الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السياراتالرياضيةكتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 10th June,2003 العدد : 37

الثلاثاء 10 ,ربيع الثاني 1424

دولة يهودية.. لماذا؟!
مع تقديرنا الجم لكل جهد بذل ويبذل من أجل إيجاد حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي الذي طال مداه، باتجاه توفير الاجواء المناسبة للتعايش بين شعوب المنطقة بأمن وسلام ورفاه..
ومع فرحنا الكبير بالتوافق الأمريكي الإسرائيلي على حتمية قيام الدولة الفلسطينية واتفاقهما أخيراً على انه لا سلام لاسرائيل من دون اعطاء شعب فلسطين حقه في العودة واقامة الدولة الفلسطينية..
مع قناعتنا بأن مثل هذا التوافق ما كان لتأخيره أن يمتد الى أكثر من نصف قرن بانتظار الافصاح عنه، والاعلان عن انه طريق دول المنطقة لايقاف نزيف الدم والاقتتال فيما بينها لو كانت هناك جدية من الولايات المتحدة الأمريكية لحله..
ومع شعورنا بأن ما تم انجازه في رباعية العقبة وسداسية شرم الشيخ في لحظات تاريخية، انما يأتي استجابة للوضع الطبيعي المستقبلي الذي يجب أن تنعم به دول المنطقة وأن يسود حياة شعوبها.
***
اقول: مع ذلك الاستقبال البهي لقرارات القمتين..
فإن اعلان الرئيس الامريكي عن دولة يهودية للاسرائيليين ربما يعرقل كل ما تم تحقيقه في كل من شرم الشيخ والعقبة، بل وقد "يفرمل" لخطوات التحدي نحو انجاز ماهو مطلوب مستقبلا..
فإلى جانب التخوفات الفلسطينية الكثيرة والكبيرة من أن ما أعلن عنه لا يعدو أن يكون حفلة اعلامية لها اكثر من تفسير واكثر من هدف وهو ما يجب ان يؤخذ بعين الإعتبار..
ومع الشعور بالصدمة من ان خطاب شارون قد خلا من اي مضمون واضح عن الدولة الفلسطينية المرتقبة، في مقابل الصاق ابو مازن صفة الاعمال الارهابية على ما يقوم به الفلسطينيون..
فإن الاعلان عن دولة يهودية في هذا الوقت المبكر من المفاوضات لا يصب بنظرنا في مصلحة انهاء النزاع وتمكين الفلسطينيين من بناء دولتهم الحرة والمستقلة وادارتها على النحو الذي سوف يُتفق عليه بين الاطراف المعنية.
***
أتساءل بعد ذلك وبصدق..
هل فكر الرئيس بوش وهو يعلن عن الدولة اليهودية للاسرائيليين بتبعات ذلك على مستقبل المباحثات بين الطرفين ومدى تقبل الشارع الفلسطيني لذلك؟!.
وأسأل ثانية..
كيف سيكون التعامل مع العرب غير اليهود من يقيمون في اسرائيل، واولئك الذين شردوا بعد النكبة في العام 1948م من العرب غير اليهود؟!.
ماهو الخيار المتاح والمباح امام صيغة جديدة لدولة اسرائيل التي ترسخ الديانة اليهودية كهوية لها وفق ما أعلنه الرئيس الامريكي من العقبة عن ذلك؟!.
***
إن ما أخشاه، أن يكون اعلان الرئيس الامريكي عن الدولة اليهودية القادمة، بمثابة اجهاض لجهوده وجهود كل من سانده للوصول الى حل للقضية الفلسطينية..
وان ضبابية كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي وهو يعلن عن عدم رغبته في حكم الفلسطينيين وتقبله للدولة الفلسطينية، حين يضاف الى ما قاله الرئيس بوش عن عزم الولايات المتحدة على دعم الدولة اليهودية وضمانها، انما كمن يضع مسماراً جديداً في نعش هذه القضية التي يستعصي على الجميع إماتتها بحكم تصميم الشعب الفلسطيني على انتزاع حقه بالقوة اذا ما فشل في الحصول عليه من خلال الحوار.
***
كل ما نأمله، حتى مع الاهتمام الامريكي بأن تكون اسرائيل دولة يهودية، الحرص على عدم المساس بحقوق المواطنين العرب غير اليهود في إسرائيل، وحق اللاجئين العرب من غير اليهود بالعودة الى وطنهم الذي شردوا منه في اعقاب نكبة العام 1948م، فخيار السلام لا يتحقق الا حين يستفيد كل طرف من ظله.


خالد المالك

غابة الذباب..
النفايات.. تلوّن شوارعنا بالأصفر!
هل استطعنا إدارة نفاياتنا؟

* تحقيق: عادل حوشان
عنوان الشارع نفاياته!
هناك من يتبنى هذه المقولة للدلالة على الوعي بقيمة الحضارة والمدنية والاهتمام من المواطن والمسئول في تبني مشروع مدينة نظيفة لا يغلفها الإهمال، ويمضي أكثر ليضع شخصية المواطن أمام الشارع والمكبّات.
وهناك من يربط بين "عدم" النظافة ووعي المواطن بصفته مسئولاً أول، بينما هناك من يرى أن المسئولية تقع على المؤسسة الرسمية.
وآخر يرى أن هناك مسئوليات مشتركة بين كل هؤلاء في نجاح أي مدينة لتكون عنواناً حضارياً وواجهة كمرآة.
تشتكي معظم شوارع مدننا من "إهمال" غريب لنوعية حاويات النفايات ومن إهمال أغرب في نشر الوعي تجاه شرائح المجتمع في التعامل مع النفايات المنزلية، حتى أصبحت الشوارع مجرد علامات صفراء بلا فائدة تستند على أكياس بلاستيكية متروكة للذباب وعبث الهوام.
وبين سقوط "برميل" النفايات وإهمال العامل يشتكي الشارع وتشكو المدينة من "صفرة" التعب والروائح الكريهة أمام منازلنا.
مجمعات بلدية في الأحياء
محمد نهار مواطن
هل لديك ملاحظات حول النفايات المنزلية في الحي؟
انها تترك لفترة طويلة دون اهتمام.
هل تقصد أن هناك تقصيرا من عمال النظافة في تفريغ النفايات؟
نعم هناك تقصير كبير، بحيث تبقى أحيانا أكثر من يومين!
البلدية تقول إن هذه مسئولية المقاول؟
أي مقاول، المهم بالنسبة لنا أن يكون شارعنا نظيفا.
وهي أيضا تعوّل على وعي المواطن، هل ترى أنكم مقصرون؟
المواطن يحتاج إلى وقفة من البلدية وأمانات المدن لكي يتعاون معهم، لو لا حظت أغلب حاويات النفايات غير صالحة، ثم أن هناك مشاريع تسمين للقطط والكلاب الضالة، بحيث نجد أحيانا "كل" نفايات بيوتنا التي وضعناها في أكياس تملأ الشارع.
هل ترى أن استهلاك المواطن ازداد في السنوات الأخيرة بحيث أصبح الفائض عبارة عن نفايات تؤدي إلى مثل هذه النتيجة؟
معك حق، لكن ما الذي يمنع من اهتمام البلدية بتفريغ النفايات مرتين أو ثلاث يوميا.
ماذا تقترح مثلا للتخلص من مشكلة النفايات؟
لماذا لا يكون هناك مجمعات بلدية في الأحياء وعمال نظافة "جوالون" على مدار اليوم بحيث يسهل التخلص من "الزبالة" بشكل سريع، ووضعها في سيارات مخصصة ومن ثم نقلها للمكان المخصص لجمع النفايات في المدينة.
البلدية تشتكي من تقصير المواطن، والمواطن يشتكي من تقصير البلدية، المعادلة "هي هي" لم تتغير، نأمل أن يكون هناك تعاون بين كل الأطراف لحل مشاكل الأحياء وتكدس النفايات وهذاهو الأهم بدلا من الانتظار.
دوريات نصف يومية
راشد عبدالله مواطن
ما رأيك بمشكلة النفايات المنزلية؟
مشكلة متكررة ومزمنة.
كيف؟
منذ زمن ونحن نطالب البلديات بحل هذه المشكلة ومع ذلك تتكرر.
تطالبون من؟
نطالب المسئولين، هناك بعض سكان الحي يذهبون لمعرفة المشكلة ويتم حل المشكلة مؤقتا، وما تلبث ان تعود.
هل تعني أننا نحتاج إلى واسطة لتكون أحياؤنا نظيفة؟
المفترض "لا " لكن نلجأ أحيانا لتسريع حل المشكلة؟
هل تراها مشكلة حقيقية تحتاج إلى سرعة حل؟
مقارنة بالدول الأخرى لا أعتقد لكن هناك تراكماً في النفايات بعض الأوقات مما يسبب لنا الأذى.
وماذا تقترح إذن؟
تغيير حاويات النفايات لأنها غير صالحة وصغيرة الحجم، وضع "دوريات" للبلدية نصف يومية ومراقبة لعمال سيارات نقل النفايات، حيث يبدو عليهم عدم اهتمام في تفريغها وكأنهم "مطرودون"!
الوعي مهمة الجميع!
عبدالله أبو أسماء مواطن
هل يعاني الحي الذي تسكن فيه من مشكلة النفايات المنزلية وسوء في التعامل من قبل عمال النظافة؟
أحيانا نعم.
ترى على من تقع المسئولية ونحن نشاهد مثلا في بعض الأحياء أكياس نفايات تُرمى بجانب وليس في المكان المخصص لها؟
إذا لم يجد المواطن أو العاملة المنزلية قالها باستحياء مكانا مناسبا هل تتوقع أن يعيدها إلى البيت. سيضعها في الشارع!
لكن الشارع عنوان الحي، كيف يمكن ان نجعله مكانا للنفايات؟
ليس لدي مشكلة في أن اتعامل معها بشكل مناسب متى ما وجدت المكان المناسب.
هل أنت من يفعل ذلك يومياً؟
الحقيقة لا في الغالب "الشغالة"!
وهل سبق أن نبهتها على أهمية نظافة الحي أو على الأقل موقع حاويات النفايات؟
أكذب عليك إذا قلت "نعم" لكن من خلال مشاهدتي أرى أن البيوت كلها تتعامل بهذا الشكل!
تقصد في الحي؟
نعم وحتى في الأحياء المجاورة.
إذن المشكلة مشكلة وعي "مواطن"؟
إلى حد كبير نتحمل المسئولية، لكن من يلومنا إذا لم نجد حلاً؟
هل لديك اقتراحات للتخلص من مثل هذه المشكلة؟
المسئولون فيهم الخير والبركة، لكن أتمنى أن تكون حاويات النفايات أكبروأكثر، نحن نعاني من قلة الأماكن المخصصة، ومن قلة وعي "يضحك"!
إدارة النفايات
هل استطعنا أن ندير نفاياتنا؟ أم أننا أدرنا ظهرنا لها؟
ينشغل معظم المتخصصين في شئون البيئة بكيفية التخلص من النفايات بطرق عصرية وتذهب الدول المتقدمة إلى استثمار النفايات بإنشاء مصانع تعيد النفايات إلى مواد يمكن الاستفادة منها بينما يبقى الحال على ما هو عليه ونكتفي بدفن نفاياتنا كحل نهائي إذا ما استطعنا أن نتخلص من "نوع" واحد من تصنيف النفايات حسب منظمات البيئة والصحة.
يقول المهندس جلال التركي حول موضوع إدارة النفايات:
"... حدثت تطورات اقتصادية واجتماعية خلال السنوات الماضية تسببت في ظهورأنماط معيشية جديدة ساهمت بشكل مباشر في زيادة متطلبات الإنسان وتنويعها الأمر الذي أدى إلى زيادة في كمية النفايات المتولدة يوميا وتنوعها وبالتالي أصبحت الحاجة ملحة إلى ضرورة اتباع الأساليب العلمية في إدارة هذه المخلفات سواء كان في طريقة جمعها أو حفظها أو في النقل والتخلص النهائي منها بطرق حديثة لتحسين نظام الجمع ومعالجة المخلفات على أساس التخطيط الموضوعي الشامل المستند على طبيعة وواقع وعادات المجتمع واعداد الدراسات التفصيلية اللازمة لاختيار أنسب الطرق لمعالجة هذه النفايات والاستفادة منها اقتصاديا وحماية المجتمع والبيئة من التلوث.
وتعرف النفايات الصلبة بأنها كل المواد الصلبة وشبه الصلبة والتي لم يعد يحتاج إليها صاحبها وينوي التخلص منها.
كما تعرف إدارة النفايات بأنها عمليات جمع وحفظ ونقل واستخلاص والتخلص من النفايات بما في ذلك الإشراف على هذه العمليات.
وتعتمد الطرق والوسائل المتبعة في عمليات إدارة النفايات على أصل هذه النفايات وخصائصها، ومن حيث الأصل يمكن تقسيم مجمل النفايات إلى مجموعتين:
1 نفايات البلدية:
تتضمن النفايات البلدية المخلفات المنزلية اضافة إلى المخلفات من المؤسسات التجارية التي تماثل في طبيعتها وتركيبها النفايات المنزلية.
2 النفايات الصناعيه:
تتضمن المخلفات الناتجة عن الأنشطة الصناعية وعمليات التصنيع.
ومن حيث الخصائص فان النفايات تنقسم إلى ثلاث مجموعات هي:
1 النفايات الخطرة:
هي أية نفاية بخلاف النفايات الإشعاعية تعامل معاملة خاصة في طريقة حفظها أو نقلها أو التخلص منها وتكون في طبيعتها أو كميتها أو تركيزها تشكل تهديدا محتملا على صحة الإنسان والكائنات الحية بسبب:
أ ) عدم قابليتها للتحلل أو ثباتها.
ب) تتكاثر إحيائيا.
ج) قد تسبب أو تميل إلى ان تسبب تأثيرات ضارة.
د ) قد تكون مميتة.
2 نفايات غير خطرة:
هي تلك النفايات التي تتولد نتيجة للأنشطة المختلفة للإنسان وتشمل القمامة المنزلية والمخلفات الناتجة عن الأنشطة التجارية والصناعية، وإذا تركت هذه النفايات دون معالجة فإنها تؤثر على صحة الإنسان والبيئة المحيطة.
3النفايات الخاملة:
هي نفايات لا تسبب بعد وضعها في موقع طرح النفايات أي تغيير فيزيائي أو كيميائي كبير في التركيب.
اتفاقية بازل للتحكم بنقل النفايات الخطرة والتخلص منها والمنصوص عليها بتاريخ 22/3/1989م تضمنت ملاحق تحتوي على فئات النفايات الخطرة منها على سبيل المثال:
1 النفايات الاكلينيكية المتخلفة عن الرعاية الطبية في المستشفيات والمراكزالصحية.
2 النفايات المتخلفة عن انتاج المستحضرات الصيدلية وتحضيرها.
3 النفايات المتخلفة عن الدهانات والورنيش.
4 النفايات التي يدخل في تركيبها مركبات النحاس والزنك والزرنيخ والزئبق والرصاص وغيرها.
على المواطن أن يعمل
المهندس صالح العايضي مدير المراقبة بالإدارة العامة للنظافة بالأمانة العامة لمدينة الرياض..
* تشتكي أحياء مدينة الرياض من تكدس في النفايات ما هي الحلول المطروحة لتجاوز هذه المشكلة؟
ليس لدينا مشكلة في تكدس النفايات، أحيانا يكون هناك عطل بإحدى "الضاغطات" الضاغطة سيارة ضغط النفايات وهناك مسارات محددة لكل واحدة، وغالبا ما يكون هذا التراكم نتيجة عطل، ونتعامل مع الأعطال حسب نوع العطل:
إما أن يتم إصلاحها بنفس الموقع عن طريق فنيين، أو يتم تعويضها ببديل، أو يحوّل مسارها إلى مسار مسائي.
في حال ان بقيت النفايات أكثر من 24 ساعة في أي حي من الأحياء فهذا يعني أن هناك عطلاً وعادة لا يتجاوز هذه المدة.
* ما هي خطة العمل لكي يعرف المواطن كيف يتم حل المشكلة؟
في الشوارع الرئيسية يكون العمل من الثالثة صباحا وحتى الساعة السادسة أوالسابعة، ذلك لتجنب حركة المرور وازدحام مواقف المحلات التجارية، أما بالنسبة للأحياء فبعد فراغ الأحياء من السيارات أي بعد الساعة السابعة، بحيث لا تعيق المركبات حركة الضاغطات والعمال.
المواطن يسأل عن صحته
* كمية النفايات المدفونة يوميا هل لديكم معلومة حول زنتها أو كميتها؟
هناك مدافن في مدينة الرياض تقع في حي السلي والعمل بها يتم وفق خطة "الخلايا"، خلايا النفايات، عمر كل خلية من يوم إلى ثلاثة أيام ويكب ما بين3000 إلى 10000 طن!، نفايات في الخلية وتفرد وتدك ثم تغطى بالتربة بعمق50 سم تقريبا، هذه الخطة مطبقة في الكثير من دول العالم وأثبتت نجاحها، وخلايا مدينة الرياض يتم التعامل معها بشكل منظم مثلما تم تشجيرها وعمل مصارف للسيول لأنها على شكل هضبة مرتفعة.
* أين تكمن المشكلة إذن؟
نحن نعاني من وعي المواطن في أهمية التخلص من النفايات بطريقة حضارية، وربما ترى ذلك ماثلا في حاويات النفايات في الأحياء، المواطن لا يتعب نفسه ويرمي النفايات في الشارع وبجانب الحاوية، ونسعى دائما لرفع درجة الوعي لدى المواطن.
لكن المواطن يجد الحاويات غير صالحة للاستخدام وغير كافية ولذلك لا يجد بديلا عن وضعها بالقرب من أماكن تفريغها، الحاويات البلاستيكة من خلال جولة واحدة أثبت الواقع أنها لا تحتمل أكثر من طاقتها وغير صالحة، وأعني الحاويات البلاستيكة الصفراء بعجلات، حيث لا تجد أي حاوية بعجلات وهذا أدى إلى عدم صلاحيتها وسقوطها في الشارع وبالتالي انتشار النفايات بجانبها؟
هذه الحاويات يتم فعليا استبدالها الآن بحاويات أخرى بمواصفات مناسبة.
* بالنسبة لوعي المواطن، لم نر أي حملات توعية في الأحياء هل هناك برامج وخطط لتجاوز هذه المشكلة إن كنتم تعانون منها؟
نحن نقوم منذ فترة بحملة توعية عن طريق رحلات مدرسية تحت برنامج (رحلات أصدقاء البيئة) ويشمل البرنامج رحلات برية للتعريف بأهمية نظافة البيئة، ويهتم بالنشء، مثلما يحتوي على محاضرات للمدارس الابتدائية والمتوسطة.
* هل هناك تنسيق بينكم وبين الهيئة العامة لحماية الحياة الفطرية؟
لا يوجد تنسيق فعلي لكن كل الجهود تصب في نفس الغرض وهذه البرامج لا تتعارض مع أي برامج أخرى من حيث الهدف.
* هناك من يقترح عمل مراكز في الأحياء للتخلص من النفايات وفق برنامج بالساعات وتوفير يد عاملة كافية؟
العمل في الأحياء يتم عن طريق مقاولين وبوضع برامج للمسارات تتغير كل فترة وأخرى، ونحن نحاول أن يكون الوقت قبل أن نصل إلى مرحلة التكدس وهناك فكرة عمل محطات انتقالية، بحيث يحدد لكل مسار نقطة معينة ومحددة وتكون نقطة تجمع بحيث تختصر الوقت بالنسبة للضاغطات، لأن الوقت بين بعض الأحياء والمدفن كبير والعمل وفق هذه الخطة يختصر علينا المسافة والوقت.
* هل هناك مشاريع للاستفادة من النفايات وإعادة تدويرها، وبالتالي القضاء على إحدى المشاكل المزمنة؟
نحن نشجع على الاستثمار في إعادة تدوير أي نوع من انواع النفايات، لكن مهمتنا الأساسية النظافة، إعادة التدوير مهمة جهات أهلية، استثمار، لاحظ أن الاسم الشائع لدينا انها "نفايات" بينما يشيع في بلدان أخرى اسم "ذهب" بالنسبة للمخلفات لأن الاستثمار فيها مشجع، وهناك مستثمرون في البلد لبعض أنواع النفايات مثل الورق والهياكل الحديدية، ونطمع بأن يكون هناك من التجار من يلتفت لمثل هذه المشاريع.
* هل هناك جهة يمكن التنسيق معها في مجال استثمار النفايات؟
نعم، هناك إدارة عامة للاستثمار في الأمانة العامة، وهي معنية بهذا الأمر.
* كيف تتم عملية المراقبة على عمال النظافة. حيث يلاحظ المواطن عدم اهتمام عامل النظافة بتفريغ الحاويات في ضاغطة النفايات، مما يؤدي إلى "تناثر" النفايات في الطرقات وأمام الأبواب؟
هناك مشرفون من المقاول على العمالة، إذا كان هناك " أداء سيئ" فهناك خلل، سواء في عدم تفريغها أو إهمال تفريغها أو أي تقصير آخر، بعدها تأتي مسئولية مراقب البلدية للمقاول والمسئول عن أداء المقاول نفسه، نحن نعمل من أجل أن يكون العمل على أكمل وجه، وننتظر من المواطن أيضا أن يعمل معنا.
نفايات العالم
ليس هناك مدينة في العالم لا تشتكي من "ألم" النفايات، ويتطور موضوع النفايات إلى أن يصل إلى النفايات الخطرة والقاتلة في الدول الصناعية "نووية وكيميائة" يتم دفنها في مناطق ودول فقيرة، تبيع أراضيها بإهمال النتائج، لتحمي بيئتها من أضرار التعامل مع نفايات بهذا الحجم الصناعي وبهذه الخطورة، ولم يخل أي تقرير حول النفايات من خطر هذه الأنواع وطرق التعامل معها.
... أصدر مركز زايد للتنسيق والمتابعة دراسة تناولت "قضية دفن النفايات النووية والخطرة في إفريقيا"(*).
فبالإضافة إلى حساسية وأهمية الموضوع الذي تتناوله الدراسة وهو النفايات النووية والخطرة فقد اختارت أن تجعل قارة افريقيا مسرحا للدراسة لتبرز معاناة الإنسان في هذه القارة، وتعرض براءته للقرارات التي تغيب منها معايير العقل والأخلاق.
ذلك أن قارة إفريقيا من أفقر القارات وأكثرها تخلفا، ومازال الإنسان فيها يعاني من مشكلات جمة تحصد ملايين الأفراد سنويا، مثل الجوع الناتج عن الجفاف والتصحر والظروف الطبيعية القاسية وتردي الأوضاع الاقتصادية، وكذلك الأمراض المتفاقمة من جراء انعدام الرعاية الصحية وقلة المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى الحروب المنتشرة بسبب النزاعات القبلية ومشاكل الحدود وضعف البنية السياسية وغيرها من المشاكل، فكيف يقبل "حكماء هذه الحضارة" أن تتفاقم مشاكل الإنسان في هذه القارة بحمل "النفايات النووية والخطرة" إليه من قارات أخرى وتخزينها في قاراته؟!
وزيادة على هذا البعد الفكري الأخلاقي الحضاري فقد تناولت الدراسة الأبعاد التي تطرحها قضية "دفن النفايات النووية والخطرة في إفريقيا"، مبرزة أنواع النفايات ومخاطرها على الإنسان والبيئة، وحجم المخزون العالمي منها، ومناطق تخزينه، وحقيقة دفنها في إفريقيا، كما حللت ظاهرة دفن النفايات في هذه القارة من خلال الوقوف عند أسباب الظاهرة، وانعكاساتها الاقتصادية والأخلاقية والسياسية، وسبل معالجة ذلك. ووقفت كذلك عند التشريعات الدولية والإقليمية لمواجهة دفن النفايات في هذه القارة، ودور المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في التصدي لهذه الظاهرة.
وعند تناولها لأنواع النفايات النووية والخطرة ومناطق إنتاجها ودفنها وخطورتها على الإنسان والبيئة بينت الدراسة أن أنواع النفايات كثيرة، منها النفايات السائلة والغازية والصلبة والكيماوية والنووية، فضلا عن تلك المشعة والتي تظل في نشاط مستمر لفترات طويلة، وأن جميع الأخطار المحدقة بالإنسان وبيئته تتضاءل أمام خطورة هذه النفايات التي ينتج منها سنويا أكثر 420 مليون طن، موزعة بين الدول الصناعية الكبرى بنسبة 90% ودول العالم الثالث بنسبة 10%. حيث ينتشر في العالم أكثر من 250 ألف مصنع نووي وكيميائي لكل منها نفايات خطرة، وتعمل الدول الصناعية على دفنها في مناطق متعددة، منها قارة إفريقيا التي يدفن فيها 30% من هذه النفايات، ومن بين 150 موقعا تدفن فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفاياتها تشتهر صحراء نيفادا كمستودع للنفايات النووية، كما تشتهر منطقة لاهاج في فرنسا، هذا بالإضافة إلى المحيط القطبي الشمالي، وبالنسبة لإسرائيل فقد اتخذت من صحراء النقب والبحر المتوسط ومناطق أخرى في فلسطين وغيرها أماكن لدفن نفاياتها النووية والخطرة دون مراعاة لأخطار ذلك على شعوب المنطقة وبيئتها.
أما أسباب استئثار إفريقيا بنصيب كبير من النفايات النووية والخطرة فترجعه الدراسة إلى أسباب خاصة بالدول الغربية المصدرة لهذه النفايات، وأخرى متعلقة بالدول الإفريقية المستقبلة لها، ففي حين تبحث الأولى عن مكان بعيد ورخيص التكاليف لدفن نفاياتها، فإن الثانية تحتاج أشد الحاجة إلى العملات الصعبة، ومن هنا نشطت تجارة دفن النفايات النووية والخطرة عبر العالم، وفاقت في حجمها المالي تجارة المخدرات، واجتذبت عددا كبيرا من الشركات الإجرامية والوسطاء، واستغلت فوارق الأسعار وصرامة الرقابة القانونية بين دول الشمال والجنوب، حيث تبلغ تكلفة دفن الطن الواحد من هذه النفايات في الدول المتقدمة أكثرمن 1000 دولار، بينما لا يدفع الوسطاء والشركات الإجرامية عن دفنه في إفريقيا إلا 40 دولاراً. الأمر الذي جعل نسبة 95% من ضحايا هذه النفايات من الشعوب النامية والفقيرة التي لا دخل لها أصلا في صنعها وإنتاجها.
ولم يفت الدراسة أن تبرز دور بعض الحكومات الافريقية والمنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية في التصدي لهذه الظاهرة الخطرة، مبرزة أنه لا بد من تضافر ثلاثة محاور لمعالجة ملف النفايات النووية والخطرة في افريقيا، يتمثل أولها في إصلاح النظام السياسي الافريقي للقضاء على الثغرات التي تتسرب منها هذه السموم كالرشوة مثلا، ويتصل الثاني بضرورة التكاتف الإقليمي بين الدول الافريقية ومؤسسات الاتحاد الافريقي من أجل حماية الأراضي الافريقية، بينما يرتبط المحورالثالث بضرورة إصلاح النظام الدولي ومنع ازدواجية المعايير، والتعامل مع بلدان العالم الثالث بنظرة المساواة.
ومن غير شك فإن هذه الدراسة بموضوعها الحيوي. ومنهجها العلمي تمثل إضافة إلى سلسلة الدراسات التي أصدرها مركز زايد للتنسيق والمتابعة من أجل إفادة القارئ، وإنارة رجل القرار السياسي، وفي سياق رؤيته لعالم يسود الحق والحرية والعدل والسلام فيه جميع البشر".
شهادات
توليد الكهرباء من النفايات فى شانغهاى ينقل ألف طن من النفايات المصروفة يوميا من اهالى حي بودونغ الجديد بمدينة شانغهاى إلى أول معمل صيني لحرق النفايات الحياتية لتوليد الكهرباء بدلا من نقلها الى مقالب الدفن، وذلك منذ النصف الثانى من عام 2002.
يويتشياو الصناعية بحي بودونغ الجديد يعالج يوميا 1000 إلى 1100 طن من النفايات يقع هذا المعمل فى منطقة ويولد من ذلك 300 350 ألف كيلو واط؟ ساعة يوميا لسد حاجة 100 ألف عائلة إلى الطاقة الكهربائية في هذه المدينة، ومنها قرض مبلغه 30 مليون دولار. المعمل يقوم على مساحة80 ألف متر مربع واستثماراته لاجمالية 80 مليون دولار امريكى من الحكومة الفرنسية وهو مزود بأجهزة تكنولوجية مقدمة من شركة الستوم الفرنسية وبه 3 أفران للحرق ومجموعتا مولدات توربينية طاقة كل منهما 8500 كيلو واط.
دخل هذا المعمل طور التشغيل التجريبي فى يوم 20 سبتمبر 2002. وولد حتى الآن60 ،41. كيلو واط/ ساعة منذ منذ تشغيل أول فرن فى يوم 20 ديسمبر 2001 واكد الخبراء ان افضل الفوائد لمعامل توليد الكهرباء بالنفايات هو خفض استغلال الاراضى المعدة لدفن النفايات، علما بان مدينة شانغهاى تنتج يوميا 30 الف طن من النفايات من مختلف الانواع واغلبيتها تدفن فى مدافن صحية تشغل مساحة واسعة من الاراضى لا يمكن الانتفاع بها مرة ثانية بعد ردم النفايات فيها.
معمل لمعالجة النفايات بيولوجيا في صيدا بكلفة 24 مليون دولارحسب الدراسة فإن الإفادة تكمن من غاز الميتان الذي سينتج من المفاعل عن طريق بيعه في قوارير غاز أو ارساله لمصانع السيراميك والإسمنت. كما أن الموادالعضوية يمكن استعمالها كسماد عضوي، ويتوقع أن تبلغ الكمية يوميا حوالى200 طن لمدة 365 يوما تفرز النفايات يدويا وآليا ثم ترسل المواد غير العضوية لأماكن تجميع فتفرز وتوضب لبيعها لمن يهمهم الأمر بغية اعادة استعمالها.
أما المواد العضوية فترسل الى محطة القص والتقطيع بعدها تدخل مفاعلا بيولوجيا حيث تبدأ عملية الانحلال العضوي للمواد معزولة عن الأوكسجين ونتيجة لذلك ينتج غاز الميتان (CH4) الذي يجمع في خزانات أو قوارير لتسويقه أو ارساله لمصانع الإسمنت والسيراميك واستعمال قسم منه لسد حاجات المصنع من الطاقة الكهربائية، أما المتبقي من المواد العضوية فيصبح سمادا للتربة، وتعالج مياه القاذورات مع النفايات الصلبة في وقت واحد وتدخل الى المفاعل البيولوجي الأمر الذي يحسن نوعية السماد العضوي مع توفير كلفة التخلص من السائل الوسخ الى جانب الحصول على ماء نقي صالح للزراعة أو الشرب بعد معالجة بسيطة.
تقنية جديدة لمعالجة النفايات والمهملات الحضرية فى الصين
نجح العلماء بجامعة هاربين الصناعية مؤخرا فى ابداع تقنية جديدة لمعالجة النفايات الحضرية بمجموعة احياء مجهرية يمكنها ان تحلل النفايات والمهملات الحضرية الى اسمدة عضوية.
وقال البروفيسور يانغ تشيان رئيس فريق البحث العلمي ان هذه المجموعة تتكون من بضعة عشر نوعا من الاحياء المجهرية تستطيع ان تفكك وتحلل مختلف البقايا العضوية وتنشط فى عمليات الايض وسط النفايات الحضرية حتى تحول مختلف الموادالعضوية فى النفايات الى اغذية عضوية ودبال تحفز نمو النبات.
واكد يانغ ان معالجة النفايات الحضرية بالاحياء المجهرية لا تؤدى الى تلوث جديد خلافا لنتائج المعالجة بالاسلوب الكيماوي وتحول دون الغيوب التى تنتج عن معالجة النفايات باسلوب الدفن باستغلال مساحات واسعة من الاراضي واحتمال تلوث كامن.
واشار يانغ الى ان معالجة النفايات الحضرية بالاحياء المجهرية هى وسيلة اقل كلفة واكبر فعالية لان محتويات المواد العضوية فى النفايات الحضرية الصينية قد بلغت ما بين 60 و70 في المائة، علاوة على ذلك طور فريق البحث العلمي جهازا خاصا بهذه التقنية يستطيع معالجة ألف طن من النفايات الحضرية يوميا وانتاج 500 طن من الاسمدة العضوية يوميا على ان تكون كلفة المعالجة فى كل طن من النفايات الحضرية الاقل من 50 يوان/ حوالي 6 دولارات امريكية.
نطفئ الضوء
ليست مشكلة نفايات المنازل بالمقارنة مع إنتاج العالم من النفايات هي المشكلة الوحيدة التي تؤرق المؤسسات والجهات والمنظمات المحلية والدولية. حتى وإن كانت صحة المواطن هي اهتمامه الأولي وسط ضياع في تقدير المسئولية رغم القرارات التي تحتم علينا أن يعي كل مسئوليته تجاه المدينة وتجاه أجيال قادمة مهددة في تجربتها وتعاملها مع نتائج قادمة ستعاني منها.
حين يقول المسئول "اننا نعمل على برامج توعية" فإن المؤسسة الرسمية تعرف أن هناك مشكلة " كبيرة" تسعى لحلها تجاه الوعي الوطني ومسئوليات المواطن. دون أن تصمه بالإهمال، ولكنها تسعى إلى أن يمد يده لا لها بقدر ما هو لانتمائه الوطني وشخصيته وهوية مدينته.
أي واجبات تكمن لنا للقيام بها؟
كلنا نحلم بمدينة نظيفة...
كنا نحلم بشارع نظيف..
نحلم بكل شيء يمكن تحقيقه.
ما الذي يقف حجر عثرة في طريق منابع أحلامنا؟
ماذا لو عملنا على تنظيف منابع اهتمامنا.... ترى هل ستصبح مدننا أكثر بياضا؟
من يستبدل صفرة النفايات فينا إلى نخيل البدء؟
قولوا انها مسئوليتنا جميعا وتحملوا...
وانظروا إلى وجه المدينة في الصباح الباكر.
المدينة التي نشوهها وكأنها ليست لنا ولسنا منها. وقعوا على المسئوليةليغادر الذباب.


(*) جوزيف رامز امين قضية دفن النفايات النووية والخطرة في إفريقيا مركز زايد العالمي للتنسيق والمتابعة

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
قضية العدد
الجريمة والعقاب
تحت المجهر
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
نادي العلوم
الصحة والتغذية
أنت وطفلك
الملف السياسي
فضائيات
غرائب الشعوب
الفتاوى
السوق المفتوح
تقرير
مناطق الصراع
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved