الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 31th March,2003 العدد : 4

الأثنين 28 ,محرم 1424

مساقات
ألقاب الشعراء
(بحث في الجذور النظرية لشعر العرب ونقدهم:1)
عبدالله بن أحمد الفيفي*
1
«إن القلوب إذا كَلَّتْ عَمِيَتْ!» وعليه، يأتي مسوّع اتجاه المساقات وجهة جديدة، بعد أشهر من الكتابة حول «القصيدة الرواية». ذلك المصطلح، البدعة، الذي ما يزال يقلقني، مثلما تقلقني نصوصه. غير أن حقيقة البدعة لم تكن في المصطلح نفسه ولكن في جنس النصوص التي ينطبق عليها، والتي تدخل إلى الرواية من نافذة القصيدة، لتخرج في شكل جديد، لا بالقصيدة ولا بالرواية. وأنا أتناول تلك الظاهرة بوصفها بدعة فنية حسنة، لا كما يظن الظانون، بل كما يصرّ أصحاب النصوص أنفسهم على التخلّي عمّا أنجزوه وتقييد أيديهم بعربة الرواية التقليدية، كلما رأوها تجوب الشوارع والأزقة من حولهم. ومصطلح «القصيدة الرواية» لا يعني بحال من الأحوال أن النص يعدّ «قصيدة شعرية»، إلا كما يمكن أن تعدّ «قصيدة نثر» «قصيدة شعر»، مع أنها قد نفت باسمها عن نفسها هذه النسبة.
وهكذا أوشك أن أغرق ثانية في «القصيدة الرواية» بعد أن عقدتُ العزم على أن أتركها إلى رجعة لاحقة. وتلك الرجعة ستكون إن شاء الله حول المصطلح مع دراسة نصوص أخرى تندرج فيه. أما هذا المساق وما سيتبعه فسيتجه إلى قضية أخرى يشير إليها العنوان.
2
لو طُرح السؤال: لِمَ الحرص على تلقيب الشعراء في التراث العربي القديم؟ لبدت أسباب فنّية من بين الأسباب العامة للتلقيب. ولئن كان التلقيب يمثّل ظاهرة ملحوظة في ثقافة العرب بعامة بدليل النهي القرآني عن الوجه السلبي من ممارسته: {وّلا تّنّابّزٍوا بٌالأّلًقّابٌ}(1) فإن بواعث التلقيب الفنّيّة تحديداً لجديرة بالتوقّف والدرس، لما لعله يكمن خلفها من رؤية نظرية عربية للشعر ونقد فنّيّ خليق بالبحث والتدبّر، في إطار تفهّم الجذور النظرية للشعر العربي بعامة ونقده. وهكذا فإن هذا الدرس ينطلق من فرضية تزعم أن وراء ألقاب الشعراء في تراث العرب القديم إشارات إلى خصائص شعرية لشعر من لُقّبوا بها. ومن ثم فإن بعض تلك الألقاب الشعرية هي بمثابة أوسمة استحقاق إبداعية، لا تمنح اعتباطاً.
من هذا المنطلق فإن البحث يمكن أن يتركّز موضوعياً على ألقاب الشعراء التي يتبدّى من تحليلها أنها تنطوي على حُكْمٍ نقديّ على شعر الشاعر، يستلزم بحثاً عن أسبابه على المستويات الاجتماعية أو الثقافية أو الفنية. ولهذا سنصطفي من ألقاب الشعراء وهي الظاهرة التي لفتت القدماء والمحدثين(2) ما يتفق منها والهدف المشار إليه. فلقد كانت مجمل الكتب حول ألقاب الشعراء قديماً وحديثاً يكرر بعضها بعضاً في سرد الألقاب على اختلاف أنواعها من جهة ومن جهة أخرى في استعادة تفسيرات القدماء نفسها دون محاولةٍ لسبر العلاقة بين اللقب وصاحبه من ناحية فنية أو غير فنّية، فجاءت أعمالهم في شكل معاجم لا أكثر.


يتبع
aalfaify@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved