معادلة أدبية
بين العباس والحاج قصيدة النثر
الثقافية عبدالحفيظ الشمري
|
«المعادلة الأدبية» في قطبيها «بما أن» و«إذن» تأخذ شكل البحث عن كينونة الأدب بوصفه خطاباً ينتجه العقل، وتضيئه اشتراطات اللغة المتألقة.. تلك التي تقدم للقارئ خلاصة الوعي، وثمار المنتج العقلي..
.. ها نحن في هذا السياق التأملي نقف بين طرفي المعادلة «بما أن» و«إذن» في رؤية الشاعر أنسي الحاج وتأمل الناقد محمد عبدالله العباس لأبعاد هذه الشعرية النثرية المنتقاة..
بما أن قصائد الشاعر أنسي الحاج تأخذ شكل شعرية اللغة.. تلك التي تنطلق من صيغ البحث عن المفردة الإنسانية المعبّرة لكنها لغة حديثة ترصد الأحداث، وتذرع المسافة بين النص والقارئ..
وبما أن قصيدة النثر تأخذ شكلها الموضوعي، وبعدها الأكثر خصوصية في ذات الشاعر.. فلا تخلو أي قصيدة من الانثيالات اللاعجة.. تلك التي تأخذ شكل الخصوصية الحادة.. إلا أن «أنسي الحاج» يمتلك ناصية مشروعه الشعري منذ أربعة عقود.. بل يجاهر دائماً منذ «خواتم» وأعمال أخرى في رصد تلك الأسئلة الشائكة.. هل من حل..؟.. هل من طريق..؟ هل نقبل؟.. هل وهل..؟ بما أن الشاعر أنسي الحاج ينتهج أسلوب التأمل لحال النكبة.. وكأنه يتبرأ منها.. مستشهداً في صياغة الإدانة الدائمة لكل ما هو جديد.. يجتث حميمية الأشياء لكن القارئ لقصيدة النثر.. ولا سيما ما يطرحه الحاج يقف على حافة الحياد متسلحاً بالغموض، والهذيان الذاتي، والنأي عن حالة «الجماعة»، وابتسار الأنوية الى حدٍ يوغل في النرجسية الشعرية..
إذن نحن بحاجة الى قول الناقد محمد عبدالله العباس حينما يصف لنا شعرية انسي الحاج بوصفه قائداً ملهماً لفيلق المحاربين الجدد في غابة الشعر الشائكة..
.. ففي كتابه «ضد الذاكرة» يقف العباس موقف المتأسي على حال قصيدة النثر وخطوها المتعثر نحو الشعرية لكنه يفرد للحاج خلعة من شهد الكلمات تلجم رؤيته السوداوية لتفرد القصيدة لدى «الحاج» جناحيها الأبيضين حتى تتجسد علاقة الشاعر بالقصيدة على نحو من التأزيم والتجاذب لا يحسمها برأي «العباس» سوى القارئ الذي يقتسم مع الشاعر مجد القصيدة.. إذ يرى ان القصيدة لا تتموضع في منتصف المسافة؛ حتى وان بدت منبثقة شعوراً ونصاً من ذات الشاعر، فالقارئ الضمني كما اصطلح على تسميته هو الأفق المعرفي والذوقي «ضد الذاكرة ص 98».
إذن جدلية شعرية النص النثري كما يراها الناقد العباس تأخذ شكل النضح عند فئة من الناس حتى انه يوقظ في الذهن رغبة جديدة في إعادة محاولة قراءة ديوان «خواتم» لأنسي الحاج ليظل الرأي الأخير مؤجلاً لحين استجلاء حقيقة هذه الشعرية والخروج من مأزق غابة الشعر الشائكة بسلام لا ضير ان نقول بأن أنسي الحاج كتب قصيدة الموقف، ودون عريضة الاحتجاج الشعري.. ولا زال الناقد العباس يبحث عن مخرج مشرف من هذا المأزق الذي ابتليت به جماليات القصيدة الحديثة. نحن الآن بين طرفي المعادلة.. نتأمل أبعاد محوريها في محاولة ان نلتقط جماليات القصيدة لغة ووعياً.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
