الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 12th October,2004 العدد : 102

الثلاثاء 28 ,شعبان 1425

لو تعلمنا ..!!
دروس كثيرة يتاح للمرء أن يتعلمها في الحياة فلا يفعل..
أنواع من الدروس وأشكال من العبر..
تأتي بالصدفة..
أو تمر على عوالمنا بفعل موقف هنا أو حدث هناك..
قد يأتي ذلك في سفر..
وقد يصادفنا في لحظة غضب..
وأحياناً قد تكون مسببة..
وربما لا تكون كذلك.
***
الناس غالباً لا يعيرونها اهتماماً..
وإن أعارها البعض شيئاً من اهتمامه فلا يكون ذلك بالقدر الذي ينبغي..
والعجيب أننا نحزن بشكل متأخر حين تمر مثل هذه المشاهد دون الإفادة منها..
ويتعزز هذا الشعور حين يصادفك موقف تشعر كما لو أن له علاقة أو صلة بدرس سابق مرَّ بك دون أن تتوقف عنده بما فيه الكفاية..
أو تستفيد منه بما لا يثير حزنك مما قد يواجهك من مشاهد حزينة أو سعيدة مما يمر به كل منا في حياته.
***
من المؤكد أن الإنسان مجموعة عواطف..
ومشاعر إنسانية غاية في الرقة..
ويحمل في داخله الكثير من الصفات التي يتأثر ويؤثر فيها..
وهو وإن حاول أن يظهر بغير حقيقته..
ويبدو بصورة مغايرة لشخصيته..
فإن المواقف التي تمر به وتراوح عادة بين ما هو سعيد وغير سعيد سوف تكشف واقعه..
ضعفه ..
وقوته ..
قدرته على الاستنارة من دروس الحياة..
وتجنب الوقوع في الأخطاء المدمرة..
فهل المجتمع هكذا..؟
وأين هو من هذا الذي يُذَكّره فينسى..
ويوقظه فينام..
ويدعوه إلى تجنب الوقوع في فخ المشاكل فلا يفعل.
***
ليتكم ..
وليتني ..
نتعلم من الحياة بقدر ما تعطيه لنا من عبر ودروس..
وتمضي أعمارنا في الاستزادة من التجارب التي تجنبنا المشاكل..
لتبقى صورة كل منا حية وخالدة في ذواكر الجميع..
ببهاء ووفق ما يتمناه كل فرد لنفسه..
وبما يؤطر هذه الصورة بالجمال الذي لا يؤذي..
وبالسمعة التي تكون مادة للدروس الجيدة التي نستقيها من الحياة ونعلمها للآخرين.


خالد المالك

انهيار الأمن الغذائي تحت أقدام المدنية

كان الاكتفاء الذاتي من أهم العوامل التي جعلتنا نعجب بالتجربة الصينية أو لنقل الثورة الاقتصادية في الصين منذ بزوغها. ذلك أن الناظر لدولة الصين من حيث عدد سكانها يجد صعوبة في تطبيق كلمة الاكتفاء من حيث الغذاء على وجه الخصوص.
وكانت الصين قد نجحت بجدارة في تطبيق هذا النظام لفترات طويلة من الزمن ربما بسبب الموازنة بين مجالات الإنتاج والتشجيع على كثير منها.
إلا أن العلماء الصينيين منذ فترة قصيرة قد بدأوا في دق ناقوس الخطر حول قلة الموارد الغذائية في الصين بسبب حالة العمران التي بدأت تغزو الأراضي الصينية والتي كانت مصدر غذاء في السابق.
إن المحاصيل الزراعية قد بدأت معدلاتها في الانخفاض بنسبة ملحوظة في الآونة الأخيرة وذلك بسبب تحويل الأراضي الزراعية في كافة المدن إلى أراض صالحة للمباني في ما يعرف بالاتجاه نحو المدنية، الأمر الذي يعني أن الدولة التي تمثل خمس سكان العالم لن تصبح قادرة على إشباع مواطنيها.
من ناحية أخرى حذر العلماء من تفاقم هذه المشكلة من جراء سياسة تشجيع الشعب على هجر عادة زراعة الأرز المشهورة في الصين والتحول إلى زراعة الفواكه والخضروات الأخرى مما يكون له أكبر الأثر على حجم التربة الصالحة لزراعة الأرز تحديداً، ناهيك عن نقص الموارد المائية.
كما أن لزراعة الخضروات والفواكه أثراً سلبياً آخر وهو أن بعد فترة من زراعة الخضروات والفواكه في أرض معينة تتشبع الأرض الزراعية بمواد النتروجين والفسفور هذا بالإضافة إلى تكون الفطريات الضارة بالمزروعات.
الأمر الذي حذر منه العلماء حيث أفادت الأبحاث التي أجراها عدد من علماء الزراعة في الصين أنه بعد مرور خمس سنوات أخرى سوف ترتفع معدلات النيتروجين والفسفور في التربة إضافة إلى انتشار الأمراض الفطرية في التربة مما يجعل من المستحيل زراعة الأرز مرة أخرى.
يذكر أن الأراضي الزراعية المخصصة للأرز قد انحسرت بنسبة 15% منذ عام 1998، كما أعلنت الحكومة الصينية في شهر أغسطس الماضي أن إنتاج الأرز قد تقلص بمقدار الخمس منذ تلك الفترة. أما الكارثة التي يواجهها الصينيون بالفعل فهي أن معدل استهلاك الأرز في الدولة قد زاد عن المحصول المحلي خلال هذا العام بحوالي 37 مليون طن.
وهذا يعني أن الصين قد أصبحت مؤخراً دولة مستوردة للأرز مما زاد من ارتفاع أسعار الأرز في العالم بنسبة 30%.
جدير بالذكر أن حوالي 500 مليون نسمة من
الصينيين يفضلون العيش في المدن والبعد عن القرى الأمر الذي تدعمه الحكومة نفسها حيث توقعت التقارير الحكومية أن يصل هذا العدد إلى 800 مليون نسمة بحلول عام 2020م.
وبالطبع فإن اتساع رقعة المدن جاءت على حساب الأراضي التي كانت في السابق تستغل في الزراعة.
المدهش في الأمر أن اتجاهات الحكومة بالنسبة للزراعة قد ساعدت على تغيير ملامح السوق الصيني، حيث ارتفعت أسعار الفواكه والخضروات أمام تراجع أسعار الأرز والقمح، حيث ترى الحكومة أن أرباح الخضروات والفواكه أعلى وأفضل بالنسبة لهم من ربح محاصيل القمح.
تربة مشبعة حمضياً
وبالفعل نجد الآن أكثر من ثلاثة عشر مليوناً من الهكتارات، وهي مساحة تعادل حجم إنجلترا الآن، قد استغلت في زراعة محاصيل أخرى غير الأرز، في سابقة تعد الأولى من نوعها في حجمها وفي تأثيرها أيضاً حيث بدأت الشكوك تزداد حول التغيرات السلبية التي طرأت على التربة.
من ناحية أخرى أفادت التقارير العلمية الصينية حول مستقبل التربة تزايد نسبة الأحماض في التربة بشكل كبير. هذا لأن نسبة مادة النترات قد ازدادت إلى أربعة أضعاف كما ارتفعت نسبة الفوسفات إلى عشرة أضعاف في التربة.
إضافة إلى أن هذا التغير في كيمياء التربة قد صاحبه تراجع ملحوظ في تواجد البكتيريا والفطريات التي تعيش في التربة الزراعية وتفيد المزروعات، مع العلم أن هذا التراجع يزداد في أنواع الزراعة المحمية أو البيوت الزجاجية.
كما أن هذه التغيرات قد بدأت تؤثر بالفعل على مستوى طرح المحصول وذلك من حيث كمية ومستوى الإنتاج أيضاً.
وبتحديد أكثر بدأت تظهر في المحاصيل في الآونة الأخيرة بعض التشوهات أو الزيادة المفرطة في حجم الثمرة بما يشبه ما يسمى بالطفرة الجينية عند البشر.
هذا بالإضافة إلى أمراض كثيرة بدأت في الانتشار مما يصعب السيطرة عليها.
من ناحية أخرى أظهر بعض العلماء تخوفهم من تلوث مياه الري والشرب الجوفية بسبب تسرب هذه المواد الكيميائية الضارة إلى الطبقات الجوفية.
ويعلق على ذلك الدكتور روي ين، المشارك في الأبحاث، قائلاً: إن أية ظاهرة تطرأ على التربة من شأنها أن تؤثر على الإنتاجية الزراعية على المدى البعيد، ناهيك عن العواقب الوخيمة الأخرى.

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
نادي العلوم
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
السوق المفتوح
العمر الثالث
استراحة
تقرير
أقتصاد
منتدى الهاتف
من الذاكرة
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
ملفات FBI
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved