الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 31th March,2003 العدد : 4

الأثنين 28 ,محرم 1424

قصة قصيرة
«ضحية أب»
شوقي العوض
دخلت المنزل وهي منفعلة انفعالاً جنونياً وترمي بكل ما يقابلها من أثاث وديكورات، فتحت باب غرفتها بقوة ثم قذفت حقيبتها بالجدار. سحبت مكتبتها بالأرض حتى تهشم زجاجها وهي تردد: «لا فائدة في حياتي لا فائدة في حياتي لا ........» حتى أصابتها هستيريا من البكاء وألقت بنفسها على السرير والدموع تنهمر من عينيها.
أسرعت إليها أمها ماذا بك يا ابنتي ؟؟ ماذا أصابك ؟؟ اهدئي يا ابنتي وأخبريني؟ فقالت: كيف أهدأ يا أمي وهذا الخاطب الرابع يرفضه أبي ويقول إنه ليس من عائلته.. عن أي عائلة يتكلم أبي؟ ألا يعلم قول الإسلام: لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى أيحسبني سلعة تباع وتشترى؟ ألا يسمع أبي قطار العنوسة يطلق صفارته وهو يقترب من محطتي؟؟ ألا يراني أبي أغرق في بحر لا قاع له؟؟ أين العطف والحنان في هذا الزمان الذي أصبح فيه الزواج تجارة عائلية. تقولين لي إهدئي. كيف أهدأ يا أمي وبنات جيلي تزوجن وأنجبن ولا يزال أبي يضع سكين القسوة على عنقي. لماذا يا أبي ؟ لماذا يا أبي؟ لماذا ..... قالتها وهي ترددها في نوبة من البكاء.
هذه أسئلة لا جواب لها. أما الأم المسكينة فليس بيدها شيء إلا أن تمتلئ عيناها دموعاً لتردد: «حسبي الله ونعم الوكيل».. علم الأب بكل شيء عن ابنته وما زال متمسكاً بقرارات «الكونغرس» العائلي الذي يترأسه وهذا انتهاك لحقوق الفرد العائلية وعدم الحرية في رأي الآخرين ..
مرت شهور وسنون حتى مات الأب إثر علةٍ لم تمهله طويلاً .رحل بعدما هجر ابنته حتى نخرت العنوسة جدران مستقبلها وأصبحت ضحية أب لا يعرف الحنان طريقاً إلى قلبه وها هي الآن تنتظر من سيطرق الباب......!!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved