الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 12th October,2004 العدد : 102

الثلاثاء 28 ,شعبان 1425

لو تعلمنا ..!!
دروس كثيرة يتاح للمرء أن يتعلمها في الحياة فلا يفعل..
أنواع من الدروس وأشكال من العبر..
تأتي بالصدفة..
أو تمر على عوالمنا بفعل موقف هنا أو حدث هناك..
قد يأتي ذلك في سفر..
وقد يصادفنا في لحظة غضب..
وأحياناً قد تكون مسببة..
وربما لا تكون كذلك.
***
الناس غالباً لا يعيرونها اهتماماً..
وإن أعارها البعض شيئاً من اهتمامه فلا يكون ذلك بالقدر الذي ينبغي..
والعجيب أننا نحزن بشكل متأخر حين تمر مثل هذه المشاهد دون الإفادة منها..
ويتعزز هذا الشعور حين يصادفك موقف تشعر كما لو أن له علاقة أو صلة بدرس سابق مرَّ بك دون أن تتوقف عنده بما فيه الكفاية..
أو تستفيد منه بما لا يثير حزنك مما قد يواجهك من مشاهد حزينة أو سعيدة مما يمر به كل منا في حياته.
***
من المؤكد أن الإنسان مجموعة عواطف..
ومشاعر إنسانية غاية في الرقة..
ويحمل في داخله الكثير من الصفات التي يتأثر ويؤثر فيها..
وهو وإن حاول أن يظهر بغير حقيقته..
ويبدو بصورة مغايرة لشخصيته..
فإن المواقف التي تمر به وتراوح عادة بين ما هو سعيد وغير سعيد سوف تكشف واقعه..
ضعفه ..
وقوته ..
قدرته على الاستنارة من دروس الحياة..
وتجنب الوقوع في الأخطاء المدمرة..
فهل المجتمع هكذا..؟
وأين هو من هذا الذي يُذَكّره فينسى..
ويوقظه فينام..
ويدعوه إلى تجنب الوقوع في فخ المشاكل فلا يفعل.
***
ليتكم ..
وليتني ..
نتعلم من الحياة بقدر ما تعطيه لنا من عبر ودروس..
وتمضي أعمارنا في الاستزادة من التجارب التي تجنبنا المشاكل..
لتبقى صورة كل منا حية وخالدة في ذواكر الجميع..
ببهاء ووفق ما يتمناه كل فرد لنفسه..
وبما يؤطر هذه الصورة بالجمال الذي لا يؤذي..
وبالسمعة التي تكون مادة للدروس الجيدة التي نستقيها من الحياة ونعلمها للآخرين.


خالد المالك

في مناظرة ابتعدت عن التجريح الشخصي
كيري يتفوق.. بوش يقاوم.. والمترددون لم يحسموا خيارهم!

* إعداد إسلام السعدني
عاد (جون كيري) المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية إلى تصدر استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة بعد الأداء القوي الذي قدمه في المناظرة الأولى التي جمعته بمنافسه الجمهوري الرئيس (جورج بوش) بجامعة ميامي بولاية فلوريدا..
وقد رأى الكثيرون أن تلك المناظرة قد تشكل نقطة تحول في السباق المحتدم نحو البيت الأبيض خاصة بعد أن نجح (كيري) خلالها في محو الصورة المهتزة التي التصقت به خلال الأسابيع الأخيرة وأدت إلى تدهور شعبيته.
بالطبع كان (حديث المناظرة) هو الحديث الأبرز لكبريات الصحف العالمية والأمريكية منها على الأخص خلال الأيام الماضية، فمن جانبها قالت صحيفة (نيويورك تايمز) إن هذه المناظرة عبرت عما يتوق له الشعب الأمريكي بالفعل بالنسبة لحملة انتخابية تجرى في وقت تخوض فيه البلاد حربا في العراق، وذلك لما اتسمت به من جدية ووضوح وحدة في بعض الأحيان.
وفي الوقت الذي ألقت فيه الصحيفة الضوء على دفاع (بوش) خلال المناظرة عن موقفه حيال الأزمة العراقية،
أشارت على الجانب الآخر إلى تلك الاتهامات التي وجهها المرشح الديموقراطي لغريمه الجمهوري بشأن أن (بوش) قاد البلاد إلى كارثة في العراق، وأن الوقت قد حان ل(بداية جديدة، ومصداقية جديدة) في هذا الشأن.
هدف كيري
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن السناتور (كيري) الذي لم يتجاوز قط الزمن المحدد له للإجابة على مختلف الأسئلة التي وجهت إليه بدا منذ بداية المناظرة مصمما على إظهار أن بوسعه توفير الأمن لأمريكا بشكل أفضل مما فعل (بوش)، مشيرة إلى أن المرشح الديموقراطي الذي اتسم بالهدوء واكتسى حديثه بطابع عقلاني رزين سعى جاهدا إلى عرض رؤيته الخاصة بأن إقدام الرئيس الأمريكي على غزو العراق شكل انحرافا عن مسار الحرب ضد الإرهاب، وهذا العرض المتأني الواضح جعل (كيري) حسبما تشير الصحيفة ينجح في تحقيق هدفه الرئيسي من تلك المناظرة ألا وهو تأكيد جدارته بأن يكون قائداً لأمريكا.
على الجانب الآخر، قدمت (نيويورك تايمز) تحليلا لموقف (بوش) خلال المناظرة، قائلة إن هذا الموقف اتسم بالطابع الدفاعي، وأن ذلك جعل الرئيس الجمهوري يبدو أقل ثقة في نفسه لبعض الوقت، إلا أنه سرعان ما تدارك الموقف بشكل جزئي من خلال اتهام (كيري) مرارا وتكرارا بعدم القدرة على تبني مواقف ثابتة وأنه يفتقر إلى العزيمة المطلوبة لحماية الولايات المتحدة من المخاطر الإرهابية.
ومضت الصحيفة في تحليلها لهذه المناظرة مشيرة إلى
أن (بوش) لم يهدر أية فرصة سانحة للدفاع عن السياسات التي انتهجها في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولفتت الانتباه في هذا الصدد إلى تعبيرات الضيق والسخط التي بدت على ملامح الرجل جراء الانتقادات الحادة التي تعرض لها من منافسه الديموقراطي حيال ذلك الملف بالتحديد. وأشارت الصحيفة هنا إلى إحدى أبرز لحظات الصدام بين الرجلين خلال المناظرة عندما قال بوش (لقد شن العدو هجوما علينا) فسارع كيري إلى الرد قائلا إن هذا العدو لم يكن (الرئيس العراقي المخلوع) صدام حسين، مما دعا الرئيس للقول (بالطبع أنا أعرف أن أسامة بن لادن هو من هاجمنا) !.
اتفاق وخلافات
وتلقي الصحيفة الضوء على نقاط الاتفاق بين الرجلين والتي تمحورت حول أن وقوع أسلحة نووية في يد إرهابيين أو دول مارقة هو التهديد الأكبر للولايات المتحدة، إلى جانب أنه من الضروري مواصلة الحرب في العراق حتى إحراز النصر، وكذلك الاهتمام بتدريب العراقيين لكي يكونوا قادرين على حماية وطنهم، فضلا عن أهمية المضي قدما في الضغط على حلفاء الولايات المتحدة من أجل تقديم المزيد من الدعم لواشنطن حيال الملف العراقي لاسيما في ضوء اقتراب الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في الأراضي العراقية في يناير المقبل.
وأشارت الصحيفة في الوقت نفسه إلى أن الغريمين اختلفا على ما عدا ذلك من قضايا سواء تلك المتعلقة بالوضع في إقليم دارفور السوداني، أو بكيفية التعامل مع الملفين النوويين الإيراني والكوري الشمالي!.
معضلة كوريا
وفيما يتعلق بكوريا الشمالية بالتحديد، تشدد (نيويورك تايمز) على أن المناظرة أبرزت أن الخلاف بين الرجلين حيال السياسة الواجب انتهاجها تجاه بيونج يانج يعد الأكثر حدة بينهما على الإطلاق، وذلك في ضوء أن (كيري) يدعو للتعامل مع مسألة حيازة تلك الدولة الشيوعية لأسلحة نووية من خلال الحوار الثنائي بينها وبين أمريكا، فيما يعارض (بوش) هذا الأمر بشدة مفضلا مواصلة التعاطي مع هذه المسألة من خلال آلية المحادثات السداسية التي تشارك فيها الولايات المتحدة وروسيا واليابان والصين فضلا عن الكوريتين.
من جهة أخرى، تشير (نيويورك تايمز) إلى أن هذه المناظرة اكتسبت أهميتها من استطلاعات الرأي التي أوضحت أن نسبة من قد يتأثرون بها من الناخبين الأمريكيين تتراوح ما بين 20% إلى 33%، وتقول إن كيري دخل هذه المناظرة التي كانت أكبر لقاء حي له مع المواطنين الأمريكيين خلال الحملة الانتخابية وهو يعاني مرارة الهجمات الشرسة التي تشنها عليه حملة الجمهوريين، تلك الهجمات التي تتضمن اتهامه بالتذبذب والتقلب في مواقفه وخاصة حيال الحرب في العراق خاصة وأنه صوت في بداية الأمر لصالح منح الرئيس (بوش) تفويضا باستخدام القوة ضد صدام حسين.
لا خاسر !
وتنتقل الصحيفة لاستعراض ردود فعل المعسكرين الجمهوري والديموقراطي بعد انتهاء المناظرة قائلة إن كلا منهما أعلن أنه ربح هذه الجولة !، فتنقل أولا عن (تيد
ديفين) مستشار (كيري) قوله إن المشاهدين (رأوا رجلا (يعني كيري) قادرا على أن يكون رئيساً، وبوسعه المضي قدما للاضطلاع بهذا الدور)، ثم تنقل عن (كين ميلمان) مدير حملة الرئيس (بوش) قوله إن (الرئيس استطاع الحديث بشكل واضح وصريح.. وأوضح أن فجوة المصداقية لدى كيري باتت عميقة).
وتردف الصحيفة قائلة إن كلاً من الرجلين على حق فيما يقول إلى حد ما، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن كيري الذي يتحمل العبء الأكبر باعتباره يتحدى الرئيس الحالي للبلاد استطاع الظهور أمام الناخبين المترددين في صورة تختلف عن تلك التي يروجها عنه الجمهوريون وجاء أداؤه في المناظرة أكثر انضباطا وقوة من المتوقع، على الرغم من أنه لم يقدم على سبيل المثال أية توضيحات حول الأسلوب الذي سيتبعه من أجل حمل دول العالم على المشاركة في تحمل العبء في العراق أكثر من إعلانه أنه سيدعو لعقد مؤتمر دولي في هذا الصدد، وهو ما تهكم عليه غريمه الجمهوري بقوله (ما هي الرسالة التي سيتم توجيهها في هذا الصدد.. نرجوكم أن تنضموا إلينا في العراق.. في الحرب الخاطئة التي تم شنها في المكان الخاطئ في الوقت الخاطئ)، وذلك في إشارة إلى الصفات التي دأب (كيري) على إطلاقها على هذه الحرب في إطار انتقاداته لسياسة الإدارة الأمريكية بشأنها.
سؤال محوري
وتختتم (نيويورك تايمز) تقريرها قائلة إن السؤال المحوري الآن يتمثل في ما إذا كان الناخبون سيواصلون تأييد ما يتبناه (بوش) من توجهات بشأن الحرب على العراق أم لا، خاصة في ظل استطلاعات الرأي التي تشير إلى وجود قطاع كبير من الأمريكيين يتشكك في مدى جدوى هذه الحرب من الأصل؟.
وتقول الصحيفة في الختام إنه لم يعد متبقياً الكثير من الوقت قبل أن يتضح ما إذا كان (كيري) سيحقق ذات الإنجاز الذي حققه من قبل الرئيس (بوش) نفسه عندما استطاع تصدر السباق الانتخابي عام 2000 بعد تفوقه في المناظرة الأولى التي جمعته مع منافسه الديموقراطي آنذاك آل جور أم لا؟
اتهامات متبادلة
أما صحيفة (واشنطن بوست) فقد ركزت في تقريرها حول مناظرة (بوش كيري) الأولى التي استمرت لمدة تسعين دقيقه وأدارها (جيم ليهرر) المقدم الشهير في شبكة (بي. بي. إس) التليفزيونية على ما ناله الملف العراقي خلالها من قسط وافر من النقاشات، لاسيما حينما احتدم الخلاف بين الرجلين، واتهم (كيري) غريمه الجمهوري بتضليل الرأي العام الأمريكي بشأن الحرب على العراق، فرد عليه (بوش) باتهام مضاد مفاده أن تصريحاته في هذا الشأن ترسل إشارات متضاربة ومشوشة ليس للقوات الأمريكية المنتشرة في الأراضي العراقية فحسب وإنما لحلفاء الولايات المتحدة وأعدائها أيضا. ومع أن (واشنطن بوست) تلفت النظر إلى أن أيا من الغريمين لم يرتكب أخطاء جسيمة خلال المناظرة، إلا أنها تشير في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا ينفي أن (بوش) بدا مهتزا في بعض اللحظات في مواجهة انتقادات (كيري) المتوالية لسياساته.
أوتار الخوف
وأوضحت الصحيفة أن كلا المرشحين حاول العزف على مشاعر الخوف السائدة بين الأمريكيين بعد هجمات سبتمبر من خلال التأكيد على أن اختيار الناخبين لغريمه رئيسا للبلاد هو خيار محفوف بالمخاطر، قائلة إن (بوش) على سبيل المثال أشار إلى وجود جماعات إرهابية تسعى لشن هجوم على أمريكا بأي وسيلة متاحة، مشددا في الوقت نفسه على أن الفشل في العراق سيعد بمثابة كارثة، أما (كيري) فقد أكد من جانبه أن الأمن الداخلي في الولايات المتحدة مهدد، لافتا النظر في هذا الصدد إلى الثغرات الموجودة في نظام تأمين الموانئ الأمريكية، تلك الثغرات التي تسمح بمرور الغالبية العظمى من الحاويات القادمة من الخارج إلى داخل أمريكا دون تفتيش.
شعارات وإحصائيات
وفيما يتعلق بالأسلوب الذي اتبعه الرجلان في تلك المناظرة تقول (واشنطن بوست) إنهما حاولا صقل هذا الأسلوب بطرق مختلفة، ف(بوش) من جانبه سعى لتوظيف الشعارات التي طالما استخدمها في حملته الانتخابية في مواضع عدة من المناظرة، كما حاول وضع منافسه الديموقراطي في موقف دفاعي من خلال تغيير اتجاه النقاش من التساؤلات المتعلقة بالسياسات التي انتهجتها إدارته خلال السنوات الماضية إلى تلك التي تتناول قدرات (كيري) نفسه.
وتوضح الصحيفة في تقريرها أن السناتور الديموقراطي عمل في المقابل على تفنيد اتهامات غريمه الجمهوري المتكررة له بأنه متقلب المواقف وهي الاتهامات التي ترمي للتشكيك في قدرته على قيادة أمريكا بالقول إن المرء قد يكون ثابتا على موقفه ولكن موقفه هذا
ثلاث لقطات تظهر ردود فعل الرئيس بوش على اتهامات كيري
خاطئ من الأصل، إلى جانب ذلك تشير (واشنطن بوست) إلى أن (كيري) قام بالاستعانة بأرقام وإحصائيات لتدعيم وجهات نظره إزاء بعض القضايا.
ممنوع التجريح
جانب آخر من جوانب المناظرة تشير إليه (واشنطن بوست) ألا وهو المتعلق بخلوها بشكل كبير من التجريح الشخصي، وذلك ما بدا غريبا في ظل الضراوة التي يتسم بها السباق الانتخابي بين المرشحين الجمهوري والديموقراطي، وأوضحت الصحيفة أن المتنافسين حرصا على عدم الخوض بقوة في المسائل الشخصية، بل وتبادلا عبارات المجاملة وتحدث كل منهما بتقدير وإعجاب عن عائلة خصمه.
ولعل ابتعاد كل من الرجلين عن التجريح الشخصي اتضح جليا كما تشير الصحيفة في تجنب (بوش) الإجابة بشكل مباشر على سؤال وجهه إليه مدير المناظرة بشأن ما إذا كان انتخاب منافسه الديموقراطي لرئاسة أمريكا يعني أن البلاد ستكون عرضة لهجوم إرهابي آخر، وهو ما أشار إليه (ديك تشيني) نائب الرئيس مؤخرا في سياق الهجوم على السناتور (كيري).
خلاف دارفور
من ناحية أخرى، رصدت (واشنطن بوست) أحد أوجه الخلاف بين بوش وكيري وهو ذاك المتعلق بالوضع في إقليم دارفور، فبينما اتفق كلاهما حسبما تقول الصحيفة على أن ما يجري في دارفور يعد من قبيل الإبادة الجماعية، وأنه من الضروري أن يضطلع الاتحاد الإفريقي بالدور الرئيسي في التعامل مع الأزمة في ذلك الإقليم الواقع غرب السودان، أكد (كيري) أهمية أن تقدم واشنطن دعما لوجيستيا أكبر للاتحاد الإفريقي من أجل التصدي لما يجري في دارفور من أعمال عنف.
وفي نهاية تقريرها أشارت الصحيفة إلى أن المناظرة التي استضافتها جامعة (ميامي) وهي الأولى من ثلاث مناظرات من المقرر تنظيمها قبل انتخابات الرئاسة في الثاني من نوفمبر القادم جرت وفقا لقائمة من القواعد التي اتفق عليها مستشارو المعسكرين الجمهوري والديموقراطي بعد مفاوضات مضنية فيما بينهم، موضحة أن هذه القواعد استهدفت الحيلولة دون حدوث مفاجآت خلال تلك اللقاءات المرتقبة بين (جورج بوش) و(جون كيري).
شحن الأسلحة
ومن (واشنطن بوست) إلى صحيفة (بوسطن جلوب)
التي تشير إلى أن تلك المناظرة أعادت شحن الأسلحة التي يستخدمها كل من بوش وكيري في المعركة المحتدمة حاليا بينهما على من ستكون له الغلبة في انتخابات نوفمبر.
وتقول الصحيفة في تناولها للمناظرة وما تبعها من تداعيات إن (كيري) يسعى حاليا لاستغلال الزخم الذي خلفه أداؤه القوي في تلك المناظرة من أجل تحقيق نتائج مماثلة في المناظرتين القادمتين في الثامن والثالث عشر من هذا الشهر، فيما نقلت عن عدد من خبراء حملة (بوش) قولهم إنه على الرغم من أن السناتور الديموقراطي حقق بعض النجاح في مناظرة (ميامي) إلا أنه ارتكب فيها العديد من الأخطاء التي ستستغلها حملة الجمهوريين في الأسابيع القادمة.
إصلاح الاقتصاد
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن مستشاري المرشح الديموقراطي يأملون في أن يستطيع رجلهم وضع (بوش) في موقف دفاعي من خلال الإعلانات الجديدة التي ستنشرها حملة (كيري)، وتشرح فيها خطة الديموقراطيين بشأن سبل تحسين أوضاع الاقتصاد الأمريكي، وهي قضية معقدة بالنسبة للرئيس الجمهوري ربما بقدر أكبر من ملف الأمن القومي الذي هيمن على مناظرة (بوش كيري) الأولى التي شاهدها نحو62 مليون شخص على شاشات التليفزيون.
وجوه الإحباط
على الجانب الآخر نقلت (بوسطن جلوب) عن مستشاري حملة (بوش) تأكيدهم أن الاستراتيجية التي سيتبعونها خلال الأسابيع القادمة ستسعى إلى تصعيد الهجوم على المواقف المتقلبة التي يتخذها (كيري)، ولكن الصحيفة تشير إلى أن هؤلاء المستشارين لم يتمكنوا من مواجهة التساؤلات التي ثارت بعد المناظرة بشأن ملامح الغضب والسخط التي بدت على وجه (بوش) خلالها، خاصة بعد أن بثت حملة (كيري) لقطات فيديو على موقعها على الإنترنت تصور ملامح الرئيس الأمريكي في بعض لحظات المناظرة، ووضعت لهذه اللقطات عنوان (وجوه الإحباط).
الناخبون المترددون
ومن الولايات المتحدة نطير إلى بريطانيا، لنتعرف على ملامح التغطية التي قدمتها صحيفة (الجارديان) لتلك المناظرة، والتي ركزت فيها الصحيفة على موقف الناخبين المترددين الذين لم يحسموا أمرهم بعد بشأن المرشح الذي
سيساندونه في معركته للوصول إلى المكتب البيضاوي. وتقول الصحيفة إن أغلب هؤلاء الناخبين يرون أن (كيري) انتصر في مواجهته الأولى مع (بوش)، إلا أنهم على الرغم من ذلك لم يحزموا أمرهم ويقرروا منحه أصواتهم.
وتشير إلى أن لقاءات مراسليها مع عدد من أولئك الناخبين المترددين أظهرت أن قطاعا كبيرا منهم يرى أن تعبيرات الغضب والإحباط التي بدت على ملامح الرئيس (بوش) تناقضت تماما مع طابع الاتزان الذي اتسم به منافسه الديموقراطي، غير أن بعضهم أوضح في الوقت نفسه أنه لا تزال هناك نقاط غامضة في الرؤى التي يتبناها (كيري) لاسيما حيال العراق.
وتلقي (الجارديان) الضوء على نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته شبكة (سي. إن. إن) الأمريكية والذي أظهر أن 57% من مشاهدي المناظرة رأوا أن أداء (كيري) كان الأفضل خلالها، مقابل 37% قالوا العكس.
الضربة القاضية
(جوستن رايموندو) في مقال نشره موقع (انتي وور) طرح تساؤلاً حول ما إذا كان المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية قد استطاع توجيه ضربة قاضية لمنافسه الجمهوري أم لا ؟. ويحاول الرجل الإجابة على هذا التساؤل من خلال استعراض مجريات المناظرة بشكل شبه تفصيلي، يبدأه بالقول إن (كيري) بدا وكأنه كان يتحسس مواطئ أقدامه في الدقائق الأولى للمناظرة، تلك الدقائق التي ظهر فيها (بوش) أكثر ثقة، وهو يتحدث عن أن هجمات سبتمبر غيرت الطريقة التي كان ينظر بها الأمريكيون إلى العالم، وأنه رأى في عراق صدام حسين تهديدا يستوجب توجيه ضربة استباقية للقضاء على هذا الخطر، وكذلك حديثه عن النتائج الإيجابية التي ترتبت على ضرب النظام العراقي السابق، والمتمثلة في قرار ليبيا التخلي عن برامجها لأسلحة الدمار الشامل، إلى جانب حديثه عن التطورات الإيجابية التي تشهدها أفغانستان لاسيما الانتخابات الرئاسية هناك.
ارتباك رئاسي
ويضيف (رايموندو) أن المرشح الديموقراطي استعاد زمام الأمور بعد ذلك خاصة بعد أن أصيب (بوش) بالارتباك للحظات حينما وجه إليه (ليهرر) سؤالا يبدو أنه مستوحى من تصريحات (تشيني) الشهيرة حول إمكانية تعرض أمريكا لهجمات حال انتخاب (كيري) رئيسا لها، ويشير الكاتب في هذا الصدد إلى أن هذا الارتباك أعطى انطباعا كما لو كان المرشح الجمهوري لم يستمع لتصريحات نائبه تلك من قبل !.
ويوضح الكاتب في مقاله أن ملامح (بوش) عكست المأزق الذي كان فيه خلال المناظرة خاصة عندما ركزت شبكات التليفزيون كاميراتها على وجهه، في وقت كان فيه (كيري) يتحدث، وذلك في خرق واضح للقواعد المرعية في مثل هذه المناظرات والتي تحظر تركيز الكاميرات على أحد طرفي المناظرة خلال حديث الطرف الآخر.
من أجل إسرائيل
ويرصد (رايموندو) العديد من اللحظات التي ارتبك فيها (بوش) وبدت على ملامحه الحيرة، مشيرا إلى أنه في إحدى مراحل المناظرة ردد عبارة (لابد لنا أن نظل في موقع الهجوم) ثلاث مرات في إجابة واحدة على أحد الأسئلة !.
ويردف قائلا إن من بين الأسئلة التي أزعجت (بوش) ذلك المتعلق بالموعد والكيفية التي يمكن له من خلالها سحب القوات الأمريكية من العراق، ويفسر (رايموندو) ذلك بالقول إنه لم يكن لدى الرئيس الأمريكي إجابة على هذا السؤال من الأصل لأنه ربما يرى أنه لا يجب على أمريكا مغادرة الأراضي العراقية.
وينتقد الرجل ما قاله (بوش) من أن غزو العراق من شأنه حماية إسرائيل وكذلك تحفيز الإيرانيين على نيل حريتهم بدورهم، حيث يتساءل عن السبب في التضحية بأرواح الأمريكيين من أجل الدولة العبرية ومن أجل (حرية) الإيرانيين ؟ !.
تناقضات كيري
ويعود الكاتب في ختام المقال للحديث عن أن (كيري) في نهاية المناظرة ناقض نفسه حين قال إنه يعتزم مواصلة البقاء في العراق وتحقيق النجاح هناك، وهو ما دفع (رايموندو) للتأكيد على أن المرشح الديموقراطي لن يتورع إذا ما أصبح رئيسا للولايات المتحدة عن سحق مدينة مثل مدينة الفلوجة العراقية التي تعرف بأنها معقل للمقاومة من أجل تحقيق هذا النجاح الذي يتحدث عنه. ومن هذا المنطلق يختتم (جوستن رايموندو) مقاله بالإشارة إلى أن موقف (كيري) في هذه الحالة سيكون أسوأ من موقف (بوش)، لأن السناتور الديموقراطي سيواصل شن حرب يعلم جيدا أنها غير عادلة، بينما الأمر يختلف مع الرئيس الجمهوري الذي يرى أن هناك مبررات منطقية تخول له الاستمرار في هذه الحرب.
ويقول (رايموندو) في النهاية جملة موحية ألا وهي.. إن (كيري على وشك الفوز بالضربة القاضية.. ولكن لتلاحظوا جيدا أن الفائز يعد قاتلا هو الآخر)، وذلك في إشارة إلى أنه لا يجد فارقا يذكر بين الرئيس الجمهوري ومنافسه الديموقراطي !.

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
نادي العلوم
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
السوق المفتوح
العمر الثالث
استراحة
تقرير
أقتصاد
منتدى الهاتف
من الذاكرة
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
ملفات FBI
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved