الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 6th September,2005 العدد : 142

الثلاثاء 2 ,شعبان 1426

ميزان العدل
حين قُتل رفيق الحريري..
ضمن سلسلة الاغتيالات في لبنان..
وضجّ العالم على هول الجريمة..
وتنادى يطالب بكشف القتلة والتعرّف على المجرمين..
***
ومع دويّ الجريمة..
وحجم آثارها..
وتداعياتها على مستوى لبنان والأمن في المنطقة..
جاء التعامل معها بغير ما تعوملت به جرائم مماثلة على مدى ثلاثة عقود..
***
كان القتلة يعتقدون أنها كغيرها ستُسجل ضد مجهول..
وأن دم رفيق الحريري، سيذهب إثر ما سيجري من تحقيق في ملابسات إهداره إلى ارشيف الحفظ كغيره من دماء الأبرياء السابقين..
ولم يخطر في بال من نفّذ أو ساعد في تنفيذ هذه الجريمة أن يد العدالة سوف تصل إليه بعد أن يتم التعرّف عليه..
***
رموز لبنانية كثيرة قتلها المجرمون خلال الحرب الأهلية وبعدها دون مبرّر يعطي للقتلة الحق في ذلك..
وقد استمرأ هؤلاء غياب العدالة والقانون ليستمر مسلسل الاغتيالات واحداً بعد الآخر حتى بعد مقتل الرئيس الحريري..
ويبدو هذه المرة أن سوء التقدير قد خانهم بحكم أن جريمة بهذا المستوى لن يتم تجاهلها أو التغطية عليها أو تمريرها إلى الحفظ في ملفات التاريخ..
***
دخول العالم على خط الجريمة ومطالبة دول كبرى بالتحقيق الدولي بشأنها..
وإصرار قادة العالم على عدم الاعتماد على الأجهزة اللبنانية لكشف هوية الفاعلين..
ثم التوصل إلى إجماع بتشكيل لجنة دولية تتولّى التحقيق مع كل من سيوصلها إلى الحقيقة من الدول والأفراد ..
أو يدلها على الفاعلين..
حتى تأخذ العدالة مجراها ويوقف سيل الدماء التي تُهدر والأرواح التي تُزهق ظلماً وعدواناً..
***
كان هذا هو المدخل السليم باتجاه الإمساك بخيوط اللعبة الخبيثة..
وكان هذا هو الطريق الصحيح نحو إماطة اللثام عن الوجوه التي حاول أصحابها أن يخفوا معالم ما فعلوه..
وها هي الإيقافات التي شملت أربعة من القيادات الأمنية في لبنان تمنح شيئاً من الأمل في أن يساعدوا في إعطاء الحقيقة للمحققين..
وها هو رئيس لجنة التحقيق الدولي ميليس يشير إلى أن هناك آخرين شركاء في قتل الحريري ومن مات من مرافقيه..
***
وعلينا أن ننتظر نتائج التحقيق حتى لا نحكم على ما قد يكون غير صحيح..
ولكي لا تكون تقديراتنا مبنيّة على الإشاعات والأهواء الشخصية..
ما يهمنا هو أن نتعرّف على القتلة..
وأن ينالوا بعد ذلك ما يستحقون من عقاب..
***
وبهذا نضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم..
ونطمئن إثر ذلك على أن لبنان قد تعافى من هذا النوع من الممارسات الدامية..
وأن الخوف قد زال..
وحلّ الاستقرار والأمن في ربوع لبنان الحبيب..
بما لا مجال فيه للمزايدة أو لشراء الذمم أو العبث بمقدرات شعبه..
***
أقول بعد ذلك: إن من يخاف على لبنان من أن اكتشاف القتلة سوف يعرّض أمنه إلى عدم الاستقرار..
وأن من يقول بإن الانتقام ممن سوّلت له نفسه الأمّارة بالسوء بقتل الأبرياء، إنما يدفع بالقتلة الآخرين إلى تنفيذ المزيد من الأعمال الإجرامية..
هو بنظرنا نوع من إصرار هؤلاء على إبقاء الوضع غير المستقر في لبنان على ما هو عليه..
وهذا ما لا يرضي الشرفاء في لبنان وفي العالم، ما يعني أن التحقيق ماضٍ في مجراه، وأن العدالة سوف تقتص من القتلة مثلما يتمنّى الأحرار في العالم.


خالد المالك

مسلمو أمريكا
بين مطرقة الإرهاب وسندان العنصرية!

* إعداد - أشرف البربري
إذا كان المسلمون في مختلف أنحاء العالم يعانون من تهمة الإرهاب التي باتت تطاردهم في كل مكان نتيجة أعمال تلك القلة المتطرفة التي انحرفت عن مبادئ دين السلام فإن المسلمين الأمريكيين يعانون معاناة مضاعفة.
فالمجتمع الأمريكي بكافة طوائفه أصبح ينظر إلى الأمريكي المسلم والمسلمة نظرة شك وارتياب وكأنهم مسؤولون عما يقترفه قلة من الإرهابيين يزعمون أنهم مسلمون، والإرهاب لا دين ولا وطن له، ومن هنا فإن ربط الإسلام بهذه الأعمال الإرهابية التي ترتكب في أي مكان في العالم لهو خطأ كبير وتجن على الدين الإسلامي السمح.
وإذا كانت الولايات المتحدة أصبحت الهدف الأول لعمليات جماعات التطرف دون تمييز بين العسكريين والمدنيين وبين الحكومة والشعب الأمريكي فقد أصبح المسلمون الأمريكيون هم الهدف الأول لمشاعر الانتقام والعداء من جانب الأمريكيين.
وفي مقال نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تحت عنوان (المسلم الحقيقي مواطن أمريكي كامل المواطنة) تحدثت فاتن عبد ربه التي ولدت في مدينة ديربورن بولاية ميتشجان الأمريكية وتدرس حاليا في مدرسة جون كيندي للإدارة العامة بجامعة هافارد عن موقف المسلمين الأمريكيين وما يعانون منه في الولايات المتحدة، تقول فاتينا (أنا أدين الإرهاب) أصبحت هذه الكلمات الثلاث هي الكلمات الوحيدة التي ينتظر الآخرون أن أنطق بها لأنني مسلمة، وبعيدا عن تلك الكلمات نفسها فإن الطريقة التي أرددها بها أصبحت هي الأخرى معيارا لمدى إخلاصي وإيماني بها، وتضيف فاتن قائلة: الحقيقة أنني أشعر الآن وربما أكثر من تلك الأيام التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر بأن أغلب الأمريكيين باتوا يعتقدون أن الإسلام وكل المسلمين شر مطلق بمنتهى التبسيط، والحقيقة أنني لم أعد قادرة على معرفة ما إذا كانت حقيقة وضوح هويتي من خلال الحجاب الذي أرتديه أصبح شيئا مؤثرا جدا لدرجة أن أول رد فعل يثيره هو الغضب وتتابع: لقد حاولت أن أعرف ما إذا كنت أبالغ في هذا الشعور أو أنني مصابة بعقدة الاضطهاد من خلال تحليل ما مر بي من أحداث مؤخرا؟
قصتان محزنتان
وتسرد فاتن قصتين حدثتا لها تؤكدان عنصرية بعض الأمريكيين تجاه المسلمين حيث تقول:
(في الشهر الماضي وأثناء قيادتي للسيارة من المنزل إلى المطار ضللت طريقي لوجود أعمال بناء في الطريق الرئيس للمطار واضطراري للسير في طرق التفافية أدى إلى فقداني للطريق فأنزلت زجاج السيارة وسألت قائدة السيارة التي تسير إلى جواري عن الطريق) هل هذا الاتجاه يوصلني إلى كمبريدج؟) ولم أكن أصدق عيني عندما تجاهلتني وأغلقت زجاج سيارتها، فقد كنا في وضح النهار، ولم أكن أتصور قبل ذلك أن مظهري بالحجاب يعد شيئا غير عادي أو مخيف في الشارع الأمريكي.
وفي حادث آخر كنت أشارك في حملة لجمع التبرعات لصالح أحد البرامج الدراسية لجامعة هافارد الأمريكية العريقة عبر الهاتف، وجدت إحدى الصديقات تربت على كتفي وقالت لي: إن الشخص الذي يتصل هاتفيا يريد الحديث إلى شخص مسلم، أخذت منها سماعة الهاتف وكان على الطرف الآخر رجل دين مسيحي من تكساس، وكان يريد أن يعرف متى (ينضم المسلمون إلى العالم المستنير ويخلصون أنفسهم من التطرف) وحاولت أن أشرح له أن المسألة أبعد ما تكون عن هذا التبسيط الذي يحمل عقيدة أكثر من مليار شخص مسئولية ما يحدث في العالم حاليا، وأنه من التضليل اعتبار تصرفات قلة محدودة جدا من المسلمين تعبيرا عن الإسلام، ولكن القس التكساسي قاطعني وقال (يبدو أنك مثل كل المسلمين المراوغين) الذين يتبنون موقفا غامضا من إدانة الإرهاب، وبالطبع لست في حاجة إلى القول: إن الرجل لم يقدم أي تبرع لتمويل البرنامج الدراسي.
فلماذا يكون موقفي من الإرهاب هو المحدد الوحيد لهويتي؟ ففي أحد الحوارات في متجر للبقالة وجدت أن كل المحيطين بي لا ينظرون إلا لما سأقوله عن الإسلام والإرهاب لتحديد طريقة التعامل معي، ولم تعد تدور أي حوارات مع هؤلاء الأشخاص عن أي شيء آخر في حياتي مثل السؤال عن رأيي في الدراسة في جامعة هافارد أو تدريباتي للمشاركة في سباق مارثون بوسطن أو آخر الأسهم التي استثمرت أموالي فيها مؤخرا.
وقد حاولت باستماتة أن أتجاهل هذه الحوادث في الوقت الذي أركز فيه تفكيري على دراستي والتدريب لخوض سباق المارثون، ولكن لا يبدو أن مثل هذه الحوادث مجرد حوادث منعزلة وازدادت كثافتها بعد هجمات لندن في السابع من يوليو من العام الحالي ثم الموجة الثانية من الهجمات في لندن بعد ذلك بأسبوعين، فالكثيرون من كتاب الأعمدة في أكبر الصحف الأمريكية وأشدها تأثيرا ركزوا في مقالاتهم على رد فعل المسلمين على هذه الهجمات، وهاجموا العرب والمسلمين الأمريكيين لأنهم لم يدينوا الإرهاب بوضوح وعلانية، وكأنه كان من المفروض على المسلمين في الولايات المتحدة عدم الاكتفاء ببيانات الإدانة التي أصدرتها المنظمات والجمعيات المسلمة في أمريكا، وإنما كان عليهم النزول إلى الشوارع في نيويورك وواشنطن وبوسطن ليصرخوا (نحن أيضا نكره ابن لادن) حتى يصدق باقي الأمريكيين أن غالبية العرب والمسلمين أيضا ضد الإرهاب.
تساؤل مشروع
وتقول فاتن عبد ربه: لكنني حتى بت أتساءل عما إذا كانت مثل هذه المظاهرات ستكون إدانة (غير كافية) من وجهة نظر الأمريكيين في ظل أجواء الخوف والترقب السائدة لدى المسلمين والعرب في أمريكا.
والآن أتساءل عما سيتصوره هؤلاء الأمريكيون إذا قلت لهم: إنني توقفت عن ركوب قطارات الأنفاق في أمريكا لمدة شهر بعد أن نشرت وسائل الإعلام صور التعذيب والامتهان للمعتقلين العراقيين في سجن(أبو غريب) على أيدي الأمريكيين خوفا من عمليات انتقامية ضد شبكة قطارات الأنفاق الأمريكية
وتقول فاتن عبد ربه: أنا أيضا معرضة للخطر كأمريكية، والإرهابيون في لندن لم يهتموا بالفتاة المسلمة شاهارا إسلام التي لقيت حتفها في الهجمات الإرهابية على لندن قبل ثلاثة أسابيع، فهل فكر الأمريكيون في المفارقة في الاسم الثاني لهذه الفتاة وهو إسلام؟ فالإرهابيون لم يتوقفوا عندها، والأمر لا يختلف بالنسبة لي على الإطلاق، فعندما يفكر الإرهابيون في تفجير القطار الذي قد أكون فيه لن يهتموا بأن هناك مسلمين يركبونه، ولن تردعهم رؤيتي على مقعد القطار، وأنا أرتدي الحجاب، وأحمل حقيبة مكتوباً عليها كلمات باللغة العربية تشير إلى (متجر لبيع اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية) كدليل على أنني مسلمة، وتتابع: وهذه هي النقطة المهمة. فالإرهاب ليس هو الإسلام ولا يهدف إلى خدمة الإسلام، وإنما يهدف إلى خدمة أجندة محددة يبشر بها بعض الأشخاص في العالم الإسلامي تحت شعار الدين الذي أدين به، فلماذا يجب على المسلمين في أمريكا إدانة الإرهاب طوال الوقت؟
وتؤكد الكاتبة فاتن عبد ربه: ليس معنى أننا لا نرتدي القمصان المكتوب عليها (المسلمون يدينون الإرهاب)، أننا لا نرفض مثل هذه الأعمال، فهناك إلزام متزايد للعرب والمسلمين لكي يتحملوا مسئوليتهم الكاملة كمواطنين أمريكيين من أجل الاندماج في المجتمع الأوسع الذين يعيشون فيه، وأغلبهم يفعل ذلك بلا أدنى شك، ولكن يجب أن يتسم الدور الذي نلعبه بالفعل الإيجابي، وليس بالفعل السلبي، بمعنى أن الفلسفة التي يجب أن تحكم موقفنا هي أنه ليس مطلوبا مني أن أقول لك (أنا لست إرهابيا)، وإنما المطلوب أن أقول (أنا مسلم)، وكوني مسلما لا يعني أنني إرهابي، وليس مطلوبا أن أقول للآخرين عما أكرهه وإنما يكفي أن أقول لهم عما أحبه، فهذا هو المبدأ الرئيس في أمريكا منذ قيامها تقريبا، كما أنني اخترت ألا أقول للأمريكيين ماذا يعني كوني مسلمة بالفعل ولكنني أظهر لهم من خلال تعاملاتي معنى كوني مسلمة حقيقية، فمن الضروري الخروج من دائرة المناقشات الجدلية عند الحديث عن الإسلام في أمريكا.
بالطبع لا يمكن القول: إن كل الأمريكيين يتعاملون مع المسلمين بهذه الطريقة العدوانية، ولكنني مقتنعة بأن الكثيرين يفعلون ذلك، وأنه شيء حقيقي وليس تخيلات نتيجة الإصابة بعقدة الاضطهاد، ولكنني متفائلة بأننا كأمة أمريكيين قادرون على الخروج من دائرة الأنماط الثابتة والأحكام المسبقة ودمج ملايين المسلمين في المجتمع الأمريكي، وبالتالي نكسر دائرة الشك في قدرة فتاة مثلي ترتدي الحجاب على أن تكون مواطنة أمريكية (كاملة المواطنة).
فهناك فكرة شائعة تقول: إنه من الصعب وجود فتاة أمريكية محجبة وتسمع موسيقى الروك أند روول من جهاز الكاسيت الصغير (الووكمان) أثناء سيرها في الشارع وتسهر أثناء الليل على شاطئ نهر تشارلز وتعزف الجيتار، وأنا بالفعل أقوم بكل هذا.
وتختم فاتن عبد ربه مقالها بالقول: أخيرا فأنا أدين الإرهاب بلا أدنى تحفظ. ولكن هل يسمع إخواني الأمريكيون لما يجب علي قوله علاوة على ذلك؟ وهل يقبلني الأمريكيون باعتباري مسلمة ملتزمة، ولكنني مجادلة متحمسة وأتوق إلى المشاركة في الخدمة العامة؟ والأكثر أهمية هل يعترفون بأنني مواطنة أمريكية مثلهم تماما؟
الحرب على الإرهاب
أما شادي حامد الامريكي المسلم الحاصل على منحة دراسية لدراسة مشاركة الإسلاميين في العملية
الديموقراطية فقد كتب مقالا عما يجب على المسلمين الأمريكيين القيام به في هذه المرحلة الخطيرة من الحرب ضد الإرهاب.
يقول شادي حامد: إن الأمر يبدو مألوفا جدا، ففي أحيان كثيرة يساورني شعور خفيف بالإحباط وشعور قوي بالحتمية، ولكن هذه المرة هناك شيء آخر وهو أننا نحن المسلمين الأمريكيين مستعدون لاتخاذ خطوة كان علينا اتخاذها منذ وقت طويل، فقد تحجرت مشاعرنا ببطء بسبب تلك التقارير التي لا تتوقف عن المذابح في العراق حتى جاءت هجمات السابع من يوليو الإرهابية ضد العاصمة البريطانية لتضعنا في مواجهة حقيقة مؤلمة في نهاية المطاف، ففي ذلك اليوم هناك شيء ما رن داخلي وهو ما حدث مع كثيرين من المسلمين المعنيين بالخطر الذي يهدد الحريات المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة. هذا الخاطر الذي برق في ذهني هو أننا لم نهتم بخطر التطرف الديني في أوساط المسلمين الأمريكيين بالقدر الكافي.
فقد وضعتنا هجمات السابع من يوليو أمام صورة خطيرة للمستقبل علينا التحرك لمواجهته وإصلاح خطأ شاركنا فيه، فقد اعتدنا كمسلمين أمريكيين النظر إلى التطرف والإرهاب باعتباره شيئا أجنبيا لا يرتبط بنا، ويحدث في مناطق بعيدة عنا نحن الذين نعيش خلف المحيط الأطلنطي، ولكن هجمات لندن جاءت لتقول لنا: إنه إذا انتشرت مشاعر العداء لأمريكا والفكر الديني المتطرف في أوساط الجالية المسلمة في الولايات المتحدة ستكون النتيجة كارثية. والحقيقة أن غالبية المسلمين الأمريكيين يختارون دائما مواقف مترددة ومتقلبة تجاه الحوادث الإرهابية التي يتورط فيها مسلمون يوميا خارج الولايات المتحدة، وبالطبع فإن إدانة المسلمين الأمريكيين للحوادث الإرهابية مخلصة بلا شك، ولكن في أحيان كثيرة تشعر كما لو كان من يدين هذه الهجمات من المسلمين الأمريكيين يفعل ذلك مجبرا، ورغم أن إدانة هجمات لندن من جانب المنظمات والجمعيات الإسلامية في مختلف أنحاء امريكا كانت قوية وواضحة وحاسمة فإنها وحدها لا تكفي.
حقائق خطيرة
ويتابع شادي حامد: وكما ذكرت فإن هجمات لندن وضعتنا بوضوح أمام عدة حقائق خطيرة ومخيفة، أول هذه الحقائق هي أن الإسلام تعرض للاختطاف على يد مجموعة من القتلة الذين يمارسون جرائمهم باسم دين السلام والتسامح، والمطلوب إذن من المسلمين التحرك القوي لمواجهة خطر الإرهاب دون الانتظار حتى يتحرك الآخرون في هذا الاتجاه، وعلى أئمة المساجد البدء في التحرك وفقا لسياسة موحدة ومنظمة على أساس أنه لا تسامح على الإطلاق مع الإرهاب، ومن الناحية العملية يجب طرد أي شخص يتبنى العنف ضد الحكومة الأمريكية أو المواطنين الأمريكيين من المساجد في الولايات المتحدة وإبلاغ السلطات المختصة عنه.
الأمر الثاني يضيف شادي حامد على المنظمات الإسلامية سواء تلك التي تعمل على مستوى الولايات المتحدة ككل أو تلك التي تعمل على نطاق إقليمي داخل الولايات أو المدن الأمريكية بذل المزيد من الجهد لتشجيع الشباب المسلم في أمريكا على الاندماج في النظام السياسي للبلاد من حق أغلب المسلمين الأمريكيين أن يستمروا في معارضة السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش وبخاصة موقفها المنحاز لصالح إسرائيل في الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن في الوقت نفسه يجب العمل على إقناع الجيل الجديد من المسلمين الأمريكيين بأن الطريقة الوحيدة ليس بالتشبث بفكرة الدولة الإسلامية المثالية، وإنما بتبني الأفكار العملية التي تتضمن المشاركة في العملية السياسية الأمريكية.
ويقول شادي حامد: وأخيرا يجب على المسلمين إعادة اكتشاف الاحترام العميق الذي يكنه الدين الإسلامي لقيمة الحياة الإنسانية سواء كانت هذه الحياة حياة عراقي أو بريطاني أو أمريكي، ولكن المشكلة الآن أننا نجد أغلب أفراد الجالية الإسلامية في أمريكا إما غير قادرين أو غير راغبين في رفض التفجيرات الانتحارية ضد المدنيين الإسرائيليين، وهذا الموقف يكشف المأزق الأخلاقي الذي نواجهه كمسلمين فيما يتعلق بنظرتنا إلى أي صراع يكون المسلمون طرفا فيه، ولكن يجب أن نعترف بحقيقة أن قتل المدنيين في مقهى أو مطعم لا ينطوي على أي لبس أخلاقي وتجب إدانته.
فإذا اتخذنا هذه الخطوات أعتقد أنه سيكون من الصعب على دعاة الإرهاب والتطرف والكراهية أن يجدوا مؤيدين لهم بين المسلمين.
ومن المؤكد أن المسلمين الأمريكيين لن يتحولوا إلى قنابل موقوتة ولا طابور خامس في الولايات المتحدة، ولكي نضمن ذلك يجب أن نتجاوز أي سوء فهم لطبيعة الكفاح الذي ينتظرنا، فالمسلمون يمكن أن يكونوا أحد أهم أسلحة أمريكا في الحرب ضد الإرهاب، فهؤلاء المسلمون الأمريكيون يجيدون لغات العالم العربي والإسلامي من عربية وفارسية وأردية وغيرها، كما أنهم أكثر من يستطيع فهم والتعامل مع العناصر الإرهابية الذين ينتمون إلى نفس الخلفيات العرقية والاجتماعية والثقافية، وإذا كانت الولايات المتحدة قد شنت ليس فقط حربا ضد الإرهاب، وإنما أيضا حربا ضد الأفكار فإن المسلمين الأمريكيين يمكنهم أن يلعبوا دورا مهما في (الدبلوماسية الشعبية) الأمريكية الرامية إلى التواصل مع الشعوب العربية والإسلامية.
والحقيقة أن الحرب ضد الإرهاب ليست قصيرة وإنما هي حرب جيل كامل والمسلمون الأمريكيون سواء قبلوا أو أبوا على الخطوط الأمامية لهذه الحرب. والحقيقة أن المسلمين تعبوا من ربط دينهم الإسلامي بمجموعة من المتشددين، وأنا أتذكر رد الفعل عندما اعتقلت السلطات الأمريكية علي التميمي المسلم الأمريكي المولد بتهمة حث الشباب على القتال في صفوف حركة طالبان الأفغانية، ورغم أن قلة من الأمريكيين المسلمين هم الذين تعاطفوا مع الرجل فإن الكثيرين منهم دافعوا عن حقه في التعبير عن وجهة نظره مهما كانت متطرفة، والحقيقة ان كلمات التميمي أدت به إلى السجن مدى الحياة بعد أن أدانته إحدى المحاكم الأمريكية بتهمة الخيانة.
وقد أدرك غالبية المسلمين الأمريكيين بعد تفجيرات لندن أنه لا يجوز التسامح مع التطرف وانعدام التسامح الإسلامي.
وفي ظل هذه الأجواء الخطيرة التي يعيش فيها المسلمون في العالم وبخاصة في الولايات المتحدة يصبح هامش الخطأ المسموح به في تبني المواقف محدودا، ورغم ذلك فإن المسلمين الأمريكيين أمامهم فرصة ذهبية للعب دور أكبر وأكثر مركزية في تحسين صورة الإسلام التي شوهتها أعمال الإرهابيين.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
أنت وطفلك
الملف السياسي
السوق المفتوح
استراحة
منتدى الهاتف
تحقيق
من الذاكرة
روابط اجتماعية
x7سياسة
صحة وغذاء
تميز بلا حدود
ماكيت
الحديقة الخلفية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved