الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السياراتالرياضيةكتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 5th August,2003 العدد : 45

الثلاثاء 7 ,جمادى الثانية 1424

مستقبل الصحافة الورقية..!
تدور مناقشات علمية منذ بعض الوقت حول مستقبل الصحافة الورقية، تتحول أحياناً إلى حوارات جادة تشكك في قدرة الصحافة الورقية على الصمود أمام انبهار العالم بالصحافة «الالكترونية» رغم أن الأخيرة لم تبلغ بعد سن الرشد إذ لا تزال في سنوات طفولتها الأولى.
***
وبينما يرى البعض أن هناك متسعاً كبيراً من المساحة تكفي لإيواء كل الخيارات الحالية والقادمة، فإن آخرين لا يميلون إلى ذلك ويعتقدون أنها لا تتسع ولن تتسع للجمع بين أسلوبين وآليتين لنقل المعلومة إلى الانسان.
***
ومع أنه من المبكر جداً الحكم على الصحافة الالكترونية ومدى تأثيرها على مستقبل الصحافة الورقية بالنظر إلى أن صحافة الورق لا تزال إلى اليوم سيدة الموقف، فإن ذلك لا ينسينا ما نراه في جيل الشباب من افتتان بالمواقع الالكترونية متابعة لها واستفادة مما تضخه من معلومات بسرعة ومهنية عالية رغم حداثتها.
***
غير أن ما ينبغي أن نتدبره لمواجهة هذا الغزو المعلوماتي الجميل، هو أن نستثمره خير استثمار، وأن نستفيد منه بالقدر الذي يطور أسلوب العمل الصحفي ويرتقي به إلى آفاق أفضل، وهذا لا يتحقق إلا من خلال اعطاء هذا الموضوع حقه من الدراسة والبحث ضمن قراءة صحيحة لما نحن موعودون به في هذا المجال.
***
هناك طروحات كثيرة ومناقشات جادة عن هذه القضية، كُتُبٌ صدرت حول هذا الموضوع، ومقالات صحفية حاولت أن تلامس هاجس الناس، وما زالت مواقع الانترنت ودور النشر تضخ لنا الشيء الكثير حول هذا الجديد، ولكن من المهم في ظل هذا الاهتمام أن نستخلص النتائج الواقعية من هذا الكم الكبير من الطروحات للوصول إلى ما نريد.
***
هل هذه الثورة المعلوماتية الكبيرة ممثلة بالصحافة الالكترونية، ومواقع الانترنت أو الشبكة العنكبوتية تصب في مصلحة الصحافة الورقية، أم أنها اختراع عصري يأتي بديلاً لها؟، لا أدري فما زال الوقت مبكراً للحكم على ذلك، ولكن ما أعتقده أن جيلنا على الأقل سوف يقاوم وبقوة من أجل استمرار ما اعتاد عليه، ولعل له في ذلك عذراً وأنتم تلومون.


خالد المالك

الابن أضاع أسرته
الشقيق الأكبر قتل أخاه أمام والدهما
المحكمة تعاقب القاتل بالسجن لمدة سنة
انتهت هيئة محكمة الجنايات من نظر القضايا المعروضة عليها ودخلت إلى حجرة المداولة.. بين الجالسين داخل القاعة كان يجلس رجل عجوز قارب عمره على السبعين.. خلال الفترة التي أمضتها هيئة المحكمة في حجرة المداولة دار أمام عينيه شريط الحياة.. الابن الأصغر المدلل الذي كان يشتاق أن يراه شابا يافعا يفخر به لقي مصرعه وفقده إلى الأبد.. أما القاتل فهو ليس غريبا عنه.. إنه الابن الآخر الكبير.. دافع عن أبيه الذي تعرض للاعتداء من الابن الأصغر.. طعن شقيقه بالسكين وأرداه قتيلا ليمثل أمام القضاء ويقف خلف القضبان.. لحظات قليلة وبعدها سيخرج القضاة ويصدرون حكمهم.. ويكبلون ابنه بالأغلال ويساق إلى السجن ليقضي الأيام والليالي الطويلة وراء أسوار السجن العالية.... وربما يكون الحكم بالإعدام وبهذا يكون قد فقدالابنين اللذين خرج بهما من الدنيا.. إذن لماذا يعيش؟
ارحموا شيخوختي
انسابت دموعه على خديه التي يبدو أثر السنين واضحا عليهما ولسان حاله يقول كفى فقده لابن واحد.. وبمجرد أن خرج القضاة من حجرة المداولة لم يشعر بنفسه إلا وقد قفز واقفا واقترب من منصة القضاة.. يرجوهم أن يرحموا سنوات عمره.. يتوسل إليهم أن يتركوا له ابنه الموجود في القفص وكفى الابن الذي راح.
بعد زواج خليل مدرس الابتدائي بأقل من عام كانت زوجته نعيمة قد أنجبت طفلهما الأول سيد بعد أشهر حمل عصيبة استدعت في النهاية تدخل الأطباء لإجراء جراحة قيصرية لإنقاذ الجنين من الموت.. ونصح الأطباء الأم بعدم الحمل مرة أخرى في الوقت الحالي على الأقل حتى لا تتعرض حياتها للخطر..
وعاش الزوجان 12 سنة وهما في شوق لإنجاب طفل أو طفلة أخرى حتى لا يظل ابنهما سيد وحيدا وبعد أن كاد اليأس يتملكهما أخبرتهما الطبيبة التي كانت تتابع حالة الزوجة نعيمة أن الوقت ربما أصبح ملائما لإنجاب طفل آخر بإذن الله.
وبالفعل بعد حوالي عام كانا قد أنجبا طفلهما الثاني والأخير عصام.. ونظرا لكونه آخر العنقود فقد نشأ عصام مدللا إلى أقصى درجة جميع طلباته أوامر يتنافس الجميع لتلبيتها ولذلك فقد كانت طفولة عصام تنبئ عن مستقبله المظلم..
زعيم العصابة
لم يفلح في الدراسة كما حقق فشلا ذريعا في جميع الأعمال التي حاول والده إلحاقه بها حتى إنه لم يستمر في العمل بأي ورشة سوى أيام قليلة بعدها كان يتم طرده بعد أن يكتشف صاحب الورشة انه ليس لديه أي استعداد للتعلم حتى أصبح عمره 19 عاما وهو يتنقل من فشل إلى فشل أكبر منه.. أصدقاء السوء فقط هم الذين استمروا على تمسكهم به فقد كان يعرف جيدا كيفية الحصول على النقود بأية طريقة.. كان يلجأ إلى ارتكاب سرقات صغيرة من أفراد أسرته أو من أصحاب الورش التي يعمل بها ومن حصيلة هذه السرقات يقوم بشراء ما يحتاجه هو وأصدقاؤه من سجائر أو لفافات البانجو حتى أصبح زعيما عليهم.. ولكن مؤخرا انضم إلى مجموعة الأصدقاء شاب أنتقل حديثا للإقامة في المنطقة التي يعيشون بها.. جيوبه كانت دائما عامرة بمبالغ كبيرة من الأموال لا يعرفون مصدرها لكنه لم يكن يبخل على أصدقائه بما يحتاجون إليه حتى أصبح هو زعيم «الشلة» بلا منازع والجميع يطلبون رضاه ويتمنون أي أوامر يصدرها لتلبيتها على الفور. وكما هو متوقع حدث صدام بين عصام والزعيم الجديد.. وكما هو متوقع أيضا فاز الزعيم الجديد فقرر عصام أن يحصل على الأموال بأية وسيلة حتى يستعيد مكانته المفقودة..
استعادة المجد الزائل
ولم يبحث عصام أو يفكر طويلا في وسيلة الحصول على النقود فقد هداه عقله إلى سرقة المبلغ الذي ادخره والده بعد خروجه على المعاش ليكون سندا له في شيخوخته..
وانتهز عصام فرصة وجوده بمفرده في الشقة وحطم دولاب حجرة نوم والده واستولى على تحويشة عمر أبيه وبعد لحظات كان على المقهى مع مجموعة الأصدقاء ينفق عليهم ببذخ..
وعندما عاد أبوه إلى المنزل واكتشف السرقة أدرك على الفور أن ابنه عصام هو الفاعل وأسرع باستدعاء ابنه الأكبر سيد الذي كان قد انتقل من المنزل بعد زواجه منذ حوالي العامين.. وانتظر الاثنان عودة عصام على أحرمن الجمر وهما يغليان من شدة الغيظ حتى عاد أخيرا في ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي..
ورغم إنه عاد يترنح من تأثير المخدرات التي كان يتعاطاها طوال الليل فقد فهم عصام الموقف وقرر أن يبادر بالهجوم عند أي مبادرة لتوجيه الاتهام له بالسرقة.. وبالفعل عندما بدأ والده في توبيخه على الجريمة التي ارتكبها ثار عصام ثورة عارمة رافضا الاتهام ومدعيا أن والده افتعل هذه السرقة حتى يطرده من المنزل ليخلو له الجو ويستطيع الزواج مرة أخرى رغم إن أمه ماتت منذ أشهر معدودة ومتناسيا عمره الذي قارب السبعين.
نهاية مؤسفة
لم يتمالك الأب العجوز نفسه واندفع محاولا صفع ابنه لكنه فشل فقد تمكن عصام من الهرب من أمامه في نفس الوقت الذي سدد إلى أبيه لكمة هائلة زلزلته من مكانه وجعلته يسقط على الأرض يتلوى من شدة الألم.. وأسرع سيد لحماية أبيه من هجوم عصام فنال هو الآخر مجموعة من اللكمات وأخذ عصام يهدده بالقتل في حالة تدخله مرة أخرى..
لم يشعر سيد بنفسه.. التقط السكين التي كانت على المنضدة وأخذ يغرسها في جسد شقيقه عدة مرات دون شعور.. وانفجرت الدماء وتناثرت في كل مكان وتحول عصام في لحظات إلى جثة هامدة أمام عيني أبيه وأخيه.
تلقت الشرطة بلاغا بالحادث وتم إلقاء القبض على سيد وأحيل إلى النيابة التي قررت حبسه على ذمة التحقيق وأمرت بإحالته إلى محكمة الجنايات بعد أن وجهتله تهمة قتل شقيقه عمدا مع سبق الإصرار حيث سارت التحقيقات في اتجاه أن سيد كان في انتظار شقيقه المجني عليه لقتله.
واستمع القضاة في صمت إلى كلمات الأب الحزين على أبنه الذي راح.. والحزين على أبنه المهدد بفقده.. وأصدر رئيس المحكمة قراره بتأجيل النطق بالحكم إلى الجلسة التالية حتى تتم المداولة من جديد..
وفي الموعد المحدد أصدرت المحكمة حكمها بمعاقبة المتهم بالسجن سنة واحدة فقط وقالت في الأسباب: إنها استخدمت حقها في استعمال الرأفة نظرا لظروف الجريمة وحرصا على مشاعر الأب العجوز واستجابة لتوسلاته خاصة وانه ولي الدم للمجني عليه.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
تحت الضوء
الجريمة والعقاب
الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
المستكشف
داخل الحدود
الملف السياسي
فضائيات
أطفال التوحد
السوق المفتوح
المقهى
أقتصاد
حياتنا الفطرية
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved