Al Jazirah Magazine Tuesday  05/06/2007 G Issue 221
فنون عالمية
الثلاثاء 19 ,جمادى الاولى 1428   العدد  221
 

فيلم (أعتقد أنني أحب زوجتي)
كريس روك يحلق في المساء

 

 

في فيلم (أعتقد أنني أحب زوجتي) يلعب كريس روك دور ريتشارد كوبر مدير بنك استثماري كبير، وتتصف زوجته باللطف مثل اسمها بالضبط، وبالإضافة إلى تمثيله دور البطولة فقد قام بكتابة نص الفيلم وإخراجه بالتعاون مع لويس سي كا.

اعترف ريتشارد بصوته عندما كان يروي نص دوره أنه أول من اعترف بأن وضعه يدعو إلى الحسد من جوانب عدة، أن لديه زوجة جميلة تدعى برندا (جينا توريز), وطفلين لطيفين ومنزلا فخما في ضواحي المدينة إضافة إلى مهنة مربحة بمؤسسة منهاتن التجارية ذائعة الصيت.

أما المشكلة التي يمكنك أن تتنبأ بها من خلال مشاهد المنزل الفاخر والرفاهية التي يعيش فيها فهي أنه شاعر بالملل، لقد وصل إلى الحد الذي أصبح فيه نمط العيش مقصوراً على سلسلة من الأعمال اليومية الجميلة إلا أن هناك قليلاً من الجوانب المحبطة.. أحد تلك الجوانب المحبطة بالنسبة لريتشارد كان البرود العاطفي لدى زوجته الأمر الذي تحول فيما بعد إلى مشكلة رئيسية.

اشمئزاز واستياء

أعلن ريتشارد أن زواجه يتسم بالجمود، لم يقصد ذلك بالضبط فقد خانه التعبير واستدرجه إلى اعتراف قد يجلب له المتاعب، وما جعل الأمر يزداد سوءاً هو أنه أسر بتلك الشكوى إلى نيكي ترو (كيري واشنطن) التي كانت رفيقة لأحد أصدقاء ريتشارد القدامى، وفي أحد الأيام زارته في مكتبه تطلب منه خطاب توصية، وبنزوة أو قل خطة معدة مسبقا نصبت نيكي فخاً أوقعت من خلاله ريتشارد في علاقة عاطفية خفية.

الافتراض المنطقي بدا مألوفا حيث إن الفيلم ليس إلا مجرد إعادة بناء وصياغة على الفور للشخصية التي اتسمت بالسخاء والإخلاص في فيلم Chloe in the afternoon عام 1972 حيث كان الفيلم السادس والأخير لإريك رومير في عمله Moral Tales إن تأثر السيد روك بهذا المصدر هو دليل على حرصه على إعادة صياغة بعض اللقطات والمشاهد على الرغم من أن مزاج السيد رومر الساخر والذي يعبر وجهه عن الاشمئزاز والاستياء لم يكن نابعاً من الموقف المواجه والصريح لمستر روك.

كوميديا رومانتيكية

في إحدى المحاولات لتأليف الفيلم الفرنسي the French New Wave الذي أنتج في أواخر الستينيات وفي أوئل السبعينيات وذلك لتطوير الكوميديا الرومانتيكية الأمريكية الإفريقية التي انتعشت في هوليوود في أواخر التسعينيات قام روك بتقديم أفضل أعماله كمخرج وككاتب نصوص سينمائية بالإضافة إلى أنه قدم سينما أمريكية ذات تيار سائد من المرح غير العادي وذلك حول مشاكل الزواج العصري.

في هذا الفيلم عمل كريس روك بجد كي يجعل من شخصيته العدوانية والشخصية الكوميدية التي يتعذر السيطرة عليها موضع نقد، وعلى الرغم من أنه قام بخطوات واسعة عظيمة كمنتج أفلام وكانت خبرته السابقة في فيلم Head of State فكرة جيدة لأحد الأفلام أكثر من الفيلم الذي نحن بصدده إلا أنه مازال لسوء الحظ بمنأي عن أن يكون ممثلا جيدا.

إن قدرته محصورة في تجسيد إحدى الشخصيات المهنية الكتومة التي تسكن ضواحي المدينة والتي تبدو وجيهة في زيها، ومع ذلك لم يستطع أبدا نقل صورة الحياة الداخلية للرجل الذي يرتدي هذه البذلة.

مشاعر غامضة

السمات التي يجسدها ريتشارد في كل دور تتصادم مع الشخصية الفردية غير المتعلقة بشخصية روك. ومع ذلك فإن الفيلم ما زال جيداً ببساطة بسبب أن اليقظة الملحوظة التي صبغت هذا العمل والأداء الكوميدي الرائع قد ساد عبر نص الفيلم.

جدير بالذكر أن الدور الرئيسي في الفيلم كان من عدة جوانب هو دور الآنسة واشنطن تلك الممثلة التي قد تكون شخصيتها الطائشة, المحتاجة والمتقلبة تناسبت مع باريس عام 1972 على نقيض مدينة منهاتن في الوقت الحاضر.

شخصية نيكي هي جزء من الخيالية الذكورية؛ فهي شخصية هدفها ومشاعرها غامضة وكذلك حادة في نفس الوقت، كما أن الغزل والملاطفة مثلاً بالنسبة لها كانت بمثابة إعادة الحياة لقلب متسم بالزهو ناجح لكنه خاو يحتاج لإشباع العاطفة، ولحسن الحظ فإن الآنسة واشنطن سريعة الفطنة ولطيفة ونظراً لأنها جميلة فقد أظهرت شخصية نيكي على أساس أنها شخصية ترنو فقط إلى الإغراء.

يمكننا القول بايجاز إن فيلم (أعتقد أنني أحب زوجتي) هو أحد الأفلام البارعة المحبوبة التي نالت مديحاً وافراً في أحد الفصول التي اشتملت عروضها الكوميدية علي الأغاني والأشعار.

إن نجاح هذا الفيلم المنعش يوضح أيضا أنه ليس كل إعادة لصياغة سينما هوليوود للفيلم الفرنسي هو بالضرورة جريمة ترتكب ضد الذوق.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة