الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 31th March,2003 العدد : 4

الأثنين 28 ,محرم 1424

في المسألة التربوية
نحو منظور سوسيولوجي منفتح
تأليف/ مصطفى حسن، الدار البيضاء
المركز الثقافي العربي، 2002م، 224 صفحة.
هذا الكتاب: يضم مجموعة من الدراسات والقراءات النقدية، وهي مساهمات متنوعة المضامين والأهداف ومحاور التركيز، غير أنها، تظل مرتبطة ب«المسألة التربوية» كمجال انشغال واشتغال، وبالمنظور السوسيولوجي كزاوية للتحليل والمقاربة، كما يوحدها اطار مرجعي فكري نظري ومنهجي موجه. وتتمثل هذه الخلفية المرجعية في كون تلك المساهمات تتحرك في أفق البحث عن حوار نقدي يصفه المؤلف بأنه «يحاول تجاوز الذاتية والانغلاق الفكري والإيديولوجي وضيق الأفق التخصصي، وهو ما عرفناه ب«النقد المتعدد الأبعاد: critique multiidimensionnelle». وهو في تصورنا مشروع فكري يراهن ضمن شروط وأخلاقيات وأعراف الممارسة العلمية المسؤولة والمتواضعة على تملك وعي مضاعف: معرفي واجتماعي/ تاريخي في آن. وهكذا فعلى المستوى المعرفي/ الإبستمولوجي، تستهدف هذه الرؤية النقدية التأكيد على الجوانب النظرية والنهجية التالية:
ضرورة تحديد الاطار التخصصي الذي ينطلق منه الباحث في النقد والتحليل في كل مقاربة أو قراءة أو تحاور، والوعي بأنه لا يشكل سوى زاوية محددة ومحدودة تشترط اطلالته على الموضوع المبحوث.
أهمية الوعي بالخلفية النظرية والمنهجية التي يتم اعتمادها في مقاربة ما، أو في مجال تخصصي معين، ذلك ان هذه الخلفية الموجهة هي التي سوف تترتب عليها نوعية الخلاصات والنتائج.
الاعتراف بأن المسافة النقدية التي يفترض ان يتخذها الباحث في مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية تجاه الواقع المبحوث، لا تتسم سوى بصلاحية أو مصداقية نسبية، إذ الباحث نفسه جزء من موضوع بحثه. ومن ثم فلا يمكن أن يكون محايدا ومتجرداً وموضوعيا إلا في حدود معينة تختلف باختلاف الشروط المعرفية والاجتماعية، الذاتية والموضوعية، التي تؤطره وتوجه اهتمامه. ولذا فبدل ادعاء موضوعية مزعومة، فإن الممارسة العلمية أو النقدية المسؤولة تستلزم إدراك هذه الواقعة المنهجية.
الوعي أيضا بتعددية وتعقد واختلاف أبعاد الظواهر الاجتماعية والتربوية منها بشكل خاص والتي يتم اتخاذها موضوعا للدراسة: سوسيولوجياً، أو سيكولوجياً، أو اقتصادياً..، وذلك لأن الواقع الاجتماعي المقارب تنتظمه برمته عناصر التعدد والتحول والاختلاف، حسب شرطيات الزمان والمكان.
الاقرار بكون هذا التعدد والاختلاف يفترض بدوره تعدداً موازيا في أنماط الرؤى والمنظورات والمناهج ونماذج التحليل والنقد والقراءة، التي يتم الاستئناس بها في مقاربة ما، وفي مناخ مجتمعي وتاريخي محدد.
تجنب الطروحات الاختزالية الضيقة، لذا فإن أي مقاربة تظل مشروطة بمنظورها التخصصي ومجال اهتمامها وخلفيتها النظرية والمنهجية التي تشكل اطارها الاحالي المرجعي، وذلك مهما راهنت على محاولة استكمال احاطة شمولية بموضوعها المستهدف.
تستوجب الحيثيات المعرفية الانفة، من جهة أولى، خيالا سوسيولوجيا واعيا بتعدد واختلاف وتغير أبعاد ومكونات الواقع المبحوث، الأمر الذي يفترض تعدد واختلاف المنظورات والتخصصات والمناهج، كما تقدم، ومن جهة ثانية، وعيا كذلك بتداخل وتشابك وترابط تلك المكونات مما يستتبع، تكامل وتحاور المنظورات التخصصية وأنماط الرؤى والمناهج. إن هذا الاشكال الإبستمولوجي هو ما يعبر عنه ب«جدلية الوحدة والاختلاف» أو «التماثل» والتغاير» وهي جدلية تشمل عناصر الواقع الانساني/ الاجتماعي، كما تنسحب أيضا على أنماط المعارف التي ننتجها حول هذا الواقع ذاته.
لقد كانت هذه القضايا المعرفية المسوقة أعلاه من أهم ما يطمح «النقد المتعدد» الى أن يتخذ منه منطلقا لحوار منفتح، أما على المستوى الاجتماعي/ التاريخي، فإن هذا المنظور النقدي يجعل من أولوياته ما يلي:
نقد الذات في هويتها الخصوصية والكونية، وفي بعدها الزمني/ التاريخ: ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وفي كل أبعادها السيوسيولوجية والثقافية والحضارية.
نقد الآخر/ المغاير الحضاري في اختلافه وتميزه، وفي منتوجه المعرفي والتاريخي، وفي اطار منظومة العلائق والروابط الكونية التي تحدد شكل ومستوى صلاته بالذات/ النحن:«العرب، المسلمين، الثالثيين عموماً..» وما يتكنف هذه الصلات من جدل بين «الخصوصية والكونية، التماثل والتمايز، والوحدة والاختلاف».
نقد اللحظة الحضارية بكل أبعادها ودلالاتها محليا وكونيا، وذلك باعتبارها «نظاما عالميا» تتفاعل فيه وتتصارع مختلف أشكال الممارسات والنظم والتوجهات الفكرية والسياسية والإيديولوجية والحضارية، وفي صيغة تقاطب شمولي تتحكم فيه مجموعة من الأحلاف والمحاور والمصالح ومراكز الاستقطاب وموازين القوى الاقتصادية والاستراتيجية والعلمية والتكنولوجية..، وعلى الخصوص في ظل النظام الكوني الجديد بكل سماته وخصائصه ومعطياته النوعية».
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved