الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 31th March,2003 العدد : 4

الأثنين 28 ,محرم 1424

أزمة الأقليات في الوطن العربي
تأليف: حيدر إبراهيم علي، ميلاد حنا، دمشق: دار الفكر، 2002م، 400 صفحة.
هذا الكتاب دراسة تحليلية يتناول المؤلف فيها موضوع الأقليات، عبر تتبع المفهوم والمعاني والمصطلحات المتشابهة أو المتقاطعة التي تساعد في فهم الظاهرة وإدراكها. ثم الرصد التاريخي بحثاً عن صلة الماضي في تشكيل حاضر وواقع الأقليات، والتعرف على نتائج العوامل التي تقف وراء الدوافع للتفرقة والتمييز، والدوافع التي تجعل المجموعات تصل حد القتال ومحاولة القضاء على الآخر، بالإضافة لتكوين النظرة والوعي بالأقليات والتساؤل حول المستقبل وتصور ممكنات المخرج، من خلال التاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع. يقول المؤلفان: «إن أغلب دراسات الأقليات تدخل إلى الأبعاد السياسية مباشرة، وبرغم أننا لم نغفل دور السياسة، ولكن وضعنا السياسة في سياق أوسع وفي حجمها الحقيقي بالذات كنتيجة لسيرورة ثقافية واجتماعية ونفسية، قد يحس القارئ بالابتعاد أو التفصيلية أحياناً، ولكن كل هذا ليس من النوافل في موضوع كالأقليات، ولكنه بحكم العادة يتوقع تناولاً معلوماً ومطروقاً».
إن مسألة الأقليات ترتبط بالتحضر، تختفي عندما ترتقي أمة معارج الحضارة، فتبحث عن نقاط وفاقها لتنميتها، وتبرز عندما تسأم أمة تكاليف الحضارة، فتبحث عن مواطن اختلافها وتثيرها لتهوي بها في حضيض التخلف. إن مكمن الإثارة في هذا الحوار عن أزمة الأقليات أنه يجري بين مفكرين يعيشانها: مصري من الأقباط يكشف عن منابعها ودخائلها، وسوداني يكتوي بلده بنارها منذ ثمانية عشر عاماً.
من الكتاب:
مشكلة الأقليات في العالم من أهم القضايا المرتبطة بكل من المشاكل السياسية والسلام الاجتماعي في مجتمعات كثيرة. والتاريخ مملوء بصراعات شديدة نتيجة الكراهية للآخر. وفي الوطن العربي يكاد يكون موضوع الأقليات من الموضوعات غير المطروقة بوضوح، إذ لا تعتبر معالجة هذا الموضوع من النشاطات الفكرية البريئة. ورغم أن الوطن العربي شهد حروباً طائفية واثنية استمر خلالها الاقتتال لسنوات طويلة كما حدث في لبنان والسودان، وهي أمثلة لصراع ظاهر وعنيف. ولكنَّ كثيراً من الدول العربية يمور داخلها صراع أقليات كامن وناعم لم ينفجر بعد، ويمكن أن يعبر عن نفسه بأشكال أخرى في أي لحظة. كل هذا لم يجعل الاهتمام بمسألة الأقليات يحتل مكانة متقدمة في الفكر العربي أو المجال الأكاديمي والبحثي أو حتى في العمل السياسي المباشر. إن ربط موضوع الأقليات بقضايا الحرية، يفسر كثيراً من القصور والسلبيات لأن الحرية هنا لا تتوقف عند المطالبة بها للأقليات، بل هي مطلوبة كوسيلة لدراسة الظاهرة دون محاذير ورقابة خارجية وداخلية. مع أن قضايا الحرية تلح علينا بقوة خاصة وأن العالم المعاصر قد أعطاها أولوية قصوى، مهما اختلفت الدوافع، إلا أنها تأتي عندنا بعد هموم أخرى كثيرة. ولم تصبح شرطاً ضمن أجندة البحث عن حلول لتلك الهموم. فالحرية وسيلة وغاية في حد ذاتها أي نستخدمها في فهم المشكلات برؤى صافية ونجعلها هدفاً واقعياً نواجه به أسباب وجود هذه القضايا المعقدة التي تقعد بالمجتمعات والأوطان. إن البحث عن حلول علمية وواقعية لمشكلات الأقليات من خلال التسامح وقبول الآخر وتبني التعددية السياسية والثقافية، هو المدخل الصحيح لقيام دولة وطنية قوية يمكن أن تتجه نحو وحدة قومية شاملة ومستديمة. ولكن حين تنشغل كل دولة بأزماتها الداخلية خاصة المتعلقة بدمج الوحدات الاجتماعية والثقافية فسنكون أمام دول ومجتمعات فسيفسيائية مبعثرة تنقصها القدرة أو القوة الذاتية. وبالتالي لن تضيف لما هو أكبر أو أشمل أي الوحدات القومية الكبرى.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved