الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 26th June,2005 العدد : 121

الأحد 19 ,جمادى الاولى 1426

قطاع الاتصالات العسكري يشهد تحولات جذرية والكمبيوتر يتربع على عرش مملكة الاتصالات
* إعداد إبراهيم الماجد:
شهدت الجيوش في العقدين الماضيين تطورات مذهلة في مجال الاتصالات، فبعدما اعتمدت على الاتصالات السلكية في الحربين العالميتين، باتت اليوم تستخدم القمر المداري والشبكات للجوال والميكروويف وغيرها. وفي وسط مملكة الاتصالات جلس الكمبيوتر متربعا على عرش قمة التكنولوجيا.
كيف يبدو مشهد قطاع الاتصالات في الجيوش اليوم وكيف استفادت القطاعات العسكرية من هذه التطورات؟ المشهد الكامل لا يمكن استعراضه كون غالبية التكنولوجيات العسكرية في مجال الاتصالات تعتبر اسراراً قومية عسكرية، إلا ان مقاربة الموضوع ممكنة من خلال بعض الدراسات. فكيف يبدو الوضع في هذا المجال اليوم؟
التنسيق والمفاجأة
ساهمت ثورة الاتصالات في تحقيق سهولة تبادل المعلومات ونشر الاوامر بين الوحدات المقاتلة وبينها وبين قياداتها المختلفة للتنسيق وتحقيق السبق والمفاجأة.
وقد انشئت لتنفيذ هذه المهمات وحدات متخصصة في الاتصالات تدعى عموما (سلاح الاشارة) لاستخدام معدات الاتصالات التي باتت عنصرا اساسيا ضمن معدات نظم القتال الحديثة مثل الطائرات والسفن الحربية والدبابات وعربات نقل الجند.
وتعمل كل هذه النظم اعتمادا على معدات تكنولوجية متطورة لتحقيق مهمات عسكرية استخباراتية مختلفة، اهمها تحقيق اتصال متواصل بين المستويات الدنيا والعليا أي من القيادة وصولا إلى العناصر الميدانية فردية كانت أو جماعية.
وتعمل هذه النظم اعتمادا على الاتصالات لتيسير إدارة العمليات العسكرية وتوفير الانذار والمراقبة وإدارة النيران والرمايات الدقيقة.
وفي هذه البيئة العسكرية التي تعتمد على الاتصالات دخل الكمبيوتر ليؤدي مجموعة مهمات أبرزها تحقيق تنظيم متكامل في مجال الاتصالات والتحكم في قيادة الاسلحة المختلفة ووضع الخطط وإدارة عملية الاتصال بين وحدات القتال جوية كانت أو برية أو بحرية.
وبهذا فقد ادى الكمبيوتر دورا اساسيا في عملية الاتصالات العسكرية وتنظيمها وصولا إلى تحقيق تقدم نوعي على الجيوش الأخرى.
والكمبيوتر في هذه الحالة يعمل على تحقيق افضل استخدام للامكانات المتاحة وتحديد أمثل الترددات (موجات الاتصال) في شكل يتلاءم مع الفرق بين الليل والنهار والفصول والمواقع الجغرافية. كذلك لعب الكمبيوتر دورا بارزا في تعطيل انظمة الاتصال المعادية وتخريبها عبر الفيروسات المختلفة. ومن جهة اخرى عمل على اكتشاف تركيبة الفيروسات المعادية وشل حركتها.
ومع البرامج الحديثة استطاع الكمبيوتر ان يتفاعل مع ضغط الاتصالات فنظّمها من دون ان يتسبب بتعطلها أو بتداخلها سواء مع الصديق أو العدو.
ومن الميزات التي اكتشفتها الجيوش حين استخدمت الكمبيوتر في الاتصالات قدرة الكمبيوتر على اختيار افضل طرق الاتصالات، فهو كان يختار بين الاتصال الارضي أو الخليوي أو الفضائي أو البحري اعتمادا على المعطيات التي يملكها. وقد وفرت ثورة الاتصالات اجهزة قوية للجيوش استخدمتها لربط مراكز القيادة واتخاذ القرار في أي مركز قتالي. ونظرا إلى دقة المعلومات والاوامر والتعليمات المتداولة على شبكات الاتصال العسكرية بات على المسؤولين فيها العمل في اتجاهين: الاول هو تأمين اتصالاتهم، والثاني تعطيل قدرة العدو على النفاذ اليها، ويتم ذلك من خلال اجراءات تنظيمية يلتزم بها مشغلو تلك المعدات ومستخدموها اضافة إلى بعض الاجراءات التقنية التي تتركز على استخدام معدات وتقنيات خاصة تتيح تشفير الرسائل المتبادلة عبر برامج معلوماتية خاصة.
تأثيرات
ونتيجة لدخول الكم الكبير من تقنيات الاتصالات إلى الجيوش فقد حصلت تغييرات كبيرة في بنية الانظمة والتشكيلات العسكرية، إلا ان أهم ما حصل هو زيادة درجة الثقة بنظم الاتصال والايمان بفاعليتها. فقد باتت الاتصالات قادرة على العمل والاستمرار في ظروف ميادين القتال التي تُعد في غاية الصعوبة. ومن جهة اخرى اضافت ثورة الاتصالات إلى مراكز سلاح الاشارة تنوعا كبيرا في الامكانات المتاحة لاجراء الاتصالات. فقد بات في الامكان استخدام الاتصالات الخطية أو اللاسلكية والموجات القصيرة الفائقة الصغر، اضافة إلى الاتصالات البيانية واقمار الاتصالات العسكرية وغيرها. كذلك ازدادت قوة وسائل التشفير والسرية وتأمين الاتصال. وفي شكل متزامن اجريت تحسينات مادية وبرمجية تقاوم عوائق العدو الالكترونية وترفع قدرة التنسيق مع انظمة الاتصالات الصديقة.
كذلك، حصل تحسّن في وضوح الصوت والصور والبيانات والنصوص ونقلها بين أي مكانين على سطح الكوكب أو في فضائه. وباتت هذه الاتصالات تتم بمنتهى الدقة والسرعة والتنظيم. ومن التقنيات التي استخدمت لتحقيق الدقة والتنظيم، تقنية القفز الترددي والطيف الموسّع والتقسيم الزمني والتقسيم الترددي والتقسيم التشفيري واستخدام خليط من هذه التقنيات مجتمعة. وقد ساهمت تقنيات الاتصال الحديثة في توفير مراكز اتصال متطورة ونظم في غاية السهولة بالنسبة إلى الجيوش. وتوزّعت معدات الاتصالات ووسائلها البرية داخل العربات والمدرعات والمواقع، اما الجوية فتوزعت في الطائرات المختلفة سواء كانت للنقل أو للقتال والتجسس والعمليات الخاصة. اما في سلاح البحر فقد توزعت معدات الاتصال في السفن والطرادات والمراكب والغواصات وحاملات الطائرات وغيرها.
والاهم في هذه المراكز الخاصة بالاتصالات في اسلحة الجيوش المختلفة هو انها كانت قادرة على تأمين اتصالات معلوماتية أي تلك المتعلقة بالكمبيوتر والصوتية والبيانية وغيرها في الوقت نفسه. وقد جاءت كل هذه التطورات في قطاع الاتصالات الخاص بالجيوش ضمن ما سُمّي
Digitization of the Battlefield.
واليوم يستمر قطاع الاتصالات العسكري في تحقيق قفزات نوعية جديدة دون ان تُعرف ماهية هذه القفزات بالضبط أو نتائجها.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
اخبار تقنية
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
حوار العدد
الحكومة الالكترونية
معارض
برمجة
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved