الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 20th June,2004 العدد : 74

الأحد 2 ,جمادى الاولى 1425

مؤتمر ومعارض اتصالات إفريقيا بالقاهرة 15
ندوة وجلسة علمية عن مستقبل الاتصالات في إفريقيا والعالم
الحلقة الثالثة
يواصل العالم الرقمي اليوم تغطيته لوقائع مؤتمر اتصالات إفريقيا ونقدم في هذا تغطية شاملة لأهم الندوات والجلسات العلمية التي عقدت على هامش المؤتمر، في آخر حلقة من تغطيتنا لهذا الحدث المتميز.
وقد ناقش المؤتمر في خمس عشرة جلسة وندوة تم تقسيمها على عدة محاور مستقبل صناعة الاتصالات في العالم وفي القارة الإفريقية على وجه الخصوص، وكذلك وسائل جذب الاستثمارات لقطاع الاتصالات واستراتيجيات تطبيق تقنية الاتصالات والإنترنت فائق السرعة واستخداماته في مجال التعليم والصحة وسبل تقليص الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول النامية.
كما طرح المشاركون آليات جديدة لتمويل مشاريع الاتصالات وتدعيم التعاون الرقمي على مستوى القارة الإفريقية. وكان شعار الندوات وهو (إفريقيا الأفضل) وهو شعار لا يخفي مغزاه على أحد، وكان من بين المتحدثين في الجلسات مسؤولي شركات عالمية ووزراء أفارقة ومسؤولون كبار بالاتحاد الدولي للاتصالات وأساتذة جامعات من مختلف أنحاء العالم , وناقشت هذه الجلسات قضايا تقنية وعلمية وتجارية ومجتمعية مختلفة. وكانت الندوة الرئيسية في المؤتمر بعنوان (التحديات التي تواجه إفريقيا للدخول في مجتمع المعلومات) وتناولت مستقبل التنمية في القارة الإفريقية ودور تقنية المعلومات والاتصالات في تعزيز جهود التنمية في القارة.
قال يوشي اوتوسومي الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات: إن سوق الاتصالات في إفريقيا شهد خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملموساً حيث زاد عدد المستخدمين للهاتف الجوال بنسبة ألف بالمائة، وبلغ عددهم العام الماضي 56 مليون مستخدم وقال إن ذلك يعني وصول خدمات الاتصالات لمناطق لم تكن لتصل إليها من قبل. وأكد على أن الاتحاد يستهدف انتشار خدمات الاتصالات إلى كافه اتحاد العالم.
ودعي د. أحمد نظيف، وزير الاتصالات المصري، خلال كلمته إلى استحداث آليات جديدة للتعاون الثنائي أو المتعدد الأطراف في إطار الاتحاد الإفريقي أو من خلال مباردة النيباد أو في إطار اللجنة الإفريقية الإليكترونية.
وتطرق إلى قمة جنيف للمعلومات في ديسمبر الماضي وما دعت إليه من ضرورة الاتفاق بين البلاد الإفريقية من نواحي تمويل المشروعات المشتركة والاستفادة من خبرات الآخرين.
الاستثمار والتمويل في إفريقيا
عقدت ندوة حول الاستثمار في قطاع الاتصالات وحالة صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات في إفريقيا والعالم , وإلى أين وصلت وما هو مستقبلها وما هي التحديات التي تطرحها الحالة الراهنة لهذه الصناعة؟
وأكدت الندوة على أن إفريقيا هي الأقل استخداماً للإنترنت حيث تصل هذه النسبة إلى 5.8% من السكان على الرغم من أن النسبة في أوربا تصل إلى 42% وهذا يؤكد على أن إفريقيا تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات وسد الفجوة الرقمية.
وقال محمد حمروش من بنك التمويل الإفريقي إن البنك قد وقع عدة بروتوكولات عمل لدعم الإصلاحات الهيكلية التي قامت بها العديد من الدول الإفريقية مشيراً إلى تقديم خمسة مشروعات إقليمية من أجل بناء البنية الأساسية وزيادة الاتصالات لتحسين الاتصال، منها مشروعات خاصة بتسهيل نشر المعرفة وكذلك إصلاح الكوادر البشرية الموجودة في تنمية الموارد البشرية وتدعيم المؤسسات الموجودة.
وأشار سولزمان المدير التنفيذي لشركة الاتصالات النيجيرية إلى أن الاتصالات في نيجيريا قد شهدت تطوراً ملحوظاً وقال: (إنه في عام 1999 كانت نيجيريا تمتلك 6 آلاف خط هاتف أرضي وبعد أربع سنوات أصبحت 4 ملايين خط تليفون وهذا يعتبر معجزة وذلك بعد تحرير سوق الاتصالات في نيجيريا، وأوضح أنه في عام 1996 م ثم إدخال تقنية الهاتف الجوال في نيجيريا عن طريق شركة جديدة وتم بيع هذه الخدمة خلال مناقصة طرحت أسهمها بالبورصة مما ساعد على أن تكون نيجيريا من أكبر الأسواق نمواً للاتصالات الإلكترونية، حيث أصبح لديها 20 مليون خط هاتف، وأصبح هناك فرصة كبيرة للاستثمار مؤكداً أن عملية الاستثمار والتمويل تحتاج إلى المزيد من الإنفاق من قبل الحكومة. وطالب سولزمان بضرورة تيسير الإجراءات الجمركية ووسائل فرض الضرائب في البلاد الإفريقية حتى تستطيع جلب الاستثمارات الأجنبية.
إدارة موارد الإنترنت
وأقيمت ندوة أخرى حول إدارة موارد الإنترنت نوقش خلالها سياسات إدارة الإنترنت على مستوى العالم. بدأت الجلسة بمواجهة ساخنة بين ممثلي هيئة ايكان ICANN (منظمة دولية لإدارة خدمات وتخصيص عناوين الإنترنت) وبين الاتحاد الدولي للاتصالات حيث تحدث كل منهم عن دوره الحالي والمستقبلي في التخطيط لتنمية خدمات الإنترنت. حيث يتبنى الاتحاد الدولي للاتصالات وجهة النظر القائمة على أنه يجب أن يكون هناك دور متنام للحكومات والمنظمات الدولية الحكومية في إدارة الإنترنت كما حدث في إدارة خدمات الشبكات التليفزيونية والطيف الترددي ونظام الترقيم العالمي للتليفونات لمنح الأكواد العالمية للهواتف الدولية. بينما رفضت أيكان بالطبع التخلي عن دورها لصالح المنظمات أو الحكومات الدولية بحجة أن مشاركة القطاع الخاص والجمعيات الأهلية هي السبب الرئيسي لسرعة نمو وانتشار خدمات الإنترنت، ولابد أن يقتصر دور الحكومات على وضع السياسات في مجال التأمين وإدخال نظام التعدد اللغوي لأسماء نطاقات الإنترنت.
خارطة طريق
من الجلسات المهمة أيضاً تلك التي تم تخصيصها لمناقشة الرؤى السياسية المتعلقة بقطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات وكيفية تطويرها داخل إفريقيا , وتنظيم استخدام أجهزة الاتصالات ومرافق الاتصالات في إفريقيا. أكد فيها أمادو توريه مدير مكتب تطوير الاتصالات في الأمم المتحدة أن التغيير في اتجاه السياسات في الجانب التنظيمي في إفريقيا والأسلوب التقليدي في معالجة قضايا تقنية المعلومات قد حدث بالفعل حيث توجد محاولة كبيرة للحاق بمجتمع المعلومات وهذا يدعوا إلى الارتياح والتقدير كما أنه يوجد هناك توجه جديد في معالجة قضايا السوق وهناك بعض الأهداف التنموية بالغة الأهمية وقال: إننا عندما ننظر إلى هذه التطورات يجب أن نبني دعائمه بما تحقق من قبل. وأوضح أن الهواتف الجوالة قد أوجدت جانباً تنظيمياً جديداً بجانب أن المشتغلين قد حاولوا التكيف مع ظروف السوق مثل إيجاد خدمات جديدة كالكروت المدفوعة مقدماً Prepaid وأن هذه الهواتف عملية وذات أهمية كبيرة. وطالبت يتوب ماجلاني، إحدى المشاركات في هذه الندوة، بوضع سياسات هادفة لجذب الاستثمارات، وكذلك وضع إطار تنظيمي مناسب على مستوى الدول الإفريقية وقالت إنه يوجد في إفريقيا 90 هيئة لتنظيم الاتصالات السلكية واللاسلكية وينبغى أن نفكر في إعطاء دفعة للعاملين في هذا المجال وذلك لاستغلال التحديات الجديدة التي سوف تحدث في هذا المجال. فمثلاً على الصعيد الوطني يجب أن يكون هناك شراكة بين القطاع العام والخاص ووضع إطار تنظيمي يتيح ظهور فاعلين جدد، وينبغي التحقق من تطوير الخدمات الهاتفية وإيجاد فرص عمل، إضافة إلى أن هناك سبع دول إفريقية تصل تكلفة الاتصالات فيها إلى نحو 56% من الدخل القومي وهي نسبة كبيرة للغاية مقارنة بدخول الدول النامية المتواضعة.
تجارب الدول الإفريقية
كما عقدت ندوه بعنوان تقنية المعلومات والاتصالات من أجل الدول النامية وتم فيها استعراض بعض تجارب البلدان الإفريقية.. في هذا الصدد جون ساسيرا وزير الأشغال والاتصالات والإسكان في أوغندة. والسيد رابو وزير الاتصالات من مالي والسيد سام نيكوس وزير التعليم والاتصالات براوندا والذي بدأ حديثه خلال الجلسة بعرض تجربة رواندا وكيف اثر التغيير والتطوير في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية لديها، وكيف ساهم ذلك في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقال: لدينا في رواندا اهتمام على أعلى مستوي بتقنية الاتصالات ونحن نهتم بكل المبادرات الخاصة بالاتصالات.
الجلسة الختامية
وقد أعطت الجلسة الختامية للمؤتمر بارقة من الأمل في إزالة الحدود الجغرافية بين الدول لتذويب الفجوة الرقمية وسيادة رزح التضامن الرقمي للدول المتقدمة إزاء الدول النامية وتحديداً الإفريقية منها.
وقد حضر الجلسة عدد كبير من القيادات والخبراء الأفارقة والعالميين برئاسة روبرت بلويز نائب السكرتير العام للاتحاد الدولي للاتصالات الذي تحدث عن التضامن الرقمي، وقال إن التضامن الرقمي هو رأب الصدع في الفجوة الرقمية من الشعوب من اجل خدمه التنمية. وقال إن إفريقيا تعتبر الأرض الخصبة للاستثمار في تقنية الاتصالات والمعلومات، وطالب بضرورة تضافر الجهود لإقامة ما سماه ب (المشاركة السريعة في نقل التقنية).
وأضاف أن هناك اهتماماً متزايداً لقطاع الأعمال في إفريقيا للنهوض بتقنية المعلومات لسد الفجوة الرقمية. من ناحيتها، طالبت الدكتورة كريمة أبو غرة، مدير تنمية خدمات المعلومات في اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للامم المتحدة، بزيادة الاعتماد على تقنية المعلومات والاتصالات مشيرة إلى أن الرئيس الرواندي قد أكد في قمة مجتمع المعلومات في جنيف على انه لابد من تكاتف جهود الجميع لتحمل المسؤولية وطالبت بضرورة توفير التقنية بتكلفة زهيدة للجميع، وقالت إن كثير من البلدان تحتاج إلى تطوير البنية الأساسية والقانونية وحشد الجهود من أجل تنمية إفريقية، وضرورة قيام شراكة بين القطاعين العام والخاص ووضع عدد من المبادرات لتعزيز تكامل من القطاعين الخاص والعام.
وقال علي كرمانشاه وزير الاتصالات في إيران انه يحمل رسالة خاصة من السيد خاتمي رئيس إيران بأن بلاده ترحب بل وتدعو إلى التعاون في تقنية الاتصالات والمعلومات لمحاولة النهوض بالتضامن الرقمي.
مشيراً إلى أن هذا التضامن يتطلب مشاركة الأطراف الرئيسية في المجتمع الدولي. كما يتطلب وجود إرادة سياسية والتزام بتحقيق الأهداف الواردة في وثيقة جنيف. وقال كرمانشاه: (إننا في إيران استطعنا أن نواجه إمكانيات لتحقيق النهضة التكنولوجية، وأصبح هناك أكثر من خمسه ملايين مستخدم للإنترنت و16 مليون مستخدم للتليفون، وأنشأنا هيئه للاتصالات ولدينا تصريح بإنشاء شركه ثانيه للهاتف الجوال. وقال إن هناك تحديات يتعين مواجهتها في القمة الثانية للمعلوماتية عام 2005، أولها توفير الموارد المالية لسد الفجوة الرقمية بإنشاء صندوق التضامن الرقمي وثانياً مشاركة كافه الأطراف في إدارة خدمات الإنترنت).
من جهته، أكد كورنليير اديبايو وزير الاتصالات في نيجيريا الفيدرالية أن البلدان النامية في إفريقيا أمامها تحديات كبيرة لعل أهمها الضعف الاقتصادي.
وقال: (مما لا شك فيه أن التعاون من القطاعين العام والخاص يعتبر عنصراً أساسياً لسد الفجوة الرقمية. مشيراً إلى أن الغرض من اللقاء هو عرض الإمكانيات المتاحة ودعوة الجميع للاستثمار في إفريقيا في المشروعات الإلكترونية والاتصالات. وقال أداما ساماسيكو، رئيس أكاديمية اللغات بمالي، إن مفهوم التضامن يتعلق بالعلاقات الإنسانية التي تعتمد على الاحترام المتبادل واستخدامه في علاقات المصالح. ويجب أن يتحقق التضامن بين المشاركين لتنفيذ توصيات القمة وشدد على الأبعاد الأخلاقية لمجتمع المعلومات وتبادل الأفكار. وأكدت خديجة عريان المدير العام للوكالة الوطنية للترددات في تونس أن تونس تستعد حاليا لاستضافه قمة المعلومات في مرحلتها الثانية خلال الفترة من 16الي 18نوفمبر 2005 وقالت إن الرئيس زين العابدين بن علي يري أن مفهوم التضامن مفهوم متعدد الأبعاد مطالبا بإنشاء صندوق متعدد الأبعاد من اجل التضامن والتنمية. ودعت خديجة المشاركين إلى حضور الاجتماع التحضيري في الفترة ما بين 24 إلى 26 يونيو (الحالي) للقمة العالمية للمعلومات.
ندوات أخرى
وقد أقيمت على هامش المؤتمر عدة ندوات وجلسات علمية أخرى حيث أقيمت جلسة حول كيفية بناء بنية أساسية جيدة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وكيفية بناء نماذج عمل ناجحة في هذا القطاع تحقق أرباحاً للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال والعاملين في هذه الشركات .
وكان من أبرز تلك الجلسات، الجلسة التي خصصت لقضية نقل المكالمات الصوتية عبر بروتوكولات الإنترنت Voice over IP , وتأثير ذلك على إيرادات شركات الاتصالات المحلية والدولية، كما أقيمت جلسة أخرى حول كيفية إنشاء ونشر المزيد من نقاط ومراكز لتبادل المعلومات الإفريقية عبر الإنترنت داخل القارة بدلاً من تمريرها لخارج القارة في مراكز تبادل المعلومات بأوروبا وأمريكا الشمالية .
كما استعرض المؤتمر في جلسة خاصة دراسات حالة من مختلف أنحاء الدول الإفريقية حول كيفية توظيف تقنية الاتصالات والمعلومات في عملية التنمية , وجلسة حول كيفية التنسيق والتضامن الرقمي المطلوبين قبل المرحلة الثانية من قمة مجتمع المعلومات المقرر عقدها في تونس العام المقبل.
وأقيمت ندوة أخرى حول استخدام افضل لتقنية المعلومات، كما أقيمت ندوة بعنوان مرحلة التصنيع وقد طالبت هذه الندوة بتوطين صناعة تقنية المعلومات والاتصالات في القارة الإفريقية من خلال الموارد البشرية رخيصة الثمن المتوافرة في القارة واستغلال الثروات الطبيعية الكبيرة التي تتميز بها إفريقيا، وناقشت الندوة التوقعات المستقبلية ومدى قدرة الاستثمارات الحالية على مواكبة النمو في هذا المجال.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
نساء كوم
امال . كوم
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
حوار العدد
معارض
برمجة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved