Culture Magazine Monday  30/04/2007 G Issue 197
تشكيل
الأثنين 13 ,ربيع الثاني 1428   العدد  197
 

صدى لون
السفير والباحة
محمد الخربوش

 

 

احتضنت الرياض قبل أيام قلائل مناسبتين تشكيليتين من العيار الثقيل إن جازت التسمية، وهما: معرض مسابقة السفير الذي أقيم من قبل وزارة الخارجية، والمعرض الثاني هو معرض مسابقة الباحة للفنون التشكيلية الذي أقامته وأشرفت عليه إمارة منطقة الباحة بمتابعة وإشراف وتوجيه واهتمام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود نائب أمير منطقة الباحة.

وجاءت المناسبتان في توقيت متقارب جداً، وهي مصادفة يقول الأكثرية ممن يعنيهم أمر التشكيل إنها سلبية؛ نظراً إلى أن الحضور للمناسبة الأولى من خارج الرياض، وهم بالمناسبة أكثر ممن في الرياض نفسها، يتعذر عليهم العودة لحضور المناسبة الثانية، وحبذا لو أن الظروف ساعدت على أن يكون هناك تنسيق مسبق ما بين الجهتين المنظمتين لتدارك مثل هذه الإشكاليات التي ربما تلقي بظلالها سلباً على تحقيق الأهداف المأمولة.

هذا من الجانب التنظيمي، أما فيما يتعلق بالجوانب الفنية فإن كلا المسابقتين قدمت معطيات إيجابية للساحة التشكيلية تمثل ذلك أولاً في إتاحة الفرصة للكل للمشاركة بما في ذلك الواعدون والواعدات، حتى إن عدد المشاركين تجاوز السبعمائة مشارك في كلا الفعاليتين، وهذا بلا شك مؤشر هو الآخر إيجابي يضاف إلى حسنات مثل هذه الفعاليات، إضافةً إلى تقديم أسماء ووجوه تشكيلية جديدة تشارك للمرة الأولى. كما قدمت الفعاليتان أيضاً محاولات جيدة للبعض من الفنانين ومعالجات بدت عليها الثقة والنضج وتأكيد التجربة، كما في عمل الكولاج للفنانة (إيمان الجبرين) في مسابقة السفير على الرغم من أن الفنانة إيمان لا تملك التجربة والخبرة الطويلة في هذا الجانب قياساً إلى غيرها، يقابل ذلك في مسابقة الباحة نضوج الخبرة وعمق التجربة لدى (سامي البار) وتمكنه من أدواته والقدرة على السيطرة على الوسائط وتطويعها لخدمته، وبالتالي حضوره بشكل لافت في مسابقة الباحة، وحضور (عبد الرحمن خضر) اللافت في مسابقة الباحة، (وجرأة عبد الناصر العمري) في مسابقة السفير.

أيضاً من الملاحظات على مسابقة السفير هو الزجّ بفنانين بالمدرسة الواقعية وهم لا ينتمون إلى هذه المدرسة؛ حيث صنفت فيها أعمال الفنان الجنوبي الكبير (الخلوق) عبد الله الشلتي، وكذلك الأحسائية المتألقة تغريد البقشي. كما أن مسابقة السفير أغفلت مشاركة الخبرة السعودية في لجنة التحكيم، وكان بالإمكان أن يكون رئيس لجنة التحكيم من المملكة؛ لأننا بفضل الله أصبحنا نملك الخبرات الجيدة والمؤهلة في شتى المجالات، ومنها الفن التشكيلي. وملاحظة أخرى تضع علامة استفهام كبيرة جداً، وهي عدم تحقيق العنصر النسائي لأي جائزة في مسابقة الباحة.

في الختام الحدثان أكبر من إطلالة عابرة تحكمها المساحة المخصصة، لكنني بإذن الله سأعود إليهما مرة أخرى.

تحية للجهات التي بادرت إلى تبنِّي مثل هذه المعارض ذات العيار الثقيل كما أسلفت، وأرجو أن تبادر الجهات المسؤولة عن الفن التشكيلي إلى تبني مثل هذا النوع من المعارض المتجذرة في العمق التشكيلي.

****

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7322»ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة