الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th May,2005 العدد : 108

الأثنين 22 ,ربيع الثاني 1426

التشكيليون لوزارة الثقافة والإعلام:
تفهُّمُكم لمطالبنا يدفعنا للعطاء
محمد المنيف

قبل فترة ليست قصيرة تطرقنا عبر هذه الصفحة إلى أهمية مشاركة الفنانين التشكيليين في صنع القرارات التي تعنى بإبداعهم إذ إن قرب المسافة بين الفنانين والمسؤولين يحقق النتائج المرجوة ويضمن الوصول إلى الأهداف بشكل مدروس، ويأتي ذلك الطرح حرصاً منا في نقل ما يرغب ويبحث عنه الفنانون من سبل نجاح مسيرتهم ومنها هذا التقارب، وفي الأيام الماضية وخلال إقامة عدد منا لمعارض شرف افتتاحها الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية المشرف العام على الثقافة السعودية إذ يتيح بعد جولته على كل معرض فرصة للفنانين للحديث معه عن هموم وشؤون وشجون إبداعهم وكان يستمع لهم بكل هدوء ويطرح أسئلته واستفساراته بين فترة وأخرى ليجد الاندفاع الكبير من الفنانين الحضور للإدلاء بدلوهم والتحدث بما يعرفونه ويحلمون به وينتظرون تحقيقه من الوزارة، هذه الحوارات مع هذا المستوى من المسؤولين من أصحاب القرار يعرف الفنانون أهمية ما يأتي منهم من إجابات عن الأسئلة ويثقون بأن ما يشير إليه هؤلاء المسؤولون سيتحقق بإذن الله في قادم الأيام، هذا الواقع أو الأسلوب من العلاقات يعني الكثير لدى الفنانين بل يزيدهم اندفاعاً وتفانياً في مجالهم نتيجة شعورهم بأن ما يريدون إيصاله قد وصل دون حواجز أو بيروقراطية إدارية أو تسويف في المواعيد أو تجاهل لهم ولهمومهم أو تذمر من النقد مع الإشارة إلى ما قاله الدكتور الجاسر وأكد عليه بأن أبواب مكتبه مفتوحة للقاء أي فنان تشكيلي لديه ما يخدم المصلحة العامة لهذا الإبداع والذي يؤدي في النهاية إلى خدمة الوطن.
تلك المواقف واللقاءات كانت مجالاً للتداول بين التشكيليين استطعنا من خلال متابعة غير مباشرة من (الثقافية) وعلى مستوى المملكة أن نتعرف على ردود الفعل الإيجابية وبما يحمله التشكيليون بعده وما يؤملون فيه من لقاء مماثل جعلتهم يشعرون أن إبداعهم قد حط رحاله بين ماء وأرض خصبة ورعاية أمينة حريصة عليه.
لقد مر الفن التشكيلي بمرحلة لا بأس بها من التواجد والحضور والتعريف بالذات ووجد الدعم والتقدير والتشجيع من أصحاب قامة وجسد ثقافي مكتمل البناء ينتنظر أن يستفاد منه باعتباره أحد روافد الثقافة السعودية وصاحب مكانة عالمية لا يمكن إغفالها، ومع هذا ومع ما وجده من اهتمام إلا انه في حاجة ماسة لوضعه على مساره الصحيح وهذا ما يسعى الفنانون إلى إيصاله للمعنيين في الوزارة بمختلف السبل ابتداء مما يكتب بأقلام النقاد والكتاب التشكيليين وصولاً إلى تلك اللقاءات.
د. الجاسر صديق التشكيليين
من جانبهم عبر الكثير من التشكيليين عن مشاعرهم تجاه هذا الحضور والاهتمام من الأستاذ الجاسر للمعارض واللقاءات التي تمت فيها فمنحوه مسمى (صديق التشكيليين) مع معرفتهم بما يحظى به المبدعون الآخرون من اهتمام أيضا إلا أن لهم الحق بمنحه هذه الصفة بعد هذا التقارب، والواقع أن ما يقوم به الدكتور الجاسر هو الدور الحقيقي إذ إن سماع المطالب أو الأحلام والرغبات لم تكن يوماً من الأيام قضية بقدر ما هي حق، ولو لم تكن كذلك لما كان هناك وزارات للثقافة وللمثقفين، كما ان في اتساع صدور المسؤولين وتقبلهم (للشطحات والمطالب السيريالزمية من المبدعين) والحاحهم لتحقيق مطالبهم ما جعلهم أكثر اطمئناناً وثقة واحتراماً لمجالهم استناداً لاحترام الدولة لهم، كما لا ننسى جانب الطرح الصحفي مع ما يشوبه من حدة وقسوة ومتابعة مستمرة قد وجد سعة البال والتوجيه الهادئ بكلمات يعتز بها كل صحفي حينما يشعر بأن ما يكتبه يجد التقدير والاحترام ويقابل بالتفاؤل ويجاب عليه بصدق وموضوعية لا أن يؤخذ ويؤول بغير ما عني به، هذا الموقف من تقدير الجهود الصحفية التشكيلية التي نعتز بتميزنا بها خليجياً وعربياً نعيد فيه مواقف سابقة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ابتداء من أمير الشباب فيصل بن فهد رحمه الله إلى الرئيس العام الأمير سلطان ونائبه وعلى مدار ما يزيد على العشرين عاما كانت فيها أقلامنا التشكيلية تطرح رأيها بحرية وثقة دون أن تواجه بأي رد مغالط أو ايقاف أو ترهيب بقدر ما نتلقى ونسمع ان ما نطرحه يتم الأخذ به كونه يمثل رأي الساحة دون خروج عن الأمانة الصحفية، ونحن في هذه المرحلة أيضا لا يمكن أن نشكك أو نتوقع إلا بمثل ما حظينا به من اهتمام.
اجتماعات دورية
ومع ما نحمله من مشاعر السعادة بوجود مثل هذا الاحتواء من تقريب المسافة التي كانت مغيبة سابقا إلا أننا نطمح في ألا تتوقف أو تتراجع أو أنها لا تتم إلا بوجود مناسبة فنية مع ما نطمع إليه من اجتماعات دورية بين المسؤولين المعنيين بالفن التشكيلي في الوزارة وبين نخب مختارة من التشكيليين من أصحاب التجارب والخبرات المحلية والعارفين بما يدور في الواقع المحيط عربياً متابعين لما يستجد في العالم ليساهموا في وضع الاستراتيجية الحقيقية لهذا الفن، فالفنانون أدرى بشعاب إبداعهم، وبهذا يمكن الخروج بالجديد عن النمطية التي تعودنا حدوثها سابقا والتي لا تتعدى فيها البرامج أو الخطط حدود إقامة المعارض وجمع اللوحات وخلافها مع ما كان يشوبها من ارتجالية في إعداد المعارض وعدم معرفة أهمية معرض يقام داخل المملكة وبين معرض يمثل الفن السعودي عالمياً لنصل إلى تزاوج في المفهوم وتقارب في تحديد المهام ومعرفة تامة للمطالب التي تكرر ذكرها كثيراً واستعرضها الزملاء كتاب الفن التشكيلي الدكتور محمد الرصيص والأستاذ الناقد عبد الرحمن السليمان وآخرون، مع ما ساهمنا به في نفس الإطار وقمنا بتقديم بعض منها بشكل أكثر تفصيلاً في أوراق العمل التي استعرضناها عند مشاركتنا في الملتقى الأول للمثقفين السعوديين منها على سبيل المثال:
الاهتمام بالإصدارات التشكيلية وطباعة الأعمال والتغطيات الإعلامية واستقطاب معارض متميزة عالمياً وعربياً وإعداد زيارات للفنانين للمعارض والمتاحف العربية والعالمية ومنح الكتاب والنقاد المعروفين فرص دورات في جامعات متخصصة.
الاهتمام بتصنيف مستويات المعارض للتمييز بين أعمال من لهم خبرات سابقة وتجارب تعتبر أساليب خاصة تحددت فيها شخصيتهم الفنية وبين مستوى الشباب الواعد ولنا في تجربة مصر الشقيقة ما يمكن الاستفادة منه ومنها صالون الشباب الذي يهيئ ويعد أجيالاً للمعارض الأخرى الأكثر دقة وشروطاً في تميز العمل.
وضع آلية تحد من العبث السائد حالياً والمتمثل في عدم وجود رقابة على المعارض وكيفية إقامتها ومستوى الأعمال المقدمة فيها إلى أن أصبحت المعارض شبيهة بفرق الأعراس تلبي دعوة أي مناسبة دون الاهتمام بما قد تعود به تلك الدعوة للفن التشكيلي من سلبيات مع ما يستقطب لها من أعمال ساذجة مدرسية المستوى تحمل اسم المعرض التشكيلي تصدم المشاهد الباحث عن أعمال تستحق تلك الصفة، والشواهد كثيرة يقوم بها بعض الفنانين تتكئ وتغلف بمسمى التشجيع قوامها الفنانون الهواة فأصبح هذا الأسلوب أبرز سلبيات الساحة.
أهمية وضع قاعدة بيانات معلوماتية تتضمن أسماء الفنانين وعناوينهم ونماذج من صور أعمالهم يمكن لأي جهة أو دارس أو باحث العودة إليها بتصنيف دقيق بناء على أقدمية الفنانين في الساحة ومستوى المشاركات الخاصة وليست الرسمية التي كانت مجالاً مفتوحاً للهواة أكثر من استقطابها الفنانين أصحاب القدرات الحقيقية، ففي افتقار الجهات المعنية للفنون التشكيلية من هذه القاعدة المعلوماتية دفع بعض الجهات للاستعانة ببعض الفنانين لتزويدهم بالأسماء فكتبت أسماء وأغفلت أخرى.
جناح للسليم في أطياف
من أهم ما يمكن التحدث عنه في حقيبتنا لهذا الأسبوع المعرض الذي أقامته الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) الأسبوع الماضي أطياف الود والوقوف أمام جناح يضم ما يقارب الخمسة عشر عملاً من أعمال الفنان محمد السليم كانت من مقتنيات البنك البريطاني تبرع بريعها المادي للجمعية، مع أن المفترض من البنك أن يقيم لها ولمثيلاتها من أعمال الفنانين الرواد متحفاً يقدمه دعماً للثقافة السعودية ويعوض ثمنها بدعم مباشر للجمعية، هذه الأعمال أعادتنا إلى مرحلة مهمة لا يمكن تكرارها وهي مرحلة السبعينات والثمانينات الميلادية التي كان فيها المعنيون بهذا الفن غير ملمين ببعد نظر الفنان الراحل السليم وفي استباقه للزمن وبأعماله التي ما زالت تنتظر زمنها الحقيقي، وبهذا أثبت السليم رحمه الله انه ينافس بتلك التجارب والابداعات لكل العصور، فالمتابع للساحة التشكيلية لا يرى إلا تحركاً ضئيلاً وباهتاً تجاه الجديد لدى الفنانين دون بحث في مجال اللوحة، ما يكشف لنا عدم قدرة أي منهم في تحديد الهوية وإيجاد أسلوب عالمي إلا الفنان محمد السليم رحمه الله هذه المدرسة وهذا الأسلوب وهذه المعاصرة في حاجة إلى دعم إعلامي سعودي كبير لإيصالها للعالمية من خلال إقامة معرض متجول للفنان محمد السليم يجوب أقطار الدنيا لنقول للعالم إننا عالميون وان اعمالنا وصلت إليهم واننا قادرون على المنافسة.
لهذا ومن هذا المنبر أضع مطلباً أمام المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام متمنياً ان يجد القبول يتمثل في ان نرى هذه الاعمال وقد خرجت من الظل إلى النور، والاستفادة من الاستعداد الكامل من قبل ابنائه كما علمت وكما أشار الأستاذ طارق السليم ابن الفنان الراحل السليم في كل لقاء يجمعني به مع ما سبق وتحدثنا حوله مع ابنته ايضا الفنانة التشكيلية نجلا محمد السليم لايجاد سبل تخليد اعماله وتقديمها بشكل يليق به وبتجاربه وبسمعته التي وضع خطواتها الأولى تجاه العالمية بما قدمه من معارض دولية، هذا كله يحتاج إلى دعم كبير نضعه أمام وزارة الثقافة والإعلام لتبنيه ودعوة القطاع الخاص لدعمه مادياً استعداداً لما يمكن القيام به من خطوات قادمة في مقدمتها إقامة متحف تشكيلي يجمع مختلف الأعمال المشابهة لفنانين رواد، مع أملنا ألا يبقى الهدف من بيع لوحات الراحل السليم في هذا المعرض مجرد الدعم المادي للجمعية فتصبح بعدها ملكاً لمن لا يقدر قيمتها الإبداعية باعتبارها ثروة وطنية لا يمكن تكرارها نتيجة رحيل مبدعها.


في حقيبة الأسبوع المقبل جولة في معرض الملتقى التشكيلي وأهمية تلاحم الإبداعات العربية.
التقارب بين المبدعين والمسؤولين يحقق الأهداف
monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved