المكابدات..أم السبات؟ سعيد الدحية الزهراني*
|
كان الزميل الأستاذ طامي السميري المحرر الثقافي بجريدة الاقتصادية قد طرح محوراً صحفياً عن قضية تتعلق بالصحافة الثقافية لدينا، وكيف أن المحرر الثقافي يكابد وهو يتتبع أخبار المثقف ، وما يعانيه في ذلك خصوصاً وأن مثقفينا ما زالوا يعيشون في أبراجهم العاجية.
وفي الحقيقة لم ولن أتفق مع أخي طامي فيما طرحه، لأنني ابن المهنة (الصحافة) دارساً وممارساً، وأعلم تماماً أن ما يعانيه المحرر لدينا أياً كان تخصصه أو انتماؤه هو ما يتعلق بطغيان الجشع المادي على الحس المهني، أي ممارسة المهنة الصحافية على أنها مصدر لكسب القوت فقط، دون أن يكون للحس المهني أدنى حضور، وهذا ما أدى بالضرورة إلى وجود أداء متكاسل خامل لا حياة فيه ولا إثارة وهو الأمر الذي إذا خلت منه الصحافة فقد فقدت بريقها ولمعانها.
المؤلم حقاً أن مثقفينا ومؤسساتنا الثقافية بشكل عام نجدهم قد ألفوا واعتادوا على هذه الطريقة وهذا النسق من الأداء الصحافي الكسيح وأصبحوا يعتبرون أن من يحاول الاقتراب منهم ما هو إلا أحد المنشقين الخارجين عن عصا الطاعة أولائك الذين لا تقبل لهم توبة.
مؤسف جداً واقع صحافتنا الثقافية المحلية وفي تصوري أن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق المحرر الثقافي الذي ركن إلى التقليدية وألِفَ العمل الروتيني الفاكسي، ومضى في تصنيم الوجوه والمناصب وتقديم القرابين الوضيعة من خلال التلميع الباهت والبراويز الأحفورية.
وعوداً على بدء، أقول إنْ تحررنا(نحن المحررين) من التبعية واتجهنا للمهنية وناقشنا إشكالياتنا بصدق فسيخرج مثقفنا الموقر من برجه العاجي مرغماً لا مختاراً عندما يتيقن تماماً أن لا مناص من أقلام محررين ما هم إلا أفراد في دائرة السلطة الرابعة.
ليتنا نتجه بصدق إلى أداء بناء هدفه الرقي بمستوى الثقافة والأدب لدينا، ليتنا نملك الشجاعة الأدبية الصحفية في مواجهة مشكلاتنا والتعرض لها وتفنيدها بصراحة لا تثنينا عنها لومة لائم.
وفي الختام أود أن أذكِّر بفضيلة نقد الذات التي إن عملنا بمقتضاها فإننا حتماً سنصل إلى الهدف المنشود الذي بدأناه بنقد الذات، لا الإحالة إلى الأخريات.
aldihaya2004@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|