الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th May,2005 العدد : 108

الأثنين 22 ,ربيع الثاني 1426

في غضبةٍ صافية كاسمه.. علوي الصافي:
لم تتصلوا حين توقَّفْتُ..ولم تدافعوا عندما انتُقِدْتُ

* الثقافية:
بعث لنا الأستاذ الكبير علوي طه الصافي برسالة غاضبة صافية كاسمه كتب في أعلاها: (سأغضب أكثر لو لم يُنشر موضوعي كاملاً)، وها نحن ننشر (الرسالة) التي عنونها أبوصافي.. ب(علوي الصافي يعتب ويغضب) كاملة كما شاء.
وسيظلُ أستاذنا (علوي الصافي) في ذاكرة القلب.. التي لا تنسى أصفياءها وأوفياءها، ونحن (المدينون) له باعتذار المحبين عمّا ظنه قصوراً وتقصيراً دون أن نحتاج إلى الإيضاح، كما نحن (الحريصون) على عودته لقرائه، مضيفاً من (ذاكرته) و(خبرته) و(علمه).. وله منَّا الود والعُتبى حتى يرضى
***
من أعماق الأعماق أشكر ومَن لا يشكر الناس لا يشكر الله هذه (المجلة الثقافية) ممثلة في ربانها الصديق العزيز (خالد المالك) رئيس التحرير والصديق الأغر الأستاذ المثقف النابه (إبراهيم بن عبدالرحمن التركي) مدير التحرير، وكل الزملاء الأوفياء (الطيبين) الذين احتملوا (غث) ما كتبته!! كما احتملو خطِّي (الأغث)، وتحملوني هم والقرَّاء الطيبون ضيفاً ثقيلاً غير مرغوب فيه على قلوبهم وأنفسهم الكريمة الرقيقة التي ضاقت أخيراً بما أكتبه، ومجاملتي بنشره طوال أكثر من عامين لطفك يارب الألطاف كانوا خلالها يهاتفونني للتذكير إذا تأخَّرت كتابتي، خصوصاً الأخ (سعيد الزهراني)، الذي يقطر حديثه عذوبة كعذوبة النهر (الصافي) رغم أننا لم نتقابل، أو نلتق وجهاً لوجه!!
وقبل شهر أو شهرين توقفتُ عن الكتابة لأطمئن أنني ما أزال كاتباً مرغوباً فيه وهذا عزاء الكاتب في معاناته ومتاعبه .
وإن كنتُ أعتب والعتاب صابون القلوب، هذا الصابون الذي قرأت عنه في كتاب (دروب) لميخائيل نعيمة كما أتذكر، دون أن أراه بعينيّ، أو أعرف (ماركته) ونوعه ورائحته..!!
قلت إن كان لي الحق في هذا العتب على الصديق الرقيق (التركي) بصفة خاصة لأنه أخذ بمقولتي (زامر الحي لا يطرب)، و(لا كرامة لإنسان في وطنه، وبين أهله).. يا أمان الخائفين..!!
وعليه، وبناء على ما سلف.. على طريقة الخطابات الإدارية المتخلفة. وما دام الأمر يتعلق بالكرامة، وهي أغلى من حمراء النعم، فيجب عليَّ أن أحمل عصاتي على كتفي وأرحل، وأضع يراعتي وهي أصح من يراعي كما جاء في المعاجم العربية ومع ذلك لا أريد أن أضيِّق واسعاً كما قال لي شيخي العلاَّمة (حمد الجاسر).
قلتُ عليَّ أن أرحل وأهاجر ومثلي كثيرون..، وهذا زادي لأنه (لا خيل عندي أهديها ولا مال)، (ولا ضيعة ولا جلسة) كما توهَّم حبيبي، وابن أرومتي عبدالله الجفري حفظه الله!!
أرحل وأهاجر لألقى مراغم في الأرض، واحترام كرامتي المجروحة، واحترامي المفقود بصفتي واحداً (من قدامى المحاربين) الذين أفنوا شبابهم الرَّيان، وأحرقوا نور أعينهم المضيء خلال أربعين عاماً، حاملاً قلمه وكتبه (بلا حمَّص) كما يقول أشقاؤنا المصريون والشاميون في أمثالهم، أو سأتأسى بقول الشاعر (علي عبدالعزيز الجرجاني 384456هـ):
ما تطعَّمتُ لذة العيش حتَّى
صرت للبيت والكتاب جليساً
ليس شيء أعز من العلمِ
فلم أبتغ سواه أنيسا
إنما الذل في مخالطة الناس
فدَعهم وعِش عزيراً رئيساً
والحقيقة أنني تأسيت، وأقتدي بما قاله هذا الشاعر فألَّفت الكتب التالية:
1 هؤلاء.. مرّوا على جسر حياتي الجزء الأول، أما الجزء الثاني والأخير ما لم أنشره في الصحف والمجلات، فهو في طريقه إلى المطابع، إذا وجد الممِّول!!
2 من بادي الوقت.. عائد من أمريكا وهو مجموعة (قصمقالة) وهو جنس يجمع بين القصة والمقالة منطلقاً مما هو سائد في الغرب، خاصة فرنسا (تداخل الأجناس الأدبية)، وقد كتب المقدمة الناقد الكبير المعروف الأستاذ الدكتور (عبدالله محمد الغذامي) وستصدر هذه المجموعة في نهاية الشهر الهجري الحالي عن نادي جازان الأدبي إن شاء الله.
3 كتيب بعنوان: (ذاكرة العراق التاريخية والحضارية)، الذي سيصدر عن (المجلة العربية) في مستهل جمادى الأولى 1426هـ.
4 علامات.. على وجه الزمان أبحث عن ممول لطباعته.
5 يقول.. الناس ربما يصدر عن (دار التعمير للثقافة والنشر) بجدة.
6 أصوات.. في الأدب العربي السعودي.
7 أصوات.. في الأدب العربي.
8 بين.. بين قراءات في الفكر والأدب والحب أرجو أن يخرج إلى النور في سلسلة (كتاب الرياض) إن شاء الله.
سأكتفي بهذا لئلا يحسب إعلاناً من قبل (قسم الإعلان) فيرسل لي فاتورة مطالبة لا سمح الله.
أعود لأقول لمن في نفسه مرض الذين قد يتصورون وهماً إنني أستدر شفقة أو عطف أحد من الخلق، لأنني، والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه سبحانه جل وعلا، و(خشمي في السماء، ليس كبرياءً وتكبراً، وإنما لأنني مستور الحال أحسن من كثير من الملايين المسحوقة غيري، ويكفيني في هذه الحياة زوجتي الريحانة الصالحة، وأبنائي البررة النجباء في حياتهم الدراسية في مختلف المراحل!!).
من أجل ذلك لم أغضب، وإذا غضبتُ لعنتُ الشيطان الرجيم، وعاد لي صفاء نفسي، داعياً الله أن ينزع أي غلٍ أو حقد من نفسي على أحد!!
وأشكر لهذه (المجلة الثقافية) نشرها خبراً عن صدور الجزء الأول من كتابي المتواضع: (هؤلاء.. مرّوا على جسر حياتي)، الذي أوشكت طبعته الأولى على النفاد.. والحمد لله من قبل، ومن بعد.
وأود أن أريحكم لأرتاح، فإنني سوف أتوقف عن الكتابة في هذه المجلة للأسباب التالية التي ارتأيت أن لي فيها الحق، كل الحق، وهي:
أولاً: لأنني شتمتُ على صفحاتها باسمي الشخصي الصريح من (كويتب) تزبَّب من الزبيب قبل أن يتحصرم، جاهلاً التفريق بين القصة والمقالة، وحين تحديته لاذ كالحرباء، أو الخنفساء خلف شجرة عجفاء غير مثمرة، في كثير مما يكتبه كأنه (حطيئة القرن الواحد والعشرين)!! وإذا كنت قد أتحت له خيبة الرد عليه كما يحلو لي تسميتها وظهور صورتي (المظلومة) إلى جانب صورته (الظالمة)، إذا كنتُ فعلتها في الماضي بندم فلن أكررها، ودمي الطاهر إن شاء الله معرض لنهش (معكوفي الذَّنب)!!! ولا غيبة لمجهول!!
ثانياً: سأنأى بنفسي عن (غمز ولمز) حبيبنا وأستاذنا وابن عمنا الأديب المبدع الفنان السيد الغالي والقريب إلى نفسي أمس واليوم وغداً (عبدالله عبدالرحمن الجفري)، الذي أطلق على الزوايا وبعض الصفحات التي تنشرها هذه المجلة (الوضاءة) بصفتي (الضيعات) مرة، و(الجلسات) مرة، ولأنني واحد ممن عناه فأريده أن يطمئن وتقر نفسه الغالية علينا كما يعلم الله، ولأن الدم يحن فإنني قد أعدت (الضيعة) أو (الجلسة) لصاحبها، فقد كانت مستعارة من أحد الأصدقاء، أما الضعيف كاتب هذه السطور فلا ولن يمتلك (ضيعة) أو (جلسة) لأنني لست ثرياً، وغير مؤهل لامتلاك (ضيعة) أو (جلسة) ولأنني لم أجدها بين قومي فإنني أعافها.. ولا أريد أن أتوسع فأرجوك أرجوك أرجوك للمرة الألف إذا أبديت استيائي مما كتبت على غير طبيعتك الودود معي بخاصة، والقراء بعامة، وأنقل إليك تحيات وتقدير الكاتب المتخفي (مسمار) الذي كنت أنت من أكثر المعجبين بما يكتب، ولك يا حبيبنا الغالي (الجفري) تحياتي الصادقة مغسولة بعطر المشاعر، وأنقل لك بعض أبيات قصيدة أحد أحبابك، الذي لا يرغب أن ينشر شعره، أو خواطره الشاعرة إذا كانت هذه الصفة تستحقها وهي هدية متواضعة قد لا تليق بشاعريتك النثرية.. يقول هذا الشويعر كما يسمي نفسه، وأنقلها لكم بكل أمانة:
وقفتُ أجمع المطر
فصاحت الدنيا وضجَّ بي العَّمر
دَعهُ فإنه خطر
***
دنياي.. دنياي
تعشقُ الخطر
فكل ما تحبه حبيبتي
أحبُّه أنا
لو كان كل الخطر
والبقية أجمل لكنني نسيتها
وأخيراً أقول لحبيبنا (الجفري) ما قيل: (كل ما يفعل الحبيبُ حبيب) أو (إن المحب للمحب غيورُ)، وأقول مع الشاعر:
جاء (جفريٌ) رافعاً رمحه
إن بني عمك فيهم رماح
وأهدي لك يا حبيبي ومن يحب يغار لكنه لا يكره هذه القصيدة التي أعجبتني حين قرأتها واحتفظت بها ناسياً اسم الشاعر وهنا عيب الذاكرة التي علاها الصدأ بالتقادم.. وهذا نص القصيدة الحكمية من الحكمة وأنا على ثقة أنها ستعجبك:
لا تقولن (النأي) إذا لم تود
أن تتم الوعد في شيء (نعم)!!
حسنُ القول (نعم) من بعد (لا)
وقبيحُ القول (لا) بعد (نعم)!!
إن (لا) بعد (نعم) فاحشة
فتلافى النأي إذا شئتَ الندم
وكلامي سيِّراً قد وقرتْ
إذ نعى الناعي وما بي من صمم
(إن شرَّ الناس مَن يمدحني
حين يلقاني، وإن غبت شتم)
والبيت المقوس كما تقول العرب هو (بيت القصيد)
(لا تراني راكعاً في مجلسٍ
في لحوم الناس كالسبع الضرم)
ووداعاً لأحبائي وعيوني.. دون نفاق.. القراء والأصدقاء وزملاء الحرف.. أقول (وداعاً) ولسان حالي كما يقول الشاعر (ابن زريق البغدادي):
(ودَّعتُهم) وبودي لو يودِّعني
صفو الحياة وأني لا (أودِّعهم)
أو كما قال شاعر مدنف:
وتلفَّتتْ عيني فمذ خفيتْ
عني (الجفري) تلفَّت القلبُ
والعشق مدينة غرائبية ملوَّنة لا أبواب لها!!
والسلام عليكم جميعاً ورحمته وبركاته.. ولا حول ولا قوة إلا بالله


علوي طه الصافي
alawi@alsafi.com
ص.ب: 7967 الرياض: 11472

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved