الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 17th September,2006 العدد : 180

الأحد 24 ,شعبان 1427

وصل عددهم إلى أكثر من 500 مليون
( البلوغرز ) يغزون عالم الويب!!
عداد - محمد الزواوي:
دشن الطالب في كلية سوارثمور الأمريكية جستن هال أولى صفحات (البلوغ) الشخصية عام 1994م، وكان ذلك إيذاناً بميلاد عالم تقني مفتوح أسهم في رسم سياسات مجتمعية وسياسية لجمهور الويب.
وواصلت صفحات (البلوغ) الإلكترونية نجاحها المطرد إلى أن وصلت حين خصصت مجلة فورتشن الأمريكية في يناير من عام 2005 داخل ألبوم عددها صوراً لثمانية محترفين (بلوغرز) كان في مقدمتهم بيتير روجاس، قالت في حينها: (إنهم من الصعب تجاهل تأثيرهم في العالم الرقمي) توازياً مع اعتبار معجم (وبستر) الشهير مصطلح (Blog) الكلمة الريادية عام 2004م، في إشارة إلى اتساع تأثيرها العميق على الحياة الرقمية.
ويجمع كثيرٌ من (البلوغرز) أن عجز عمليات التمويل لصفحاتهم التشاركية (البلوغ) ساهم بشكل أو بآخر في تراجع وإعاقة نجاح هذه الصفحات بشكل كبير، دون إخفاء قناعتهم أنها يمكن أن تقودهم إلى مراتب العالم الرقمي العالمية، لا سيما مع وصول عدد (البلوغرز) إلى أكثر من 500 مليون في أنحاء العالم، 75 ألفاً منهم في إيران لوحدها.
فإن يخرج مؤتمر (نحو إنتاج وسائل إعلامية جديدة: المال والقانون) الذي عقد في مدينة ألبريتا في كندا نهاية شهر حزيران- يونيو الماضي من العام الحالي، بتوصيات نادت بضرورة الاستفادة من صفحات (البلوغ) الشخصية منها والعامة، بجانب البحث عن أساليب تمويلية ضمن قوالب قانونية مخصوصة، فهي علامة على تزايد شعبية الصفحات التشاركية بين المستخدمين.
وبكلمة فإن معظم المداولات المالية الدائرة حول الاستفادة من مواقع (البلوغ) تتركز في معظها حول كيفية استقطاب تبرعات وإعلانات مالية، فضلاً عن أنواع أخرى من الدعم المعنوي واللوجيستي، أو أساليب رعاية داعمة، وهي في مجموعها وسائل تعويض جيدة ل(البلوغرز).
ماذا يمنع شركة عملاقة مثل جوجل أن تنفّذ مواقع (بلوغ) تعرض من خلالها وعبر (بلوغرز) محترفين وملهمين، ردود فعل المستخدمين حول آخر أدواتها التقنية، كأداة API من أجل الوقوف على عيوبها من جهة، ومدى تجاوبها مع احتياجات المستخدمين الفعلية من جهة أخرى، وبطريقة موجهة إلى نوادي المبرمجين والمطورين، يمكن أن تعود بالنفع والفائدة على الشركة و(البلوغرز) معاً.
على أن بمقدور (البلوغرز) الملهمين بإحساسهم الذين يكرسون وقتهم وطاقتهم إنجاز ما يصبون إليه على الويب إن هم تلقوا دعماً معنوياً ومالياً من أي شركة عملاقة مثل جوجل، إلا أنه ولعوامل غير مأمونة الجانب وفق نظر الشركات الكبيرة أعاقت بشكل كبير وجود مثل هذا النوع من (البلوغ).
وكمثال آخر على إمكانية نجاح استقطاب عمليات تمويل من مواقع (البلوغ)، فأي شركة تأمين كبرى، مثل شركة State Farm الأمريكية ومن خلال مواقع (البلوغ) الموجهة لجمهور الزبائن خلال أوقات الذروة يمكن أن تحتوي على (روابط) أو (غرف حوار وتعليق إلكترونية) يمكن أن تكون محل اهتمام العديد من الزبائن، ورجال الأمن والشرطة في المنطقة المحيطة بها.
بيد أن تجربة أحد أصحاب صفحات (البلوغ) الإلكترونية أندرو سوليفان أثبتت مقدرة فائقة على استغلال صفحته الخاصة بتحصيل مردود مالي مميز، وبطريقة أوجدت لديه نمطاً اقتصادياً دائماً فهو ومن خلال صفحته يقوم بتحصيل زهاء 6 آلاف دولار شهرياً على سبيل (تبرعات) لمشروعه وبطريقة مقنعة دون أن نغفل صعوبة المهمة لأي مستخدم يريد الولوج إلى نفس العالم.
وهو نجح بالفعل بعدما احتوت (صفحته) على محتويات شخصية إنسانية، وجهت لجمهور محدود من الأصدقاء والعائلة.
وتشهد الأيام الحالية زخماً متصاعداً في مواقع (البلوغ) التفاعلية تمثلت في مواقع (بلوغ) مخصوصة لوسائط الميديا المتعددة Macromedia أثبتت حضوراً لافتاً كمواقع (البلوغ) الخاصة بملفات الفلاش الشهيرة وبرمجيات الرسوم المتحركة، دون أن تكون بالضرورة مرتبطة بالموقع macromedia. com، وهي تعرض بطريقة تشاركية مع (البلوغرز) آخر طرق وتنفيذ العديد من الأساليب والأنماط في هذا المجال.
بيد أن تفعيل المواقع المذكورة بطريقة تجارية يستوجب توفير (بلوغرز) محترفين ومؤهلين فضلاً عن ربطهم بأشخاص يمتلكون استعداداً لعمل مواد مهارية كتابية وإيجازية متقنة.
لا بد من التفكير ملياً حول الطريقة المثلى لاستغلال (البلوغ) بطريقة مالية ودعائية واستقطابية، وتقديم كافة أشكال الدعم ل(بلوغرز) محترفين بدوام جزئي أو كامل، عندها يمكن أن نتخيل مقدار ما يمكن أن تجنيه الشركات والمؤسسات من عملهم لأكثر من 40 ساعة في الأسبوع وبأهداف محددة في ظل التزايد المطرد بأعداد (البلوغرز) وطنياً وإقليمياً وعالمياً.
تقول إحدى الصحافيات المتخصصات في متابعة ظاهرة (البلوغرز)، ميج هوريهان، (يفتقد كثير من الصحافيين عند دراسة ظاهرة البلوغرز لعناصر عديدة حول الظاهرة وأساليبها)، مشيرة إلى قيامها بدراسة مطولة حول عمليات بناء وقواعد مواقع (البلوغ) وهدف أصحابها منها.
وبيّنت هوريهان التي تمتلك صفحة (بلوغ) على الويب تدعى (my outboard) مدى أهمية (صفحتها) لتحديد اتجاهاتها وطرق اكتساب المعرفة من المتشاركين، لما تتضمنه من آليات (تخزين) إلكترونية فائقة.
مضيفة أن (مواقع البلوغ تحوي محتويات مهارية وعملية مرتبطة يمكن أن تؤثر على أداء المستخدمين وتسلب عقولهم بطريقة متقنة)، داعية إلى (دعم كافة المواقع المفيدة والجادة مالياً ومعنوياً لاكتساب المعرفة الحقيقية).
على أن معهد بوينتر الأمريكي المتخصص في القضايا الإعلامية قام عام 1999م وإدراكاً منه بأهمية صفحات (البلوغ) الإلكترونية باستئجار (جيم رومينسيكو)، أحد (البلوغرز) المحترفين بغية إنتاج صفحات (بلوغ) متقنة ذات صبغة إعلامية أحدثت صدى لافتاً في عمله الإعلامي بحسب مسؤوليه.
يقول رومينسيكو (من السهولة بمكان تخيل استئجار بلوغرز محترفين لتصميم صفحات بلوغ تقليدية والمحافظة عليها، لكن أن تغدو العملية مرادفاً ومشابهاً للصحافة الإلكترونية والنشر العام فإنها أكثر قوة ومتعة).
وتبدو عملية دفع (البلوغرز) لإنتاج صفحات إلكترونية اقتصادية للوهلة الأولى محل استخفاف من البعض، إلا أنه وبعد تجارب عديدة ناحجة أثبتت أن هذه الصفحات من شأنها إزالة معوقات اقتصادية لأي مشروع معين، فضلاً عن تمكين الجمهور من تكريس طاقاتهم ومكنوناتهم الداخلية لإنتاج محتويات جادة ورزينة، تبُعد عن الإطار الشخصي.
ثم من ناحية ثانية، ماذا لو أقدمت محطات تلفزيونية وفضائية بتخصيص صفحات (بلوغ) خاصة على الويب بطريقة تفاعلية تشاركية مع جمهورها، لا بد أنها ستحظى بدعم كامل!!!
فمحطة Food TV العالمية يمكن لها توظيف (بلوغرز) محترفين تتيح للجمهور والمستخدمين التعرف على آخر ما توصل إليه الطبّاخ العالمي Cole، بجانب (روابط) عديدة لأشهر المطاعم المحيطة بالمحطة، و(غرف حوار وتعليق) حول آخر كتب الطبخ العالمية الجديدة، فضلاً عن إتاحة الفرصة للجمهور مشاهدة حلقات الطبخ التي فاتتهم.
وإذا ما تم تحديث أي معلومات على صفحات (البلوغ) بأخرى مفيدة، فإنها من دون شك ستدفع العديد من المستخدمين للاشتراك بها بطريقة شخصية أو احترافية.
كما لك أن تتخيل ماذا يمكن لصفحات (البلوغ) أن تفعله عند تزويد المستخدمين بآخر البرمجيات المتطورة لمقاومة الفيروسات والدودات الحاسوبية، والتعرف على نقاط الضعف داخل نظام التشغيل الخاص بك إنها طريقة تفاعلية أثبتت نجاعتها.
عموما فإن مواقع (البلوغ) التجارية تمتلك أنماط عمل ومميزات أكثر من تلك الشخصية، لكونها موجهة ومحددة لقطاعات مختلفة من الناس حسب طريقة عرض (البلوغرز) لمحتويات صفحاتهم.
وأثبتت عجلة الأيام أن هناك العديد من الأشخاص الذين يمتلكون مقدرة على إيجاد الأخبار والروابط والتلاعب بالشبكة كيفما يرغبون.
Blogonomices
تماماً كما كان للاقتصاديات Economics دور بارز في تحصيل هوامش ربح مقبولة من عمليات بيع وتوزيع وإعلانات الصحافة التقليدية، فإنها من دون شك ستكون ذا نفس التأثير على صفحات (البلوغ).
فصفحات (البلوغ) تخدم الجمهور بطريقة أكثر صلة وإحساساً عن صفحات الدردشة التقليدية، وهي إن ما تم استغلالها مالياً وتجارياً بطريقة علمية وسليمة من شأنها أن تعود بآلاف الدولارات شهرياً على أي مؤسسات إعلامية وأكاديمية وإعلانية.
فكما أن أي صحيفة أو محطة تلفاز خاصة تمتلك (10) مشاهدين مثلاً، بجانب امتلاكهم لـ(10) صفحات (بلوغ)، فإنها ستكون متصفحة من قبل تسعة منهم على الأقل في نفس المجموعة، دون أن نغفل أنهم باستطاعتهم التشارك مع 1000 من (البلوغرز) الفاعلين على الشبكة نتيجة اتصالات شخصية، ليصل تأثيرها إلى نحو 100 ألف قارئ.
وكما أن 500 مليون (بلوغرز) على الويب عالمياً يقومون بشكل دوري بتصفحٍ تقليدي للإعلام، فإن كل 10 منهم قد يخدمون أكثر من 100 مليون مستخدم في اليوم الواحد، وكل 100 ألف منهم سيخدمون ما لا يقل عن مليون قارئ يومياً وهكذا.
ما هي صفحات (البلوغ):
تتميز صفحات (البلوغ) بكونها صفحات ذات أنماط محددة عادة ما تكون من تصميم فرد أو مجموعة من أجل عرض نصوص معينة، أو صور خاصة، أو أي ملفات رقمية وفيديوية وروابط أخرى، من دون أن تتفق بالضرورة على مواعيد مخصوصة لنشر وتحديث موادها وفقاً لقواعد الويب التقليدية.
واشتقت تسمية صفحات ال (Blog) من المصطلح المركب Web Log كناية عن (الإبحار على الويب)، في حين تسمى عملية إنشاء الصفحات ب(Blogging)، من خلال شخص موهوب يدعى ب(Blogger).
وكان أول من أوجد المصطلح المركب (Web Log)، جورن بارجر في 17 كانون أول- ديسمبر من عام 1997م، اصطلح على تسميته بعد ذلك ب(Blog)، الذي اشتق بدوره عن طريق بيتر ميرهولز، في شهر مايو من العام 1999م.
وكان موقع Open Dairy الشهير الذي استخدم المصطلح المركب في العام 1998 أول موقع إلكتروني خاص بالصفحات، تجاوز عددها بحلول العام 1999م زهاء الـ 2000 صفحة خاصة، وصلت إلى أكثر من 400 ألف صفحة (بلوغ) بحلول شهر نوفمبر من العام الحالي 2005.
بل، وبشكل جنوني اتسع نطاق استخدام (البلوغ) خلال العام 1999م، لا سيما على أيدي شركة إيفان ويليام، وميج هوريهان اللذين قاما بتأسيس شركة متخصصة في تصميم واستضافة (البلوغ) وأطلقا عليها اسم Pyra Labs، كان نجاحها سبباً مباشراً في إقدام شركة جوجل العملاقة على شرائها في شهر شباط- فبراير عام 2003م، ما لبث بعدها بشهر واحد من نفس العام أن قام معجم اكسفورد العالمي بتدوين المصطلح (weblog) ككلمة واحدة ضمن مفرداته العالمية.
ظهور صفحات (البلوغ):
قبل أن تغدو صفحات (البلوغ) أكثر شعبية لدى المجتمع الرقمي، حدت كثير من الجمعيات والنوادي الرقمية صوب أشكال تفاعلية تشاركية، تشابه في عملها قوائم البريد الإلكتروني والنشرات الإعلامية الإلكترونية.
ومثلت برمجية Webx التي اشتهرت في العام 1990 باكورة أدوات التشارك الإعلامي على الويب، التي أتاحت للمشتركين وعبر روابط إلكترونية مناقشة أي قضايا مثارة يرغبون في مناقشتها بشكل متزامن وسريع.
كما أن النوادي الإلكترونية التي انتشرت في أوائل الثمانينيات أسهمت بطريقة أو بأخرى في بزوغ (شبكات الحاسوب) الحالية وطريقة عملها، وكان راديو Ham إحدى أدواتها، حيث أتاح للمستخدمين وعبر أدوات خاصة بالاتصال مع بعضهم البعض عن طريق موجات إلكترونية خاصة، وبطريقة شبيهة لغرف الدردشة السائدة حالياً.
كما أن مواقع إلكترونية عديدة، حاولت تخصيص صفحات تشاركية خاصة مع القراء بغية مناقشة وتداول أي أفكار محل نقاش، وكانت الصفحة واسعة الانتشار بمبرمج الألعاب الشهير John Carmack، أكبر دليل على نجاح الصفحات التفاعلية الصغيرة.
أساس عملية (البلوغ):
تنبني آلية نشر صفحات (البلوغ) على الويب على صورة بيانات دورية أو غير دورية، دون مراعاتها لعامل الوقت الزمني لتغدو شبيهة بصحيفة إلكترونية خاصة يمكن توزيعها على الشبكة بحرية.
وهي تتضمن (نصوصا فائقة رابطة) تحتوي في غالب الأحيان على (ملفات نصية وأخرى رقمية وفيديوية، وصور متعددة وبأنماط محددة)، وفقاً لهوايات (البلوغرز)، الذين بمقدروهم التشارك سوية من خلال روابط خاصة، أو حتى عن طريق المهاتفة الإلكترونية، أو غرف الدردشة والحوار من داخل صفحات (البلوغ) نفسها وفقاً لآلية تصميمها.
وتتألف صفحات (البلوغ) من جملة من العناصر المتراكبة ابتداءً بتاريخ نشر موادها الإلكترونية وماهيتها (نصوص أو صور،... إلخ)، مروراً بالمادة المعروضة على الصفحة، وروابط داعمة لها من مواقع عدة، وانتهاءً بهوامش تعليق مخصوصة للقراء وحواش سفلية تتيح إمكانية عرض الوقت والتاريخ واسم المؤلف وفئة الصفحة وأي روابط أخرى.
على أن أكثر صفحات (البلوغ) إثارة هي الصفحات التي تحتوي على ملفات رقمية ذات الامتداد MP3، التي تلقى رواجاً هائلاً، وهي تتيح للزائرين تنزيل وتحميل شتى أنماط الملفات الموسيقية بشكل موسع.
(البلوغ) والمواقع الإلكترونية:
أكثر ما يميز صفحات (البلوغ) أنها تأتي بأنماط محددة، وقد تكون (جاهزة) من شركات مستضيفة على الويب، وبصفحات محدودة تحوي إحداها على صفحة رئيسية، وأخرى أرشيفية، وروابط مخصوصة لصفحات أخرى صديقة وبمحتويات عديدة كما سبق.
إلا أن القوالب الجاهزة Templates للصفحات تتيح تصفحاً يبُعد عن أي تعقيد، فضلاً عن أن العديد من الشركات المستضيفة أتاحت للمستخدمين إمكانية الحصول عليها بطريقة مجانية ورمزية، وهو ما يعني توفيراً في الوقت والجهد اللذين يتطلبهما إنشاء موقع معين على الويب.
وتغدو عملية تصفح (البلوغ) بالشكل السابق أكثر سلاسة للحصول على أي محتويات وعروض الصفحات الرئيسية والأرشيفية، فضلاً عن إمكانية العديد من مالكي الصفحات دعوة من يرغبون للتشارك داخل صفحاتهم عبر روابط مخصوصة.
اتساع ظاهرة (البلوغ) وتأثيرها:
وفي دراسة حول تأثير صفحات (البلوغ) في رسم سياسات ميدانية مجتمعية، فإن (البلوغر) المحترف Andrew Sullivan. com الذي ذاع صيته في العام 2001م كانت مثالاً لافتاً لما يمكن أن تحدثه صفحات (البلوغ) على مسار الحياة الطبيعية.
واستطاع Sullivan بحنكته التقنية بجانب مجموعة محترفة من (البلوغرز) على تسليط الضوء على السيناتور الأمريكي صاحب الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي ترين لوت، وأفكاره العنصرية التي انحازت إلى الطبقة الأنجلوساكسونية ضد الغرب الأسود، عن طريق عرض كثير من البراهين القاطعة من خلال خطابات لوت نفسه أثناء حملته الانتخابية أسهمت وبشكل مفاجئ وتحت وطأة ضغوط مجتمعة مدنية ورسمية، على تقديمه استقالته من مجلس الشيوخ الأمريكي.
وانطلقت بعد ذلك مدارس صحافية عديدة عبر صفحات (البلوغ) حاولت التمييز في عملها بين مواقع الصحافة الجادة، وصفحات البلوغ الإلكترونية.
ومع تقادم الأيام، وبالتحديد في عام 2003 حازت صفحات (البلوغ) على كثير من التغطية الإعلامية، لا سيما حول طريقة أدائها الناجحة في تكسير أي حواجز للحصول على المعرفة، أو تسليط الضوء على أخبار هامة، والتلاعب بها بحرية.
ولاقت بدورها (البلوغ) رواجاً هائلاً مع اندلاع الحرب على العراق في العام 2003، بحيث تجاوز وعلى سبيل المثال عدد قراء صفحة البلوغ الشهيرة (Daily Kos) أكثر من 75 ألف قارئ في اليوم الواحد، هذا بالإضافة إلى قيام العديد من الجنود الأمريكيين العائدين من ساحات القتال في العراق بتدشين صفحات (بلوغ) خاصة لهم استعرضوا فيها تجاربهم العسكرية وأوقات الشدة التي تعرضوا لها، وآراءهم العسكرية في الحرب الدائرة هناك.
(البلوغ) والمنتديات وفرق الأخبار:
تختلف صفحات (البلوغ) عن المنتديات وفرق الأخبار بأنها من تنفيذ شخص واحد أو مجموعة معينة بهدف مناقشة مواضيع جديدة داخل الصفحات، فضلاً عن أنها قد تكون مشابهة لمنتدى حواري فردي، من حيث دعوة أصحاب الصحفات للآخرين مناقشة مواضيع معينة على هوامش وحواشي الصفحة الخاصة بهم، وبطريقة أكثر تنظيماً من المنتديات العشوائية.
على أن أكثر الصفحات (البلوغ) التشاركية شيوعاً تلك التي يملكها مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون حقوق نشر معينة داخل الصفحة الواحدة، تمكنهم بطريقة أو بأخرى من التحكم بكيفية مناقشة أي مواضيع معينة وفقاً لمقدرتهم على إخراجها وتنفيذها بالشكل المطلوب على الويب.
الاتجاه السائد لصفحات البلوغ:
في عام 2004 غدت صفحات (البلوغ) اتجاهاً سائداً في العالم الرقمي وباطرد لافت، وتناولت بين فضاءاتها أشهر المداولات السياسية، وخدمات الأخبار الفورية، وحملات المرشحين العالمية، بغية الوصول إلى أكبر كم ممكن من الجمهور، وتكوين قاعدة آراء عامة.
كما أضحت صفحات (البلوغ) في وقتنا الراهن بمثابة البريد الفوري من أجل توصيل شكاوي معينة حول أي منتوجات ومعدات، تماماً كما كان الحال عليه في البريد الإلكتروني.
كما أن صحيفة الغارديان البريطانية واسعة الانتشار أطلقت في أيلول- سبتمبر الماضي 2005م وعلى صدر صفحتها الثانية، تقريراً مطولاً حول ما وصفتها ب(العلامة الحمراء) عن تأثير صفحات (البلوغ) وقوانينها في الحياة العامة.
(البلوغ) والثقافة:
يرى كثير من (البلوغرز) أن صفحاتهم تمتلك أجندة هائلة فضلاً عن كونها جزء لا يتجزأ من مصادر السياسة المفتوحة، مكنت الجمهور في المشاركة بشكل مباشر في صناعة القضايا السياسية، وتأطير المناظرات المحمومة، في حين وصفها آخرون بأنها (وسيلة لتخطي المحظور عبر دفع رسائل بطريقة علنية مباشرة).
كما أن الخطاب السائد على صفحات (البلوغ) ساهم في تأثيرات اجتماعية عميقة وصلت معها حد بعض الشركات المتضررة من الصفحات من طرد بعض مالكي الصفحات بطريقة تعسفية، ووصلت حد القضاء كذلك.
وفيما تمثل (البلوغ) مخازن هائلة للمعلومات حول العديد من القضايا أحياناً، فإنها قد تدفع أحياناً أخرى بنفاذ (بصيرة العقل)، لا سيما مع إقدام بعض مالكي (الصفحات) على ارتكاب عمليات انتحار نتيجة لمشاكل اجتماعية كانوا تطرقوا لها على صفحات (البلوغ)، أو من قاموا بارتكاب جرائم معينة، أو ممن كانوا ضحايا لها، وصلت في العام 2005م أن قام أحد مالكي صفحات (البلوغ) بتدوين اسم قاتله داخلها.
نشر صفحات (البلوغ) على الويب:
ظهرت العديد من البرمجيات الداعمة لصفحات (البلوغ) وأتاحت للجمهور إمكانية إنشاء صفحاتهم بطريقة مبسطة وجاهزة في بعض الأحيان، وساهمت مواقع استضافة صفحات البلوغ التشاركية في اتساع الظاهرة عالمياً، ومكنت المشتركين من تحرير صفحاتهم عبر الويب بصورة فورية.
وفيما يفضل العديد من (البلوغرز) تصميم صفحاتهم عبر استخدام (خادم) خاص من جانب واحد وتطبيقاته لنشر صفحاتهم الخاصة، فإن بعضهم من يقوم باستضافة مجموعة أخرى من الصفحات داخل صفحته عبر روابط معينة، لا سيما في صفحات المدارس أو الشركات.
وأسهمت البرمجيات المتعددة في تزويد المشتركين بعاملي المرونة والقوة أثناء تصميم الصفحات، فإذا ما زودت الصفحات بواجهة قابلة للتحرير، فسيجعلها من دون شك أكثر سهولة للمتصفحين من تحرير نصوصهم وصورهم، لا سيما مع تفضيل الكثير تصميم صفحته الخاصة أثناء تنقلاته السياحية من داخل مقاهي الانترنت المنتشرة في أرجاء المعمورة للتواصل مع أصدقائه وعرض تجاربه بشكل فوري.
أنواع صفحات البلوغ:
لم تترك صفحات البلوغ مجالاً إلا وتطرقت إليه بطريقة احترافية مؤثرة، وبأنواع مختلفة حققت نجاحاً منقطع النظير من بينها:
- صفحات (بلوغ) إخبارية سياسية، وتأخذ أشكالاً عديدة، وغالباً ما تكون من خلال مقالات معينة من مواقع الأخبار الإلكترونية ليصار إلى التعليق عليها ومناقشتها، فضلاً عن مناقشة قضايا سياسية ساخنة.
- صفحات شخصية، وتأتي مشابهة للمفكرات اليومية أو على شكل جريدة إلكترونية صغيرة، ولا تحتاج لكثير جهد من أجل تصميمها، بل يحاول مصمومها على عرض تجاربهم الشخصية، أو شكاواهم العملية، أو أي نصوص وقصائد شعرية ونثرية وأفكار أخرى.
- صفحات موضوعية: وتركز على مواضيع رزينة وقوية، مثل آخر أخبار عالم التقنية والاتصالات، كآخر أخبار تقنيات شركتي جوجل وميكروسوفت، أو تلك المتعلقة الجنود العائدين من مواقع القتال.
- صفحات صحية: وهي تسجل العديد من تجارب المشتركين حول مشكلاتهم الصحية من أجل تبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال.
- صفحات أدبية: تركز على الكلمات وقصص الخيال وغيرها.
- صفحات المجموعات: وتكتب عن طريق مجموعة من الأفراد لمناقشة موضوع محدد، وهي ذات طابع تشاركي.
- صفحات سياحية، وبحثية، وإعلامية، ودينية، وإلكترونية، وتعليمية، وإرشادية، وتجارية، أو تقديم نصائح بطريقة تفاعلية وغيرها.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
اتصالات
الالعاب
أمن رقمي
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
تجارة إلكترونية
دكتور .كوم
حاسبات
أخبار تقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved