Telecom & Digital World Magazine Sunday11/03/2007 G Issue 199
هاكرز
الأحد 21 ,صفر 1428   العدد  199
 

أكاديمية أمريكية لتعليم (التهكير) الأخلاقي!

 

 
* اعداد: جهاد كرمول

* ترجمة : محمد الزواوي:

في (أكاديمية الهاكر) الجديدة التي تم إنشاؤها في مدينة ويندي بولاية شيكاجو الأمريكية، يتعلّم الطلاب منظومات الخداع وعمل مسح لمعرفة المنافذة المفتوحة في الأجهزة، وكيفية اختراقات الجدران النارية، وأنواع أخرى من الحيل المتقدمة التي يستخدمها الهاكرز. تلك الأكاديمية لا تعد الطلاب ليكونوا (هاكرز) قراصنة، ولكن لكي (يفكروا مثل القراصنة) وأيضاً لكي يظلوا متقدّمين بخطوة عنهم، بل إن الطلاب يتخرّجون بشهادة (القرصنة الأخلاقية).

وأشارت جريدة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية إلى أن تلك الأكاديمية هي الأحدث في مجال واعد من الشركات الأمنية التي تساعد المؤسسات والحكومات في الاحتفاظ ببياناتهم آمنة من الهجمات التي أصبحت أكثر تعقيداً بصورة كبيرة.

يتساءل آرون كوهين المستثمر الصغير الذي أسس الأكاديمية ويدير الجانب المالي بها: لماذا يخشى الناس من عالم (القراصنة)؟ فإذا كنت قادراً على التفكير مثل الهاكر فسوف تكون قادراً على حماية نفسك من بعض الهجمات التي تحدث). وتلك الهجمات يمكن أن تتراوح ما بين الفيروسات العالمية التي لا تفرِّق بين جنس أو نوع مثل فيروس I love you الذي أدى إلى خسائر وصلت إلى مليارات الدولارات منذ عدة سنوات، إلى عمليات التجسس المشتركة والجهود التي تهدف إلى الوصول إلى المعلومات الحساسة في البنوك وفي شركات بطاقات الائتمان أو بيانات الأفراد.

ويقول الخبراء إن الفيروسات الفتَّاكة التي تستحوذ على عناوين الصحف تبدو أنها في تضاؤل ولكن الهجمات الخفيَّة المستهدفة في ازدياد، مما يجعلها أكثر خداعاً للشركات التي تحاول تأمين شبكاتها.

يقول كريس بينتر نائب رئيس جرائم الحاسوب والملكية الفكرية: (إن هؤلاء القراصنة المسلحون لا يزالون طلقاء، وهم الآن يقومون بأعمالهم من أجل المال فقط، ولكن اليوم هناك أيضاً المزيد من المجموعات الإجرامية المنظمة، فإذا كانت الدوافع مالية، فأنت لست بحاجة إلى أن تحدث ضجة كبيرة لنفسك، لذا من غير المدهش أن أهدافهم اليوم أصبحت أكثر تركيزاً).

وفي النصف الأول من عام 2006 على سبيل المثال أكَّدت شركة سيمانتك الخاصة بأمن الإنترنت الشهيرة أن هناك أكثر من 150 ألف رسالة بريدية خادعة (روابط لمواقع وهمية لتسجيل بيانات شخصية أو بيانات بطاقات الائتمان) بزيادة قدرها 81% في الشهور الستة الأخيرة، وتلك الحيل تتعلق بمحاولة استخلاص المعلومات الحساسة عادة من أجل سرقة الهوية وذلك عن طريق الظهور بمظهر شركة شرعية أو مؤسسة خيرية.

وتقدّر مؤسسة (كمبيوتر إيكونوميكس) أن الخسائر الناتجة عن الفيروسات والهجمات الكودية الضارة الأخرى بـ14.2 مليار دولار في عام 2005 ، والذي شهد انحساراً طفيفاً عن عام 2004م.

يقول مارك ماكمانوس نائب رئيس الأبحاث لشركة (كمبيوتر إيكونوميكس): (إن الهجمات الماكرة في طريقها إلى الازدياد، فهناك العديد من الهجمات المستهدفة مع قلة احتمال الإبلاغ عنها لأنها تستهدف قطاعات مالية حساسة). وبوجود هجمات لطلب فدية، على سبيل المثال، فإن الهاكر يستطيع اختراق شبكات الشركة ويهدّد بإحداث دمار في ملفاتها، أو يفشي معلومات الشركة إلى منافس آخر إلا إذا قامت الشركة بدفع فدية.

ويضيف: (إنها نفس عصابات الإجرام التي كانت تسيطر على التجارة في شيكاجو في الثلاثينيات، فإذا لم يدفع التاجر أموالاً بصفة دورية يقومون بتدمير متجره تماماً).

وبالوضع في الاعتبار كل تلك المخاطر، فإن العديد من الشركات أصبحت ترسل متخصصيها لتقنية المعلومات في دورات تدريبية مثل تلك التي يقدمها السيد كوهين، ومثل تلك التي تعطي شهادة (القرصنة الأخلاقية)، والتي يقدمها المجلس الدولي لاستشارات التجارة الإليكترونية.

وقائمة كوهين للاستعلام تتضمن عملاء فيدراليون من المباحث الفيدرالية وموظفين بشركة ناسا لأبحاث الفضاء، وشركات استشارية مستقلة ومديري لأمن تقنية المعلومات. بعضهم يريد شهادة إتمامه الدورة التدريبية التي مدتها خمسة أيام والتي يقدمونها في شيكاجو وواشنطن وأورلاندو وسياتل. والبعض الآخر يريدون فقط مراجعة سريعة، مثل دورة (قرصنة منتصف الليل) التي قيمتها 695 دولاراً، والتي تعطى عن طريق الإنترنت وكما يوحي اسمها (في أوقات متأخرة من الليل).

ولا يخشى السيد كوهين أو مسئول التدريس رالف إيكيمينديا من أن الطلاب سوف يستخدمون هذه الدورات في أغراض إجرامية، فيقول السيد كوهين إن الهاكرز لا يحتاجون إلى مساعدتنا، على عكس العديد من المؤسسات الأخرى التي تقدّم شهادات القرصنة الأخلاقية للشركات.

ورالف بدأ القرصنة عندما كان مراهقًا صغيراً، وكان في البداية يلعب بهواتف الراديو للأطفال البدائية و(خدع الهواتف)، وبعد ذلك انتقل تدريجياً إلى الحاسبات، ويقول: (بعض المؤسات تقول إنك إذا تخاطبت مع قراصنة فإنك بذلك لن تكون محترفاً موثقاً).

وحالياً يعمل رالف مع الجيش الأمريكي ومع مجموعة شركات (فورشن 500)، كما أنه يعقد أيضاً لقاءات سرية مع قراصنة في فلوريدا، حيث لا يتم تبادل الأسماء في تلك اللقاءات، ويظل على علاقة صداقة مع هذا العالم المظلم.

ويقول رالف إنه يحصل على معلومات قيمة من عالم الهاكرز الحقيقي من زملائه، وفي بعض الأحيان يحاول أن (يعيد) هؤلاء الهاكرز إلى الجانب القانوني من القرصنة.

وأثناء جلوسه في إحدى المقاهي عرض كوهين كيف أنه من السهل إجراء مكالمة تليفونية على سبيل المثال وإظهار نمرة أخرى على هاتف الشخص مستقبل المكالمة غير تلك التي يتحدث منها. ويضيف: (لنفترض الآن أنك موظف استقبال ثم تتلقى مكالمة تبدو أنها من رئيس قسم تقنية المعلومات، وتقول إنه يقوم بعمل اختبارات وإنه سوف يرسل إليك رابطاً ما)، وهي حيلة يمكن أن يحصل بها على معلومات حساسة عن الشركة، ويضيف: (إن ما أقوم بانتهاكه ليس فقط قضايا تقنية، ولكنها مسائل تتعلق بالأمن الشخصي للأفراد أيضاً).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة