الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السياراتالرياضيةكتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 12th August,2003 العدد : 46

الثلاثاء 14 ,جمادى الثانية 1424

مدننا.. أين جمالها..؟
مع كل ما أنفقناه على مدننا..
من مال..
وجهد..
على هذا التوسع غير المسبوقين عليه في العالم..
وكل هذا الامتداد العمراني الذي نراه هنا وقد لا نراه عند غيرنا..
فإن هناك مسحة من الجمال لاتزال مدننا تفتقر إليها..
ولايزال ذلك الفنان المبدع غائباً عن رسم الشخصية الجمالية لها..
***
هناك اجتهادات..
وهناك عمل كبير..
من أجل أن تكون المدينة السعودية في أبهى صورة وأجمل شكل..
وهناك سعي دؤوب..
ورغبة صادقة..
لإبراز مدننا في مظهر أخّاذ وشكل بهي..
ولكن..
هل أدركنا أو أنجزنا ما نتمناه أو بعض ما نتمناه لها..؟
***
الصورة أمامي وكما تراءت أمام ناظري..
محاكاة في التصاميم الخارجية للمباني..
وتقليد في انتقاء الألوان مع سوء في الاختيار..
تشابه في المواد المستخدمة في البناء..
وشبه غياب في الخصوصية أو السمة لهذا المبنى عن ذاك.. ودون تدخل مباشر أو غير مباشر من أمانات المدن لمعالجة هذا الوضع المعوج..
***
أما التشويه الأكثر والأكبر..
والإساءة الواضحة إلى جمال المباني في مدننا..
ونزع مابقي من جمال فيها..
وتفريغها من سحر ما نراه في غيرها..
فهو في هذه الدكاكين العشوائية التي تنتصب بشكل استفزازي على طول واجهاتها..
وهي بهذا لا تسيء إلى شكل المبنى فحسب وإنما إلى أساسيات جمال المدينة..
***
هناك أحياء جميلة في الرياض وبقية مدن المملكة..
حي السفارات بالرياض نموذج لذلك وهناك غيره..
وهناك مبان رائعة في الشكل والتصميم وتناسق الألوان في مدينة الرياض وغيرها أيضاً..
خذوا مبنى المملكة ومبنى الفيصلية وبإمكاني ان أضيف عدداً آخر من المباني الجميلة المماثلة في الرياض وغير الرياض..
لكن من الضروري ان نتذكر ان هناك أحياء عشوائية..
ومباني بلا إبداع..
وهي تسيء إلى الجمال وان كثر في مدننا..
وبالتالي إلى المدينة بكثير من التشويه..
***
مطلوب منا إذاً تخطيط مدننا مستقبلاً بشكل أفضل..
ليس في مبانيها فقط..
ولكن..
في طرقها..
وحدائقها..
وكل شيء يضيف إليها لمسة من جمال..
ومثلما نعتني بمنازلنا من الداخل..
فمن الضروري ان نعطي الاهتمام لمظهرها من الخارج..
لنمنح عيوننا المتعة حين تجوالنا في شوارع المدينة وأحيائها وبين مبانيها..

++
خالد المالك

++
من طبائع الحيوان
مَكْرُ الثَّعلَب

استخدم الشاعر الرقيق صالح عبدالقدوس في هجائه خلقا من أخلاق الثعلب قال:
يعطيك من طرفِ اللسان حلاوة
ويروغُ منكَ كما يروغُ الثْعلَبُ
والمعني واضح: عدم الإيفاء بالوعود. وقد قال السلف «كلام» كالعسل وفعل كالأسد يعنون بالأسد: الحِرابْ. وينظر أبو الطيب المتنبي إلى هذا السلوك فيصيغه مثلا يُرْوى:
وما الحسنُ في وجه الفتى شرفاً له
إذا لَمْ يكُن في فعلِهِ والخَلاَئِقِ
وتسخر الأمثال الانجليزية من الكلام المعسول قائلة: «الكلام المعسول لا يطهو الجزر الأبيض» بمعنى أن الوعود السخية التي لا تتحقق لا طائل من ورائها.
ومغزى الإشارة إلى طبيعة الثعلب ومكره ودهائه الحذر من الانخداع ببعض الناس الذين يخفُون وراء صمتهم نزوعا إلى المكر. وهو ما يعنيه السلف بقولهم «تحت السواهي دواهي» ويؤكدون بذلك الطباع التي فُطر الإنسان عليها، وهذا ما يرمى إليه القول بأن «الطَبعُ أغلبُ» و«العادة طبيعة خامسة».
وبرغم أن الثعلب مشهور بدهائه ومكره إلا أنه يستفيد من تجاربه بالفطرة. جاء في الأمثال الانجليزية:
«لايُوقَعُ الثعلب في الشَّرَكِ نفسه مرتين»
وهذا يميز الثعلب عن الإنسان الذي لا يستفيد من تجاربه. والمؤمن الحق يستفيد من تجاربه، جاء في السنة المشرفة أنه:
«لا يُلدغُ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين»، وقالت العرب:
«ليس لرجُلٍ لُدِغ من جحر مرتين عُذْرٌ»
ونختتم الحديث عن مكر الثعلب بقصة في التراث، اختلفت قطتان في اقتسام قطعة من الجبن الأبيض، فاحتكمتا إلى جارهما الثعلب. فنظر الثعلب إلى قطعة الجبن وقد عضه الجوع، فعمد إلى أن يقطعها إلى نصفين غير متساويين، وعرضهما على القطتين فرفضت إحداهما القطعة الصغرى، ورحبت الأخرى بالقطعة الكبرى وتشاجرتا، فأخذ الثعلب القطعة الكبرى من الجبن وقضمها قضمة كبيرة قام بابتلاعها، وقدم ما تبقى للقطتين، فما زالتا تختلفان في حجم نصيب كل منهما وفي كل مرة يعود الثعلب ليحكم بينهما، ويقضم قطعة يبتلعها، وهكذا حتى اختفت قطعة الجبن كلها في بطن الثعلب الذي عمد إلى ظل شجرة مجاورة ونام تاركا القطتين نادمتين على غبائهما وتفريطهما في قطعة الجبن.

..... الرجوع .....

تحت الضوء
تكنولوجيا الحرب
فن الادراة
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
نادي العلوم
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
استراحة
أقتصاد
حياتنا الفطرية
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved