الأديب عبدالله الشباط... وهَجْرُ هَجَر د. خالد بن سعود الحليبي *
|
خرج من الأحساء كثير، ينشدون حياة أكثر حياة، يحدوهم الطموح لما هو أفضل، لمع أمام عيونهم بريق التمدن، وخلبت ألبابهم أضواء المصانع، وأمواج المياه الدافئة، رأوا في المدن الوليدة مجالا أوسع لمواهبهم.. لرغباتهم.. لتطورهم، فأقاموا فيها، مولين ظهورهم ل (هجر وربع القوت) ، ولكن بعضهم بقي مشبوب العاطفة نحو مسقط رأسه، مسكوناً بعشقها المجنون، لم تستطع كل خلابات الجمال (المصنوع) أن تخفض من درجة غليان الحب الذي يشعرون به تجاه هذه الواحة الغادة المتكئة على أريكة الرمال، التي تتمدد على مفارش العنب والرطب والنعناع، وتستحم في بحيرة من الخضرة والنضارة والجمال، وتزهو بقلائد النور المتراقص بين اهتزازات الشموخ، كيف تغيب عن مراشفهم طعوم الليمون والأترج والرمان، بل كيف تسلو مقلهم عن أنهار أم سبعة والخدود والجوهرية؟؟
بين هؤلاء الهاربين من سطوة (الشمس) الأحسائية، المولعة قبولهم بتاريخها وأدبها الأستاذ عبدالله الشباط.. هذا الرجل الذي علقت بقلبه طفلة شرقية اسمها الأحساء.. لم تستطع أحاسيسه أن تهب غيرها الدفء نفسه الذي تهبه لها.. إذا حاضَرَ فالأحساء، وإذا ألَّف فالأحساء، وإذا رقّم مقالة فالأحساء، وإذا بحث فالأحساء، وإذا تنهد فالأحساء وإذا افتقدته من بيته الصغير في الخبر.. فهو في بيته الكبير.. الأحساء..
كل هذا الوفاء.. ألا يستحق الوفاء..
ولا يزال الشباط ذلك الكاتب النشط، في المقالة والبحث التاريخي الأدبي، يحمل ذاكرة الصحافة في المنطقة الشرقية منذ بداياتها، مؤسسا ومشاركا ومحررا، ولا يمكن أن يتجاوز أي كاتب أو باحث تاريخ الشرقية المعاصر دون أن يتذوق من ثمرات هذه النخلة الباسقة، ويشير إلى مكارمها، وعطائها. وتحية أيها الرائد الذي لم ينس أهله قط..
* الأحساء
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|