الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 4th May,2004 العدد : 79

الثلاثاء 15 ,ربيع الاول 1425

حقوق الإنسان بين أمريكا وبريطانيا
ما رأيناه من صور عن الممارسات الوحشية..
ومن لقطات مصورة عن العدوان الأمريكي الآثم..
حيث يجري تعذيب العراقيين بلا رحمة أو رأفة..
بمثل ذلك الأسلوب الذي يندي له الجبين..
وبهذا العمل المشين الذي تقشعر له الأبدان..
حيث لا التزام بمبادئ حقوق الإنسان..
أو رحمة بمن لا حول لهم ولا قوة للدفاع عن أنفسهم وهم قابعون في سجون الاحتلال المظلمة في العراق الجريح..
أقول إن ما رأيناه وما عرض علينا من مشاهد دامية، ليس بالضرورة أن يكون كل ما جرى ويجري من تعذيب للسجناء داخل السجون هناك..
فقد يكون هناك من يمارس ما هو أكثر قوة وأشد تنكيلاً في سلطة الاحتلال مما كان يمارسه صدام حسين قبل زواله وزوال حكمه..
***
لكن ماذا تفيد في مثل هذا الموقف وأمام تلك المشاهد دموع الرئيس بوش والسيد بلير..
وتأكيدهما على أن من قام بهذا العمل المشين سوف تتم محاسبته..
وكم من صور أخرى أخفاها الرقيب حتى لا تُظهر صورة الاحتلال البغيض على حقيقتها أمام عدسات المصورين..
وأين هي مزاعم الدولتين بالترويج لحقوق الإنسان والانتصار لشعب العراق ضد حُكْمٍ وحاكم فاسد..
وكيف يمكن بعد كل الذي رأيناه من إهانة لكرامة الإنسان أن تُجمَّل صورة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ويُحسَّن وجه تعامل الدولتين مع الأسرى والمساجين..
***
بعض أسئلة قاتلة..
تنتصب أمامنا حول ما يجري هناك..
بمثل هذا الخزي..
وفي مثل هذا التعامل القبيح..
لتعيد إلينا صورة الاستعمار من جديد..
بظلمه وظلامه وتاريخه الملطخ بالدماء..
ليذكّرنا ذلك كما لو أن هذا التاريخ القبيح يعيد نفسه بماضيه الأسود حين كانت الشعوب تحت العبودية وسطوة الاستعمار..
***
ما رأيناه يعد صورة لمرحلة قاتمة في تاريخ الإنسانية ليعزز بذلك ويؤصل الكراهية والحقد بين الدول وعلى مستوى الأفراد..
فضلاً عن أنه لا يساعد كما كنا نتمنى على استتباب الأمن في العالم، وإنما يوفر بيئة صالحة لتفريخ ما هو ضده في فترة زمنية يواجه فيها العقلاء الحرب مع الإرهاب..
وعلى أمريكا بعد ذلك ومثلها بريطانيا في ضوء ما رأيناه أن يفتحا السجون العراقية دون إبطاء أمام لجان حقوق الإنسان للتثبت من حقيقة أوضاع من أودعوا فيها من العراقيين..
وأن يُقتص عاجلاً لا آجلاً ممن عذب العراقيين بلا رحمة وبما يعيد لهم حقهم وكرامتهم ضمن تطبيق سيادة القانون على الجميع..
***
فهل تسمح أمريكا ومثلها بريطانيا لجهة مستقلة بالوقوف على حقيقة الأوضاع في السجون المكتظة بالعراقيين، لإجراء تحقيق أمين ونزيه بديلاً للدموع وإبداء مشاعر الحزن على ما عرض عن سوء المعاملة والتنكيل بأبناء العراق من قبل أفراد من عناصر الاحتلال يفتقدون الى الحس الإنساني ويتصرفون كما تتصرف الوحوش؟
هذا أقل ما يجب أن تفعله أمريكا..
أقل ما يجب أن تلتزم به بريطانيا..
إن كان قد بقي شيء من الحياء.


خالد المالك

(وردة) في لعبة الأيام الخوالي:
كرهت (بليغ) في أول لقاء بمنزل السنباطي!

* لقاء أيمن عبد الحميد
بعد غياب استمر ثلاثة اعوام عادت المطربة الكبيرة وردة بعد تغلبها على آلام المرض الذي حرم جمهورها منها طيلة الأعوام السبعة الماضية، عادت لتجد الملايين من عشاق فنها ما زالوا يهتفون باسمها فلم تصدق نفسها وهى في مطار القاهرة وراحت الدموع تتساقط من عينيها وهى ترى كل هذا الحب في عيون محبيها وهم يرفعونها على أعناقهم وبالحب والورود استقبلها كل الموسيقيين والمطربين والفنانين فلم تتمالك نفسها وطلبت من محسن جابر منتج ألبوماتها سرعة حجز الأستوديو لها لأنها لا تستطيع أن تعيش دون أن تغني فإندهش الرجل وطلب منها الهدوء لأنها تخالف بهذا الشكل تحذيرات الأطباء لها فصرخت في وجهه قائلة: أريد أن أموت وأنا أغني! انتهزنا فرصة وجودها في القاهرة واقتربنا منها لنتعرف على محطات
* ما هي أصعب المواقف التي تعرضت لها في الأعوام الأخيرة؟
أصعب شيء على الإنسان هو المرض، وأنا دائماً أشكر الله على كل شيء وأعترف أن المرض قربني بشدة من الله.وقد تعرضت لأكثر من أزمة صحية بداية من الأزمة التي فاجأتني في عام 1993 بعد قيامى بإحياء مجموعة حفلات في كندا و سويسرا في غضون أيام قليلة وبذلت مجهوداً كبيراً فإضطررت للسفر إلى باريس ليتم علاجي في المستشفى الأمريكى هناك ونصحني الأطباء بضرورة الراحة والبعد عن الغناء ثلاثة شهور كاملة وبصراحة لم أمتثل لأوامرهم فتعاقبت الأزمات الصحية وسافرت في عام 1995 لسويسرا لإجراء فحوصات وتحاليل وقسطرة لعضلة القلب وفي منتصف عام 1996 تعرضت لأزمة أخرى وسافرت إلى (كليولاند) وتولى نخبة من كبار الجراحين في العالم علاج شرايين القلب واستلزم الأمر إجراء جراحة واستقرت بعدها حالتي الصحية وأستأنفت نشاطي الفني في الحفلات وهكذا حتى جاءأصعب مواقفي ومعاناتي مع المرض بإجراء الجراحة الأخيرة لنقل كبد وهكذا.
متاهة الوحدة
* هذا عن المرض ومعاناتك معه فماذا عن المواقف الصعبة التي أجبرتك على ترك مصر؟
أصبحت أشعر أنني وحيدة هنا وكأنني في متاهة، وأسترجع فأتذكر اليوم الذي حضرت فيه إلى القاهرة لأول مرة، وكان معي اشقائي الأربعة (كمال) و(حميدو) و(نظيمة) و(مسعود) ولم يتركوني أبداً طيلة فترة إقامتي ثم بدأت الحياة تتقلب بموت كمال وحميدو تباعاً وتمزق قلبي برحيل نظيمة التي كانت قريبة مني جداً في كل الأوقات، وأعقب هذا مرض أخي الأصغر مسعود بمرض في المخ ناهيك عن رحيل أقرب الأصدقاء الذين عشت معهم أكثر مما عشت مع أهلي بالجزائر وشعرت بالوحدة الشديدة وأردت الوقوف مع ابني الذي كان يؤسس شركة استثمارية في الجزائر بعد أن وقف معي طوال فترة مرضي ومعاناتي وكذلك ابنتي وداد المتزوجة بالجزائر ومنحتني الدولة هناك قطعة أرض كبيرة وفيلا وتصرف لي معاشاً كبيراً تكريماً لي ولمشواري ومكانتي.
* ولكنك تركت كل هذا ورجعت إلى القاهرة؟
لا تتصورون حجم المعاناة والآلام التي عايشتها وأنا بعيدة عن جمهوري وأحبائي سواء في مصر أم في أي قطر عربي آخر فكل يوم كنت أشعر بالشوق والحنين للعودة واللقاء بجمهوري وأصدقائي ولهذا حينما وجدت الفرصة لم أتردد في استثمارها ولو بزيارة سريعة خاطفة.
البدايات
* نعود إلى الوراء.. إلى مواقفك الأولى مع الغناء؟
بدايتي مع الغناء كانت في سن الطفولة عندما كنت أغني في مطعم يمتلكه والدي في حي (سان جيرمان) بباريس أتذكر اسمه جيداً حتى الآن (تام تام) كان عمري في هذا الوقت سبعة أعوام فقط وأؤدي روائع كوكب الشرق أم كلثوم والعظيمة أسمهان.
مواقف
* وما هي أغرب المواقف التي صادفتك في هذا الوقت؟
كان أغلب أبناء الجالية العربية بفرنسا يتجمعون حول صوت هذه الطفلة التي هي أنا، وأغرب موقف صادفته حينما تقدم رجل كبير لأبي يطلب يدى لابنه الذي كان عمره 12 عاماًً وبالطبع اندهش والدي كثيراً من هذا الرجل ولكن الأغرب أنني وأنا في هذه السن التي لا يعرف فيه الأطفال أي شيء بكيت لوالدي لكي يقبل بهذا العريس! وفي أيام قلائل عالج أبي الموقف بإبعاد هذا الولد وأبيه عن المحل حتى ألتفت للعمل وفي هذه الأثناء استمع لصوتى الملحن اللبناني (زكي ظريف) وقدمني للإذاعة العربية في باريس التي كانت موجهة للجزائر والعديد من الأقطار العربية الأخرى في هذا الوقت.
دخول الاستوديو
* وهل تتذكرين أول يوم دخلت فيه الأستوديو لتسجيل أغانى بصوتك؟
نعم أتذكر هذا اليوم جيداً الذي تلقيت فيه عرضاً من شركة (باتي ماركوني) للإنتاج الفنى وسجلت لها أول أسطوانة غنيت فيها أغنية (يا ظالمني) لأم كلثوم وكان عمري عشر سنوات تقريباً وحققت الاسطوانة نجاحاً كبيراً فتعاقدت الشركة مع أبي على تسجيل اسطوانة أخرى قدمت فيها أغنية (بكرة السفر) لأم كلثوم أيضاً.
* ولماذا تركتم باريس إلى بيروت؟
لقد بكيت بشدة في هذا اليوم ولكن كما يقولون (رب ضارة نافعة) فقد قررت الحكومة الفرنسية ترحيل والدي من باريس بسبب اشتراكه في نشاط فدائي مع الثوار الجزائريين وبسبب هذا اضطررنا أنا وأبي وكل أفراد العائلة للانتقال للبنان وما لا يعرفه الكثيرون أن لبنان هي بلد والدتي التي تنتمي لأحدى العائلات اللبنانية الشهيرة واستقر بنا المطاف هناك.
* وهل انقطعت علاقتك بالغناء في لبنان؟
بالعكس تضاعفت أنشطتي حتى تلقيت عرضاً من مطعم (طانيوس) الشهير بتقديم فقرات فنية فيه وهنا أدركت وأدرك والدي قبلي أنني أصبحت على أعتاب الشهرة الحقيقية، لأن هذا المطعم كان يحفل ببرنامج ضخم وكبير ويحضر فيه كبار الموسيقيين في العالم العربي وفي هذا المطعم التقيت لأول مرة بالموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب الذي لم أكن أحلم بلقائه أبداً.
محبة بعد عداوة
* احكي لنا عن أول لقاء تم بينك وبين عبد الوهاب ومشاعرك وقتها؟
لقد أتى عبد الوهاب للمطعم للقاء سامية جمال للاتفاق على ما أذكر على مشروع فني وقبل صعود سامية جمال لتأدية وصلتها الراقصة صعدت أنا وكان عمري 16 سنة لتقديم فقرتي، وبعد انتهائي من الغناء وجدت أحد (الجرسونات) يخبرني أن عبد الوهاب من بين الموجودين واستمع لي ويريدني ولا تتخيلوا السعادة الطاغية التي سيطرت عليّ وحمدت الله أنني لم أره قبل الغناء ولم أعرف بوجوده فمؤكد كنت سأضطرب وأتوتر وتوجهت له وأنا لا أصدق عيني ووجدته يثني على صوتي وطلب منى ضرورة الحضور لمصر.
* وما موقف أبيك من هذا العرض؟
رفض بشدة ولم يكن هو الوحيد الذي رفض بل شاركه كل افراد الأسرة لأنني كنت حققت شهرة طيبة في لبنان بالإضافة لخوفهم عليّ بسبب سني الصغيرة مما جعلهم يرفضون العرض.
* وما موقفك أنت منهم؟
انتابتني حالة من حزن شديد وبكاء مستمر ولم يتراجعوا عن قرارهم.
* إذن كيف نجحت في إقناعهم بالحضور وتغيير موقفهم؟
بعد عام تقريباً من حضور عبد الوهاب جاء المخرج الراحل حلمي رفلة في زيارة عمل واستمع لصوتي وأنا أغني أغنية عن (جميلة بوحريد) بعنوان (كلنا جميلة) وكانت هذه الأغنية انتشرت بشدة في كل ربوع لبنان ومنذ أن سمعها حلمي رفلة قرر تقديمها للسينما وتولى هو موضوع إقناع أهلي وتغيير موقفهم.
أطرف موقف
* وما هو أطرف موقف صادفته عند حضورك للقاهرة؟
فور هبوطي من الطائرة طلبت أن أزور الأهرامات التي طالما كنت سمعت عنها وأخذوني لهناك ووقفت إلى جوار الهرم الأكبر لأهتف وأصيح في ابي وإخوتي مبرهنة على صدق إحساسي قائلة (شوفتوا أديني في مصر وجنب الهرم.. مش قولتلكوا) والطريف حقاً أنني في أول أيام وجودي في القاهرة اشتبكت في خناقة حامية الوطيس مع بليغ حمدي في منزل الموسيقار الكبير رياض السنباطي الذي تحمس لصوتي وشعرت أن بليغ حمدي الذي كان يشق طريقه بنجاح شاب مغرور ولم أستظرفه وهو كذلك وشهد منزل السنباطي معركة حامية بيننا فأصبحت أكرهه وخرجت غاضبة لا أريد مشاهدته أبداً ولم أكن أتخيل أبداً أنه سيأتي ونجتمع فيه فنياً بل وزوجياً.
* وما هو الموقف الذي شعرت حياله بالضيق الشديد؟
التصاق لقب (الجزائرية) باسمي منذ حضوري لمصر لقد تضايقت كثيراً لأني أرى أن الفنان العربي لا يصح أن ينتمي بالاسم إلى دولة من الدول العربية حتى ولو كانت مسقط رأسه فالفنان العربي ملك للأمة العربية كلها فهكذا كانت أم كلثوم وستظل وهكذا كان عبد الوهاب وفريد وفيروز وغيرهم فلماذا أنا بالذات أطلقوا عليّ هذا اللقب.
* ولكن مؤكد أن هناك موقفاً معيناً حدث دفعهم لإطلاق هذا اللقب عليك؟
نعم فقد كنت أقوم بإحياء إحدى الحفلات وكانت معي بالصدفة في نفس الحفل مطربة سورية اسمها أيضاً وردة ووجد منظم الحفل نفسه في مأزق فسعى للتفريق بيننا وأسعفه تفكيره فقدمني بأسم وردة الجزائرية ومنذ هذا الحفل التصق اللقب بي.
الرجل الأول
* لنترك الفن بعض الوقت ونتجه لحياتك الخاصة وحكاية أول رجل دخل حياتك وارتبطت به؟
بعد أن ثبتت أقدامي بالقاهرة وقدمت شخصية (ألمظ) في الفيلم الجميل (ألمظ وعبده الحامولي) مع عادل مأمون وحققت مجموعة أغنياتي فيه (يا نخلتين في العلالي) و(اسأل دموع عينيّه) وغيرها أصبحت مطلوبة بشدة في الحفلات وكانت النقلة الحقيقية في مشواري بأنشودة (وطني الأكبر) التي قدمتها مع عبد الحليم ونجاة وفايزة وغيرهم من المطربين العظماء أصبحت معروفة للجميع وكذلك أغنية (الجيل الصاعد) وظللت لنحو ثلاثة أعوام نجمة حفلات أضواء المدينة وكانت الإذاعة تذيع صوتي ليل نهار إلى أن استقلت بلدي (الجزائر) عام 1962 فشعرت بفرحة عارمة وسافرت لأشارك في أفراح بلدي وأغني للنصر وللشهيد ودون أن أدري وقعت في غرام الضابط الجزائري جمال القصري وعشت معه قصة حب جميلة انتهت بالزواج.
* وما هي المواقف التي جمعتك به ودفعتك للوقوع في غرامه بهذا الشكل؟
كان رجلاً بمعنى الكلمة وشاباً وطنياً يملؤه الحماس لبلده ويتحدث بصدق وشجاعة فانجذبت له وصارحني بحبه وتزوجنا وتركت الدنيا من أجله بل وتوقف نشاطي الفني وأنجبت منه وداد ورياض.
* وهل كان موقفك باعتزال الغناء أثناء فترة الزواج عن قناعة منك؟
لا بل بهدف إرضائه هو فقد طلب مني هذا ووافقت وأنا غير سعيدة بالطبع.
* وهل قدر هو هذا الموقف وتلك التضحية منك؟
الفترة التي كنا فيها متزوجين كانت فترة مستقرة وهادئة وأذكره خلالها بكل الخير وهكذا سارت الحياة بنا حتى جاء العيد العاشر لاستقلال الجزائر وطلب الرئيس (هواري بومدين) رسمياً مشاركتي في الاحتفالات فاضطر زوجي للموافقة على مضض حيث كان مستشاراً عسكرياً للرئيس بومدين. وطلبت أن يأتي الموسيقار الكبير رياض السنباطي ليلحن لي ولكون السنباطي كان يعاني من أزمة صحية فوجئت به يوفد بدلاً منه بليغ حمدي الذي حدثت معركة حامية بيني وبينه في أول لقاء بيننا بمنزل السنباطي كما أسلفت وفوجئت ببليغ عند أول لقاء له معي مبتسماً ولا أخفي عليكم كنت أتابع نشاطه وتألقه واستعانة كوكب الشرق أم كلثوم به في أكثر من لحن ناجح لها فتعاونّا وفوجئت بنجاح ساحق للحفل وتشجيع لم أتوقعه من الجمهور وأتذكر آخر كلمة قالها لي بليغ وهو يودع الجزائر عائداً للقاهرة: حرام عليكي تحرمي الجمهور من صوتك وتحرمينا يا ريت تراجعي حساباتك، وهكذا قررت العودة للغناء مرة ثانية.
* وماذا كان موقف زوجك من هذا القرار؟
رفض رفضاً قاطعاً ولم يكن هناك بديل أمام إصراري على العودة ورفضه هو سوى الانفصال.
* عدت للقاهرة بعد غياب سنوات طويلة فماذا كان موقف الجمهور منك؟
لم أكن أتخيل بعد سنوات الغياب أن أجد الجمهور لا يزال يتذكرني وأذكر أول حفل قمت بإحيائه بعد العودة في حفل أضواء المدينة وقدمت فيه أغنية (العيون السود) لحن بليغ حمدي أيضاً الذي كان أول المستقبلين لي عند العودة وحققت نجاحاً ضخماً لم أكن أتخيله.
* هكذا نجحت معه مرتين الأولى في الجزائر والثانية في القاهرة بعد العودة فهل كان هذا هو السبب في تغيير موقفك واتجاه مشاعرك نحوه؟
لقد وقف إلى جواري كثيراً ووصل الأمر لقيامه بقيادة الفرقة الموسيقية خلفي بنفسه في الحفلات وهو لم يفعل هذا مع أحد قبلي.
* وما موقف الوسط الفنى منه ومنك؟
ياه.. لقد ثارت ثائرة أغلب المطربات وجن جنونهن فلم يصدقن عيونهن وهن يشاهدن بليغ حمدي أحد أهم من قام بالتلحين لأم كلثوم يقود الفرقة الغنائية بنفسه في أغنياتي أنا فأعلنوا الحرب ضدي وواجهت متاعب وأزمات لا حصر لها.
سر بليغ حمدي
* وكيف تطورت علاقتك مع (بليغ) من الزمالة إلى الزواج؟
لقد وجدت من جهته تحمساً كبيراً لي وكان لابد من الارتباط الرسمي حتى نقضي على الشائعات وأهداف الحاقدين بالنيل من تعاوننا الفني.
* وأبرز المواقف التي اتسمت بها حياتكما بعد الزواج؟
لقد كان له مواقف معي لا تنسى على المستوى الشخصي والإنساني والأزمات والأحقاد التي تعرضت لها، والشيء الذي اكتشفته بعد عودتي لمصر والزواج أنه كان يحبني سراً قبل تركي لمصر وزواجه أكد لي أنه حرم مني وحرمانه هذا أصابه بالحساسية الشديدة والصدق واتضح هذا في مجموعة أغنياتنا التي قدمناها سوياً عن الهجر والفراق والوداع والألم وحققت نجاحاً كبيراً تعرفونه جميعاً حيث كان رحمه الله صاحب الفضل في إكساب صوتي شجناً دفيناً وصل للقلوب.
* وما هي أسعد الأوقات التي مررت بها أثناء تعاونك مع بليغ حمدي؟
هي مواقف عديدة ونجاحات لا تنسى فقد كانت أسطواناتنا وألبوماتنا ينفد المعروض منها في أيام قليلة وهذا الكلام جاء بإحدى إحصائيات شركة (صوت الحب) وكانت إحصائيات هذه الشركة يعتمد عليها كل المطربون ليعرفوا مدى انتشار أغنياتهم وأسباب انتشار أغنيات بعينها ونوعية الجماهير التي تقبل عليها ووجدت الشركة في نهاية السبعينات أن الأغاني التي قدمتها مع بليغ ضربت الرقم القياسي في الطبع والتوزيع حتى أن الشركة قررت عمل تقليد جديد بعد أن بلغت مبيعات أسطواناتي مليون أسطوانة وذلك بمنحي أسطوانة من الذهب الخالص مازلت أحتفظ بها حتى اليوم فقد فجر بليغ حمدي في داخلي طاقات وأخرج من داخلي كما قال يوماً عبد الوهاب كنوزاً فنية كانت مخزونة في أعماقي.
أسباب الطلاق
* طالما أنه كان بينكما كل هذا النجاح والحب فلماذا وقع الانفصال؟
رغم تجاوزنا لكثير من الأزمات الفنية والحروب التي كانت تدبر لنا إلا أننا لم نستطع أو بصراحة أقول لم أستطع تجاوز أزماتي معه كزوج لي بسبب كثرة غرامياته ومغامراته الكثيرة التي كنت أعرف بعضها وأقرأ بعضها الآخر في الصحف ومن هنا ظلت العلاقة بيننا متوترة حتى تم الانفصال الذي لم يكن هناك بديل عنه رغم الحب الشديد بيننا.
أغنية الوداع
* وهل هناك مواقف جمعت بينكما بعد الانفصال؟
بعد وقوع الطلاق بدأت مرحلة جديدة مع ألحان عبد الوهاب ومحمد الموجي وكمال الطويل وسيد مكاوي ثم عمار الشريعي وحلمي بكر حتى حدثت الأزمة التي عاشها بليغ وقضيته الشهيرة التي أدت لهروبه من مصر أعواماً طويلة فوجدت أنه من الضروري الذهاب له ومساندته، وفي منفاه خارج مصر التقينا ورحت أداعبه وأهون عليه وكان ثمرة لقائنا أغنية (بودعك) التي غنيتها لأول مرة وهو ليس معي في الحفل.
أزمة نفسية
* لماذا إبتعدت إذن عن الساحة الفنية لمدة عامين بعد تقديمك لهذه الأغنية؟
بصدق شديد أصابتني هذه الأغنية بأزمة نفسية شديدة فرغم اقتناعي الكامل بها ونجاحها على المستوى الفني والنقدي إلا أنها فشلت جماهيرياً عند أول تقديمها فعانيت بشدة وإبتعدت ولازمت بيتي في باريس فترة طويلة والغريب أنني فوجئت بعد هذا الفشل الذي صادف الأغنية بنجاحها مرة أخرى وإقبال الجمهور عليها بعد مرور خمسة أعوام على تقديمها رغم عدم غنائي لها في أي حفل إلا أنني وجدت الجمهور يقبل عليها بشكل جعلني في حيرة شديدة وكان بليغ رحل عن عالمنا وتمنيت لو كان موجوداً ليرى هذا النجاح.
* وهل تتذكرين حالك يوم تلقيك خبر وفاة بليع حمدي؟
لقد كان يوماً من أصعب أيام حياتي فظللت أبكي وعانيت نفسياً بشدة ولم أترك المنزل لأيام طويلة ورحت أسترجع شريط ذكرياتنا الجميل الذي لا ينسى.
* وما هي أصعب المواقف وأكثرها ألماً بالنسبة لك في هذه الفترة؟
حرماني من رؤية أولادي رياض ووداد فلم أكن أستطيع رؤيتهما لأن والدهما كان يحتفظ بحق القانون برعايتهما وحضانتهما وكان يضع الحواجز دائماً بيني وبينهما وكان يشترط عليّ إذا أردت مشاهدتهما أن اعتزل الغناء والإقامة معهم في الجزائر باستمرار وقد كان لهذا الحرمان أثر بالغ على صوتي وأغنياتي بل والموضوعات السينمائية التي كنت أختارها مثل (حكايتي مع الزمان) و(آه يا ليل يا زمن) و(صوت الحب) وغيرها.
* بمناسبة الحديث عن السينما هل هناك عمل قمت ببطولته وشعرت بندم شديد على موافقتك عليه؟
نعم حدث هذا مرتين المرة الأولى في فيلم (أميرة العرب) ثاني بطولة سينمائية لي وشعرت بندم شديد والمرة الثانية كانت في فيلمي الأخير (ليه يا دنيا) الذي قدمته منذ نحو عشرة أعوام وقررت بعده إعتزال التمثيل للأبد.
* وما هي المواقف التي دفعتك للندم بهذا الشكل على هذه المشاركات؟
في المرة الأولى وفيلم (أميرة العرب) اكتشفت بعد عرض الفيلم أن القصة كانت ضعيفة واندهشت لكوني لم أفطن لهذا أثناء التمثيل وفي (ليه يا دنيا) شعرت أن الفيلم أفقدني الكثير من رصيدي الفني السينمائي وأنا إنسانة واقعية ولا أضع رأسي في الرمال فكان عليّ الإعتراف بالخطأ حتى لا أكرره مرة ثانية فقررت الإعتزال وانسحبت من فيلم بعنوان (قضية حب) كنت بدأت تصويره مع محمود ياسين وصورنا بالفعل يومين فيه ثم جاء قراري بالانسحاب وعدم الاستمرار.
* غبت عن الساحة لفترة تجاوزت العامين ثم عدت لتتعاوني مع الموسيقيين والشعراء الشبان فما الذي دفعك لوقف تعاونك مع كبار الملحنين واللجوء للشباب؟
قد لا تصدقون أن البداية كانت عن طريق شقيقي الأصغر الذي كانت تربطه علاقة حميمة بصلاح الشرنوبي وقدمه لي وشكل مع الشاعر عمر بطيشة والموسيقي طارق عاكف ثلاثياً ناجحاً سعى لتقديمي بلون جديد فرحبت بالتجربة وكانت البداية بألبوم (بتونس بيك) وبعد النجاح الذي حققته الأغنية بشكل لم أكن أتوقعه تكررت التجارب في (جرب نار الغيرة) و(حرمت أحبك) وهكذا.
* وما هي المواقف التي أدت لتوقفك عن التعاون معهم وإجهاض هذا النجاح؟
لم تكن كل تجاربنا ناجحة فهناك اعمال لم يصادفها الحظ مثل (حبك مواسم) وغيرها وكعادتي أتوقف كل فترة لكي أعيد حساباتي وفي هذه الأثناء بدأت المتاعب والآلام ورحلتي معها فتوقفت مجبرة.
* من المواقف الغريبة لجوءك للمحاكم قبل خمسة أعوام للمطالبة بوقف إذاعة بعض أغنياتك ألا تتفقين معنا على غرابة هذه المواقف؟
هي ليست مواقف غريبة في شيء فقد قدمت هذه الأغنيات ومن بينها أغنية (سفر) وأغنيات أخرى لا أذكرها الآن وأسقطتها من حساباتي أقول قدمتها في ظروف معينة وشعرت بالخطأ وأنها تؤثر على مكانتي ورصيدي فطلبت من المسؤولين وقتها بالإذاعة والتلفزيون عدم إذاعتها وعند رفضهم اضطررت للجوء للقضاء لوقفها.
* ولكن هذه الأغنيات ملك لشركات وشعراء وملحنين لهم حقوق مادية وأدبية وهو ما دفعهم لمبادلتك الموقف الغريب بمواقف أغرب بإقامة ثلاث دعاوى قضائية كانت حديث الجميع عام 1998؟
أنا لم أجحف أحداً حقه وعرضت على الشركة المنتجة لهذه الألبومات إعادة ما حصلت عليه من نقود، وتعويض الشعراء مادياً لأن هذه الأغنيات لا تعود عليهم أدبياً بشيء فتشددوا وأقاموا الدنيا ولجأوا للقضاء ضدي.
* تعرضت لأزمة شهيرة قبل ستة أعوام بعد إحيائك لحفل انتصارات أكتوبر بحضور الرئيس حسني مبارك هل تتذكرين هذه الأزمة وما موقفك منها؟
هي لم تكن أزمة بأي حال من الأحوال فهناك أشخاص من (أولاد الحلال) يتعمدون إشاعة أخبار عني غير حقيقية وشعرت بعد هذا الحفل الذي قدمته في احتفالات نصر أكتوبر بأن هناك من يتربصون بي ويسعون لتوتير علاقتي بالمسؤولين دائماً واكتشفت أنهم شعروا بغيرة شديدة مني وقتها وعرفت هذا من كلامهم المريض الذي قالوه إن وردة ليست مصرية فكيف تغني في حفل 6 أكتوبر وتناسوا أنني عشت في مصر 35 سنة من عمري وأعتبر نفسي مصرية بل مصر هي بلدي الثاني بعد الجزائر وأدين لها بالكثير.
* وما موقف المسؤولين منك حيال ما أثير وتردد عنك؟
الحمد لله أثبتوا أن عقولهم كبيرة جداً وعظماء ولا يتأثرون بمثل هذه الشائعات المغرضة وأنا واثقة أنه لولا ظروفي الصحية ما كانوا ترددوا في إحضاري لإحياء كل الحفلات الوطنية سواء في أكتوبر أم غير أكتوبر.
* بعد بليغ حمدي لم ترتبطي بالزواج من أي رجل آخر.. لماذا؟
لقد شعرت أن قلبي لم يعد في حاجة لصدمات جديدة وقررت التفرغ لفني وأبنائي ولهذا رفضت وبشدة كل عروض الزواج رغم كثرتها ورغم هذا لم تتركني الشائعات في حالي أبداً فكثيراً ما كنت أفاجأ بشائعات تؤكد ارتباطي بشخص ما أو زواجي من إنسان بعينه ولا أعرف ماذا استفاد مروجو الشائعات.. منهم لله!

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
نادي العلوم
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
من الصفر
حوار
السوق المفتوح
العناية المنزلية
استراحة
أقتصاد
منتدى الهاتف
بانوراما
تحقيق
مجتمعات
من الذاكرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved