عبد الرحمن الرفاعي .. رجل أخلص للغته وثقافة أُمته .. أخذ على عاتقه مهمة تصحيح المفاهيم التي اعتاد الناس عليها ولم يتعمّقوا فيها .. إنّ الرفاعي عقل أبحر في قلب المعجم العربي بحثاً عن دلالات جواهر الكلم .. وفي كل محطة يقف عند أحد المرافئ ليقدم لنا إحدى الدرر اللامعة التي تختزن طاقة من المعرفة تسطع بها سطور كتاباته المشرقة.
مع الرفاعي تشعر أنك بصحبة المثالي الذي وجد نفسه في الحقيقة .. فالمفكرون الصادقون - بالفعل - هم الذين يعيشون في الحقائق أو يسعون لالتماسها في قلب المعرفة.
وعندما تقرأ أعمال هذا المفكر تزداد قناعتك بخطورة اللغة وأهميتها .. وأنها البنية العقلية الكاشفة لطرائق عمل العقل الإنساني.
وهذا ما يجعلك تعيد قراءة الرفاعي من آن لآخر لأنّ كتاباته مرآة تعكس هويتنا العربية التي تتجلّى في أصولها شجرة لغتنا الاشتقاقية.
هذا ما جاء على الغلاف الأخير من الكتاب للدكتورة فاطمة الصعيدي والأستاذ أحمد يحيى .. جاء الكتاب في 99 صفحة من القطع الصغير.