الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 9th March,2004 العدد : 71

الثلاثاء 18 ,محرم 1425

العراق الجريح..!
لم نعد نتوقف كثيراً عند أحداث وحوادث العراق الدامية..
إلاَّ من حيث الألم الذي نشعر به نحو ما يعانيه الأشقاء هناك..
فأخبار العراق..
حيث القتلى والإصابات بين المواطنين..
والدمار الذي مس كل شبر من أراضيه..
مسلسل مكرَّر ومُعاد لصورة ما يجري هناك..
***
هل من بارقة أمل لإيقاف نزيف الدم؟..
ومن توقعات بأن لهذا الذي نراه ونسمعه نهاية سعيدة في زمن قريب؟..
هل آن الأوان للإبقاء على البقية الباقية من مقومات هذا الكيان الكبير؟..
ومن الاحتفاظ بتاريخه دون تشويه؟..
***
هذه بعض أسئلة..
أملتها الحالة المأساوية لشعب عظيم..
في ظل احتلال بغيض..
وممارسات طائشة من المستعمر ومن صاحب الأرض على حدٍّ سواء..
أطرحها بغيرة..
وبحب..
وبشيء من التمنيات أن تتغير الصورة إلى ما هو أحسن..
***
وبمرارة..
وأسًى..
أشعر أن الليل قد طال..
وأنه سيطول أكثر..
مع أوار حرب وعودة استعمار..
في مقابل خلافات بين أصحاب الحق..
ومؤامرات خارجية أبقت وتُبقي نار الفتنة بين الإخوة دائمة الاشتعال..
***
ويضيف ما نراه ونسمعه في أرض الرافدين..
من قتال غير مبرَّر واختلافات لا معنى لها..
المزيد من مرارة القهر والتهميش وسلب الحقوق..
وهو ما يجب أن يحرك الشعور بالمسؤولية في عقول ومشاعر شعب العراق..
بانتظار أن يعود العراق..
أبياً وقوياً وفاعلاً..
على الساحة العربية والدولية..
***
وإلى أن يُطلَّ ذلك الأمل على شعب العراق..
مشرقاً ومشعاً وممطراً بما يتمناه العراقيون..
وإلى أن يأتي ذلك اليوم يحمل للأشقاء ولنا سحب الخير والأخبار السارة..
سنحتفظ بما تبقَّى لدينا من أمل قليل حياً في عقولنا ومشاعرنا..
بانتظار أن نسمع قرع خطوات العدو وهو يحمل عصاه على كاهله ويرحل.


خالد المالك

من ضرب مصنع الشفاء إلى رعاية محادثات السلام
المد والجزر في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن

* الخرطوم أبراهام ماكلوهلين
وسط أطلال مصنع الشفاء للدواء الذي يمتلكه وقف العم إدريس حيث أطلقت الولايات المتحدة 13 صاروخ كروز عام 1998 لتدمير مصنع الدواء بزعم أنه ينتج أسلحة نووية لصالح أسامة بن لادن. وبينما كان يسير بحرص شديد بين أكوام الانقاض والكتل الخرسانية الملتوية أشار إلى بقايا صواريخ كروز التي مازالت بين التراب وهو يحمل تحت يديه الرسومات الهندسية للمبنى. فالرجل يعتزم إعادة بناء المصنع وانتاج أدوية أمريكية فيه حيث يتفاوض بالفعل مع إحدى شركات الدواء الامريكية لكي يتولى توزيع منتجاتها في السودان. والحقيقة أن رحلة هذا الرجل الطويلة من صاحب مصنع تستهدفه الصواريخ الامريكية إلى باحث عن شركاء أمريكيين لاعادة بناء مصنعه صورة مجسدة للتحولات التي يشهدها السودان نفسه. ففي خلال خمس سنوات تحولت هذه الدولة التي تقع في شمال إفريقيا من دولة مارقة وخارجة على الشرعية الدولية إلى حليف مهم للولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب. والان فإن الولايات المتحدة تمطر السودان بوعود المساعدات الاقتصادية ودعوة مسؤوليها إلى البيت الابيض لتوقيع اتفاق السلام مع المتمردين في جنوب السودان لوضع حد للحرب الاهلية التي استمرت عشرين عاما. ويعتقد الكثيرون أن الحالة السودانية يمكن أن تكون مثالا لكل من سوريا وإيران وكوريا الشمالية.
يقول بروس هوفمان خبير مكافحة الارهاب في مؤسسة (راند كوربورشن) للابحاث في واشنطن (السودان قصة نجاح). والناس هنا تقول إنه يجب رؤية تحولات السودان في إطار تراجع صوت المتطرفين إلى جانب آفاق تدفق إيرادات النفط والغضب الداخلي من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والحرب الامريكية ضد العراق. ونعود إلى عام 1998 عندما كان السودان ضمن الدول المارقة الخاضعة للعقوبات الدولية بسبب رعايتها للارهاب في حين وضعت الولايات المتحدة السودان على قائمة الدول الراعية للارهاب منذ عام 1993. وبعد ذلك بثلاث سنوات فرضت الامم المتحدة عقوبات اقتصادية بزعم تورطه في المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك ثم تلتها الولايات المتحدة بفرض عقوباتها الخاصة عليه. وصل نظام الحكم الحالي برئاسة الفريق عمر حسن البشير إلى السلطة من خلال انقلاب عسكري عام 1989. ولكن السلطة الحقيقية كانت في يد الدكتور حسن الترابي الذي كان يتمتع بشخصية زعامية. ثم نصل إلى السابع من أغسطس عام 1998 عندما تم تفجير سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا في وقت واحد. وعلى الفور أشارت المخابرات الامريكية بأصابع الاتهام إلى أسامة بن لادن الذي عاش في السودان خلال الفترة من عام 1991 إلى 1996. وقدمت وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي آي إيه) دليلا مازال موضع نزاع حتى الان على أن مصنع الشفاء للادوية في السودان يمكن استخدامه في انتاج أسلحة كيماوية. ولذلك فإن الرئيس الامريكي في ذلك الوقت بيل كلينتون الذي كان يعاني من تداعيات فضيحة مونيكا لوينسكي أصدر أوامره بقصف مصنع الشفاء وعدد من مواقع تنظيم القاعدة في أفغانستان ردا على تفجير السفارتين. وأقسم السيد بابكير الطيب الذي كان يرأس مجلس إدارة شركة الشفاء للصناعات الدوائية أقسم أن الولايات المتحدة مخطئة بشأن المصنع وأنه لا ينتج أي أسلحة كيماوية. ويقول: «إنني كنت أراجع كل مادة كيماوية في المخازن ولدي سجلات لتاريخ كل العاملين فيه. ولم تنتج أي من هذه الكيماويات (غاز الاعصاب) في المصنع، ولكن المسؤولين الامريكيين مازالوا مصرين بكل قوة على أن الهجوم كان مبررا». أيا كان الامر فمن الواضح أن آليات المشهد السياسي في السودان وقواعد الجدال قد تحولت كثيرا. يقول دبلوماسي غربي كبير في الخرطوم إن القصف الامريكي للمصنع السوداني لعب دورا في إنضاج تفكير الحكومة السودانية في كيفية التوافق مع الحقائق الاستراتيجية للعالم، واشتد الصراع بين الواقعيين (البراجماتيين) وبين المتشددين. وبحلول عام 2001 اعتقل عمر البشير الدكتور حسن الترابي. يقول وزير الاعلام السوداني الحالي الزهاوي إبراهيم مالك عندما ابعد الترابي كانت فرصة لبدء صفحة جديدة في العلاقات مع العالم الغربي. في الوقت نفسه جاء الرئيس الامريكي جورج بوش وإدارته إلى السلطة في واشنطن. وبدأ المحافظون المسيحيون الامريكيون من أصل إفريقي يضغطون على إدارة بوش من أجل التدخل لانهاء 20 عاما من الحرب الاهلية في السودان بين المتمردين الجنوبيين الذين يدينون بالديانة المسيحية والديانات الوثنية الافريقية وبين الشماليين الذين يدينون بالدين الاسلامي. في السادس من سبتمبر 2001 عين الرئيس بوش عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ميسوري السابق جون دانفورث كمبعوث سلام للسودان. وبعد ذلك بخمسة أيام وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر وترددت شائعات في الخرطوم أن الولايات المتحدة تحمل السودان المسؤولية عن هذه الهجمات وأنها ستقصف السودان مرة ثانية. يقول جون برينديرجاست خبير الشؤون الافريقية في مجموعة الازمات الدولية للدراسات الاستراتيجية في واشنطن إن الحكومة السودانية اتخذت قرارا تكتيكيا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أنها تمت بنفس الاساليب الارهابية التي تورطت هي فيه منذ ذلك الوقت واصلت الولايات المتحدة ضغوطها على السودان من أجل تحقيق السلام كجزء من جهودها لتحقيق الاستقرار في منطقة مضطربة ويمكن أن تكون مأوى محتملاً للارهاب. وكان البيت الابيض يأمل في التوصل إلى اتفاق نهائي للسلام قبل خطاب الرئيس بوش عن حالة الاتحاد الذي ألقاه في مطلع العام الحالي. وبالفعل توصل طرفا الصراع في السودان إلى اتفاق لتقاسم الثروة والتي تعطي خمسين في المائة من عائدات النفط لكل من الشمال والجنوب. ولكن مازالت الخلافات قائمة بشأن ثلاث مناطق صغيرة متنازع عليها.
والحقيقة أن كثيرين في الخرطوم مازالوا يشكون في حقيقة الدوافع وراء هذه التحولات المؤيدة لامريكا. وقد أطلق سراح حسن الترابي ليصبح زعيم المعارضة الذي يطالب بالديموقراطية. ولكن كثيرين من السودانيين أصبحوا ينظرون إليه باعتباره انتهازياً لا يمكن الوثوق فيه. وقد أغلقت السفارة الامريكية في الخرطوم في نوفمبر الماضي لعدة أيام بسبب تهديد إرهابي حقيقي يقول دبلوماسي غربي في الخرطوم مشيرا إلى نشاط المتشددين مازالت هناك بعض المياه التي يمكن أن تسبح فيها هذه الاسماك، ويقول المحللون إن الحرب الامريكية ضد العراق ذكرت البشير بأنه معرض للخطر الامريكي. وهناك أيضا سبب آخر لتحقيق السلام في السودان وهو اتاحة الفرصة لاستغلال الموارد النفطية في البلاد. فقد صدر السودان العام الماضي حوالي 250 ألف برميل يوميا حققت إيرادات بلغت حوالي ملياري دولار.
ويمكن في حالة تحقيق السلام زيادة الانتاج إلى نصف مليون برميل يوميا. في الوقت نفسه فإن الامور تبدو مضيئة بالنسبة للطيب صاحب مصنع الشفاء. فقد تلقى دعوة لحضور حفل استقبال في منزل القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم وتناول الكباب وتبادل الاحاديث مع الضيوف. وساعتها شعر بابكر الطيب أن السودان دخل فعلا المملكة الامريكية من الباب الشرعي. وقال معلقا على الطعام والوقت الذي أمضاه في ضيافة الدبلوماسي الامريكي إنه (كان لذيذا).

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
السوق المفتوح
العناية المنزلية
العمر الثالث
استراحة
تقرير
أقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
بانوراما
تحقيق
مجتمعات
حرف
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved