Culture Magazine Monday  30/07/2007 G Issue 209
تشكيل
الأثنين 16 ,رجب 1428   العدد  209
 

وميض
المشاركات الخارجية 2
عبد الرحمن السليمان

 

 

أتذكر قبل أكثر من عشرين عاماً كيف يكون اختيار العراق لفنانيها في المناسبات العربية التي يكون فيها تحكيم ومنح جوائز، كان ذلك في الكويت ومن خلال معرض الفنانين التشكيليين العرب الذي تبنته لقرابة العشرين عاماً إلى أن أوقفته بعد غزوها، كانت المشاركة العراقية تتمثل في ثلاثة أو أربعة فنانين تشكيليين من الشباب غالباً أو من أجيال أعمالها ذات روح تحديثية، ولم تبخل لجان التحكيم حينها على منح العراق أكثر من جائزة أولى، كانت تعرف بجائزة الشراع الذهبي، علماً أن المملكة في بعض دورات هذا المعرض حصلت على نفس الجائزة لفنانين في دورتين مختلفتين هما خليل حسن خليل وبكر شيخون.

المشاركات الخارجية التي تبنت الإعداد لها والتنسيق والاتصال منذ البداية الرئاسة العامة لرعاية الشباب كانت تأخذ الكثير من الجهد والتنسيق وأحياناً عدم الاستجابة وكانت هناك حالة من التوفيق لإدخال أعمال مقتناة، خاصة عندما يكون التجاوب محدوداً، أو تكون الأعمال المقدمة متواضعة لكن الأسئلة التي لا تنتهي أين ذهبت الأعمال الكثيرة التي كانت الرئاسة تقتنيها من الفنانين في معارضها السابقة أو التالية، وذلك عندما أخذت تنظم معارضها وجوائزها على نحو أكثر انتقاء؟؟

الآن وفي ظل وزارة الثقافة والإعلام نجد اهتماماً مماثلاً وحرصاً تتنوع فيه طرائق الإعداد لكنا لن نخرج كثيراً عن النتيجة السابقة وردة الفعل المحدودة جداً، بل أني أجد أن ردود الأفعال حول الكثير من تواجدنا الجماعي في الخارج لم يكن بالمستوى الذي نتطلع إليه، والأسباب في واقع الأمر كثيرة، أولها كما أشرت في كتابتي السابقة الإعداد المبكر مع كل الأطراف العاملة للمشروع، فالقاعات الكبرى والشهيرة في الدول الأجنبية سواء في آسيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها تخضع لمواصفات ولشروط، بينها التوقيت والمستوى الفني وما يترتب على ذلك، وبالتالي فالمقابل لذلك هو أن بعض مشاريعنا التشكيلية الخارجية تتم بسرعة وباتصالات سريعة يتم التجهيز فيها بنفس الإيقاع المتسارع من إرسال الأعمال وشحنها وحتى الوصول بها إلى الدولة المستضيفة، وأحياناً من شدة عجلتنا تفوتنا الفرصة، وقد يذهب ممثل الدولة من دون أعمال وهو في الواقع ما حصل عندما كان الفنان حسين المحسن مرشحناً لحضور مهرجان الفن العربي في الصين الذي لم تعرض فيه المشاركة التشكيلية السعودية، وكذلك ومنذ سنوات في بينالي القاهرة عندما وصل الفنانون ممثلو الدولة قبل الأعمال الفنية.

لي تجارب خارجية في روما وباريس والولايات المتحدة الأمريكية، بعضها ارتبطت بمناسبة مشاركة المملكة في نهائيات كأس العالم، أما في إيطاليا فكانت على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وقد تم العرض السعودي في باريس في أحد أهم المراكز الثقافية العربية الفرنسية وأعني معهد العالم العربي لكن الإشكال الحقيقي كان يتمثل في أن صوتنا التشكيلي على الخصوص لم يصل إلا لبعض العرب القلة المقيمين في باريس، وبحكم علاقاتنا بهم استدعيناهم، أما الفرنسيون الذين أردنا لهم حضوراً، وتعريفاً بإنتاجنا التشكيلي فلا مستجيب، والواقع لا أعرف مقدار ما سعى معهد العالم العربي لبذله من أجل حضور أصحاب اهتمام أو اختصاص للمناسبة، أما في الولايات المتحدة الأمريكية ولمناسبة مماثلة فكان المكان هو متحف زراعي أو أقرب إليه كان لنا فيه جزء خلاف الساحة المفتوحة الخارجية التي يتم فيها العرض الفولكلوري، وبالمثل لم يكن هناك من حضور يذكر إلا من العرب المقيمين وكانوا قلة جداً يحضرون الخيمة ويتمتعون فيها بالأهازيج الشعبية والرقصات الفولكلورية، وفي موسكو التي لم يقدر لي المشاركة في أيامنا السعودية فيها، فلاحظت من خلال البرنامج أن العرض لم يستغرق في إحدى المدن سوى يومان وربما أقل.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة