Culture Magazine Monday  31/12/2007 G Issue 227
فضاءات
الأثنين 22 ,ذو الحجة 1428   العدد  227
 
رفيف
نص
د.فاطمة الوهيبي

 

 

(أحب أن أتجوهر في حقيقتي

كما تتجوهر قطرة المطر في فكرة الغيم)

هكذا قلت في محاولة لمراوغة الحارس فيَّ،

الذي يسهر على حراسة أسطورتي الخاصة،

كنتُ أريد أن أثبت لي، وله - في جانب من نفسي القصية-

أن هذا التمثال المصبوب من غيم يتجوهر في فضاءات

مدهشة ليس في الحقيقة سوى مطر محتمل، وإذا

أمطر فغالباً ما يكون هادراً وغير محتمل!!

كانت أسطورتي - بممكنها ومتحققها- فوق طاقة

الفضاءات المفتوح منها والمغلق..

كانت أسطورتي أقوى من احتمالي وأضعف

من جدب الواقع وفقره.

وكنتُ هناك أتجوهر في الحلم تارة، وفي الأسطورة

تارة، في ممكن الغيم، وممكن الفكرة،

وبين القوة والفعل كان إزميلي مرة ينحت

أسطورتي - تمثالي الداخلي- وتارة يقوض

ما نتأ من أوهام الفضاءات واستطال من

أطياف الحقائق التي علا ظلُّها حتى صار

أكبر من بدئها.

نعم: كان كثير من أسئلتي القلقة يقف على هذا

المفصل البرزخي: كم هي المسافة الفاصلة بين ما نحن عليه

وبين اللحظة البدئية؟

كلما طالت المسافة بين الاثنين

يمكن أن نعثر على جواب مرتبك!!

بعضنا سيقول إن مقياس عبورنا نحو التحقق

واجتياز المسافة بين القوة والفعل، وبين

البدئي فينا والمتحقق، يكمن في طول المسافة

واستحالة العودة،

وبعضنا سيملك إجابة مناهضة، شعرية على نحو ما،

ليقول: كلما أمكن للإنسان أن يتحرك سريعاً من

وإلى؛ من البدئي إلى ما هو عليه الآن، فذاك يعني

أنه مازال يملك بياضه الخاص وإمكان تحقق

لوحته بكل الألوان غير المشبوهة أو المرتبكة

أو المنشغلة بتعثراتها!!

كلما كان المرء غير متيقن من حقيقته، وغير

متأكد من تعثراته وتوصيفاتها، كلما بدا

أكثر طبيعية وأكثر بشرية وأكثر قرباً

من مرونته البدئية وغضاضة الروح والفكر فيه.

أردأ أنواع الصدأ ما يمكنه أن يصل إلينا فيكمن في

جرأتنا على القطعية واليقين الفج دون أن ننتبه أنه

ثاوٍ هناك يأكل عقولنا وإحساسنا دون أن ندري!

لا تنحت تمثالك، ولا تقوضه،

لا تأكله، ولا تعبده،

ولكن كن صديقاً لذاتك واسمح لأسطورتها

أن تمارس أسطوريتها وفق منطقها الذي

يبتكر عالمها وفضاءاتها، ويعيد تشكيل العالم

متناغماً مع أساطير تعبر العالم!!

(السبت 7-11-1428هـ : 17-11-2007م)

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7845» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض rafef_fa@maktoob.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة