Culture Magazine Monday  30/04/2007 G Issue 197
الملف
الأثنين 13 ,ربيع الثاني 1428   العدد  197
 

ما نوده للحازمي ونوده منه
د. حسن بن فهد الهويمل

 

 

بادرة طيبة أن يكون الأدباء والمفكرون موضع عناية في حياتهم، فالعادة ألا نزيد على (التأبين) بعد الممات، ومبادرة (الجزيرة) عبر ملحقها المتألق تفتح آفاقاً جديدة في عوالم الأدباء ليسبح فيها من يريدون الوفاء ببعض ما عليهم لزملائهم وأساتذتهم، وكم من أديب كرّم، ولم نعلم بذلك إلا بعد فوات الأوان، وكان بودي لو أعلن عن ذلك في وقت كاف وترك الأمر لمن شاء، وحين حُبب إليّ الحديث عن صديق وزميل لم أجد بداً من المشاركة، وهي وإن كانت خواطر عابرة إلا أنها بعض الحق علينا.. والحديث عن الأستاذ حجاب الحازمي رئيس نادي جازان الأدبي سابقاً تتنازعه عدة رغبات، فالحازمي متعدد الاهتمامات والإسهامات، وكتبه التي تفلتت من بين يديه تضرب في فجاج معرفية متعددة، وكل واحد منها يراهن على أنه مشروع لفعل متميز، فما يكتبه في مجال النقد التطبيقي مؤشر وعي تراثي، وما يكتبه في مجال التاريخ الأدبي مشروع نقد تكويني، وقُل مثل ذلك عما سوى هذين المجالين.

والحازمي لم يكن منظراً ولم يستأثر به مجال دون آخر ولو حاولنا تقصي إسهاماته في المجال الأدبي والاجتماعي لكانت أمامنا مساحات واسعة، ويكفي أن نُشير إلى إسهاماته في خدمة الحركة الأدبية في منطقة جازان وإدارته السديدة لنادي جازان الأدبي خلال السنوات الطوال، وما كنت لأسبق الأحداث، فالرجل مطالب بأن يحكي قصته مع أمور كثيرة، منها رئاسته للنادي ليعرف النشء أدوار الرواد وإسهاماتهم المتعددة والمتواصلة، ومبارحته النادي لا تعني توقف أدائه، فهو في النادي وخارجه يحمل هم الحركة الأدبية في منطقة زاخرة بأبرز الشعراء والأدباء، ويقيني أنه حط من سفر إلى سفر آخر، كل الذي آمله أن يلتفت إلى ما ترك من أعمال كي ترى النور، وواجب النادي أن يحمله على لململة هذه الأعمال وطبعها لتكون شاهد أداء فاعل يحفز الناشئة على التأسي برواد الحركة الأدبية.

وإذ لا أجد الوقت والجهد الكافيين لقراءته من خلال منجزه الكتابي فإنني أحس بالتقصير فمناسبة التكريم يجب ألا تستهلك بالثناء العابر، ولاسيما أن الأستاذ الحازمي ترك في المشهد الأدبي طائفة من الدراسات والتحقيقات والمقالات النقدية، والاستدراكات والردود، وإذ تلقى الراية من يده نجله الأستاذ الدكتور حسن الحازمي فإن حق الأبوة أن يلي الخلف ما ترك السلف وليس هناك أهم مما تركه الأب من أعمال أدبية يجب أن تأخذ طريقها إلى النشر.

إن تكريم الحازمي مؤذن باستئناف نشاط جديد يصل الماضي بالحاضر ويحقق للمتطلعين إلى أدب جزء عزيز من وطننا الوقوف على مرحلة تاريخية ربما تكون من أكثر المراحل حيوية ونشاطاً وأداءً فاعلاً.

تحية إكبار لرجل ما زال قادراً على العطاء وتحية شكر للإخوة الأعزاء في ملحق (الجزيرة) الذين نهضوا بمهمات كنا عنها غافلين أو عاجزين.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة