توشك (الثقافية) أن تكمل عامها الخامس، حيث صدر العدد الأول منها يوم الاثنين 30-12-1424ه الموافق 3-3-2003م أي أننا على مسافة عشرة أيام هجرية، وشهرين ميلاديين من بدء العام السادس ل(الثقافية) التي لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع استمرارها بشكل يضع لها مكاناً وسط الإصدارات الثقافية العربية، وإذا كنا قد استكتبنا عدداً من أبرز الأسماء الكبيرة محلياً وعربياً، كما طرحنا كثيراً من القضايا الحيوية، ونشرنا الآلاف من النصوص الإبداعية، واهتممنا بالتشكيل والمسرح والترجمة، وأجرينا حوارات مهمة مع عدد من كبار المفكرين، فإن (الثقافية) انفردت بتقديم أعداد وملفات خاصة عن الرواد السعوديين والعرب، تواصلاً مع نهج (ثقافة الجزيرة) في صفحاتها الأسبوعية وملحقيها يومي الأحد والخميس قبل صدور الثقافية، وقد امتاز هذا السلوك بعدد من الإيجابيات لعل في طليعتها:

- الشمولية والتنوع المناطقي والإقليمي والتوجهي فلم تقتصر الملفات على تيارات بعينها أو أسماء بأنفسهم.

- العناية بتكريم الرموز ليشهدوا في حياتهم ما تظاهر الناس على قوله بعد وفاتهم حين لا ينفع قائل ولا يغني مقال.

- اختيار المشاركين من المكرمين وفق منهج عملي يقرأ العمر والتجربة والإنجاز والحضور.

- استكتاب أسماء جديرة للإسهام في الملفات، وربما طغى الجانب الانطباعي على الإطار البحثي، وهذا هو منهج الصحافة المعتمد على الكتابة غير المحكمة التي تقتصر عادة على المجلات الأكاديمية، ولكل دوره .. وتراوحت الملفات بين صفحات محدودة وأعداد كاملة ممدودة.

وقد قدمت (الثقافية) أكثر من ستين ملفاً وعدداً خاصاً لعل من أبرزها ملفات وأعداد كل من الأساتذة والدكاترة:

عبد الله القرعاوي، محمد حسن فقي، إحسان عباس، عثمان الصالح، سعد الجنيدل، إدوارد سعيد، عبد العزيز الخويطر، محمد العلي، أحمد الدويحي، محمد العبودي، فهد العريفي، عبد الفتاح أبو مدين، ماجد الشبل، خيرية السقاف، يحيى جنيد، عبد الله مناع، أحمد البدلي، علي أبو العلا، علي النعمي، محمد الماغوط، سعد البواردي، عبد الله عبد الجبار، علي العمير، عبد الله الجشي، عبد العزيز السالم، عبد السلام العجيلي، عبد الله شباط، عبد الله الغذامي، محمود درويش، الرحابنة، إبراهيم الدامغ، محمد المسيطير، صالح الوشمي، عبد الله الزمزمي، عبد الرحمن البطحي، عثمان بن سيار، محمد الشنطي، جابر عصفور، إبراهيم الزيد، عبد العزيز التويجري، عبد الله العثيمين، حسن الهويمل، عبد الوهاب المسيري، راشد المبارك، علي السلوك، محمد الخطراوي، علي آل عمر عسيري، محمد بن سعد بن حسين، سليمان العيسى، عاشق الهذال، وآخرين.

كما قدَّمت ملفات عن (الشعر السعودي) و(حكاية الحداثة)، و«وكالة الثقافة».

وفي هذا العدد ملف عن أستاذنا عبد الله بن إدريس، وفي الطريق قريباً ملفات عن الأساتذة: ناصر الدين الأسد، غسان تويني، عبد العزيز المقالح، محمد الفهد العيسى، أبي عبد الرحمن بن عقيل، غازي القصيبي (ملف عربي) وغيرهم.

ويلاحظ أن الملفات لا تقتصر على الثناء وحده بل تعرض التجربة كما يراها المستكتبون لها والكاتبون فيها مع محاولة إنصاف الرمز من المتقولين دون علم، والداعين والمعادين من غير بصيرة، إضافة إلى تجاوز النمط المقابل ممن يحرق البخور لرمزه فيكون معه ظلاً ونحن في زمن نبحث فيه عن الأصل.