشعر والشعراء بناءً على الاتجاهات الفكرية في الشعر، حيث يقدم في البدء ويعرض للاتجاه المحافظ أو الأحيائي مستعرضاً عدداً من الشعراء في شتى الموضوعات ثم يأتي بعد ذلك ليرصد مرحلة أسماها ما بين الاتباع والابتداع وكأنها مرحلة انتقالية ما بين المحافظ بصيغه التقليدية وبين الاتجاه الجديد بأفكاره الحديثة على هذا المجتمع نتيجة الانفتاح الثقافي والعلمي على الآخر وخاصةً العربي منه.
ولعل هذه المرحلة الوسيطة جاء بها المؤلف ليؤسس للاتجاه التجديدي فهي حلقة وصل بين القديم والحديث حيث صاغ دراسته على حالة التطور الفكري في الأدب ولم يعمد إلى التقسيم التقليدي الذي تبناه كثير من النقاد العرب، وهذا ما قام به د. بكري شيخ أمين في كتابه (الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية) فقد عمد في دراسته على تقسيم الشعر والشعراء بحسب الأغراض الشعرية، فيبدأ بالغزل مروراً بالمديح وقوفاً عند الرثاء ثم ينتقل للموضوعات المستحدثة ويصنفها تحت بابين أولهما الأدب الاجتماعي والآخر الأدب السياسي، وإن كان يعرض للشعر فيهما ثم يدلف بنا إلى التيارات الأدبية بين التقليدي الجامد والحديث ثم الإبداعي ثم الواقعي، ولعله أراد بذلك أن يرسم صورة كبرى لهذا الفن الشعري بعناصر أكبر وأوضح إلا أنه بهذا التقسيم بدا تقليدياً في الطرح. فالتطور هو من نصيب المعرفة الفكرية لذا كان من المفترض دراسته بحسب الاتجاهات الفكرية وما حدث فيها من تطور لدى هؤلاء الشعراء بعيداً عن وضعه في هذه القوالب العتيقة والتي تظهر الشاعر وكأنه رهينة غرض شعري معين وهذا خلاف الواقع.
أحمد بخيت القثامي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|