الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 12th November,2002 العدد : 9

الثلاثاء 7 ,رمضان 1423

المنافسة على القارىء..!
تحرص الصحافة على ان تدخل الى كل بيت وأن توجد في كل مكتب..
يتابعها ويطلع عليها ويتفاعل معها اكبر عدد من القراء..
وهي لهذا توظف كل امكاناتها من اجل كسب متابعتهم لها وقناعتهم بما يكتب فيها..
وفي سعيها لتحقيق هذا الغرض تتجاوب عادة مع قرائها بما يؤدي الى تقريبهم اليها وبالتالي الى انجاح هذا الهدف..
***
ولأن عنصر المنافسة بين الصحف والمجلات يقوم في جزء منه على التميز والابتكار والتجديد..
ضمن جهد يفترض انه يستند إلى أصول المهنة وأخلاقياتها..
وبالاعتماد على آليات وأدوات تستثمرها الصحيفة أو المجلة لانجاح برنامجها في انجاز ما تخطط له..
وصولا الى تحقيق ماهو مطلوب لكسب السبق في المنافسة مع رصيفاتها..
فإن القارىء يلحظ التباين أحيانا بين هذه الصحيفة او المجلة وتلك..
في اخراجها..
ومستوى الطباعة..
في مادتها..
وتوجهاتها..
بل وفي اسلوبها لمخاطبة القراء..
والمحصلة ان كل صحيفة او مجلة موعودة بشيء من النجاح او الفشل بقدر ما تبذله من جهد وتقدمه من عطاء..
***
وفي مجلة الجزيرة..
هناك محاولات للتجديد..
بتقديم ما لا يقدمه الزملاء في الاصدارات الاخرى..
لكيلا تكون مجلة الجزيرة محاكاة لأفكار الآخرين..
وتكراراً لطروحات غيرها..
وهذا يتطلب قراءة جيدة ومتواصلة لكل ما يعج به السوق من اصدارات..
***
وعليَّ أن أؤكد أن الزملاء يقومون بذلك..
الصحيح انهم يحاولون..
لكن السؤال: هل كسبوا الرهان..؟
وقدموا هذه المجلة كما لو انها عروس كل المجلات الاسبوعية..
في منافسة شريفة تقوم على عنصر الابداع..
وبالاعتماد على الطرح الرصين والجاد..
***
للاجابة على ذلك أقول:
ليس من الانصاف في شيء ان نتجاهل كل هذا الجهد..
ان ننسى او نتناسى هذا العمل الأنيق..
ان نغفل او نتغافل عن هذا الانجاز المميز..
ونشيح بوجوهنا عن عمل خلاق كهذا..
والا لأصبحنا كمن لا يعنيه هذا الحماس المتقد..
كما لو اننا لا نتجاوب مع مثل هذا النشاط الابداعي المتفوق..
بصورته الجميلة التي نراها في مجلة الجزيرة..
بملامحه الأنيقة في كل صفحات المجلة..
***
دعوني، باسم قراء المجلة، أقول بتجرد للزملاء في اسرة تحريرها، شكراً لكم، فأنتم تؤكدون مع زملائكم في صحيفة الجزيرة لقرائكم: ان الجزيرة تكفيك.

++
خالد المالك

++
المسلمون يتفقون على تعظيم الشهر ويختلفون في مظاهر الاحتفاء
«رمضان» .. تعددت الأعراق والشهر واحد!!
المسلمون في السويد يعتمدون على مكة المكرمة لتحديد بداية الشهر

* مجلة الجزيرة «عواصم» خاص:
في ظل الفرقة والشتات والاختلاف والشرخ العميق في علاقات الامة الاسلامية.. لاشيء يوحدها سوى شهر رمضان الكريم،المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يتفقون على تعظيم شهر رمضان الكريم يجتمعون فيه على العبادة والطاعة كما أمرهم المولى عز وجل وان اختلفت مظاهر الاحتفاء.
في قلب أوروبا وبالتحديد في النمسا يعيش حوالي 150 الف مسلم من مختلف الجنسيات بينهم عرب وأتراك وباكستانيون وأوروبيون أيضا، وكما يحدث في البلدان الإسلامية فإن مسلمي النمسا يحتفلون بالشهر الكريم من خلال إحياء الشعائر الدينية مثل صلاة التراويح التي تقام في أكثر من خمسين مسجدا ومركزا إسلاميا في العاصمة النمساوية فيينا وغيرها من مدن البلاد، تمتلىء هذه المساجد بالمسلمين خلال هذا الشهر الكريم ليستمعون إلى الأحاديث الدينية وتفسير القرآن وغيرها من الدروس الدينية التي يلقيها عليهم علماء موفودون من الأزهر الشريف بمصر وغيره من منارات العلم في العالم الإسلامي.
تجميع المسلمين
بالطبع يختلف إحياء المركز الإسلامي في العاصمة فيينا للشهر الكريم عن غيره من المساجد الصغيرة المنتشرة في باقي المدن حيث تتولى الدول الإسلامية تمويل هذا المركز وتزويده بالعلماء ويقوم المركز بتقديم وجبة الإفطار للمسلمين طوال الشهر المبارك.
هناك أيضا المراكز الإسلامية التي تمولها الجالية التركية والتي تزود المسلمين بالكتب الدينية وباللحوم والدجاج المذبوح على الطريقة الإسلامية.
وفي النمسا أيضا يلعب النادي المصري وهو منتدى أسسته الجالية المصرية دورا مهما في تجميع المسلمين خاصة المصريين على حفلات إفطار جماعية طوال شهر رمضان ثم تنظيم صلاة عيد الفطر وهي المناسبة التي يحتفل بها المسلمون في جو يسوده الحب والتآلف والمرح. من قلب أوروبا إلى أقصى شمالها في السويد حيث يمثل المسلمون هناك ثاني أكبرجماعة دينية بعد المسيحية وحيث ينتشر الإسلام بسرعة. تتحدث السيدة نهيلة مؤسسة جمعية المرأة المسلمة في السويد عن احتفالات المسلمين في السويد بشهررمضان والمشكلات التي تواجههم باعتبارهم أقلية، تقول نهيلة ان رؤية هلال رمضان من أكثر المشكلات التي تواجه المسلمين في السويد وتثير الكثير من الخلافات بسبب عدم وجود كيان واحد يمكن الاعتماد عليه في هذا الموضوع الحيوي. وتضيف قائلة :«انه على الرغم من وجود مركز إسلامي في ستوكهولم فإن خدماته لا تغطي مختلف مناطق السويد كما أن وسائل الإعلام السويدية لا تقدم أي مساعدة في هذا المجال لذلك المسلمون هنا يعتمدون غالبا على رؤية الهلال في مكة المكرمة لتحديد بداية شهر رمضان وعيد الفطر المباركين».
هناك اختلاف واضح بين طريقة المسلمين بالاحتفال بشهر رمضان الكريم في الدول الاسكندنافية التي تقع في أقصى شمال أوروبا وهي الدنمارك والسويد وفنلندا وباقي الدول الأوروبية بسبب قلة عدد المسلمين في المجموعة الأولى مقارنة بعددهم في باقي الدول الأوروبية، ورغم قلة عدد المسلمين في السويد فإنهم ينتظرون شهر رمضان باعتباره مناسبة روحية هامة من العام للعام.
بلاد التنين
ومن شمال الدنيا إلى غربها حيث تقع بلاد التنين أو الصين، فما أن يأتي شهررمضان حتى تمتلىء مساجد الأقاليم الإسلامية بالمصلين وتمتلئ البيوت بالحلوى الخاصة وتقام حلقات الدرس التي يقدم فيها أئمة المساجد الدروس للمسلمين من القرآن والسنة النبوية المطهرة خاصة تلك التي تتعلق بالصوم وآدابه، يصلي المسلمون في الصين صلاة التراويح عشرين ركعة، ويحرص مسلمو الصين على أداء هذه الصلاة وتلاوة القرآن وإحياء ليلة القدر.
بالإضافة إلى الإقبال على الحلوى والتمر طوال الشهر الكريم، وما ان ينتهي الشهر ويحل عيد الفطر المبارك حتى يقبل الناس هناك على تبادل التهانىء بكل بشر وسعادة.
الجانجوي الهندي
إلى الشرق من الصين نجد الهند التي تضم أكبر أقلية مسلمة في العالم حيث يبدأالمسلمون هناك الاستعداد للشهر الكريم مع آخر يوم في شهر شعبان عندما يتم تتجه لجنة الفتوى إلى استطلاع هلال الشهر بعد صلاة المغرب، وما أن يتم التيقن من رؤية الهلال وإعلان ذلك حتى يتصل المسلمون باقاربهم واصدقائهم لتهنئتهم بالشهر المعظم.
ويهتم المسلمون في الهند بإحياء ليلة القدر حيث يصل عدد الذين يصلون التراويح في هذه الليلة إلى ثلاثة اضعاف عددهم في أيام رمضان الأخرى كما يتضاعف عددهم في ليلة ختم القرآن الكريم.
كما يقبل المسلمون في الهند على الاعتكاف في المساجد خاصة في العشر الأواخرمن الشهر، وهناك أطعمة خاصة يقبل عليها المسلمون هناك في رمضان مثل «الجانجوي»وهو نوع معين من الحساء يصنع من الزهور والأرز وشرائح اللحم وهو طبق مفيد جدا عند الإفطار. وتقدم جميع المساجد في الهند هذا الطبق للمصلين الذين يفطرون خارج منازلهم طوال الشهر، وهناك أيضا «الحريرة» وهو نوع من المشروبات يتم تناوله عند الإفطار، كما يقبل الهنود على تناول الفاكهة طوال رمضان.
مسجد جديد
على الرغم من ان المسلمين يشكلون ثلث عدد السكان في تايلند فإن المظاهر الضخمة لاحتفال المسلمين برمضان هناك تجعل الناس تشعر وكأن عدد المسلمين قد تضاعف.
ويحتفل المسلمون عادة هناك بشهر رمضان بافتتاح مسجد جديد في كل مدينة وقرية تقريبا.
ففي كل عام يجمع المسلمون في كل قرية أو مدينة مبالغ مالية من بعضهم البعض لإقامة مسجد جديد ويعمل المسلمون بأنفسهم في بناء هذا المسجد الذي يتم افتتاحه غالبا في شهر رمضان، ويتم حمل حفظة القرآن على الأكتاف تشجيعاً للأطفال المسلمين على حفظ القرآن.
تحرص كل أسرة مسلمة في تايلند حتى الأسر الفقيرة على ذبح الذبائح في أول أيام رمضان احتفالا بقدوم الشهر المعظم، ومن المظاهر الرائعة لشهر رمضان في تايلند حرص المسلمين هناك على تناول الإفطار في جماعات مما يعمق مشاعرالحب والتكافل بين المسلمين.
وفي ماليزيا التي تعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان يستقبل المسلمون شهر رمضان بفرح وبشر عظيمين، ويغير الناس هناك نمط حياتهم طوال الشهر حيث يصبح الاهتمام الأساسي لهم هو قراءة القرآن الكريم وذكر الله والاعتكاف في المساجد.
يبدأ الماليزيون الاستعداد لاستقبال شهر رمضان منذ الأيام الأخيرة في شهر شعبان حيث تستعد المساجد لاستقبال المصلين وتتخذ هذه المساجد زينتها. وتقوم وزارة الشؤون الإسلامية باستطلاع هلال الشهر الكريم يوم 29 من شعبان، وعندما تتم رؤية الهلال تعلن الوزارة ذلك من خلال وسائل الإعلام ويتبادل المسلمون التهاني بقدوم رمضان، كما تقوم السلطات المحلية في مختلف المدن الماليزية بتزيين الشوارع والميادين وإضاءتها بالمصابيح الكبيرة يقيم الأثرياء وكبار التجار في ماليزيا موائد الرحمن في المساجد والشوارع لتقديم وجبة الإفطار للمحتاجين وأبناء السبيل.
كما تحرص أغلب الأسر على اصطحاب كل أفرادها لحضور الصلاة في المساجد بانتظام فيما تنتشر مدارس تعليم القرآن في كل أنحاء البلاد.
الطريقة اليابانية
في بلاد المشرق أو اليابان يتعامل المسلمون هناك مع الشهر الكريم بطريقة خاصة إلى حد كبير نظرا لقلة عددهم في هذه البلاد، لذلك تبدأ الاستعدادات له قبل حلوله بوقت طويل من خلال لجنة تسمى لجنة رمضان والعيدين يتم تشكيلها في المركز الإسلامي في طوكيو، حيث تتولى هذه اللجنة استطلاع هلال الشهر، وعندما يصعب عليهم ذلك فإنهم يتبعون الرؤية في ماليزيا باعتبارها أقرب دولة مسلمة لهم.
وعندما تثبت رؤية الهلال يعلن المركز الإسلامي ذلك، كما يتولى المركز الإجابة على اسئلة المسلمين هناك حول مواقيت الصلاة والفطر، وفي هذه المناسبة يوزع المركز الإسلامي في اليابان إمساكية مطبوعة على المسلمين هناك تتضمن مواقيت الصلاة وميعاد الإمساك والإفطار.
بلاد الزنج
ومن بلاد الشمس المشرقة في أقصى غرب آسيا إلى بلاد الزنج في إفريقيا حيث ليبريا التي تقع على المحيط الأطلنطي، يبلغ عدد سكان ليبريا أربعة ملايين نسمة يشكل المسلمون 15% منهم، ومن أبرز العادات لدى مسلمي هذه البلاد خلال شهر رمضان هو التوقف تماما عن سماع الموسيقى والغناء طوال الشهر حيث يعتبرون أن سماع هذه الأشياء يفسد روحانية الشهر الكريم. وعندما تثبت رؤية هلال رمضان يحتفل المسلمون هناك من خلال اللعب على بعض الأدوات الموسيقية الخشبية التقليدية لإعلان قدوم رمضان الكريم. كما تخصص الإذاعة المحلية هناك ساعات محددة لبث برامج دينية للمسلمين، ويطلق الليبريون على الشخص الذي يوقظهم للسحور«المسحراتي» اسم بابلي، ويردد المسحراتي في ليبريا بعض الأناشيد الدينية المحلية خلال طوافه بالبيوت لإيقاظ الصائمين لتناول سحورهم.
مذاق في المغرب
في المغرب وكما هو الحال أيضا في البلدان الإسلامية الأخرى فان لشهر رمضان مذاقاً خاصاً، خلال عطلات نهاية الاسبوع، يسافر المغربيون الذين يقيمون في المدن الكبيرة إلى الريف للاستمتاع بالهواء النقي وممارسة رياضات تتسم بالمرح، يسمح لموظفي الدولة بالانصراف عن العمل بمجرد سماعهم للتكبير«الله أكبر».
إلى ذلك، من المألوف مشاهدة الناس وهم يعاملون بعضهم بعضا برقة وفي جو من الحنان، وقد نبذوا جميعا البهاء الزائف لهذه الحياة الدنيوية.
في المغرب، تحظى ليلة القدر باحتفال خاص حيث يصطحب الأب أطفاله الذكور بعدالإفطار إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح في جماعة، من جانب آخر، تبقى الإناث من الأطفال في البيوت للتسامر مع الجيران إلى حين عودة الأب، عند عودة الأب، يشترك الجميع في الابتهاج والخروج إلى قلب المدينة للتفريج والتمتع بالمشاهد.
مساجدالباكستان
مع حلول رمضان، يكون الاهتمام الأول للمواطنين الباكستانيين هو أداء العمرة، ويحرص الباكستانيون على عدم إضاعة هذه الفرصة، رغم عسر ظروفهم في الغالب، في الباكستان، تنتشر أسواق الجمعة في كل مكان، وهي توفر للناس حاجاتهم الأساسية بأسعار زهيدة، تبدأ النساء الباكستانيات في إعداد الإفطار منذ وقت مبكر من النهار إضافة إلى تحضير بعض أنواع المشروبات الخفيفة والوجبات، يتم تقديم طعام العشاء بعد صلاة التراويح، وهو في الغالب وجبة لذيذة وإن كانت لاذعة، لكثرة التوابل.
في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر، يختلف الأمر حيث يتجمع الرجال سويا لتناول السحور في مسجد مجاور. وإلى حين حلول موعد السحور، ينشغلون بتلاوة القرآن الكريم ودراسته.
قبل أيام من عيد الفطر (العيد الأصغر) يجري توزيع الحلويات، وتكون المتاجرمفتوحة على مدار اليوم كيما يتمكن الناس من شراء حاجاتهم للعيد، يرتدي الباكستانيون حللا جديدة قبل بدء صلاة العيد، ثم يتوجهون نحو الساحةالعامة التي تقام فيها صلاة العيد. ويعبر الباكستانيون عن فرحتهم بحلول العيد بتقبيل بعضهم بعضا وتبادل التهاني«عيد مبارك».
الموريتانيون والشاي الأخضر
عند بداية رمضان، يسرع الموريتانيون، لاسيما الشباب منهم، لأداء الصلوات الخمس في أوقاتها بالمساجد، يجدر التنبيه إلى أن الموريتانيين يبدأون في الاحتفال بشهر رمضان مبكراً ومنذ أواخر شهر رجب.
في موريتانيا،لا غرابة في مشاهدة الموسرين،وخاصة البخلاء، وهم يبدون التعاطف تجاه المحرومين خلال رمضان، تسود مشاعر التضامن مع الفقراء خلال الشهر الذي يحظون فيه بالمؤازرة من إخوانهم.
في ليالي رمضان، يتم نقل صلاة العشاء والتراويح على الهواء مباشرة من الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، بعد الصلاة يجلس الناس في هدوء للاستماع إلى دروس دينية ومواعظ من علماء وأئمة ثقات، إضافة إلى تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه.
بعد الصلاة، تبدأ مشاهدة الناس وهم يزورون بعضهم البعض ويتناولون الشاي الأخضر، وهو مشروب شائع في موريتانيا.
إيقاع روحاني ألماني
يستقبل المسلمون الذين يعيشون في ألمانيا شهر رمضان مع المؤمنين في الدول الإسلامية على امتداد العالم، في ألمانيا يحل رمضان في جو يختلف تماما عما هو مألوف في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، تستمر الحياة العامة والاجتماعية بذات إيقاعها، ولا يميزها شيء عن سائر الأشهر الأخرى، وفي ألمانيا يختلف طول النهار، ليمثل تحديا في الصيف، غير أنه يمتاز بالقصر الشديد في فترة الشتاء، خلال رمضان الحالي تشرق الشمس نحو الساعة الثامنة صباحا وتغيب عندالرابعة مساء، من بين5،3 ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا، فإن اولئك الذين يعيشون منهم في أحد الأحياء الإسلامية من برلين أو منطقة الرور اللتين تقطنهما نسبة عالية من المسلمين ربما يتذكرون شوارع القاهرة واسطمبول المهجورة إثناءالإفطار، نقلت الصحيفة الإسلامية عن علي اوزكان، وهو مسلم من برلين، قوله إن من سمات هذا الشهر المبارك أن الحياة الاجتماعية للمسلمين تصبح لافتة للنظر مقارنة بالأشهر الأخرى من العام.
المسلمون الذين يعملون بنظام المناوبة (الورديات) يتعين عليهم استغلال فترات الراحة القصيرة التي تتخلل العمل للإفطار، ومن المحتمل عمل ترتيبات لهم لاسيماوأن الشركات الكبيرة التي تقوم بتوظيف أعداد كبيرة من المسلمين تعالج مثل هذه الأمور بصورة واقعية، غير أن المسلمين يفضلون تناول الإفطار في جو أجمل في بيوتهم مع أفراد أسرهم وأصدقائهم.
اولئك الذين يقيمون في الخارج بمفردهم وبعيدا عن عائلاتهم يتجمعون في جمعياتهم وأنديتهم المحلية للاحتفال، ويشارك الألمان منفتحي العقل في هذه التجمعات التماسا لفهم معتقدات المسلمين، كما يشارك بعضهم في الصيام ليومين مثلا في سبيل تجربته والإحساس به، في الواقع، قال حسن اوزدوقان، رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا، في رسالة له إن عدة جمعيات ستقوم بدعوة الجيران من غير المسلمين إلى الإفطار.
رمضان في أمريكا
رمضان هو وقت الابتهال والتفكر بالنسبة لملايين المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، تماما كما هو الأمر مع غيرهم من المسلمين في كل مكان بالعالم، وخلال هذا الشهر المبارك من كل عام، يلتقي المسلمون من خلفيات وأصول متنوعة معا للعبادة والاحتفاء بذات الاسلوب المتبع في العالم الاسلامي.
ويوفر رمضان أيضا للكثيرين من المسلمين الأمريكيين نحو ثلاثة أرباعهم لم يولدوا في الولايات المتحدة فرصة المشاركة كأسرة في ثقافة وتقاليد أوطانهم المختلفة.
يزداد وعي الأمريكيين من مختلف المشارب برمضان، وأهميته للمسلمين، وفي كثير من المجتمعات، يشارك المسلمون الأمريكيون عقيدتهم مع جيرانهم وأصدقائهم، ومن بين الأمثلة:
يجري تنظيم فعاليات التوعية برمضان في داخل دور الكليات والجامعات على امتداد الولايات المتحدة، بما فيها عروض في المكتبات، وجبات إفطار وحصص دراسية عن الإسلام.
في العديد من المجموعات على إمتداد الولايات المتحدة، يستغل المسلمون الأمريكيون شهر رمضان في تعليم الإسلام لغير المسلمين في أمريكا وذلك عن طريق عقد أنشطة مفتوحة في المساجد المحلية والمراكز الإسلامية، وتنظيم أسواق خيرية للعيد، ومحاضرات عامة حول رمضان والإسلام، ووجبات إفطار للذين لا مأوى لهم، وقوافل لتوزيع الأطعمة المعلبة وغيرها من الأنشطة.
في بعض المجموعات، بما فيها واشنطن العاصمة، تقوم محطات التلفزة المحلية ببث تحايا وأمنيات يومية بمناسبة رمضان.
يجري تنظيم وجبات الإفطار العامة للمسلمين وغيرهم بين العديد من المجموعات على امتداد الولايات المتحدة.
جرى إعداد بعض المواقع على الشبكة الدولية للمعلومات (الويب) لمساعدة المسلمين على امتداد أمريكا للوصول إلى غير المسلمين في مجتمعاتهم المحلية خلال فترةرمضان.
تنظم الجماعات والمنظمات الاسلامية الأمريكية الكبرى فعاليات خاصة وتقوم بتوزيع منشورات تعريفية بالإسلام خلال رمضان لترقية ونشر الثقافة والمعرفة الإسلامية.
خلال السنوات الثلاث الأخيرة، استضافت وزارة الخارجية الأمريكية إفطارارمضانيا لأبرز القادة والزعماء الأمريكيين المسلمين، وجرت إقامة صلوات للمسلمين داخل مجلسي النواب والكونغرس الأمريكيين.
في العام الماضي،استضاف الرئيس جورج دبليو، بوش إفطارا رمضانيا في البيت الأبيض، رحب فيه بممثلين عن 53 بلداً إسلامياً، إضافة لذلك، استضاف كل من وزير الخارجية، كولن باول،ووزير الدفاع،دونالد رامسفيلد، على حدة إفطارا رمضانيا.
في خطابه لعام 2001 للمسلمين في العالم في مناسبة حلول رمضان، قال الرئيس جورج بوش«نبعث بأمنياتنا الصادقة للمسلمين في أمريكا وعلى امتداد العالم من أجل الصحة والرفاهية والسعادة خلال رمضان وعلى امتداد العام الجديد، إن العالم بأسره يواصل الانتفاع من هذه العقيدة ومنجزاتها، إن رمضان والعطلة القادمة لفرصة طيبة للناس من ذوي المعتقدات المختلفة كيما يتعلموا أكثر عن بعضهم البعض، وكلما تعلمنا أكثر، كلما اكتشفنا وجود العديد من الالتزامات المشتركة على شكل واسع، إننا نشارك بعضنا بعضا الالتزام بالأسرة، وبحماية ومودة أطفالنا، إننا نشارك بعضنا البعض الإيمان بالعدل الإلهي، وبالمسؤولية الأخلاقية للفرد، كما نشارك بعضنا أيضا الأمل في مستقبل من السلام، لدينا الكثير مما نشترك فيه، كما أن أمامنا الكثير الذي يتعين تعلمه من بعضنا البعض».
شهد العام الماضي حدثا هاما هو الأول من نوعه حيث قامت مصلحة البريدالأمريكي بإصدار طابع بريد خاص إحياء لذكرى العيد الإسلامي، عيد الفطر، يرمزطابع عيد الفطر للاعتراف بأهمية الوجود الإسلامي في أمريكا، كان للمسلمين الأمريكيين دور نشط في حث حكومة الولايات المتحدة على إصدار طابع بريدي يمثل العطلة الإسلامية، شارك أكثر من 5000 طفل مسلم في الكتابة لمدير عام مصلحة البريد وقامت المجموعات المسلمة الأمريكية بالعمل في أروقة الكونغرس الأمريكي دعما لإصدار الطابع البريدي.
رمضان في كندا
يمثل شهر رمضان للمسلمين الكنديين الذين يقدر عددهم بنحو 800 ألف فرصة للتعرف بجذورهم إذ أن معظمهم ينتمي للجيل الثاني من المهاجرين، ما يعني أنهم لم يعايشوا ثقافة وتقاليد مجتمعاتهم الأصلية، في المناطق ذات الوجود الاسلامي الكبير كمونتريال في كويبك وتورنتو ومناطق أخرى من اونتاريو يؤم المسلمون خلال رمضان،لاسيما الأيام العشر الأخيرة منه، بانتظام على المساجد والمراكزالإسلامية العديدة القائمة.
ويمثل الشهر فرصة طيبة للمسلمين لتوثيق صلاتهم من خلال الزيارات الاجتماعية ولقاءات الإفطار والسحور المشتركة التي تجمع بينهم.
في يوم العيد، أو أقرب يوم عطلة اسبوعية منه، تلتقي الأسر المسلمة في إحدى الدور أو الأماكن العامة التي يتفقون عليها لتبادل التهاني وتناول الأطعمة وأنواع الحلوى المختلفة التي تعدها الأسر في هذه المناسبة، وخلال الشهر يزداد اهتمام الأسر بتعليم أبنائهم دروس اللغة العربية والدين الإسلامي، في مراكزالوجود الإسلامي الكبير تتعدد الاحتفالات الخاصة برمضان وعيد الفطر بين المجموعات المختلفة باختلاف أصولهم من عرب أو باكستانيين أو أتراك أو هنود أو خلافهم.
وفي ليالي رمضان تتحول المراكز الاسلامية والمساجد إلى أسواق يشتري فيها المسلمون حاجاتهم الخاصة التي قد لا تتوفر بيسر في الأسواق العادية، من نحو الزي الإسلامي للإناث، والعطارة والزخارف والملصقات وسجاجيد الصلاة والساعات الناطقة بمواعيد الآذان وبطاقات التهنئة والوسائل التعليمية الاسلامية.
وينتهز المسلمون في كندا، كمنظمات وأفراد، فرصة رمضان في تعريف غير المسلمين بدينهم من خلال دعوتهم للمشاركة في لقاءات الإفطار أو جلسات الدراسة والتوعية الدينية.
كما تحظى المناسبة باهتمام من وسائل الإعلام المختلفة، المرئية أو المسموعة أو المقروءة، في إطار سياسة من التعايش الديني يتم الحرص عليها في مجتمع يعج بالمعتقدات والثقافات المختلفة، وتقوم محطات التلفزة الوطنية بنقل مشاهد من صلاة العشاء والتراويح في الحرمين الشريفين.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
قضية العدد
تحت الضوء
الطابور الخامس
الجريمة والعقاب
تكنولوجيا الحرب
فن الادراة
حول العالم
الطب البديل
تحت المجهر
العاب الكمبيوتر
الفن السابع
عالم الاسرة
كتاب الاسبوع
ثقافة عالمية
رياضة عالمية
عواصم ودول
الفيروسات والاختراقات
نادي العلوم
هنا نلتقي
الصحة والتغذية
ملف المياه
عالم الغد
الصحة والتأمين
أنت وطفلك
ملف العدد
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved