الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 10th August,2003 العدد : 33

الأحد 12 ,جمادى الثانية 1424

مديرة فريق «اتصالات بلا حدود» في بغداد:
خدمتنا لمن يحتاجها.. ويعجبني رداء المرأة العربية
الجانب الأمني أكبر مخاوفنا بسبب الظروف الحالية

عبر فريق اتصالات بلا حدود (TSF) نهاية أبريل الماضي (أي بعد أسبوعين من نهاية معظم العمليات الحربية على العراق) الحدود العراقية الأردنية متوجها الى مختلف المدن العراقية من أجل تقديم المساعدة للأهالي، هناك في التواصل هاتفيا مع أقربائهم وذويهم خارج العراق خاصة مع توقف معظم سنترالات الاتصالات بسبب الأضرار التي لحقت بها نتيجة الحرب وأعمال النهب والسلب التي شهدتها معظم المدن العراقية، ومنذ ذلك الحين وهو يقدم خدمات الاتصالات في مختلف المدن العراقية لعله يساهم في تخفيف معاناة العراقيين الذين وجدوا أنفسهم يعانون كثيرا من انقطاع التواصل مع أقاربهم لدرجة جعلت العديد من المحطات الإذاعية والتلفازية وخاصة العربية منها تقدم برامج لنقل رسائل من الأهل داخل العراق إلى أقاربهم في الخارج الذين تقدر أعدادهم بحوالي خمسة ملايين عراقي.
ولكي نسلط الضوء على كل ما يحيط بعمل منظمة «اتصالات بلا حدود» في العالم عموما وفي العراق خصوصا فقد كانت «العالم الرقمي «هناك وتنقل لك عزيزي القارئ المقابلة التي أجرتها» مع مديرة الفريق في العراق أليس برنارد سيسا (Alice Bernard Sessa) في مركز (اتصالات بلا حدود) الذي افتتح مؤخرا في بغداد.
* «متى تأسست هذه المنظمة، وكيف كانت البدايات في تقديم الخدمات؟
تأسست عام 1998 وقد كان ذلك أثناء الحرب في كوسوفا وقد قدمنا وسائل الاتصال للعديد من الناس هناك من أجل التواصل بينهم وبين العالم بعد أن انقطعت بهم السبل وقد لاقى عملنا هناك ترحيبا كبيرا من الجميع ولاسيما وأنه عمل إنساني لا يهدف للربح فكل خدماتنا مجانية، وليس لنا هدف سوى تخفيف معاناة الناس في كل مكان وخاصة في مجال التواصل مع أقاربهم ليخبروهم بأنهم «مازالوا على قيد الحياة» بعد تعرضهم للظروف العصيبة كالحروب والكوارث الطبيعية سواء كانت فيضانات أو هزات أرضية أو غير ذلك من المآسي التي يتعرضون لها ».
* كم عدد الدول المتضررة التي استفادت من خدماتكم حتى الآن؟»
منذ أن تأسست المنظمة عام 1998 ونحن نقدم خدماتنا للدول المتضررة وقد وصل عدد هذه الدول مؤخرا إلى ما يزيد عن عشرين دولة وقد استفادت ثلاث دول عربية من خدمات منظمتنا وهي سوريا اثناء انهيار سد زيزون والعراق بسبب الحرب والجزائر بسبب الهزة الأرضية الأخيرة، وهي منظمة انسانية صرفة».
* هذه المنظمة مستقلة (غير حكومية) فكيف تحصلون على الدعم اللازم لاستمرارعملكم؟
إننا نحصل على الدعم من قبل شركات الاتصالات والمؤسسات الإنسانية العالمية ومن الشركات التي تدعمنا نذكر مثلا إنمارسات وفودافون وكيبل وايرلس وأيتي آند تي وثريني آند ثريني وغيرها. ومن المنظمات نحصل على الدعم من قبل المكتب الإنساني للاتحاد الأوربي (ECHO) ومؤسسات وشركات أخرى. ونحن نلجأ الى أسلوب الشراكة مع الشركات لكيلا تتأثر عملياتنا الإنسانية في حالة خروج أي شريك من التعاون معنا. وبالنسبة لمهمتنا الحالية في العراق، فهي تحت إشراف المكتب الإنساني للاتحاد الأوربي».
* هل تتعاونون مع المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أو غيرها؟
بالفعل هذا ما نقوم به فمنظمتنا هي عضو في مجموعة عمل الطوارئ التابعة للأمم المتحدة (WGET) وهي شريك لمكتب المساعدات الإنسانية التابع للاتحاد الأوربي (ECHO) وعضو في المجلس الدولي للوكالات التطوعية (ICVA) وكذلك الحال مع الصليب الأحمر الدولي. كما أن المنظمة تشارك في عمليات الأمم المتحدة من خلال منظمة الصحة العالمية (WHO) ومكتب البعثة العليا للاجئين (UNHCR).
انتشار في الدول المنكوبة
* وأين تقدمون خدماتكم في الوقت الحاضر إضافة إلى العراق؟
نقدم خدماتنا إلى الجزائريين خاصة بعد الهزة الأرضية التي حدثت قبل أسابيع وأودت بحياة الكثير منهم هناك، ونوفر لهم وللمنظمات الإنسانية أجهزة اتصالات ليتصلوا بأقاربهم و يطمئنوهم خاصة بعد تضرر معظم كيبلات الاتصالات والبنايات بسبب الهزة».
*ما هي الخدمات التي تقدمها المنظمة؟
تقدم منظمة اتصالات بلا حدود الاتصالات الهاتفية للمدنيين الذين انقطعواعن العالم بفعل الحروب أو الكوارث الطبيعية سواء كانت هزات أرضية أو فيضانات أو غيرها فيما نقدم خدمات الإنترنت والفاكس للمنظمات الإنسانية غير الحكومية (NGO) التي تقدم خدماتها في المناطق المنكوبة من اجل تسهيل مهمة أعضائها في تلك البلدان التي لا تتوفر فيها خدمات الاتصالات بسبب هذه الكوارث، ونحن نؤمن بأن توفير الاتصالات للناس في هذه الظروف عنصر مهم لهم مثلما هو الحال مع الغذاء والدواء».
*أنتم تقدمون خدماتكم في العراق منذ أكثر من شهرين فهل يقبل العراقيون بكثرة على خدماتكم؟
بالطبع فهم يعلمون أننا جئنا لنخفف عنهم معاناتهم ونحن نمنح كل مواطن الفرصة ليتحدث مع قريبه في الخارج لمدة دقيقتين ليطمئنه على حياته ونسمح لهم في ذات الوقت باستلام اتصالات من أقاربهم في الخارج ولمدة دقيقتين أيضا، وبذلك يصبح الوقت المخصص لكل منهم أربع دقائق و نقدم هذه الخدمة مجانا بالتأكيد
وفي الوقت الحاضر لدينا ثلاثة فرق تجوب مختلف المدن العراقية من أجل تقديم المساعدة في هذا المجال.
خدمة الانترنت
* هل من مشاكل معينة تواجهكم في الوقت الحاضر؟
لا مشاكل صعبة الحل لدينا ومعظم مخاوفنا تكمن في الجانب الأمني بسبب الظروف التي يعاني منها الجميع هنا بما فيهم العراقيون بالتأكيد».
* ما هي المعدات التي تستخدمونها في الاتصالات الهاتفية؟
نستخدم في الاتصالات الهاتفية هاتفا مباشرا عبر الأقمار الصناعية من نوع (minim) من إنتاج شركة (Thrane Thrane&) وهو يقدم خدمة جيدة للمتصلين في كل مكان لكونه يستخدم أقمار إنمارسات للاتصالات التي تغطي معظم أنحاء العالم على عكس بعض الهواتف التي تستخدم أقمار اتصالات أخرى لا تعمل إلا في مناطق معينة مما يجعلها غير ذات نفع في المناطق الأخرى».
وماذا عن خدمة الإنترنت؟
نستخدم للحصول على خدمة الإنترنت منظومة نقالة من نوع (R BGAN) وهي تتكون من جهاز موديم (لا يتعدى حجمه حجم حقيبة اليد) للاتصال بالقمر الصناعي مباشرة وسرعة هذه المنظومة جيدة وهي بحدود 113 كيلو بايت في الثانية أي أكثر من سرعة موديم الخط الهاتفي مرتين تقريبا، ونحن نقدم هذه الخدمة لموظفي المنظمات الإنسانية حصرا في الوقت الحاضر».
*أي نوع من أقمار الاتصالات تستخدمون؟
نستخدم في معظم مهماتنا أقمار إنمارسات لكونها تغطي معظم أنحاء العالم ونستخدم المنظومات التي تستخدمها لكي تنفعنا في كل مكان من العالم لأن الكوارث والحروب من الممكن أن تنشأ في كل مكان.
مشاكل تقنية
* ما هي المشاكل التقنية التي تواجهكم في العراق؟
هناك مشاكل تتعلق بالطقس فمن المعروف إن الحرارة والغبار من العوامل التي تؤثر تأثيرا سلبيا على الأجهزة الإلكترونية الدقيقة ومنها الأجهزة التي نستخدمها في عملنا الإنساني ومع ذلك فنحن نحاول دائما تفادي تأثيراتها أو على الاقلال التخفيف من هذه التأثيرات قدر الإمكان، أما المشكلة الثانية التي نعاني منها فهي عدم توفر الكهرباء في العراق فهي غير متوفرة على الدوام ونحن نحتاج إلى الطاقة الكهربائية لشحن بطاريات معداتنا التي تحتاج لذلك بالرغم من أننا لدينا بعض المولدات الكهربائية والخلايا الشمسية ولكن ذلك لا يمنع من أننا قد نحتاج إلى الكهرباء المنتجة محليا للقيام بهذه المهمة».
* ما هو شعورك وأنت ترين العراقيين أو غيرهم وهم يتواصلون مع أقاربهم في الخارج عبر خدمتكم هذه؟
أنا أشعر إننا محظوظون لأننا نمنح هذه الخدمة لأناس يعانون ولعلنا نكون سببا في تخفيف معاناتهم وآلامهم.
يعجبها رداء المرأة العربية
* متى تشعرين بالحزن؟
أشعر بذلك عندما أغادر أي بلد فأنا أتعرف على الناس فيه لفترة غير قليلة وأتعلم أشياء كثيرة من شعبه ثم يحين موعد الرحيل إلى مهمة أخرى، لكني أعود وأتصل بهم فيما بعد عن طريق البريد الإلكتروني والهاتف لأتواصل معهم».
* ماذا تعلمت من عملك الإنساني؟
تعلمت أن كل الناس في هذا العالم سواسية وكل إنسان لديه لحظة حزن ولحظة سعادة وليس مهما ما هي جنسية الإنسان، فالمهم أن تجلب السعادة له وترى البسمة على شفاهه وأن تخفف معاناته».
* يتطلب عملك التنقل من بلد لآخر فهل تحبين كثرة السفر؟
نعم أحبه كثيرا جدا لأنه يجعلني أتعرف على شعوب وثقافات وتقاليد وأفكار جديدة، بل أتعرف على أزياء جديدة. وقد أعجبني كثيرا في العراق والدول العربية الرداء الذي ترتديه النساء العربيات وخاصة المحجبات منهن».
أخيرا، ماذا تتمنين؟
أتمنى أن تقل معاناة البشرية وأن ينتشر السلام في كل مكان من العالم «إن شاء الله «قالتها بلكنة عربية بسيطة.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved