منديل ملون.. حمامة بيضاء.. وأرنب يبتسم..!! غادة عبد الله الخضير
|
* في البدء الكلمات لها:
(كيندر سربرايز)
يا الله..
كم تشبه هذه الحلوى الحياة..
أحياناً كثيرة تكون مفاجأتها حلوة فنبتهج..
وأحياناً أخرى تكون لا معنى لها ولا دهشة، فنردِّد بسذاجة: (لو أخذتُ غيرها بدلاً منها لكان حظي أوفر). ولا أعرف كيف ننسى أن {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا}!!
ننسى أن (لو تفتح عمل الشيطان)..!!
ننسى أن نرضى بما بين أيدينا خشية أن نحصل على ما هو أسوأ منه..!!
أحياناً ننسى.. وأحياناً تكون مفاجأتنا محيِّرة لا نعرف كيف نركبها مع أنها مرفقة (بالكتالوج)!!
* إلى إيمان.. إيماناً أن الحياة تفاصيل:
البحر تفاصيل..
والأرض تفاصيل..
والسماء على بساطتها.. تفاصيل..
الفصول.. تفاصيل في حضورها الهادئ، وفي انسحابها الهادئ تفاصيل..
الأيام تفاصيل في شجونها وأتراحها وأفراحها..
حتى أحزاننا التي تأتي.. وأفراحنا التي بالكاد تأتي.. تفاصيل..
ليس في اللحظة التي نعيش أو في العمر الذي (يمرق) شهاباً.. إلا التفاصيل..
أكثرنا وعياً وذكاءً هو الذي يدرك عيش التفاصيل.. ويفهم كم هي عابرة تلك التفاصيل في تفاصيلها..
والتفاصيل إما أن تكون مقدمات نقرأ سيرتها ونفهم مغزاها ونسير أو نُسيَّر إليها..
أو تكون مفاجآت تأتي.. تعلِّمنا القراءة من جديد.. فنسير بها وربما لا نُسيَّر إليها..!!
لكن كلما زادت تجاربنا في الحياة.. زاد إدراكنا لفكرة التفاصيل.. فيتحول البشر الذين نتعامل معهم إلى تفاصيل.. وندرك نحن بدورنا أن حياتنا هي سلسلة من التفاصيل.. وأن الذاكرة التي ولدت ذات قدر، والذاكرة التي مخاضها الآن، والذاكرة التي يحملها لنا المستقبل.. كل هذه ما هي إلا تفاصيلنا التي نعيش.. حتى نغلق دفَّتي الكتاب..
حتى ال(كيندر سربرايز) تفاصيل تُغرينا بمزيدٍ من التفاصيل..
فكيف كانت تفاصيلك في هذه التجربة؟ وأنت منذ عرفتك (أنثى تفاصيل)..
الحضور تفاصيل..
والضحكة تفاصيل..
والتعليقات تفاصيل..
واللقاء العابر في أروقة الجامعة تفاصيل..
والكلمات التي تلخص الزمن.. تفاصيل..
والألوان تفاصيل..
حتى غيابك.. لا يخلو من التفاصيل.. لأنه يسمح للغة أن تتحرك: أينها؟ ماذا تفعل؟ متى ستظهر؟ تفاصيل.. تفاصيل.. تفاصيل..
حتى قبعة الساحر التي جاء ذكرها في آخر رسائلك.. كانت تفاصيل بعضها يفرح، وبعضها عادي، وبعضها يأخذنا إلى مزيد من الدهشة.
منديل ملون..
أو حمامة بيضاء..
أو أرنب مبتسم..
أو لا شيء؛ لأن القبعة مارست صدقها، والساحر مارس كذبه، فكانت المعادلة لا شيء..
ورغم هذا بنا قدرة خلق تفاصيل الحدث.. القبعة تحمل في طياتها الدهشة المتأخرة، والساحر يحب المزاح وإطالة زمن الترقُّب..
أرأيتَ كيف نخرج من تفاصيل اللاشيء تفاصيل كل شيء!!
تحيط بنا التفاصيل من كل جانب.. لكنها لحظة الإنسان (منغمسة حد التشرُّب) في العموميات التي تفقدنا الإحساس بمعنى الحياة..!!
* تفاصيل المسك.. لك:
لك الجنة يا إيمان..
كيف تتلحَّفين بوجداني..
وتقصُّين على لغتي تفاصيل ملونة..
بعضها وجوه..
وبعضها ضحكات..
وبعضها زهور..
وبعضها نجمة وقمر..
وبعضها زهرة دوار شمس..
كيف توقظين في ذلك الوجدان اليقظة..
فيكمل القصة..
ويشرع في حياكة التفاصيل..؟!
ghadakhodair@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|