قلبي لا تعبره فصولك سلوى أبو مدين
|
كثيراً ما تعطي المعاني أهميتها!
حتى وجهك الشاحب خضبته بألوان الطيف.. كي أخرج عن المألوف..!
لم أقصد أن أغير تلك الملامح وأعطيها هوية جديدة.. بل لأنزع عنك تلك النظرة السوداوية التي بدأت تشيخ رويدا.. رويدا وكأنك تريد أن تصل بها إلى المجهول!
كنت أسير معك في طرق مختلفة دون أن أفهم ماذا يعني؟
في كل منعطف تسير فيه أشم رائحة الأقحوان!
ولم أكن أعلم أنك ستلقي بي في دهاليز مظلمة!
يا للقسوة ومرارتها في طبعك!
التي تنبعث من خلال حروفك المتهالكة، وأنت تلقي بها دون اكتراث!
وفجأة هبت رياحك العاتية.
فتخثرت جميع أحاسيسي.
في لحظة ماتت في نفسي زهور النرجس التي زرعتها لك!
ارتدي قلبي معطفاً داكناً ليس من السهل أن يخلعه.
عندها استعرت قوتي من البحر..
لأواجه أمواجك العاتية.
كانت لدي القدرة أن أنتظرك طويلاً خارج خارطات العالم.
ولكنك بادرتني بسؤال أنهك قواي..
هل تكون نقطة البداية هي عودة للنهاية..؟!
كان السياج الذي حاصرتني فيه أكبر من قدرتي
وأوسع من جرحي، وفي كل مرة يخذلني قلبي وألتمس لك
أعذاراً واهية.. كي أقنع بها نفسي.
ثمة نهاية لهذا العذاب.
كنت تعتقد أن المصباح لا يغفو.
فحين أردت أن أتخذ قراري،
فاجأني المنعطف الثاني في طريقي.
أدمى نفسي..!
ألغيت كل المواثيق التي ربطناها في ليلة ما.
تحت نجمة متقدة، وثورة موج عاتية.
تناثر رذاذها على وجهينا.
وصمت غلف ذاك المكان.
لم أسمع سوى وقع خطاك على الطريق وأنت
تحاول لفت انتباهي بخطواتك المثقلة.
ماذا قلت حينها: وأنت تختلق العبارات
سأزرع في قلبك حديقة من براعم الغاردينيا
وأرويها من دمي!
تساءلت حينها؟!
أيعقل أن يصل الحب لمرحلة الجنون؟!
هكذا بدت ثرثرتك فقد أصدرت أزيزاً هادئاً
عبر الأفق البعيد.
بالرغم من أن ليلتنا كانت لافحة.
إلا أننا لم نشعر بوخز البرد فكلماتك المتسارعة.
كانت مدفأة الحب..!
وبلا مقدمات أطفأت كل شيء..!
اقتلعت بستان الأحاسيس من داخلي.
إعصارك دمر كل شيء.
أي عذر تختلقه؟!
وأي موسم تنتظره؟!
كل شيء تلاشي..!
فصمتك في تلك اللحظة طوى كل الصحفات بيننا.
لم يعد سوى فصل واحد اعتاده.. (النسيان).
وسأظل أحتفظ لك بمحطة.
لا يستطيع أن يعبرها أحد.
عذراً.. سيدي فقلبي لا تعبره فصولك!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|