الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 1st June,2004 العدد : 83

الثلاثاء 13 ,ربيع الثاني 1425

الإعلام الذي نريد
على امتداد الوطن العربي..
من خليجه إلى محيطه..
تعلو أصواتنا..
حد التشنج..
واختفاء السيطرة على مشاعرنا..
والخروج على النص..
***
ومنذ بعض الوقت..
جهزنا لهذه الأصوات ما يساعدها على إيصال ما تود أن تقوله لنا وللآخرين..
من فضائيات..
وإصدارات صحفية..
ومن مواقع على الشبكة العنكبوتية..
بما يشعر العاقل منا بالخجل أمام ما يسمعه أو يقرأه أو يشاهده من بعضها..
***
وبدلاً من استثمار هذه الوسائل الإعلامية..
بما يفيدنا..
ويخدم قضايا أمتنا..
ويعطي أفضل صورة عنا..
وبدلاً من توظيفها بما يعود بالفائدة على جيلنا والأجيال القادمة..
فقد تحولت مع الأسف في كثير مما يقال ويكتب فيها إلى وباء مضر بنا..
***
أرجو أن تفهموني جيداً..
فأنا لست ضد حرية الرأي..
وأنا لست مع الحظر على التعبير الحر المتسم بالانضباط..
ولا أنا معارض لمن ينادي بفتح المجال أمام من يريد أن يبدي وجهة نظر أو يصحح ما يعتقد أنه خطأ..
بل هذا هو ما أطالب وأنادي به وأتفق فيه مع الداعين إليه والمنادين به ولكن؟!..
***
لقد آن الأوان لنسخِّر كل إمكاناتنا لما يخدم هذه الأمة..
وأن نتفق ولو على الحد الأدنى على ما يخدم مصالحنا وأهدافنا..
وما لم نبعد ونبتعد عن كل ما يضر بهذه المصالح وبتلك الأهداف، فإن مستقبل هذه الأمة سيظل في خطر..
***
ولعلنا ندرك الآن ، وقبل فوات الأوان ، أن هذا الخطر قد بدأ ينمو..
وأنه بدأ يتمدد..
وأن أحداً منا لن يكون في مأمن من تبعات ما يجري اليوم على الساحة العربية وحولها من أخطار..
إلا أن نكون دون مستوى التفكير والقراءة الصحيحة لهذا الذي يحيط ويحيق بنا..
وهنا تكون المشكلة التي ربما استعصى حلها إن تطورت ونمت وتمددت بأكثر مما هي عليه الآن.


خالد المالك

مريم فخر الدين (حسناء الشاشة) بحسرة:
انتهى عصر الرومانسية والجمال!!

* لقاء أيمن عبد الحميد
ردود أفعال واسعة النطاق أثارتها الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين طيلة الأعوام الثلاثة الماضية بسبب ظهورها المتكرر على القنوات والمحطات الفضائية وقيامها بفتح النار على نجوم ونجمات الزمن الجميل بشكل أثار حفيظة الكثيرين وغضبهم الشديد منها.
مريم فخر الدين الفنانة الكبيرة التي نحتفظ لها في قلوبنا بمكانة خاصة لهذا شعر الكثيرون بحالة من الاستياء الشديد لمشاركتها خلال الأعوام الماضية في أفلام ومسلسلات دون المستوى كانت تظهر فيها بمشهدين أو ثلاثة وتجلس في الاستوديوهات بالساعات في انتظار ممثلة أو ممثل جديد وهي الفنانة الكبيرة التي وضعت على الفن العربي بصمة لا يمكن نسيانها أبداً بتجسيدها لشخصية (أنجي) في رائعة يوسف السباعي (رد قلبي) وهي أيضاً الفنانة التي غنى لها عبد الحليم حافظ واحدة من أروع أغنياته (بتلوموني ليه) وأطلت علينا بوجهها الجميل وخصلات شعرها الحريرية وهي تتطاير مع نسمات الهواء أثناء الأغنية الجميلة وهي أيضاً التي قدَّم لها فريد الأطرش مجموعة من أروع أغنياته فكيف نقبل اليوم أن نشاهدها بهذا الشكل في أفلام دون المستوى وقد تغير الزمن وتقدم بها العمر وكان من الأفضل أن تتوقف عن العمل تماماً طيلة العشرين عاماً الماضية لتظل صورتها كما هي في أذهاننا.
وفيما يلي نص الحوار مع مريم فخر الدين:
* ألا تتفقين معنا على أنك أخطأت في حق نفسك وفي حق أبناء جيلك كثيراً؟
قد أكون أخطأت في حق نفسي في أمور عديدة تختص بمشاركتي في أعمال ضعيفة وجدت نفسي مجبرة على العمل فيها في فترة معينة ولكن في حق الآخرين أنا لم أخطئ أبداً.
* وما الذي أجبرك على المشاركة في أعمال أنت غير راضية عنها؟
أنا ليس لي أي دخل مادي غير الفن ومعروف عني أنني لم أدخر شيئاً من عملي كما فعل الكثير فماذا كنت أفعل هل أتسوَّل لكي أعيش.
* وهل هذه الحاجة المادية هي أيضاً التي دفعتك للظهور على المحطات الفضائية لتهاجمي نجوم ونجمات الزمن الجميل؟
_ أنا لم أهاجم أحداً ولم أجرح أحداً ولكن تحدثت بصراحة فيما سئلت عنه.
فكل إنسان منا بداخله أشياء جميلة وأخرى سيئة، فأنا تعرضت فقط لجوانب الضعف لدى البعض لكنى لم أجرح أحداً.
فاتن فنانة كبيرة
* ولكن ما هي المواقف التي أدت إلى كل هذا العداء الذي شعرنا أنك تُكنينه للفنانة الكبيرة فاتن حمامة؟
ومن قال إنني عدوه لها أو أنها عدوة لي هي فنانة جميلة وكبيرة ولا يمكن أن يختلف أحد على هذا، كما أننا كنا يوماً قريبات جداً من بعضنا البعض بحكم أننا من جيل واحد تقريباً وكذلك بحكم زواجها من عز الدين ذو الفقار الشقيق الأكبر لأول أزواجي محمود ذو الفقار، ومن ثم فإن ابنتي الكبرى إيمان أنجبتها من محمود ابنة عم ابنتها نادية التي أنجبتها هي من عز الدين ونادية تناديني (بزوجة عمى) أي أن هناك صلة قرابة ونسب وكما يقولون فقد كانت (سلفتي)، والمثل يقول (مركب الضراير سارت ومركب السلايف احتارت) .
* إذن فماذا حدث لكي تهاجميها بهذا الشكل بالمحطات الفضائية؟
قلت إنني لم أهاجمها، فقط أثارني هذا اللقب الذي أطلقوه عليها بأنها سيدة الشاشة وتساءلت هل كنا نحن (جواري الشاشة) فقد كنا جميعاً فنانات جميلات ومنطلقات ومحبوبات ونقف على درجة واحدة ولكل واحدة منا جمهورها العريض فما معنى إطلاق هذه الألقاب.. هذا هو ما قلته بالنص ولكن فوجئت بالبعض يحرفون كلامي ويحملونه معاني لم أقصدها.
طريق الفن
* اسمحي لنا أن نفتح خزائن ذكرياتك وبداية مشوارك الفني.. ونسألك عن موقف والديك من عملك بالفن؟
عشقت التمثيل منذ نعومة أظافري وأثناء دراستي بالمدرسة الألمانية كنت أشارك في كل العروض وكان الأساتذة يتنبؤون لي بمستقبل جيد وكانت والدتي بحكم أنها (مجرية) الأصل تشجعني وتحضر كل عروض الفرقة ورغم أن أبي كان متحضراً جداً إلا أنه كان يعارض هذا الاتجاه ويقف لي بالمرصاد وقد فوجئ بأن شقيقي يوسف فخر الدين رحمه الله الذي كان يصغرني بأربعة أعوام كان يسعى لنفس الاتجاه وكنا نغلق أنا ويوسف باب غرفتنا على أنفسنا لنمثِّل ونتقمص أي أعمال شاهدناها في السينما وقد رحل أبي وأنا في الثامنة عشرة من عمري وحزنت عليه حزناً شديداً ولكن لم يعد أحد يعترض على عملي بالفن!!
* وما هي المواقف التي دفعتك لقبول الزواج من محمود ذو الفقار رغم فارق السن بينكما؟
بصراحة شديدة أنا لم أكن أحب محمود فقد كان يكبرني بأكثر من 20 عاماً وأنا كنت أريد مثل كل المراهقات في هذه السن الزواج من شاب صغير في مثل عمري. وحينما تقدَّم محمود للزواج مني رفضت إلا أن والدي قال لي إن رغبتك في العمل في التمثيل مقرونة بالزواج منه فوافقت على الفور.
* وهل تغيَّر موقفك نحوه بعد الزواج؟
لا أستطيع أن أنكر أن زواجي من هذا الرجل سهَّل عليّ أموراً كثيرة ومهَّد أمامي الطريق ولو لم أتزوج منه كان من الصعب عليَّ أن أحقق ما حققته من نجاح وشهرة خلال هذه الفترة القصيرة واقتربت منه بعد إنجابي ابنتي (إيمان) التي ملأت عليّ الدنيا بالإضافة إلى أنني عملت مع شقيقه صلاح ذو الفقار في عدد كبير من الأفلام الرائعة والجميلة التي أعتز بها في حياتي مثل (رد قلبي) و(ملاك وشيطان) و(صلاح الدين الأيوبي)، وعملت مع شقيقه الآخر عز الدين ذو الفقار في مجموعة من أحلى الأفلام التي أعتز بها جداً في حياتي، فبخلاف (رد قلبي) أخرج لي فيلمي الجميل (هارب من الحب) وأعتز أيضاً بالأفلام التي أخرجها لي محمود أثناء فترة زواجنا مثل (رنة الخلخال) ويعود الفضل لمحمود أيضاً في فتح الطريق أمام شقيقي يوسف حينما أختاره ليلعب دور البطولة في فيلم (رحلة غرامية) عام 1957 ولعب فيه يوسف دور أخي أيضاً في الفيلم وكان لا يزال بالجامعة ولفت أنظار المخرجين والمنتجين نحوه فأسندوا إليه أدوار البطولة وحقق نجاحاً كبيراً.
* وهل تتذكرين أطرف المواقف التي صادفتك في أول أفلامك (ليلة غرام)؟
إنه موقف لا يُنسى فرغم أن هذا الفيلم كان يشاركني فيه فنانون كبار سبقوني بأعوام عديدة مثل تحية كاريوكا وعباس فارس فوجئت باسمي يتصدر (الأفيشات) ولم أكن أتوقع هذا مما جعل الآخرين يغارون مني وهذا ما دفعني للعمل والاجتهاد أكثر لأتفوق عليهم جميعاً.
* يعنى في أول أفلامك تم وضع اسمك بأعلى الأفيش فما هي مشاعرك حينما وجدت اسمك في الأعوام الأخيرة في المؤخرة؟
مؤكد شعرت بحزن شديد لعدم تقدير المخرجين لاسمى وتأريخي ولكني لا أهتم كثيراً فأنا لست في حاجة إلى مزيد من الشهرة.
* ولماذا لم تظهري بشكل يمكن أن نقول عنه (مريم فخر الدين) الجديدة؟
لأن هذا ليس زمن الرومانسية والجمال، فالبطلة الآن أكثر بجاحة وعنفاً قد تشاهدها تضرب رجلاً أو تذبحه أو تروِّج المخدرات ولم يعد للرومانسية مكان حالياً.. وأنا بطبيعتي رومانسية حالمة ولا أصلح لهذه الأدوار.
أشفقت على نرمين
* وماهي مشاعرك حين شاهدت الممثلة الشابة نرمين الفقي تجسد شخصية (أنجي) في مسلسل (رد قلبي) قبل أربعة أعوام؟
أشفقت عليها بشدة ويا ليتها سألتني لكنت نصحتها بعدم العمل وشعرت بأسى على كل الممثلين الذين عملوا في هذا المسلسل.
فقد صدقت توقعاتي وهرب المشاهدون من المسلسل بعد أول حلقة فواجه فشلاً ذريعاً، فمن الصعب على أي ممثل من أبناء هذا الجيل أن يقدِّم عملاً بنفس قدرات نجوم الخمسينات والستينات وأتحدى أي ممثلة من ممثلات هذه الأيام.. أن تؤدى دور (أنجي) التي ملكت القلوب.
* نعود لزواجك الأول من محمود ذو الفقار والأسباب التي أدت إلى انفصالك عنه؟
بعد مرور فترة قصيرة على زواجنا بدأت أشعر بعدم ارتياح وأنني أخدع نفسي بالاستمرار في هذا الزواج وصارحته بمشاعري هذه ورغم حبه الشديد لي وافقني على رغبتي وحدث الانفصال وسمح لي بالاحتفاظ بإيمان في حضانتي.
* بعد الانفصال بفترة قصيرة تزوجت من الدكتور محمد الطويل فما الذي دفعك لقبول الزواج منه؟
هذا الرجل هو الذي ضحيت من أجله بأشياء عديدة فقد تعرَّفت عليه حينما كنت أشكو من مرض غريب بالأذن يضعف من قدراتي على السمع وكان مرضي وراثياً عن طريق عمتي صفية التي أصيبت بالصمم وعمرها 19 عاماً وشعرت برعب من أن يصيبني ما أصابها فذهبت للدكتور محمد الطويل (أخصائي الأذن) وفي أول زيارة لي عنده استطاع أن يحدد مصدر الألم ونجح في تخفيفه وفى الزيارة التالية أنقذني من الألم وأصبحنا أصدقاء ولم أكن أتخيل أنني سأتزوجه.
* إذن كيف تم الزواج؟
بعد فترة زمنية سافرت للإسكندرية لقضاء إجازة الصيف والتقيت به مصادفة ودعاني للعشاء معه وفي هذه الجلسة عرض عليّ الزواج ووجدتني دون تفكير أوافق على الفور والأغرب أنني وافقته في حينها على فكرة اعتزالي الفن.
* وما هي أبرز المواقف التي تتذكرينها خلال فترة زواجك منه؟
كان رجلاً فقيراً ولا يملك سوى راتبه من عمله كطبيب وفى هذه الأثناء جاءته منحه دراسية للحصول على الدكتوراه من لندن ودفعت له مصاريف السفر من مالي الخاص وكان المبلغ 3000 جنيه مصري وهو مبلغ كبير حينئذ، وبالفعل سافر للندن عام عام 1962 وكنت في هذا الوقت أقوم بتصوير فيلمي (الأيدي الناعمة) وخلال التصوير حدثني أصدقائي عن الحرية في لندن فأثارني كلامهم وسافرت على الفور وأمضيت معه شهوراً طويلة في الغربة نسيت خلالها عملي بالفن ووقفت إلى جواره.
وكان حسابي وقتها في بنوك مصر 40 ألف جنيه حولته للندن واشتريت له سيارة (مرسيدس) وأدوات طبية ولم أشتر لنفسي فستاناً إلا بعد 3 سنوات من الغربة وبعد العودة لمصر وافقته على الاستمرار في الاعتزال وعدم العمل لأنه لا يليق بي أن أمثل لكونه نجل عبد الفتاح الطويل (أحد باشوات مصر) قبل الثورة وفتح عيادة كبيرة ونجح في تخصصه النادر.
خيانة زوجية
* كان موقفك عظيماً معه فما الذي أدى إلى الانفصال إذن؟
انفصلت عنه لأنه ببساطة شديدة خانني مع امرأة أخرى فشعرت بكراهية شديدة نحوه فطلبت الانفصال وصممت عليه فطلب مني السيارة ومبلغ 5 آلاف جنيه ليشترى شقة بالمهندسين ووافقت لأنني كنت كرهته، وبعد فترة عرفت أن السيدة التي خانني معها لاقت مصرعها في حادث سيارة مروِّع وحينما انفصلنا كنت حاملاً في ابني الثاني محمد.
* وما حقيقة ما قيل في هذا الوقت بأن د. الطويل تم إجباره على الانفصال عنك بعد التهديدات التي تعرض لها من صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات في هذا الوقت؟
كل هذه كانت شائعات لا صلة لها بالحقيقة.
* إذاً ما حقيقة علاقتك بصلاح نصر ومواقفك منه؟
الحكاية بتفاصيلها حدثت بالإسكندرية حينما شعرت بالملل من القاهرة وكنت وقتها ما زلت متزوجة من د.محمد الطويل وحامل منه في نجلي محمد وكنت لا أعمل وهو مشغول دائماً في عمله فتركته بالقاهرة وسافرت للإسكندرية وهناك التقيت صديقتي (زيزي) أعز صديقة لي في المدرسة الألمانية ووجهت لي الدعوة على العشاء معها فاعتذرت لعدم وجود السيارة معي فأرسلت لي سيارتها في المساء ووجدت السيارة تتوقف أمام فيلا صغيرة من دورين لها باب خشبي وعند دخولي لم أجد زيزي في استقبالي فقد شاهدت أربعة رجال مفتولي العضلات وفوجئت بوجود صلاح نصر فابتسم لي وقال: شفت عرفت أجيبك إزاي؟ فأدركت أن زيزي تعمل لحسابه فشعرت برعب شديد قلت له: لو لم تحضرني أنت فمن يستطيع إذن؟ وقلت له: معقول هؤلاء الرجال سيحضرون الحوار بيننا فأمرهم بالانصراف وأعطيته الأمان إلى أن انشغل بشيء ما ففتحت الشباك وقفزت منه وعدت للقاهرة.
* وما ردك على ما قالته اعتماد خورشيد التي كانت متزوجة من صلاح نصر في هذا الوقت وقالت في كتابها (انحرافات صلاح نصر) الذي أثار ضجة واسعة أنك لم تستطيعي الإفلات منه كما لم يفلت غيرك وأكدت أنك استسلمت له؟
هذه السيدة سيعاقبها الله على كل ما تقوله وتفعله فقد تجنت على الجميع وقالت كلاماً لم يحدث ولم يكن منطقياً أو مقبولاً ونشرت أشياء لم تحدث لتحقيق الشهرة التي فشلت في تحقيقها في الماضي رغم كل ما سعت لفعله لتلفت الأنظار نحوها وإن شاء الله عقابها عند الله سيكون كبيراً على كل ما قالته في حقي وحق الكثيرين.
لهذا تركت مصر
* إذن ما هي المواقف التي دفعتك لترك مصر والهروب للبنان في هذا الوقت طالما أن صلاح نصر لم يكن خلف هذا؟
بعد انفصالي عن د. محمد الطويل كانت ابنتي إيمان في الرابعة عشرة من عمرها وأنجبت ابني محمد وكان في مرحلة الرضاعة ووجدت إدارة الضرائب تطاردني فتحطمت نفسياً وبعد اعتزال خمسة أعوام قررت العودة للفن لأنني لم أعد أملك أي شيء فذهبت للدكتور ثروت عكاشة (وزير الثقافة) في ذاك
الوقت لييسر لي طريق العودة والعمل فوجدته يقول لي إن الأمر صعب بعد تأميم السينما وتضاعفت المشاكل بعد مطاردة الضرائب لي تطالبني بمبلغ 900 جنيه عن أعمالي السابقة وكان آخر مبلغ أملكه هو 250 جنيهاً دفعته لاستئجار الشقة التي أقمت فيها بعد انفصالي من الطويل وحينما حضر رجال الضرائب لم يكن معي سوى 13 جنيهاً فقالوا لي إما الدفع أو تشميع الشقة فتركتهم يشمعونها لعدم وجود بدائل أخرى وفي هذا الوقت عرفت أن فريد الأطرش وفريد شوقي وشويكار ورشدي أباظة وفؤاد المهندس سافروا للبنان للعمل وكلهم يسكنون في عمارة يعقوبيان بلبنان فاستدنت ثمن تذاكر السفر وتركت ابني الرضيع وسافرت للبنان وتم استقبالي من الجمهور بحفاوة شديدة لم أكن أتوقعها وتوجهت لإحدى العمارات وكان يسكن بها رشدي أباظة وحسن الإمام والبير نجيب وطلبت من رياض صاحب العمارة أن يأخذني لمقابلة البير نجيب ووجهت له الدعوة هو وزوجته للعشاء معي في أول يوم ببيروت فقال لي عند لقائي به: حقيقي أنت يا مريم بنت حلال.. بالأمس المنتج (حبيب مجاعص) كان معي وتحدثنا عنك وهو يرغب في إنتاج فيلم من بطولتك فطلبت منه أن يتصل به على الفور وبالفعل حضر الرجل واتفقنا على التعاون وأبلغته أن أجري 3000 جنيه إسترليني وحصلت منه على 500 جنيه عربون وقام بدفع إيجار الشقة لمدة شهر وتحمل مصاريف الطعام والسوبر ماركت وهكذا مرت أزمتي المادية الشديدة بسلام.
* إذن جاءت معرفتك بالمطرب اللبناني فهد بلان في هذه الأثناء؟ فما الذي دفعك لاختياره ليكون ثالث أزواجك؟
عند الاتفاق مع حبيب مجاعص على العمل قام بعمل حفل لتقديمي للصحفيين والنقاد اللبنانيين باعتباري بطلة أفلامه الجديدة وفي هذا الحفل وجدت مجاعص يقدِّم لي شخصاً لا أعرفه وقال لي: اسمحي لي أن أقدم لك فهد بلان الذي سيشاركك بطولة فيلمك الأول وعرفت أنه مشهور في بيروت.
* وكيف تم الزواج إذن؟
أثناء التصوير حدث تقارب شديد وتفاهم بيننا رغم الفترة الزمنية القصيرة وعرض عليّ الزواج فوافقت خاصة أنه وافق على أن يعيش معي وأبنائي إيمان ومحمد.
* وما هو الموقف الذي أدى للانفصال عنه؟
إنه موقف غريب حقاً قد تندهش بشدة عند سماعه فذات يوم وجدت ابنتي إيمان تأتي باكية من المدرسة وهي تقول لي إن صديقاتها يتعمدن إغاظتها بترديد أغنية (واشرح لها) التي أشتهر فهد بغنائها هي وأغنية (وركبنا على الحصان) بصفة مستمرة وكان محمد ابني كبر نسبياً ولم يكن يحب فهد أبداً ووجدت ابني يخيرانني بينهما وبينه فأخترت ابني وانفصلت عنه.
* أضربت عن الزواج في الأعوام الأخيرة فمع من تعيشين؟
مع أولادي وأحفادي، فابنتي إيمان أهدتني حفيدتي (سنا) وابني محمد أهداني حفيدتي (نادية) وقد تزوج محمد من فتاة ألمانية ووضعت مولودها الثاني (أمين) هناك.
* وما حقيقة ما تردد عن وقوفك ضد رغبات إيمان بالعمل في الفن؟
كلام غير حقيقي، فرغم أن إيمان أبوها محمود ذو الفقار وعمها عز الدين ذو الفقار إلا أنها رغم كل هذا كرهت الفن ولم تفكر في أن تعمل فيه ففي الفن لا تورث الموهبة فقد تورث في العلم كالطب والهندسة لكن في الفن لا.
* اشتهرت بعشقك لرياضة السباحة فلماذا توقفت عنها؟
رغم أنني كنت حريصة على الذهاب لحمام السباحة يومياً فهي رياضتي الجميلة إلا أن تقدم العمر وكذلك المتاعب الصحية في الأعوام الأخيرة أجبرتني على عدم ممارستها.
طوبة في كليتي
* وما هي أصعب المواقف التي تعرضت لها مؤخراً؟
(المرض) فقد داهمتني آلام الكلى منذ خمسة أعوام وأجريت جراحة فيها استؤصلت خلالها إحدى الكليتين ومررت بفترة صعبة وعصيبة جداً فلم أكن أشكو من أي شيء ولم أكن أتصور أن في كليتي طوبة وزنها 8 كيلو دفعة واحدة.
* وكيف اكتشفت هذا المرض؟
كانت صديقتي العزيزة ليلى فوزي هي السبب في اكتشافه فكنا نعوم معاً في حمام السباحة يومياً ولاحظت أنني أنهج بشدة بعد الخروج من الحمام وكان التنفس صعباً للغاية وارتفعت حرارتي إلى 40 درجة ولم تنخفض الحرارة فذهبنا للطبيب وتم إجراء إشعات وفحوصات كاملة واكتشفت وجود هذه (الطوبة) التي جعلت عملية التنفس صعبة جداً.
* كنا نعرف أنك مدخنة شرهة فكيف نجحت في الإقلاع عن التدخين؟
نعم، لقد كنت أدخن 4 علب على الأقل في اليوم ومنذ 40 عاماً وأنا على هذا الحال وفشلت طيلة هذه الأعوام في الإقلاع عن التدخين وبصراحة يعود الفضل لحسين فهمي في إقناعي بالإقلاع عن التدخين.
* وكيف حدث هذا؟
زارني في المستشفى بعد الجراحة الأولى وقال لي إن استمرارك في التدخين سوف يؤدي إلى توقف الرئة فجأة وراح يعدد لي المضار الصحية للتدخين وقد اقتنعت برأيه مباشرة وبصراحة خفت فتوقفت منذ تلك اللحظة عن التدخين نهائياً.
* وما هو الموقف الذي لا تنسينه أثناء فترة مرضك؟
فوجئت بحضور أشخاص كثيرين كان في مقدمتهم بطل الجمهورية في المصارعة وكمال الأجسام في هذا الوقت محمد يونس عثمان يعرض التبرع بإحدى كليتيه من أجلي هذا رغم أن كليتي الأخرى كما أكدت الأشعة والتحاليل تعمل بكفاءة كبيرة ومن ثم لا أحتاج لزرع كلية إلا أنني شعرت بأحاسيس جميلة بسبب حب الناس لي وسعيهم لإنقاذ حياتي رغم أن هذا يضر بهم صحياً.
* خلال رحلتك الطويلة مع الفن مؤكد أن هناك مواقف محرجة تعرضت لها فهل تتذكرين بعضها؟
حدث ذات يوم وأنا أغادر الأستوديو وأستعد لركوب سيارتي أن أعترض طريقي رجل قصير ممتلئ ووجدته يتقدم مني وهو يبتسم ويمد يده نحوي فما كان مني إلا أن دسست يدي بسرعة في حقيبة يدي وأعطيته بعض النقود واندفعت بعد هذا بالسيارة وفي اليوم التالي اتصل بي زوجي محمود ذو الفقار وطالبني بالتوجه إليه بأوبرج الهرم لأمر مهم فذهبت على الفور لأجد أن رجل الأمس الذي ظننته شحاذاً يجلس معه وقدَّمه لي محمود لأكتشف أنه منتج سينمائي كبير من أحد الأقطار العربية طالما سمعنا عنه في مصر ولم نكن شاهدناه ومن كثرة الكلام عنه بالصحف كنت أحلم بمقابلته واكتشفت أنه بسبب عشقه للفن كان يخلع على نفسه طابع الفنانين الكلاسيكي بإهمال ثيابه ولحيته وكان موقفاً محرجاً للغاية بالنسبة لي وأدرك هو إحراجي فابتسم وأكد لي أنني لست الوحيدة التي ظننته هكذا فهناك فنانات أخريات مثل ليلى فوزي وهند رستم وماجدة الصباحي أيضاً فعلن معه هذا فتحول إحراجي لضحك هستيري.
* وما هي أصعب المواقف التي مرت بك في الفترة الأخيرة؟
موقف رحيل شقيقي يوسف، فمعروف أنه ترك الفن واتخذ قراره بالهجرة إلى أثينا في أوائل الثمانينات ولم يقم بزيارة مصر سوى مرة واحدة عام 1997 ليزورني في المستشفى ورفض في هذه الزيارة الإدلاء بأحاديث صحفية أو تليفزيونية مؤكداً أنه ترك الفن بمحض إرادته ويرفض العودة مرة أخرى مهما كانت الإغراءات وقد أصابني رحيله بصدمة كبيرة حيث كنت على اتصال دائم به وآخر مكالمة بيننا كانت قبل رحيله بثلاث ساعات فقط، وتوفي دون أي مقدمات ودون أن يشكو من أي أوجاع وسافرت لحضور جنازته بأثينا وكنت أنوي إحضار جثمانه لدفنه في مصر مع أبي لكن زوجته اليونانية قالت لي اتركيه هنا حتى أتمكن من زيارته فقد جمعت بينهما قصة حب وعمل بعد ما أسسا معاً شركة سياحية ولكنهما لم ينجبا أطفالاً.
* وما هي المواقف التي دفعته لاعتزال الفن في أوج تألقه واتخاذ قرار الهجرة النهائية؟
لقد كان يوسف رحمه الله ذكياً جداً فبعد أن تغيَّر حال السينما وساد جو لم يألفه وتراجعت مكانه أبناء جيله بعد ظهور ممثلين وشباب آخرين لم يستطع التأقلم فسافر إلى اليونان وتولى إدارة أحد الفنادق بها وحينما أستقر هناك والتقى بزوجته (بيتا) قرر البقاء بأثينا خاصة أنه يجيد الإنجليزية والفرنسية.
* في الأعوام الأخيرة شاهدناك بأدوار ضعيفة هل أنت راضية عن هذه الأعمال
الموضوع ليس رضا أو عدم رضا فهذا ما عُرض عليّ، فهذه هي السينما الحالية التي لا أتفق مع موضوعاتها ولا مع رؤيتها، كما أنني خدعت في بعض الأفلام كما حدث في (يا تحب يا تقب) حينما أخذ مني مخرج الفيلم عبد اللطيف زكي صوري القديمة وأنا شابة ليستعين بها في الفيلم على أن يردها لي ولم يستعن بها ولم يعدها لي وظهرت بشكل لم يرض عنى فيه أحد.
* وهل ستستمرين في عملك الفني بنفس الشكل خلال الفترة القادمة؟
أنا اتخذت قرار الاعتزال منذ رحيل شقيقي يوسف وواجهت نفسي بصراحة واكتفيت بما قدَّمت وإذا كنت وقعت في بعض الأخطاء فقد ندمت عليها وأطلب من جمهوري الذي أعلم جيداً قدر حبه لي أن يغفرها لي.

..... الرجوع .....

تحت الضوء
الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
نادي العلوم
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
السوق المفتوح
العمر الثالث
استراحة
تقرير
أقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
بانوراما
حرف
عالم الجمال
من الذاكرة
جزيرة النشاط
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved