الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 28th December,2003 العدد : 51

الأحد 5 ,ذو القعدة 1424

يستغلون ضعف الناس وحلمهم بالثروة ..
المحتالون ورسائل البريد الإلكتروني

* محمد مجيد العادلي
من النادر أن تجد شخصا لم تصله تلك الرسائل التي تدعوه الى أن يصبح غنيا بين ليلة وضحاها.
فكل ما عليك هو أن ترد على الرسالة بعد ان تكتب رقم حسابك المصرفي وعندها فإن وزير النفط السابق أو المحامي الهمام الذي يكتب من أفريقيا يمكن أن يجمع لك ملايين الدولارات التي أنكر وجودها هو أو موكله. تلك هي الفكرة التي يستدرجون بها بعض البسطاء ليسرقوا أموالهم برضاهم.
إن معظم هذه الرسائل يكون مصدرها نيجيريا وهي تستهدف عشوائيا عشرات الآلاف من الناس. كما يقول أدوارد جي ناسياتكا مشرف الخدمة السرية الأمريكية المتقاعد حاليا والذي كان قد رأس قوة مهام الوكالة الخاصة بغرب أفريقيا. ويقول ناسياتكا: إنهم يرسلون هذه الرسائل على أمل أن يقع أحدهم في الفخ.
ليس جميع من يطلبون المساعدة هم كاذبون بالتأكيد، غير إن ناسياتكا يقول إن معظم هؤلاء يدفعهم الجشع قبل كل شيء، والطعم الذي يجب أن يوجه الى الناس يكون جيدا جدا بحيث يبدو حقيقيا. وهو يقول: أحيانا تجد شخصا قد وقع في الشرك لأنه ساذج ولكن من النادر أن يكون ذلك بسبب الجشع.
ولأننا مهتمون بمعرفة مدى الخداع الذي يتمتع به هؤلاء فقد قام أحد الصحفيين الأمريكيين بالرد على واحدة من هذه الرسائل التي استقرت في صندوق بريده مؤخرا.
واليكم نص الرسائل الألكترونية التي تبادلها الصحفي «باسم مستعار هو سامبو» مع المحتال «الذي اسمه بيوس باتريك كما يزعم».
نص رسالة المحتال
انتباه : سيدي/ سيدتي
أنا الدكتور بيوس باتريك أعمل محاميا وأنا أمثل مهندسا عمل لدى شركة شيل ديفيلوبمنت هنا في نيجيريا حتى مماته وهو يعد حتى الآن أحد عملائي. في الرابع من مارس عام 2000 حصل حادث لموكلي عندما كان يقود سيارته مع زوجته وابنيه في طريق العودة من الإجازة عند مرورهم بطريق مطار لاغوس السريع.
ولسوء الحظ فقد توفي جميع من في السيارة. ومنذ ذلك الحين فقد قمت بمحاولات عديدة أرسلت فيها طالب معلومات للعديد من الناس وحتى السفارات الموجودة هنا في نيجيريا للبحث عن أي أقارب لهم غير إنها جميعها على ما يبدو باءت بالفشل.
أنا اتصل بك للمساعدة حول مبلغ الخمسة والعشرين مليون دولار أمريكي التي تركها الفقيد في بنك «يونايتد بنك فور أفريكا بلس» في نيجريا. لقدأرسل مدير البنك في الأسبوع الماضي إشعارا لي لكوني الشخص الوحيد ليصادق على الوريث التالي للفقيد وإلا فإن هذه الممتلكات ستعلن ك «ممتلكات تم التخلي عنها» بعد اتخاذ الإجراءات القانونية خلال شهر من تاريخ الإشعار المذكور.
وما دمت قد فشلت في تحديد مكان أي قريب للفقيد على مدى أكثر من سنة من البحث. لذلك أرجو أن تغفر لي لتقديمك كوريث للفقيد حيث سيتم تحويل المبلغ الى حسابك المصرفي وسأحصل على 60% من المبلغ فيما تحصل أنت على 35% وتبقى5% لتغطية تكاليف التحويل.
وأود أن أشير الى إن التحويل سيكون 100% خاليا من المخاطر وبسرية عالية.
كل ما عليك أن تفتح حسابا لتلقي الحساب في بلدك ثم سآتي الى بلدك لتسلم حصتي من المبلغ. عندما تعلمني بموافقتك واهتمامك بالعمل معي في هذا الموضوع فإن كل التفاصيل المتعلقة بالبنك وتحويل المبلغ ستتم بالاتصال فيما بيننا من دون أي تأخير آخر لأن البنك يعمل وفق جدول أعمال.
ويتوجب علي توفير كل الوثائق القانونية المصدقة. وكما قلت. هذه المعلومات سرية والناحية الأمنية مؤمنة ومضمونة لك تماما. هذا هو أملي الوحيد هناوأنا أعتقد حقا أن بإمكاننا القيام بهذه الصفقة خلال أيام قليلة بدءا من اليوم الذي تعلمني فيه بموافقتك. رجاء أنا بانتظار ردك الإيجابي وأعتمد على عونك.
شكرا وتحياتي الشخصية لك..الدكتور بيوس باتريك. انتهى
من الواضح إنه عرف كيف يقدم الطعم فهو يقدم لك 35% من مبلغ 25 مليون دولار ياله من مبلغ مغر. لنرى الى أين سيمضي بنا باتريك هذا فقد رد الصحفي «المتنكر» عليه قائلا : عزيزي السيد باتريك. هل يمكنك إعطائي المزيد من التفاصيل حول عرضك؟
السيد سامبو
وكان رد باتريك:
العزيز سامبو، شكرا على ردك. إن طلب مساعدتك لي هو طلب عاجل. وبالرغم من أننا لم نلتق من قبل. فأنا أعتقد إنك لن تكون حائلا دون نجاح هذه الصفقة. فكما أخبرتك في الرسالة الأولى التي أرسلتها لك لا يوجد أي من أقرباء مباشرين أو غير مباشرين للفقيد. ولا يوجد من يستلم المبلغ منذ موته. وكمحام للموكل الفقيد فقد أرسل البنك إشعارا لي مؤخرا لتقديم أي من أقاربه ليتم تحويل المبلغ إليه بدلا من بقاء المبلغ في الحساب المهجور.
أنا حقا أريد أن أقوم بهذه الصفقة معك إذا ما منحتني هذه الفرصة. وأنا بانتظار ردك قبل أن أعطيك المزيد من التفاصيل المهمة. شكرا ولك أفضل تحياتي.
الدكتور بيوس باتريك «رقم هاتف»سامبو يمكننا القيام باللعبة معا
وكان رد سامبو هو : العزيز بيوس أنا مهتم بعرضك. لكن كيف عثرت علي؟
العزيز سام.، شكرا على ردك. لقد دعوت بإخلاص لأجد الشخص المناسب للقيام بهذا العمل. وقد اتصلت بسبعة أشخاص لكنهم لم يكونوا مؤهلين لذلك. لكن الصفقة بسيطة بالنسبة لنا. فأنا سأرسل لك كل الوثائق القانونية عبر الفاكس فور حصولي على رقم الهاتف ورقم الفاكس الخاص بك.
وأتوقع منك أن تعامل هذه الصفقة بعناية وسرية تامة بحيث لن يعلم أحد بمايجري حتى إتمام الصفقة. شكرا.
بيوس
وبعد دقائق وصلت رسالة أخرى تقول: العزيز سامبو.
لقد قمت بتأمل عميق حول الصفقة وأنا أعتقد إني وجدت شخصا مناسبا هو أنت والذي لن يخدعني أو يهرب بالمال بعد التحويل الى حسابك. وأنا أثق حقا بمساعدتك. شكرا. بيوس
وبعد يومين. جاءت الرسالة التالية: صديقي العزيز.
لم أسمع ردك منذ مدة. لقد انتظرت من دون أن اسمع شيئا منك. هل هناك مشكلة ما؟ أرجوك فأنا أتوقع ردا منك متى ما استلمت هذه الرسالة. ليس هناك الكثير من الوقت للقيام بالصفقة. شكرا. بيوس
عزيزي الدكتور باتريك. أنا قلق قليلا من فكرة إعطاء شخص غريب معلوماتي المالية الشخصية. هل يمكنك طمأنتي؟
وجاء الرد من باتريك:
العزيز سام أنا أطمئنك بقوة بعدم وجود أي ضرر من هذه الصفقة. فأنا محام منذ سنين عديدة وخبرتي تزيد على 45 عاما. فأنت تمثل وريث موكلي وما سأقوله للبنك هو الذي سيصدقونه. وتأكد من إن الصفقة بسيطة وخالية من المخاطر. وستستفيد مثلي من الصفقة. أنا أنتظر الآن ردك بفارغ الصبر قبل أن أغادر المكتب.. ويمكنك الاتصال بي الآن. شكرا.
بيوس فرد عليه سامبو قائلا :عزيزي بيوس شكرا على ملاحظتك الأخيرة. ما يزيد طمأنينتي هو أن ترسل لي أوراق اعتمادك المصدقة. وهل أنت محام منذ 45 عاما أم 45 أعوام؟ كذلك أرجو أن توضح لي مرة واحدة ما الذي تريد أن تحصل عليه مني. بهذه الطريقة أستطيع أن أقيم عرضك المغري بشكل كامل.
وجاء الرد :العزيز سام. شكرا على الرسالة. الشيء الأكثر أهمية هو موافقتك على اعتبارك الوريث الشرعي لموكلي. كذلك أطلب معلومات حول حسابك المصرفي. سواء كانت معلومات قديمة أو جديدة. لتقديمها للمصرف هنا للتأكد منها. وأتوقع أن أحصل على رقم هاتفك الخاص ورقم الفاكس لتمكني من إرسال كل الوثائق القانونية اليك والتي قد يطلبها المصرف منك وكذلك لتساعدني حتى أكون على اتصال مستمر وشخصي معك.
ذلك هو ما أريده منك. وكما ذكرت. فأنا محام منذ 45 عاما. هل فاجأك هذا؟ آمل أن أسمع منك شيئا إيجابيا. شكرا.
بيوس وقبل أن يبدأ بطلبه لإرسال مبلغ معين مقدما لتغطية تكاليف التحويل وهو الهدف من كل عملية الخداع هذه. فقد قرر الصحفي أن يكون البادئ بالهجوم فارسل لبيوس يقول :
العزيز بيوس. شكرا على ردك. لكن المحامي الخاص بي قد حذرني من أني أضع نفسي أو بطاقة اعتمادي في خطر إذا ما قبلت عرضك. وهو يرغب في رؤية بعض الوثائق السابقة المتصلة بتحويل المبلغ. إذا كان لديك أي منها. كذلك فهو يريد أن يطمئن من أني لن أدفع أية أموال «مقدما» وفي أي وقت. أرجو أن تعلمني إذا كنت تضمن ذلك.
العزيز بيوس.أخيرا كان رد بيوس «وهذه المرة بدون العزيز سام أو سامبو»:
يجب أن نقول وداعا للصفقة. وأنا نصحتك أن لا تدع أحدا يعلم بالصفقة. وأنا أخشى أنه لن أكون كمحاميك لاتصل بالمصرف هنا وأخبرهم أن ما أقوم به ليس قانونيا. فالمصرف لن يكون فرحا بي! شكرا. بيوس .

..... الرجوع .....

العنكبوتية
وادي السليكون
الالعاب
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved