الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 31th May,2004 العدد : 61

الأثنين 12 ,ربيع الثاني 1425

المناع مدير مدرسة الصحافة
عابد الحربي *

يقولون: (إن من رأى ليس كمن سمع)، ومن هنا فإنني أقول لكل من سمع عن الدكتور عبدالله مناع ككاتب وكصحفي وكأديب وكرئيس تحرير:(إن من سمع ليس كمن عايش هذا الإنسان عن قرب وتتلمذ على يديه سنوات ليست بالقصيرة).
فأبوعمرو مدرسة صحفية متكاملة نهل منها الكثير من الصحفيين والكتاب والأدباء ولعلني أحد اولئك الذين تتلمذوا على يدي المناع في مدرسته الصحفية الكبرى (مجلة اقرأ) لقد كان المناع استاذاًَ ومعلماً ومرشداً وموجهاً وداعماً ومحامياً لكل من يعملون معه.
كل هذه الصفات جميعها ليجعل تلاميذه كباراً، كباراً بجرأتهم واسلوبهم القوي وتحقيقاتهم الجريئة ولقاءاتهم المثيرة وبحثهم الجاد عن الحقائق مهما كلفهم ذلك من تعب وارهاق.
كان المناع يرسم منهاج العمل ويوزع الادوار ويقف إلى جوار كل محرر يوجهه ويدعمه ويذلل امامه العقبات، كان يستمع الى المحرر بكل سعة صدر وتؤدة لم يسخر في يوم من الأيام من احد مهما كان صغيراً او مبتدئاً او مخطئاً كان يقول لكل من حاول ولم ينجح: حاول وأنا معك، وبالفعل كان يقف معه يذلل امامه كل العقبات، واذا ما جاء هذا المحرر بعمل جيد شجعه وأشاد به امام زملائه وامام ضيوفه ليعطيه دفعة معنوية كبيرة تساعده على مواصلة المشوار.
كنا عندما نتحدث مع المناع نجده ملماً بكل شيء ملماً بأخبار السياسة والساحة الأدبية والثقافية والفنية والرياضية. فما أن تذكر شخصاً لتجري معه لقاء حتى تجد المناع قد اسعفك ببعض الاسئلة التي تجعل للقائك بتلك الشخصية طعماً ورونقاً، بل احياناً يكتب مقالات بأسماء مستعارة في بعض ابواب المجلة تدعيماً للمشرف على ذلك الباب.
كان المناع يتحدث مع محرريه ويناقشهم ويوجههم ويستمع لآرائهم بكل رحابة صدر دون ضجر او تذمر، لا اذكر انه سخر من شخص او تحدث عنه في غيابه بنقد لاذع ولا اذكر انه استهزأ بمحرر صغير او بصحفي أخطأ بل كان يوجهه ويقوم بتصحيح الخطأ بكل هدوء وروية.
لا اذكر انه طلب من شخص ان يذهب الى شخص آخر ليقول له:ان المناع يطلب منك ان تعمل كذا بل يقوم بذلك بنفسه، كان يرفض ان يدخل شخص آخر بينه وبين أي محرر فإذا ما أراد توجيه المحرر او التحدث معه، طلبه منفرداً في مكتبه بعيداً عن البلبلة والقيل والقال هذه الصفات جعلت للمناع مكانة خاصة وموقعاً رفيعاً في قلوب من عملوا معه.
من هنا فإنني اقول: اذا كانت للصحافة مدرسة فإن افضل مدير يستطيع أن يقودها بكل جدية واقتدار ويوصلها الى النجاح هو الدكتور عبدالله مناع.


* مدير تحرير مجلة اقرأ

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved