الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 30th March,2003 العدد : 14

الأحد 27 ,محرم 1424

صناعة المعلوماتية

تعد المعلوماتية اليوم في ظل التغيرات التقنية المتطورة أساس وعماد الاقتصاد الحديث.
فالتطورات العلمية الحديثة ترتبط بأنظمة المعلوماتية والاتصالات وتعتمد المعلوماتية في انتشارها على أنظمة المعلومات فكلما تقدمت هذه الأنظمة وارتفعت، أتيح للمجتمع أن ينمو ويتطور ويتقدم. وأصبح من المسلم به الآن أن برامج المعلومات تعد قيمة غير تقليدية نظراً لاستعمالها المتعددة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وهذه القيمة المتميزة لبرامج المعلومات تجعلها محلاً للتداول في سوق يدور فيها الصراع حول مبالغ هائلة.
يقول د. السيد عطية عبدالواحد في كتابه: الآثار الاقتصادية والاجتماعية للمعلوماتية: ترجع أهمية سوق المعلوماتية إلى تنوع التطبيقات المعلوماتية المنتشرة في كافة المجالات ذات البعد الاقتصادي .
وللبرهنة على أهمية المعلوماتية ينبغي الأخذ في الحسبان أن أي تطبيق معلوماتي أو المعلوماتية بشكل عام يعتمد على البرنامج المعلوماتي.
ويعد البرنامج المعلوماتي عنصراً أساسياً وشريكاً في أنظمة المعلومات وفي المجالات الصناعية المتعددة.
إن برنامج المعلومات يلعب دوراً فعالاً ومؤثراً في المجالات الطبية الحديثة، وعلوم الفضاء، والأسلحة الإلكترونية، والأعمال الادارية، وغيرها من الاعمال.
لقد نمت صناعة المعلوماتية نمواً كبيراً في الآونة الأخيرة ومازالت مستمرة في نموها وتطورها وهي مثال بارز لصناعة التقنية المتطورة التي تحتاج لاستثمارات ضخمة من رأس المال وعمالة مدربة على مستوى رفيع لتطوير هذه المنتجات.
وطبيعة المعلوماتية ونموها السريع كصناعة وتنوعها، أدى إلى ظهور كثير من المشكلات الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
لقد تعددت استخدامات المعلوماتية في معظم المجالات لاسيما في الدول المتقدمة فازداد استخدام الحاسب الآلي في مجال التعليم والبحث العلمي والصحة والجيش والشرطة والعدالة والأعمال المصرفية. ولا عجب فإن استخدام الحاسب الآلي في المجالات المتعددة، من شأنه أن يوفر الوقت والجهد والمال، ويختصر المسافات وبحث التقدم الحضاري في المجالات المختلفة.
إن التطور الاقتصادي الذي يشهده المجتمع الدولي حالياً يدفع كثيراً من الشركات والمؤسسات العاملة في مجال المعلوماتية إلى ضرورة تحديث وتطوير طرق عملها وتقنياتها.
لقد اصبح سائغاً أن يقاس مدى تقدم الأمم بمدى أخذها بأسباب التطور التقني وأصبح التفوق في صناعة المعلوماتية بمثابة الجسر الذي عبرت من خلاله العديد من الدول من أزمتها إلى التقدم والثروة والنجاح.
لقد أحدثت المعلوماتية انقلاباً خطيراً في مختلف جوانب الحياة وهو انقلاب ما لا يقل في اثره عن آثار الثورة الصناعية.
فكما غيرت الثورة الصناعية من البنية الاقتصادية والاجتماعية في القرن الثامن عشر فإن المعلوماتية هي الأخرى استطاعت أن تغير من البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المعاصرة. لذلك تطلق على العصر الإلكتروني هذا مسميات متعددة مثل عصر ما بعد الصناعة وعصر الثورة العلمية والتقنية وعصر المعلومات العالمي.
والملاحظ أن المعلوماتية قد أثرت على العمالة بصورة متعددة كما أثرت على شكل علاقات الإنتاج القائمة، وعلى الأعمال المصرفية.
ففي دول العالم الثالث يتم إصدار الشيكات عادة يدوياً في كافة مراحلها، ولكن في الدول المتقدمة فالأمر جد مختلف، لأن الاعتماد على النقود الكتابية «الشيكات» يكون بصورة كبيرة على حساب النقود الورقية.
ولا عجب في ادخال المعلوماتية «برامج المعلومات» في هذا المجال من شأنه أن يؤدي إلى سرعة إنجاز المعاملات بالقدر اللازم لتيسير المعاملات اليومية والمستمرة للبنوك.
ومن ثم، تعتمد المصارف في ذلك على وضع رقم سري يحل محل التوقيع التقليدي، ويتم وضع هذا الرقم في ذات الوقت الذي يتم فيه طباعة الشيك ويصبح الرقم حينئذ كالتوقيع تماماً، بمعرفة شخص اعطى أمر اصدار الشيك، والمحصلة الحقيقية لتلك العملية هي توفير الوقت الذي تستغرقه عمليات فحص الشيكات.
كما تسهم المعلوماتية مساهمة فعالة في مجال المعاملات التجارية. فهي تعين في اتمام الكثير من الصفقات التجارية دون حاجة لانتقال الطرفين والتقائهما في مكان معين، وإن لم يتم إتمام الصفقة فيكفي انها تعين على التعريف بها تعريفاً كاملاً موفرة بذلك الوقت والجهد والمال.
إن صناعة العلاقات الاقتصادية الدولية. ولذلك فهي تعد شرطاً جوهرياً ضرورياً للتطور الاقتصادي والاستقلال الوطني.
كما أن الآثار المتزايدة للمعلوماتية على الإنتاج ومن ثم على المنافسة، وتزايد الطلب المستمر على هذا المجال يعطي للدول التي تتفوق في هذا المجال الوسائل الحقيقية لممارسة الضغوط الخارجية التي تحقق مصالحها، ولعل ذلك هو ما ينطق به الواقع العالمي.
وللأسف فإن نصيب العالم الثالث في الاستهلاك العالمي ضعيف للغاية كما أن نصيبه في الإنتاج العالمي ضعيف للغاية ويتجلى الأمر بصورة واضحة وجلية في مجال المعلوماتية.
ففي مجال صناعة المعلوماتية فإنه يلاحظ أن دول العالم الثالث ليس لديها المهارات التقنية اللازمة لهذا المجال، ولا السوق الداخلية الكافية، مما أدى إلى تعميق روابط التبعية بين الدول المتقدمة والمتخلفة في مجال صناعة المعلوماتية.
وهذا هيأ للشركات المتعددة الجنسيات مجالاً واسعاً لتلعب دوراً مهماً في تسويق أجهزة المعلوماتية وملحقاتها بإغراء حكومات العالم الثالث وشعوبها لضرورة التزود بهذه الاجهزة.
والملاحظ الآن أن معظم دول العالم الثالث تبحث مسألة اقتناء الآلات والادوات الخاصة بنظام المعلوماتية وتتنازع الشركات متعددة الجنسيات أسواق هذه الدول.
إن التطور العلمي المستمر في الدول المتقدمة يشكل تحدياً حقيقياً لدول العالم الثالث، وإن لم تستيقظ وتفيق دول العالم الثالث لهذه الحقيقة فإنه سيكون مقضياً عليها بالفناء.
أخيراً أقول
1 لا ينبغي المغالاة في الآثار الإيجابية للمعلوماتية فإن لها بعض الآثار السلبية.
2 ينبغي الحذر من بعض أنواع المعلوماتية التي تضر بالقدرة على الإبداع والابتكار وبالعملية التعليمية.
3 على دول العالم الثالث أن تفيق من غفوتها وتتجه للأخذ بالمناهج العلمية الحديثة والمتطورة حتي لا تظل مستوردة لكل منتجات الدول المتقدمة وما يرتبط بذلك من تبعية اقتصادية وسياسية وثقافية.
وقد آن أوان ذلك!!..


د. زيد بن محمد الرماني
المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود ، عضو الجمعية السعودية للإدارة

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
ساحة الحوار
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved