الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 4th October,2005 العدد : 146

الثلاثاء 1 ,رمضان 1426

يا سيد الشهور..!!
ربما يكون اليوم الثلاثاء هو أول أيام رمضان..
لا بأس، قد يكون غداً الأربعاء هو أول أيامه..
ما يهمني، أن أسألكم ونفسي ماذا أعددنا لأيامه الروحانية؟..
حيث هو أهم الشهور..
فيه نزل القرآن الكريم، وليلة القدر إحدى لياليه المباركة..
***
فيك يا رمضان نصوم عن الأكل والشرب..
وينبغي أن نصوم أيضاً عن كل شيء يفسد هذا الصوم، بما في ذلك أن نصوم عن كل كلام لا يليق..
إذ فيك يا رمضان على المرء أن ينصرف إلى الإكثار من العبادات، التماساً لرضا رب رحوم غفور يستجيب للدعاء..
***
وحيثما كنا في سفر أو إقامة، بالليل أو النهار، فالمطلوب أن نتخلَّق بأخلاق الإسلام في هذا الشهر الكريم..
فلا نسيء إلى أحد، أو نتطاول على الغير بما يغضبه أو يبعده عنا..
بل نتصالح مع من كان لنا معه خصومة من قبل، أو خلاف أو تباين في المواقف والتوجهات..
***
ففيك يا رمضان، يا أحب الشهور..
نزكِّي أموالنا..
ونعطف على الفقير منَّا..
بالصدقات والزكوات والكلمات الجميلة التي تليق بسيد الشهور..
فلا كَسِبَ من فاتته أيامك دون أن يطهِّر نفسه ويحسِّن صورته أمام ربِّه بالاقتداء بالرسول الكريم والصحابة الخيِّرين في سعيهم لمرضاة ربِّهم في سلوك والتزام هم فيه القدوة التي علينا أن نتعلَّم منها ونقتدي بها..
***
تجيء يا رمضان..
حبيباً تهفو إليه النفوس..
وضيفاً عزيزاً طال الشوق إلى لقياك..
فما أسعد من سيصومه، ويعيش أيامه ليضيف إلى رصيده صوم شهر جديد يمضيه كله في عبادة والتزام..
وما أتعس من أضاع الفرصة، وأنهى الشهر دون أن ينال ثواب ربِّه وعفوه ومغفرته..
***
أعدادٌ هائلةٌ - إي والله - كانت معنا في رمضان الماضي..
آباء وأمهات أبناء وبنات وأقرباء وأصدقاء وزملاء..
لكنهم رحلوا عن دنيانا..
ودَّعونا ولن يعودوا ثانية..
وسيرحل آخرون منَّا، ولن يكون بعضنا ممن سوف يكتب له أن يصوم في شهر رمضان من العام القادم..
بل قد لا يدرك بعضنا حتى صيام كل أيام هذا الشهر من هذا العام..
***
نتذكَّر كل هذا..
نقف في خوف مشدودين عند معلومة كهذه..
يثيرنا هذا الخوف والقلق كلما مرَّ هذا الشريط من الحقائق أمامنا..
وقد يكون فيه عبرة وبعض درس يدفعنا ويشجعنا للالتزام بما أُمرنا به ونُهينا عنه، وهذا هو المنى..
***
هذا - إذاً - هو موسم الحصاد..
في الشهر الذي تكتمل فيه - إن شاء الله - أعمال المرء الخالدة..
مَن إذا طلب شيئاً من ربِّه استُجِيبَ له إن شاء الله..
إذاً ما عَمَّرَ لياليه وأيامه بما يرضي ربَّه، فهلاَّ اهتبلنا الفرصة، وكسبنا ما ينفعنا في آخرتنا، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون؟!.


خالد المالك

محللون يحاولون الرد على السؤال
هل تسعى واشنطن إلى وجود دائم في العراق؟!

* إعداد - إسلام السعدني
تواترت التصريحات والتسريبات الآتية من واشنطن ولندن حول اعتزام دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة تقليص قواتها المرابطة في الأراضي العراقية بحلول العام المقبل. وأثار تردد هذه الأنباء، التي كانت تتواتر طيلة الفترة الماضية بشكل يومي تقريبا، العديد من الأسئلة لدى الكثير من المراقبين، حول مصير القواعد العسكرية التي تقوم واشنطن بتشييدها في العراق إذا ما قامت الولايات المتحدة بالانسحاب من هذا البلد، وهل تسعى واشنطن للاحتفاظ بوجود عسكري دائم لها في الأراضي العراقية أم لا؟.
وللإجابة على هذه الأسئلة، نشرت صحيفة (آسيا تايمز) الإلكترونية تقريراً مطولاً، استهلته بالإشارة إلى المراحل التي جرى من خلالها تسريب التفاصيل الخاصة بخطط تقليص حجم القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها المنتشرة في العراق.
تسريبات أمريكية
وأوضحت الصحيفة أن بداية هذه التسريبات جاءت مع ما كشف عنه النقاب من مذكرة بريطانية تشير إلى أن لندن تعتزم تسليم المسؤوليات الأمنية في مناطق الجنوب العراقي إلى العراقيين، وذلك بالتزامن مع تقليص واشنطن لحجم قواتها في العراق إلى النصف. وتلت ذلك - حسبما تقول الصحيفة في تقريرها - تصريحات أدلى بها الجنرال جورج كاسي قائد القوات الأمريكية في العراق وتعهد فيها بأن صيف العام المقبل سيشهد خفضاً جوهرياً في عدد قواته، وهي تصريحات سبقت الإعلان عن تشكيل لجنة عراقية أمريكية مشتركة لتحديد المعايير التي سيتم على أساسها خروج الجنود الأمريكيين من العراق.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن هذه التحركات قد تشي بأن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ربما تكون قد قررت في النهاية الاستجابة للمشاعر المناهضة للحرب في العراق، والسائدة بشكل واسع النطاق بين العراقيين والأمريكيين على حد سواء. ولكن (آسيا تايمز) تستدرك مؤكدة أن مثل هذه الأنباء ربما لن يكون لها تأثير كبير فيما يتعلق بالتقليل من قوة الدافع الذي يحدو المسلحين العراقيين لمواصلة عملياتهم ضد القوات الأمريكية، ألا وهو مخاوفهم من أنه حتى في حال رحيل عدد كبير من جنود هذه القوات من الأراضي العراقية، فإن الولايات المتحدة ستستبقي وحدات من جنودها بداخل القواعد العسكرية التي تقيمها في العراق، وهو عدد سيكون كافيا لإتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية للتحكم في مصير البلاد. وتلفت الصحيفة الانتباه إلى وجود تيار سياسي متنام في الولايات المتحدة يطالب بضرورة أن تؤكد الإدارة الأمريكية للعراقيين بكل وضوح أنها ستسحب في نهاية المطاف كافة الجنود الأمريكيين من بلادهم بلا استثناء، باعتبار أن هذا يعد السبيل الوحيد لتهدئة نيران التمرد الحالي في العراق.
وتشير (آسيا تايمز) إلى أنَّ قوة هذا التيار تزداد شيئا فشيئا في الساحة السياسية الأمريكية مع تصاعد العمليات التي يقوم بها (المتمردون) في العراق، وهو التصاعد الذي انعكس في صورة التزايد الكبير في أعداد القتلى الأمريكيين في الفترة الأخيرة.
اقتراح كيري
وتلقي الصحيفة الضوء في هذا الشأن على ما قام به اثنان من أعضاء الكونجرس الأمريكي من تبني مشروعي قرارين يطالبان بأن تعلن إدارة بوش عدم وجود أية نية لديها للاحتفاظ بوجود عسكري طويل المدى في الأراضي العراقية.
وتشير إلى أن السناتور جون كيري - مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأخيرة في الولايات المتحدة - أعاد مؤخراً في مقال له بصحيفة (نيويورك تايمز) طرح اقتراح كان قد طرحه للمرة الأولى خلال حملته الانتخابية التي لم تكلل بالنجاح في الخريف الماضي.
وينص هذا الاقتراح على أن يعلن الرئيس بوش بشكل فوري أن الولايات المتحدة لن يكون لها وجود عسكري دائم في العراق، وذلك لتبديد الشكوك حول طبيعة الاحتلال الأمريكي لهذا البلد في الوقت الراهن، (من منطلق أن تبديد هذه الشكوك أمر حيوي على طريق تقليص الدعم الذي يحظى به المتمردون حاليا). وقد لاقى هذا الاقتراح - حسبما تؤكد (آسيا تايمز) في تقريرها - تأييداً من قبل العديد من الدوائر السياسية في الولايات المتحدة.
ويشير التقرير في هذا الصدد إلى مقال كتبه مؤخرا لاري دياموند، الذي كان أحد كبار مستشاري سلطة التحالف المؤقتة في العراق برئاسة بول بريمر، وأكد فيه أن رفض الإدارة الأمريكية إعلان أنها لا تنوي البقاء بشكل دائم في الأراضي العراقية، يثير شكوك العراقيين في أن الأمريكيين راغبون في بسط سيطرتهم على مقدرات العراق لأمد طويل.
سؤال بلا إجابة
ولا يعد كيري ودياموند وحدهما في الحلبة، بل إن هناك آخرين من بينهم انتوني كوردسمان الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، وهو الرجل الذي يعد بمثابة مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في هذا المركز ذي التوجهات المحافظة.
وتنقل الصحيفة في تقريرها عن كوردسمان قوله - في شهادة أدلى بها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا - إنه يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا تأكيد أنهما لا تعتزمان الإبقاء على قواعد لقواتهما في العراق بعد القضاء على (التمرد) الحالي في هذا البلد.
إلا أن السؤال الذي لم يجد له إجابة حتى الآن يتمحور - وفقا لما تشير له (آسيا تايمز) - حول ما إذا كانت إدارة بوش عازمة على أن تقدم للعراقيين ضمانات بعدم البقاء في بلادهم أم لا، وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن أي انسحاب أمريكي فعلي من العراق لا يزال بعيد المنال - بحسب معظم التقديرات - من منطلق أن القوات العراقية ما زالت غير مستعدة لتسلم مسؤولياتها الأمنية من القوات الأمريكية.
وتستعين الصحيفة في هذا الصدد بما كشف عنه الجنرال بيتر بيس الرئيس المقبل لهيئة الأركان الأمريكية المشتركة، في كلمة له أمام الكونجرس في التاسع والعشرين من يونيو الماضي، من أن تقريراً سرياً صدر مؤخراً عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خلص إلى أنه لا توجد سوى بضع وحدات من القوات العراقية قادرة على مواجهة (المتمردين) دون الحاجة لدعم من قبل القوات الأمريكية.
أهداف خفية
إلى جانب ذلك، تشير (آسيا تايمز) إلى أن العديد من المحللين، يرون أن الإدارة الأمريكية ترغب في البقاء في العراق بغض النظر عما إذا كانت قوات الأمن العراقية قادرة على الاضطلاع بمهامها أم لا، ويؤكد هؤلاء المحللون أن الهدف الأمريكي من البقاء يتمثل في سعي واشنطن لتأمين مصالحها الاستراتيجية بعيدة المدى في المنطقة، ولا سيما تلك المتعلقة بالبترول. ومن بين هؤلاء المحللين، جوست هلترمان الباحث في مجموعة الأزمات الدولية الذي يستبعد ألا تكون الإدارة الأمريكية تخطط للبقاء في العراق، مشيرا في تصريحات ل(آسيا تايمز) إلى (أن أحد الأسباب التي دفعت أمريكا لغزو الأراضي العراقية، كانت تتمثل في حاجة واشنطن لتغيير مركز عملياتها بمنطقة الخليج).
ويضيف أن العراق يعد مكانا مثاليا بالنسبة للولايات المتحدة لتحول إليه مركز عملياتها في هذه المنطقة، نظرا لمساحته الشاسعة مما يتيح الفرصة لأمريكا تعزيز وجودها العسكري في الخليج انطلاقاً من أراضيه.
ويشير هلترمان إلى أن بول وولفويتز - الرئيس الحالي للبنك الدولي - أقرَّ بهذا الأمر في تصريحات أدلى بها عام 2003 عندما كان مساعدا لوزير الدفاع الأمريكي.
وتعزز من صحة الرؤية التي يطرحها هلترمان في هذا الصدد، التقارير التي تصدر هنا وهناك باستمرار، مؤكدة أن إدارة بوش تعتزم الإبقاء على الوجود العسكري الأمريكي في العراق بشكل دائم.
ومن أمثلة هذه التقارير - كما تشير (آسيا تايمز) - ما نشرته صحيفة (شيكاغو تريبيون) في مارس من العام الماضي حول قيام الولايات المتحدة ببناء 14 قاعدة عسكرية دائمة في العراق، إلى جانب تقرير نشرته صحيفة (واشنطن بوست) مؤخرا، وأوضحت فيه أن القوات الأمريكية في العراق ستتجمع في نهاية المطاف، في أربع قواعد جوية كبرى في أنحاء مختلفة من الأراضي العراقية.
تناقضات بوش
ومن جهته، يؤكد إريك ليفر الباحث في معهد الدراسات السياسية في واشنطن أن طبيعة الإنشاءات التي تنفذها القوات الأمريكية في القواعد العسكرية التي تقيمها بالعراق تتناقض بشكل واضح مع التصريحات التي دأب الرئيس الأمريكي على الإدلاء بها بشأن عدم اعتزام بلاده البقاء في الأراضي العراقية (يوما واحدا أكثر مما هو ضروري). ويشير ليفر - وهو أحد مؤيدي عدم الإبقاء على أي وجود عسكري أمريكي في الأراضي العراقية - إلى أن ما يراه من وجود عزم لدى الإدارة الأمريكية على إنشاء قواعد دائمة في العراق، يستند إلى طبيعة المنشآت التي تشيدها القوات الأمريكية هناك، وما تحتوي عليه من مستودعات كبيرة للذخيرة، وممرات طويلة لإقلاع وهبوط الطائرات، إلى جانب ثكنات للجنود الأمريكيين. ويوضح قائلا (يمكن للمرء منا استخلاص هذه الرؤية من خلال النظر إلى ما يجري تشييده، والأموال التي يخصصها البنتاجون لهذا الغرض، وهو ما يشير إلى أننا نقيم ثكنات طويلة الأمد). ويواصل الرجل عرض رؤيته في هذا الصدد - بحسب ما تنقل عنه (آسيا تايمز) - بالقول إن (التبريرات التي يقدمها لنا المسؤولون العسكريون الأمريكيون لإنفاق كل هذه الأموال، ولتشييد تلك المنشآت تتمحور حول أن إقامة قاعدة عسكرية لا تحتوي سوى على خيام وصهاريج يقلل من عمر هذه القاعدة إلى ما لا يتجاوز ثلاث إلى أربع سنوات، وهو ما يعني ضمنيا أنهم يخططون للبقاء في العراق لفترة تتعدى هذه السنوات).
ويتابع ليفر بالقول إنه (على الرغم من أن الأسباب التي يسوقها المسؤولون العسكريون الأمريكيون لاستخدام الخرسانة في بناء القواعد التي يجري إنشاؤها في العراق - مثل أن ذلك يهدف لحماية الجنود الأمريكيين من الهجمات بقذائف المورتر - تبدو مقبولة ظاهريا، إلا أن تلك المواد المستخدمة في البناء لا يتم استخدامها عادة سوى في المنشآت التي نرغب في جعلها قادرة على البقاء لفترات طويلة مثل المباني السكنية) على سبيل المثال.
ومن بين من ألقوا الضوء على التناقض الواضح بين تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن عدم الرغبة في البقاء في العراق أكثر من اللازم، والقواعد العسكرية الدائمة التي تقيمها إدارته هناك، السناتور جاري هارت الذي شكك في صحة الذرائع التي استخدمها بوش لتبرير غزو بغداد.
وقال هارت إنه (إذا كان الهدف من غزو العراق الإطاحة بنظام صدام حسين، وإقامة حكومة صديقة هناك، وكذلك ضمان وجود عسكري وسياسي أمريكي طويل الأمد حتى نتمكن من التحكم في مقدرات المنطقة وتأمين إمدادات النفط، فمن المنطقي أن يتم بناء قواعد عسكرية دائمة حتى يتسنى لنا تأمين وجود عسكري أمريكي في الأراضي العراقية، ولكن إذا كان الهدف من الغزو هو نشر الحرية وإرساء دعائم الديمقراطية فلم يكن هناك من سبب لإنشاء هذه القواعد).
معضلة الانسحاب الكامل سؤال آخر تطرحه (آسيا تايمز) في تقريرها، ويتعلق بالأثر الذي سيؤدي إليه أي تعهد من جانب إدارة بوش بسحب القوات الأمريكية بالكامل من العراق، وما إذا كان مثل هذا التعهد سيقود إلى إحداث تأثير مرغوب فيه بالنسبة للولايات المتحدة أم لا؟.. وينقسم المحللون إزاء الإجابة على هذا السؤال إلى معسكرين، أحدهما يؤكد أن هذا التعهد سيقود في حالة قبول إدارة بوش إعلانه إلى تغيرات إيجابية بالنسبة للولايات المتحدة في العراق، أما المعسكر الآخر فيتبنى رؤية مغايرة. ومن بين أنصار الاتجاه الأول الباحث إريك ليفر، الذي تنقل عنه (آسيا تايمز) قوله إن معظم (المتمردين) ومؤيديهم يعارضون أي احتلال طويل الأمد للعراق، وفي هذا الإطار سيكون لإعلان أمريكا أنها لا تعتزم البقاء في الأراضي العراقية أهمية كبرى بالنسبة لهؤلاء.
وتشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن السُنّة العرب يبدون أكثر شراسة فيما يتعلق برفض الوجود الأمريكي في العراق، إلا أن هذا الرفض سائد بين غالبية العراقيين بمختلف انتماءاتهم، هؤلاء العراقيين الذين يريدون أن ينتهي احتلال بلادهم بأسرع وقت ممكن.
وتدلل (آسيا تايمز) على هذا الأمر بالإشارة إلى استطلاع للرأي أجراه مركز زغبي الدولي لاستطلاعات الرأي العام في يناير الماضي، وأظهر أن 80% من العراقيين يرغبون في أن تنسحب أمريكا من بلادهم سواء على الفور، أو عندما تُنتخب حكومة دائمة في بغداد على أقصى تقدير.
وتشير الصحيفة في هذا الصدد أيضا إلى قرار وقع عليه 103 أعضاء من أصل 275 عضوا في الجمعية الوطنية العراقية، ويطالب بضرورة (وضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال). إلى جانب هذا وذاك، بدأ التيار الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مؤخرا جمع مليون توقيع على عريضة لإنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق.
شكوك حول جدوى الخروج
وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن (آسيا تايمز) تشير في تقريرها إلى أنه لا يمكن القول إن كل العراقيين لا يرغبون البتة في بقاء أي جندي أمريكي على أراضيهم، حتى وإن كان عدد العراقيين الراغبين في بقاء هؤلاء الجنود ضئيلا للغاية. وتلقي الصحيفة الضوء في هذا الشأن على ما كشف عنه استطلاع للرأي أجراه معهد أكسفورد للدراسات في يونيو من العام الماضي من أن 1.2% من العراقيين يرغبون في بقاء القوات الأمريكية حتى دون تحديد طبيعة مهمتها.
وتشير (آسيا تايمز) إلى ما يطرحه الباحث جوست هلترمان من شكوك في جدوى الانسحاب الأمريكي الكامل من العراق في الفترة الراهنة، قائلا إن مثل هذا الانسحاب ليس ضروريا ولا حكيما. ويحذر الرجل من مغبة أن تضع واشنطن جدولاً زمنياً للانسحاب، أو أن تُعلن أنها تعتزم سحب قواتها بشكل كامل من العراق، وذلك على الرغم من أنه يقر في الوقت نفسه بأنه من الضروري أن يقتنع العراقيون - خاصة هؤلاء الذين يفضلون الوقوف على الحياد عندما يتعلق الأمر ب(التمرد) - بأن الولايات المتحدة ستخرج من بلادهم في المستقبل المنظور. ويشرح هلترمان رؤيته في هذا الصدد قائلا (يجب ألا نعطي المتمردين الفرصة ليشعروا بأنهم حققوا النصر، وهو شعور سيعزز الجراءة في قلوبهم)، مضيفا من جهة أخرى بالقول إن توجهات السُنّة العرب تجاه شكل العلاقات التي ستربط بين العراق وأمريكا على المدى البعيد، تعد أحد أهم العوامل التي تؤثر في المدى الزمني الذي ستظل خلاله نيران (التمرد) مشتعلة في الأراضي العراقية.
ويرى هلترمان - حسبما تنقل عنه (آسيا تايمز) - أنه بالرغم من مشاعر العداء السائدة بين السُنّة العرب في العراق تجاه أمريكا، فإنهم لم يتخذوا بعد قراراً بشأن طبيعة العلاقات التي ستنشأ على المدى الطويل بين بغداد وواشنطن. ويقول إن السُنّة العرب يؤكدون حاليا أنهم لا يريدون بقاء القوات الأمريكية ك(جيش احتلال) في وطنهم، (إلا أنهم لم يصلوا بعد إلى النقطة التي يعربون فيها علانية عن رغبتهم في خروج هذه القوات بشكل كامل من العراق، أو عن أنهم لا يريدون إقامة أي علاقات أمنية مع الولايات المتحدة، ولذا فربما سيكون موقفهم في هذا الصدد مرناً، وربما أيضا سيكون متصلباً، لا أحد يعرف حتى الآن بالتحديد).
مخاوف عراقية
وتنتقل صحيفة (آسيا تايمز) في تقريرها إلى نقطة أخرى تتناول فيها انعدام الثقة العميق الذي يشعر به العراقيون - خاصة من السُنّة العرب ذوي التوجهات القومية - إزاء النوايا الأمريكية حيال بلادهم، مشيرة إلى أن هذا الشعور يذكي المخاوف من أن العراق سيصبح أشبه بمحمية أمريكية.
وتلقي الضوء في هذا الصدد على افتتاحية نشرتها صحيفة (الزمان) العراقية مؤخراً، وأشارتْ فيها إلى أنه لو لم يكن هناك بترول في العراق، لكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد سحبتا قواتهما من هناك منذ أمد بعيد، لا سيما في ظل الخسائر التي تُمنى بها هذه القوات خاصة الأمريكية منها.
وتُعَدّ المخاوف من وجود نوايا لدى أمريكا لتقسيم العراق بغرض إضعافه وهو ما يؤثر سلبا على العالمين العربي والإسلامي، أحد أبرز العوامل التي تدفع السُنّة العرب لمعارضة أن يقر الدستور الجديد للبلاد تطبيق نظام الفيدرالية، وهي المعارضة التي نشهد مظاهرها في المناقشات المحتدمة حاليا بداخل لجنة وضع الدستور.
عامل آخر من عوامل رفض السُنّة للفيدرالية ينبع من إدراكهم للأضرار التي ستلحق بهم حال إقرار هذا النظام من منطلق أن غالبية حقول النفط تقع في المناطق الشيعية.
رامسفيلد مراوغاً
وعلى أية حال، فكما تشير (آسيا تايمز) فإن أية مزايا قد تكمن في أن تتعهد أمريكا بعدم البقاء في العراق، تظل مزايا قائمة على المستوى النظري فحسب، في ضوء إصرار إدارة بوش على ترك الباب مفتوحا أمام كافة الخيارات. وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن الإدارة الأمريكية أعلنت بالفعل نيتها في تقليص حجم قواتها بحلول العام القادم، فإنها لا تزال تراوغ في الإجابة على الأسئلة المتعلقة بما إذا كانت لديها نية في الإبقاء على وجود عسكري دائم في العراق أم لا.
وتشير في هذا الصدد إلى أن رامسفيلد - المعروف بأنه لا يستخدم الردود المراوغة بالإفراط التي يستخدمها بوش - قد استخدم هذا الأسلوب بشكل ما في شهادة له أمام الكونجرس في السابع عشر من فبراير الماضي، حين قال (إنني استطيع التأكيد لكم أنه ليس لدينا في الوقت الراهن أية نية لإقامة قواعد دائمة في العراق). وعلى الجانب الآخر تؤكد الصحيفة في تقريرها أن موقف رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري وباقي أركان القيادة الجديدة في بلاده لا يزال غير واضح من مسألة بقاء القوات الأمريكية بشكل دائم في العراق.
وتقول (آسيا تايمز) في هذا الصدد إنه على الرغم من أن حكومة الجعفري لها روابط وثيقة مع إيران، التي ليس لها أي مصلحة في استمرار وجود أمريكا العسكري على حدودها الغربية، إلا أن رئيس الوزراء العراقي ترك الباب مفتوحا أمام الولايات المتحدة في هذا الشأن، حيث أعلن في السابع والعشرين من يوليو الماضي أن جميع العراقيين يرغبون في خروج قوات التحالف من بلادهم، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن أي تقليص لهذه القوات لا بد أن يتم وفقا للأوضاع السائدة في العراق.
تعاون تكتيكي
ويعود هلترمان ليدلي بدلوه في هذه القضية قائلاً إنه يرى أن التعاون الحالي بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية هو تعاون تكتيكي، وليس تعاونا استراتيجيا بأي حال من الأحوال، مشيرا إلى أن هناك نوعا من أنواع نفاد الصبر المتصاعد في الأوساط الشيعية تجاه الأمريكيين على كل المستويات، وهو ما يعني أن الشيعة سيكونون أقل رغبة في بقاء القوات الأمريكية في بلادهم على المدى الطويل.
ويضيف أن تحديد ما إذا كان الشيعة يرغبون في إقامة علاقات أمنية مع الولايات المتحدة سيعتمد بشكل ما على طبيعة هذه العلاقات.
وتقول (آسيا تايمز) في السطور الأخيرة من تقريرها المطول إن من بين المؤشرات التي تومئ إلى أن الحكومة العراقية لا تعتزم تغيير سياساتها الحالية القائمة على التعاون والتحالف مع الولايات المتحدة، ذلك التصريح الذي أدلى به رامسفيلد عقب لقائه في يوليو الماضي مع الجعفري، الذي أشار فيه إلى أن المحامين الأمريكيين يبحثون حاليا السُبل القانونية الكفيلة بتمديد فترة بقاء القوات الأمريكية في العراق، وهو تصريح كان من العسير على الوزير الأمريكي الإدلاء به ما لم يكن هناك اتفاق تام مع المسؤولين العراقيين بشأنه.
انقسام حاد
وفي الختام تلفت (آسيا تايمز) النظر إلى إحدى أعقد المعضلات التي تواجه الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالملف العراقي، وهي تلك التي تتمثل في الانقسام الحاد ما بين الحكومة والشعب في العراق حيال الوجود الأمريكي في بلادهم. وتقول الصحيفة إنه بينما من المرجح أن تذعن الحكومة العراقية لإدارة بوش إذا ما أرادت إبقاء قواتها في العراق، وذلك من منطلق أن المسؤولين العراقيين لا يزالون يعتمدون على الجنود الأمريكيين لحماية أرواحهم وضمان سلامتهم، سيكون للشعب العراقي رأي مختلف خاصة في ظل اتقاد الروح الوطنية في نفوس أبنائه.
وتشير (آسيا تايمز) إلى أن شكوك العراقيين - الذين وصفهم بوش ب(الشعب الفخور المستقل) - في نوايا واشنطن بشأن البقاء في العراق تتصاعد شيئا فشيئا، مع تزايد الشائعات حول أعمال البناء الهائلة التي تجري في القواعد العسكرية الأمريكية الواقعة في أماكن نائية من البلاد. وترى الصحيفة في النهاية أن السبيل الوحيد لحل هذه المعضلة هو أن تفتح الحكومة العراقية حواراً جاداً مع مواطنيها، قبل أن تتخذ أي قرار بدعوة القوات الأمريكية للبقاء في البلاد.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
خارج الحدود
الملف السياسي
استراحة
إقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
تحقيق
مجتمعات
دراسة
روابط اجتماعية
شباب
x7سياسة
صحة وغذاء
شاشات عالمية
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
تقارير
الحديقة الخلفية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved