أفنى حياء أنوثتي صبر الفتاة |
ولواعج الحرمان في جمر الأناة |
وكوامن الآهات في أرق الدجى |
وتمرد الجريان في عين المهاة |
أنا رفة الطرف الحزين مكحلاً |
بصدى ابتسامات الشفاه الذابلات |
فإلامَ يجهلني أبي ما أشتهي |
وإلامَ امي لا تعير لي التفات |
وأخي تجاهل رغبتي وهو الذي |
أحرى بها فهماً بدون الترجمات |
وأدوا يفاعي في لحود عيونهم |
وحثوا على رمسي غبار الترهات |
أنا لم اكن مما يباع ويشترى |
حتى يغالي قيمة المهر الغلاة |
ما مال قارون الكثير براجح |
عندي على بوحٍ أحبك يا فتاة |
شرف بأني الدر في أصدافه |
لا بهرجات الكاسيات العاريات |
من جاء يخطبني يشاطر والدي |
قلقاً يساوره نزاع مرتبات |
أجتر حرماني وأشرب دمعتي |
هيهات ترويني البحار المالحات |
ثكلى تعذبني طيوف وليدي ال |
مدفون في أحضان كل الأمهات |
ويروعني الكابوس أصرخ إنني |
أأبى الرقود على فراش العانسات |
في المغرب العربي غرب شماله |
في بلدة بالقرب من وزّان |
نشأ الفتى عبد الرحيم بمنزل |
متوشح بسكينة الإيمان |
وقد التقى كهل به فترافقا |
وبنية العمل التقى الاثنان |
وأحله الكهل الكبير ببيته |
كفتى له من سائر الفتيان |
فتخطف الإعجاب إذ حتى التي |
قد عدها أما من النسوان |
تطريه ألفاظاً وتمعن قربه |
ويظنها كالأم منه تداني |
وهي التي تدنو تراوده الخنا |
ترخي عليه نعومة الثعبان |
فاستجمعت كل المثيرات التي |
تغريه واتكلت على الشيطان |
واستدرجته لباب مخدعها فلم |
يك قبل ذاك لها من الأخدان |
ومضت تطارحه الحديث مداخلاً |
تفضي لغايتها ببعد معان |
رفع العيون إلى السماء بدعوة |
يا رب إني مبتلى وتراني |