Culture Magazine Monday  30/04/2007 G Issue 197
نصوص
الأثنين 13 ,ربيع الثاني 1428   العدد  197
 

لست مسؤولاً عن ذلك (الانتحار لذاكرته) لأنه يقف أمام قضبان الحقيقة التي لا يريد أن تنطلق من شفاهة (كاملة ذائبة) في خريف العمر الراحل! لم يعد صوت ذلك الكرسي الخشبي مزعجاً له!! بل على العكس أصبح يسليه لكي لا يقع على صوت ركبتيه المنحنية المقوسة الصارخة بسؤال يضني القلب. هل بقي (متسع من العمر)؟ هكذا هو يفهم تلك اللغة الجسدية الصادرة من أرجل لم تعد تساعده على حمل (جسد نحيل) غرست في أضلاعه سهام متمردة ...>>>...

هناك في قلوب المهمومين

يستحيل الجرح وأد النزف

هناك في ذاكرة المتعبين

تتأرجح الحقيقة ما بين الصدق والزيف

صار الشرود العميق.. لغزاً

والأرجوان.. رمزاً

يرسم الحلم في لحظة الخصوبة

لكي يكون نوراً في سواد المآقي

إذا جاورك الويل

يستغيث أو يهجع

قل جادك الليل

قل سيبقى الخوف.. سيلاً

لعام ينمو.. وحين يحبو

يجمع ما تساقط من أوراق السنديان

وعندما يكبر

يتلاشى في هجعة الزمان

كيف تشهد جنوني؟

كيف ...>>>...

الأديب الكاتب محمود محمد حسن يطلّ على القارئ العربي بإضمامة من أعمال قصصية جديدة وسمها بعنوان (الدمى والشيطان)، لكنها الإطلالة التي تترك أثراً لا يمكن لنا معه إلا أن نعيد تفاصيلها؛ تذوقاً لما جاءت به من جماليات، ولما شحنتنا به من صور الإدهاش، حينما برع في تقمص أدوار الحكاية كاملة، لنراه وقد أبدع في روايته، ومثل أمام الأحداث بوصفه بطلاً صادقاً له ما له وعليه ما عليه، بل نراه قد صار إلى ضمير يحرك ...>>>...

تقضي الساعات الطوال مترنمة أيامها السريعة، ويلاعب جفنها الرموش المتقطعة، تحمل الأحلام بين جوانحها، ومتضمخة بالمستقبل الموشح بالسراب وتدندن بين فينة وأخرى مستلهمة أهزوجة ما زالتْ تُسْمِعُ دقات قلبها (تك.. تك.. تك) وبالكاد تفرج من شفتيها مخرجا لعبور ضيق من حنجرة متلطمة بالحروف:

سوّاقَنَا فَنْي فَنْي

سواقنا رِكِبُهْ جُنْي

لم يدر ...>>>...

أبى الله إلا أن يبوح لساني

بما في فؤادي من منى وأماني

وأن أغتدي الفنان في عالم الهوى

أعطر بالأشعار روض زماني

وللحب أحيا حيث تصحو مشاعري

ويملأ نورُ العشق كل مكاني

نظمتُ لكل الفاتنات قصائدي

فهنَّ إلى سحر الحروف رواني

سبتني العيون الملهمات سوادها

وكفَّ الهوى عند اللقاء ضناني

فؤادي بدنيا العشق طفلٌ مدلّل

وألحان عمري في الجمال مثاني ...>>>...

يستدير في غرفته، يخرج ثم يدخل، يلج الصالة يضيء النور ثم يجلس على أريكة كبيرة. يبحث عن شيء ما في جيبه يتحسسه ثم يجده ويمر بيده على معطفه حيث يدخلها في جيوبه يبحث عن ولاعة ثم يرفع يديه إلى فمه ويشعل السيجار، وتبدأ سحابات من الدخان تدور حول رأسه وينفث الدخان وعبارات التأفف والسأم معها. ينهض وبيده سيجارته، يتمطى، يمشي قليلاً تستوقفه آنية على إحدى زوايا الصالة تقع عيناه عليها، يلمسها بيديه ثم يرسل آهة ...>>>...

ها أنذا بكل حضوري وانفعالاتي وسنوات العمر، أنتظر مركب الهجرة على شاطئ السفر. أحمل حقائب ذكرياتي وأسطر حباً كتبته مرة على وردة ذبلت، وياسمينة تقصفت أوراقها من الجفاف. أنتظر مركب الهجرة على شاطئ السفر مع غرباء حملهم اليأس على الرحيل وكتبت على جبينهم الغربة الدائمة: أنتظر.. وأنتظر مركباً يحمل عائدين إلى الأرض التي رحلوا عنها منذ سنين يحملون معهم سلالاً من الآمال الكبيرة، والتفاؤل والأحلام والحب ...>>>...

تتراقص اللحظات أمام ناظري

كلما اقتربت من هذا المكان

تتبعثر الذكريات وتثور مهجتي من غبار الماضي

في بداية الطريق كانت أول الطرقات على قلبي

بعدها توالت الطرقات

وكل طرقة لها وقعها

ما بين الطرقة الأولى وألم الحب والغدر والكره

ثم بعض العابرات

حتى طرقة الحب

والشوق الأبدي

الحب الأزلي

حزن الفراق الدائم

الألم المستمر

الغصة التي لا تزول

فما بين البداية والنهاية

لن أعير بالا

لغيرهن

ولن ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة