الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 31th March,2003 العدد : 4

الأثنين 28 ,محرم 1424

أثر خفيف
إدوارد سعيد بين القلم والسيف (12)
علي العمري
ليس إدوارد سعيد مجرد مفكر فحسب كما انه ليس مجرد أكاديمي فحسب، انه قبل هذا وذاك أو بهما مثقف.. لن تعود لكلمة مثقف تلك الدلالة السائدة الآن في الأوساط الثقافية العربية، وأهمية إدوارد سعيد تأتي من قدراته الهائلة على المقاومة في كل الاتجاهات سواء داخل المجتمع الأمريكي حيث يعيش ويعمل بروفسورا في مجال العلوم الإنسانية في جامعة كولومبيا ويحمل الجنسية الأمريكية، حيث ولد في القدس عام 1935م وطرد منها مع أسرته عام 1948م مع من طرد..
وقد قام الإعلامي الأمريكي المثقف دايفد بارسميان بإجراء العديد من الحوارات العميقة مع إدوارد سعيد ابتداء من عام 1987م وحتى 1994م وذلك لأنه كما يقول يشعر: «بقرابة لإدوارد سعيد وهي قرابة متجذرة في تجربتي الحياتية على الأرجح التي تبرز فيها موضوعات المنفى وسلب الأوطان» ص 5، هذه الحوارات التي صدرت ترجمتها العربية عن دار كنعان للدراسات والنشر بعنوان «القلم والسيف» تعتبر أحد الأشكال المهمة التي تساعد في كشف جزء من شخصية إدوارد سعيد المفكر/ المناضل/ الإنسان/ المنفي/ الغريب/ ... إلخ.
لماذا ما يحدث في فلسطين منذ عام 1948م حيث أُجتثَّ إدوارد سعيد مع كامل أسرته وهو ابن الثلاثة عشر عاماً ما زال يحدث إلى الآن، يتساءل سعيد «عما إذا كان هناك تاريخ متراكم يصان في شعبنا أو إذا كنا محكومين بالمرور بالتجربة نفسها مرة إثر أخرى» ص46 لماذا لم نستطع وضع حد لذلك؟ لماذا لم نتعلم من تجارب الجيل السابق»، «لماذا لم نتمكن من صنع تاريخ من نوع مختلف؟» ص 46، هذه أسئلة يتحملها سعيد بمرارة بل ويثيرها كثيراً كونه يعي فرادة الوضع الفلسطين في ظل عالم تسيطر عليه قوة عظمى واحدة هي أمريكا التي تدعم عدواً مدللاً هو اسرائيل دون أن يكون أمام الفلسطيني سوى الاستمرار في المهمة الأسطورية.
ولا يبدو سعيد متفائلاً بما يحدث في الأرض فيما يتعلق بعملية السلام بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل، تلك العملية التي لم يرها سعيد منذ البداية إلا استسلاماً تاماً وتنازلاً فادحاً يدفع الشعب الفلسطيني ضريبته غالياً في تخبط وعشوائية وقرارات خاطئة بوعي أو بدون وعي لأبعادها الفادحة على الشعب الفلسطيني.
ولا يغفل إدوارد سعيد دور الثقافة في ترسيخ الإمبريالية مستشهداً بالعديد من الكتاب الذين عاصروا المد الاستعماري الحديث في القرن التاسع عشر وكانوا جزءاً من تجسداته حيث كان الاستعمار لا يأتي إلى بلد ليسلب مدخراته وثرواته فقط بل أيضا ليرسخ داخل هذا البلد قيمه الثقافية ونزعته المتفوقة وليكن القيِّم على شعوب هذا البلد كما حدث للإمبراطورية البريطانية في الهند حيث ظل الاستعمار البريطاني لمدة «300» عام.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved