Al Jazirah Magazine Tuesday  05/06/2007 G Issue 221
صحة وتغذية
الثلاثاء 19 ,جمادى الاولى 1428   العدد  221
 

النزلات المعوية.. والعلاج الغذائي

 

 

* إعداد- د. نهاد ربيع البحيري

يكثر السفر والانتقال من مكان إلى آخر لعدة أيام في فصل الصيف بغرض التنزه، أو حتى البقاء خارج المنزل طوال اليوم، مثل التواجد بالحدائق والمتنزهات خلال العطلات وهذا يعرضنا ويعرض أطفالنا لأغذية لم نتعود على تناولها وقد يصاحب ذلك التعرض للتلوث من بعض الكائنات الدقيقة التي قد تنتج عنها حالات الإسهال، ومن الاحتياطات المطلوبة في مثل هذه الظروف، اصطحاب زجاجات المياه المعدنية للشرب وتنظيف الأسنان بانتظام، كما يفضل تناول الأطعمة الطازجة التي نعدها بأنفسنا على تلك الأطعمة التي تعد في المطاعم وخاصة التي يشارك في إعدادها الكثير من الأيدي أو غيرها من الأغذية مما مر على إعداده وقت طويل..... وهناك ظروف أخرى قد يكون لها دور في حدوث هذه العدوى بالأمعاء مؤدية إلى الإسهال مثل عدم الاهتمام بالنظافة العامة في المطبخ بترك مخلفات الطعام وتراكم الأواني دون غسل مما يجذب الذباب ويؤدي لتكاثر الجراثيم.

وصف لحالات الإسهال

يحدث الإسهال عندما يمر الطعام في القناة الهضمية كسائل ذي قوام رقيق إلى حد ما، فعندما يصل الطعام إلى الأمعاء في الأمور الطبيعية يعاد امتصاص الماء حتى تكون الفضلات صلبة أو شبه صلبة بحيث يحدث إفراغ لها، أما إذا لم يعاد امتصاص السوائل تظل الفضلات سائلة مما ينتج عنه حدوث الإسهال فالكثير من هذه الحالات يؤثر في عملية إعادة الامتصاص. وقد يتسبب الإسهال في حدوث التهاب مؤقت في الأمعاء، ونادرا ما تحدث حالات الكوليرا التيفوس في مثل هذه الأيام التي شهدت تقدما علميا واضحا في مجال التشخيص الطبي والعلاج، ولكن المشكلة هي فقدان السوائل ذو الآثار الصحية الخطرة.

أسباب محتملة لحالات الإسهال

قد يحدث التسمم الغذائي نتيجة نوع ما من الكائنات الدقيقة، أو إحدى المواد المسببة للتسمم في الغذاء، وهذه المواد التي تسبب التسمم الغذائي لا ينتج عنها حدوث عدوى بالأمعاء مما يصاحبه فرط في حركة الأمعاء, كما أن هناك أسبابا أخرى أقل حدوثا وهى القلق أو سوء الامتصاص أو فرط في نشاط الغدة الدرقية, وقد يكون الإسهال الحاد دليلا على التهاب الأمعاء أو تضخم في الأمعاء خاصة لدى كبار السن.

الأعراض

تتضمن الأعراض تقلصات معوية تهدأ بدورها بعد تفريغ محتويات الأمعاء فجأة أو عدة مرات في اليوم, ويكون قوام الفضلات متوسط اللزوجة أو سائلا, ولا يعتبر وجود بعض الدم مع الإسهال شيئا غريبا وخاصة في حالات التسمم الغذائي, وقد يختلط هذا الدم ببعض المخاط، وعادة ما تزداد حدة الإسهال في المساء, مع آلام في البطن وفقدان في الوزن مما يشير إلى وجود التهاب أو تضخم في الأمعاء, وتصاحب حالات الإسهال التي تمتد لفترات طويلة الشعور بالعطش الشديد والإرهاق مما يوحي بحدوث فقدان خطير في سوائل الجسم والأملاح المعدنية الهامة.

كيفية العلاج

- تشفى معظم حالات الإسهال في خلال أيام قليلة منذ بدايتها, وهنا ينصح بشرب حوالي 2-3 ليترات من الماء يوميا لتعويض الفاقد من السوائل,....... ولكن يلاحظ أن تناول الحليب والمشروبات السكرية يزيد الحالة سوءا ويفضل تجنبها.

- ينصح للأطفال والمراهقون خاصة بشرب السوائل التي تعيد الماء إلى الجسم وتعوض الفاقد من الأملاح المعدنية لإحداث التوازن فيها بعد أن اختل هذا التوازن بسب الإسهال.

- تفيد بعض العقاقير التي تحد من الحركة العضلية للأمعاء في التخفيف من التقلصات ولكنها رغم ذلك تعتبر مؤقتة ولا تستخدم إلا في خلال فترات قصيرة.

- وفي حالة استمرار الإسهال لفترة تزيد على خمسة أيام يجب استشارة الطبيب، ويفيد تحليل البراز في هذه الحالة فقد يكشف عن نوع من العدوى يحتاج للمضادات الحيوية في علاجه.

كيف نتعامل مع حالات الإسهال غذائيا؟

في حالة استمرار الإسهال لأكثر من يوم واحد،

عندئذ يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب ولتشخيص العلاج الذي قد يكون ضروريا في هذه الحالة، ولكن إذا لم يصل الأمر لهذا الحد يمكن تداركه باتباع بعض القواعد في المأكل والمشرب وهى تتلخص فيما يلي:

- عندما يتسبب شيء ما في إحداث أي تغيير ملحوظ بالجهاز الهضمي، أيا كان هذا الشيء غذاء أم عدوى أم قلق شديد عندئذ ينصح بتجنب تناول أي شئ يزيد من حساسية الجهاز الهضمي أكثر من ذلك.

- عندما تكون الأعراض في أشد حالاتها ينصح بتناول الأغذية سهلة الهضم مثل الأرز الأبيض المسلوق أو الخبز التوست الجاف أو التفاح وعصائر الفاكهة الخفيفة المصنوعة من مكونات مثل الجزر والكرفس.

- وعلى الرغم من قلة الرغبة في تناول الطعام عند الإصابة بحالات الإسهال إلا أنه عند الشعور بالجوع والرغبة في تناول بعض الطعام يفضل الابتعاد عن الأغذية ذات المحتوى العالي من الدهون أو التوابل الحريفة كما يفضل الابتعاد في هذه الحالة المرضية عن منتجات الألبان والسكر والحلويات والشاي والقهوة.

- لا يجب أن نغفل عن الحقيقة القائلة بأن مرور البراز بسرعة غير معتادة يعنى عدم إعادة امتصاص السوائل منه قبل خروجه من الجسم، وأن هذه الزيادة في الفاقد من السوائل هي السبب في جعل الجفاف نتيجة للإسهال وخاصة لدى الأطفال الرضع وكبار السن, ويكمن الحل في شرب الكثير من الماء أو شاي الأعشاب.

نصائح غذائية

في حالة شدة فقد السوائل ينصح بتعويضها بالمحاليل المعالجة للجفاف التي يمكن الحصول عليها من الصيدلية، وتلك المحاليل تحتوي على مكونات إضافية تساعد على إعادة توازن كيمياء الجسم وتعوض أي قصور في الأملاح المعدنية ناتج عن الإسهال.

- وعندما تزول الأعراض الحادة ينصح بالرجوع للوجبات المعتادة بشكل تدريجي، حيث يفضل البدء بالأغذية سهلة الهضم مثل الأسماك البيضاء والدواجن والحساء على سبيل المثال ولكن ينصح بالانتظار لعدة أيام قبل تناول اللحوم الحمراء والمقليات.

- يساعد الزبادي الحيوي المحتوى على بكتريا اللاكتوباسيليا lactobacilli على إعادة توازن بكتريا الفلورا النافعة الموجودة بطبيعة الحال في الأمعاء، ولكن يفضل عدم تناوله إلا بعد استقرار الحالة تماما وزوال الأعراض.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة