Al Jazirah Magazine Tuesday  11/09/2007 G Issue 235
صحة وتغذية
الثلاثاء 29 ,شعبان 1428   العدد  235
 
بعضها يسبب السرطانات ..
كيف نتجنب أشهر السموم ؟

 

 

* إعداد - د.نهاد البحيري

نعيش الآن في عصر مليء بالتطورات التكنولوجية في كل المجالات، قد تفيدنا وتربطنا بالعالم الخارجي لأبعد الحدود، ولكن للأسف قد يكون لها أسوأ الأثر في حياتنا، وقد يكون لها آثار سلبية في المستقبل.

ومن الأشياء التي تعودنا أن تحيط بنا لا إرادياً السموم البيئية والكيماويات والمواد الأخرى الناتجة عن الصناعة وعن الإهمال في كثير من الأحيان، وتلك المواد التي تتشبع بها المياه التي نشربها والغذاء الذي نتناوله والهواء الذي نستنشقه. والكثير من هذه السموم هي أشياء لا نستطيع أن نراها أو نشمها أو نشعر بها على الأقل بشكل مباشر.

- ومن أكبر المشكلات بالنسبة لهذه الأشياء، أننا لا ندرك أثرها الضار علينا إلا بعد أن نصاب بمرض مزمن بعد أعوام من التعرض المستمر لخليط من هذه السموم. وهذا يجعل توجيه أصابع الاتهام إلى نوع من السموم البيئية بعينه كمصدر من مصادر المرض من الأمور المستحيلة ورغم ذلك فآثارها واضحة عندما نجد عدداً متزايداً من السرطانات واضطرابات الجهاز المناعي والمشكلات العصبية وعرض الإجهاد المزمن والحساسية لكثير من المواد الكيميائية والاضطرابات الهرمونية، هذا بالإضافة إلى المشكلات الصحية الأخرى مثل الصداع والبدانة والإحباط وعدم القدرة على التغلب على التوتر. وهنا يلزم أن نتعرف على أشهر هذه السموم وكيف نتغلب عليها؟

أشهر السموم وكيف نتغلب عليها؟

1 - المبيدات الحشرية:

طبقاً لوكالة الحماية البيئية (EPA) يعتبر 60% من مبيدات الأعشاب، 90% من مبيدات الفطريات، 30% من المبيدات الحشرية من المواد المسرطنة، وللأسف وجدت نسب لا يستهان بها في الكثير من الأغذية من هذه المواد المسرطنة.

- مخاطرها: السرطان والإجهاد والخلل بالأعصاب وتشوهات على الأجنة وغلق الباب على امتصاص الجسم للفيتامينات الهامة.

- مصادرها: الأغذية المختلفة مثل الخضروات والفاكهة ولحوم الحيوانات التي تربى في المزارع بشكل تجاري تتناول فيه الحيوانات الهرمونات للنمو السريع والمضادات الحيوية لمنع العدوى، فكل هذه المواد تترسب في لحوم الحيوانات والدواجن.

- ومن مصادرها أيضاً المواد التى ترش لإبادة الحشرات.

2 - العفن والسموم الفطرية:

- يعاني واحد ضمن ثلاثة أفراد من الحساسية ضد العفن وقد تسبب السموم الفطرية في حدوث الكثير من المشكلات الصحية مع التعرض لأقل كمية منه.

- ومن مخاطرها: السرطان وأمراض القلب والحساسية وأمراض السكر.

- ومن مصادرها: المباني الملوثة بتلك السموم بسبب الرطوبة وعدم التهوية وبعض التهوية وبعض الأغذية التي قد يصيبها العفن والرطوبة مثل الفول السوداني والقمح والذرة.

3 - مادة كيميائية تعرف باسم Phthalates

وهي تستخدم في حفظ العطور وتنعيم البلاستيك. ومن مخاطرها: تدمير أنظمة الجسم وتشتد خطورتها على الأطفال.

- ومن مصادرها: رقائق البلاستيك كالأكياس المستخدمة في حفظ الأطعمة واللحوم وغيرها، والزجاجات البلاستيكية والأواني البلاستيكية التي يحفظ بها الطعام، فكل هذه الأدوات قد تتسبب في نفاذ هذه المواد السامة إلى الأغذية.

- وهنا ينصح بالحذر التام من استخدام الأنواع الرديئة من البلاستيك أو استخدام البلاستيك مع الأغذية الساخنة أو المشروبات الساخنة في الرحلات أو غيرها بل استخدامه في الحدود التي لا تسمح بالتأثير على الصحة بحيث لا يكون تأثيره مباشراً، فمثلاً نحمل فيه الفاكهة أو الخضروات حيث سيعاد التعامل معها وتقشيرها أو البيض وغيرها ولا نعرض الأغذية للبلاستيك بشكل مباشر وخاصة الأغذية الساخنة.

4 - المركبات العضوية الطيارة (VOCs):

وتعتبر هذه المواد عنصراً رئيساً يشترك في تكوين الأوزون وهي مواد ملوثة للهواء، وتزداد نسبتها من ضعف إلى 5 أضعاف داخل هواء المنزل عن نسبتها في الهواء الخارجي، نظراً لتواجدها في كثير من المنتجات المستخدمة في المنزل.

- ومن مخاطرها: السرطان وحساسية العين والجهاز التنفسي والصداع والدوار واضطرابات الرؤية وضعف الذاكرة.

- ومن مصادرها: مياه الشرب والسجاد والدهانات ومزيلات العرق وسائل التنظيف والمواد المستخدمة في تلميع الأحذية، ومواد التجميل الملابس المنظفة تنظيفاً جافاً، وطاردات العته ومعطرات الهواء.

5 - الأكاسيد:

- وهي مركبات كيميائية تتكون كنواتج لعمليات الاحتراق وكنواتج الصناعات التجارية في المصانع أو حرق الأخشاب أو الفحم أو الزيوت للحصول على الوقود.

- ومن مخاطرها: اضطرابات الصحة الإنجابية واضطرابات النمو، والأمراض الجلدية وكثافة الشعر على الجسم كما تؤثر على الكبد.

- ومن مصادرها: اللحوم التجارية.

6 - الإسبستوس Asbestos:

- وهي مادة عازلة تستخدم بشكل كبير منذ الخمسينات وحتى السبعينات، وتظهر المشكلة عندما تصبح المواد المستخدمة فيها قديمة وتظهر بها التصدعات فعندئذ تصدر منها ألياف إلى الهواء.

- ومن مخاطرها: السرطان وتشوه أنسجة الرئة.

- ومن مصادرها: عزل الأرضيات والجدران ومواسير المياه.

7 - المعادن الثقيلة:

- تستطيع الكثير من المعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص والألمونيوم والكادميوم التراكم في أنسجة جسمنا الرقيق نظراً لانتشارها في مناطق كثيرة في البيئة المحيطة بنا.

- ومن مخاطرها: السرطان والاضطرابات العصبية ومرض الزهايمر وثقل الرأس والشعور بالإجهاد والدوار والغثيان والرغبة في القيء، كما تتسبب في تقليل إنتاج الجسم لخلايا الدم الحمراء والبيضاء وتدمير الصفائح الدموية واضطرابات في نبض القلب.

- ومن مصادرها: مياه الشرب والأسماك واللقاحات والمبيدات الحشرية والأخشاب المحفوظة والمواد المضادة للتعرق ومواد البناء وحشو الأسنان.

8 - الكلوروفورم:

- وهو سائل عديم اللون له رائحة غير منفرة وغير مهيجة للحساسية كما أن له مذاقاً حلواً ويستخدم في صناعة الكيماويات الأخرى، وهو يتكون عندما يضاف الكلور إلى الماء.

- ومن مخاطره: السرطان والاضطرابات الإنجابية وتشوهات الأجنة والدوار والإرهاق والصداع ومشكلات الكلى والكبد.

- ومن مصادره: الهواء الجوي وماء الشرب والأغذية المحتواة على الكلوروفورم.

9 - الكلور:

- هو غاز أصفر مخضر، عالي السمية يستخدم في الكثير من المواد الكيميائية.

- ومن مخاطره: التهاب الحلق والكحة وحساسية العين والبشرة وسرعة التنفس وضيق الشعب وزرقة لون الجلد في الكثير من الأحيان، آلام في منطقة الرئة وحدوث الماء بالرئة ويتسبب ذلك مع تركيزه في حدوث حروق خطيرة بالعين والبشرة. وحساسية الصدر الناتجة عن حدوث اعتلال بالممرات الهوائية.

- ومن مصادره: المنظفات المنزلية ومياه الشرب وخاصة عند شربها بكميات قليلة، والهواء عندما يكون قرب مصانع تستخدم الكلور في العمليات الصناعية مثل صناعة الورق وغيرها.

كيف نتجنب هذه السموم

المحيطة بنا؟

- للأسف من المستحيل في هذا العصر تجنب كل السموم البيئية المحيطة بنا، وما في مقدورنا فعله هو تقليل مدى تعرضنا بقدر الإمكان بإتباع النصائح التالية:

1 - اشتر وتناول بقدر الإمكان المنتجات العضوية من الأغذية ولحوم الحيوانات والدواجن التي تربى حرة خارج المزارع وبعض الدواجن الحرة كذلك التي تتوفر في الكثير من محلات البقالة لحسن الحظ، ويمكن الحصول كذلك على الحليب الخالي من الكيماويات من الأفراد الذين يربون الماشة وليس المزارع.

2 - تناول الأسماك البحرية بقدر الإمكان حيث يتلوث طعام أسماك المزارع بالمعادن الثقيلة بشكل كبير ويعطي الكثير من أصحاب هذه المزارع للأسماك غذاء مكوناً من السلامون المطحون وهو بالتالي يكون ملوثاً بالمعادن الثقيلة.

3 - تجنب تناول الأغذية المطهوة المحفوظة وتذكر دائماً أنها محفوظة باستخدام الكيماويات كمواد حافظة.

4 - حاول استخدام مستحضرات العناية بالجسم المصنوعة من مواد طبيعية حيث توجد متاجر متخصصة في هذا الأمر ومنها الشامبوهات والصابون ومعجون الأسنان ومستحضرات التجميل.

5 - تجنب رش جلدك بالمواد الطاردة للحشرات المحتواة على مادة DEET حيث توجد أنواع أخرى فعالة وبدائل طبيعية معتمدة على النباتات في صناعتها.

6 - تجنب الإضافات الغذائية الصناعية ومنها المحليات الصناعية.

7 - ينصح بالتعرض للشمس في الأوقات المناسبة قبل الغروب أو في الصباح الباكر حيث تكون الشمس آمنة في ذلك الوقت وذلك لتنشيط فيتامين D في الجسم والجهاز المناعي لمقاومة الأمراض.

8 - قم باختبار ماء الصنبور الذي تشرب منه وأسرتك وتقوم باستخدامه في طهو الطعام وإذا اكتشفت وجود مواد ملوثة به أو معادن ثقيلة أو أملاح أو غيرها قم باستخدام فلتر مناسب لكل صنابير المياه في المنزل حتى في الحمام لأن تلك المواد قد تؤذي البشرة والشعر كذلك.

9 - قلل من استخدام الأدوية فالأدوية ما هي إلا كيماويات تتراكم آثارها وتترك بقايا في الجسم بمرور الوقت.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة