Al Jazirah Magazine Tuesday  11/09/2007 G Issue 235
واحة الإدارة
الثلاثاء 29 ,شعبان 1428   العدد  235
 

نظرات في القيادة

 

 

للقائد المتمكن المؤثر صفات وسمات سنستعرضها - بإذن الله - في حلقات وسنبدأ بصفة من أهم الصفات التي لا يتصور أن قائداً ناجحاً يفتقدها، ألا وهي الحلم والأناة، والسيطرة على الانفعالات. وتجلت هذه السمة في سلوكيات القائد الأعظم الحبيب محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وباستقصاء لمواقفه يتجلى ذلك الخلق الرفيع من حيث الهدوء وضبط النفس، وهي موهبة فطرية وسمة خلقية، وهي قابلة كذلك أن تكتسب كذلك. ومن مواقف الحبيب - صلى الله عليه وسلم - التي تجلت فيها هذه الصفة في معركة حنين عندما فوجئ المسلمون بهجوم قوي من الكفار (هوازن ومن معها)، وفرّ مَن فرّ ممن أسلم بعد الفتح، وتراجع المسلمون عشوائياً. في هذه اللحظات الحرجة والصعبة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثابت الجأش هادئ الأعصاب؛ يقول: أيها الناس... هلموا إليّ أنا رسول الله، أنا محمد بن عبدالله، ويقول لعمّه العباس: ناد أصحاب الشجرة. وبفضل الله ثم بفضل هذا الثبات من الرسول - صلى الله عليه وسلم - آب المسلمون إليه ورجعوا يتجمعون حوله وانتصروا بعدئذ بإذن الله.

إن الاستجابة الناضجة مع المواقف لها فوائد عديدة ومصالح كثيرة، منها:

1- الوقوف على الحقيقة وفهم الموقف بكل تفاصيله الطبيعية واستيعابه والتفاعل معه بمعرفة حجمه الحقيقي؛ فكم من موقف استقبلناه بشدة وغلظة، بينما هو أبسط وأصغر من أن يواجه ويستعد له على حساب أمور أخرى، والعكس صحيح؛ فكم من حدث ظهر لنا بسيطاً فلم يحسب له أي حساب، فلما تبين لنا أنه كبير ويحتاج إلى موقف سريع منا لم نتمكن من استيعابه؛ ففي كلتا الحالتين يعين ضبط النفس وهدوؤها القائد على دراسة حجم الأحداث.

2- استيعاب الحدث بمعرفة مسبباته والأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى وقوع الحدث يعين على معرفة أفضل المواقف التي ينبغي اتخاذها.

3- استيعاب الحدث بمعرفة أبعاده المستقبلية؛ فما من حدث إلا وله ما وراءه، والهدوء وضبط النفس مما يعين القائد على الاستعداد لمواجهته بعقلية الواعي لما يدور حوله.

د. إبراهيم بن مهنا المهنا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة