الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 13th January,2004 العدد : 65

الثلاثاء 21 ,ذو القعدة 1424

ألم يكن هناك ما هو أفضل..؟!
هالني ما سمعت..
وما قرأت..
وما كان مثيراً لانتباهي..
غريباً على كثير من قناعاتي..
بما فاجأني به الزملاء من حدة في التعبير عن وجهات نظر لهم..
وبالانفعال على نحو ما قرأنا لهم من آراء..
ولا بأس في هذا، لو أن تلك الآراء لم تخرج عن السياق المطلوب..
وعلى المضامين التي لا يجهلونها..
وما كان لمثلي إلا أن يحتفي بها لو أن قائليها وكاتبيها من الزملاء أحسنوا في تقديمها لمن وجهوها لهم بأسلوب مغاير لذلك الطرح..
***
أقول هذا توطئة لكلام مخلص من محب عن هيئة الصحفيين السعوديين وما أدراك ما هيئة الصحفيين السعوديين في يوم ميلادها الذي أُخر لبعض الوقت وعسى ألا يُؤخر لكثير من الوقت..
وأقول هذا عن زملاء أعزاء أجلهم وأقدرهم وأشعر بمرارة وأسى كلما تنامى إلى علمي أو قيل لي ان سوءاً قد مس أياً منهم..
أقول هذا لأقلام وآراء لها مكانتها الكبيرة عندي ولا تزال، وأعتذر لها إذا ما كان هناك خطأ قانوني أو استراتيجي يستوجب مثل هذا الاعتذار لأن رؤساء التحرير رشحوا أنفسهم لمجلس ادارة الهيئة ثم أعلنوا عن انسحابهم..
مع أن مثل هذا الخطأ لم يتبين لي ولا لغيري ولا لهم بالتأكيد إذ إن قوائم المرشحين بمن فيهم رؤساء التحرير كانت بتصرفهم، وكان عليهم فيما لو عُقد الاجتماع حجب الأصوات عن رؤساء التحرير وإعطاؤها لغيرهم دون كل هذه الضجة المفتعلة وغير المبررة..
***
ولقد أحسن رؤساء التحرير وهم يتيحون الفرصة لهؤلاء الزملاء لنشر وجهات نظرهم، وفتح المجال أمامهم للتعبير عن كل قناعاتهم وتصوراتهم ضمن ما تتمتع به صحافتنا من هامش ملموس في التعبير المسؤول عن كثير من القضايا التي تمس مصالح المواطنين..
وبين هذه القضايا هذه التجربة الانتخابية الجديدة التي صعُب على بعض الزملاء أعضاء هيئة الصحفيين السعوديين تمريرها مع وجود رؤساء التحرير على قائمة المرشحين وبهذا العدد الكبير..
فضلاً عن عدم قبول الزميلات بتهميش دورهن وفق ما تم الاعلان عنه من تفاصيل عن آلية الانتخابات وشروطها ومتطلباتها التي اطلع الجميع عليها..
***
وهذه وجهات نظر نسلم بها ونحترمها ونقدرها لقائليها ومتبنيها والمنادين بها لو أن مثل ذلك تم بشيء من الهدوء والموضوعية، وهو ما كان سيأخذها إلى نتائج أسرع وأفضل باتجاه ما يتفق الجميع عليه من أنه يصب في مصلحة الهيئة والمنتمين لها من الإعلاميين وبخاصة من الصحفيين..
***
ما أريد أن أقوله: إن تأجيل الانتخابات بهدف فتح المجال أمام من يرغب من الزملاء في الاشتراك في الهيئة أو الترشيح لمجلس الادارة هو فسحة للجميع لمراجعة المواقف والتحضير الأفضل للجمعية، ومن ثم الاطمئنان إن شاء الله على أن الجمعية لن تولد ميتة..
ما أريد أن أقوله أيضاً :إن التعامل مع مثل هذا الحدث ينبغي أن تصاحبه نظرة واقعية تمكننا جميعاً من اعطاء الصوت لمن يستحقه عند اختيار الزملاء لأول مجلس لإدارة الهيئة..
وما أريد أن أقوله كذلك: إن مسؤولية العضو لا تقتصر ولا تنتهي عند اختيار أعضاء مجلس الادارة، وإنما ينبغي أن تمتد هذه المسؤولية ومن الجميع إلى بذل كل جهد ممكن لإنجاح هذا المشروع الكبير..
وما أريد أن أقوله أخيراً: إن على رؤساء التحرير أن يستجيبوا لرغبة الزملاء بالاكتفاء بما قدموه من جهد خلال فترة التأسيس، ويتركوا إدارة الجمعية لمن يرغب من الزملاء لاستكمال العمل الكبير الذي تحتاج إليه وقد فعلوا ذلك بإعلانهم الانسحاب..
***
وبهذا، أستطيع أن أقول أخيراً لقد كفى الله رؤساء التحرير ما كانوا سيلاقونه لو أمضوا المزيد من الوقت في التطوع لخدمة الجمعية، وبالتالي خدمة الزملاء بتبني ما كانوا يفكرون فيه، بل وبما يكون قد غاب عنهم في ظل هذا الحماس الزائد الذي صاحب إعلان دعوة المنتخبين للهيئة لترشيح من يتوسَّمون فيهم الخير لمجلس إدارتها.


خالد المالك

أمراض القلب والاوعية الدمية (1نم2)
القاتل الصامت...يفتك بالملايين

* إعداد: د. محمد أبو خميس (*)
تعتبر أمراض القلب الأكثر شيوعاً وخطورة على صحة إنسان هذا العصر ، وتمثل المسبب الأول للوفاة، ويمكن أن يصاب أي إنسان بأحد هذه الأمراض لما لها من علاقة مباشرة بسلوكياتنا وعاداتنا، وتزداد الخطورة في أن هذه الأمراض غالباً ما تكون مفاجئة ولا يشعر الإنسان بحالة القلب ولا بأعراضها إلا بعد الفحوصات التشخيصية، وهذا يستوجب على كل إنسان الإلمام بقدر مناسب من المعرفة والمعلومات الأساسية عن أمراض القلب ومسبباتها وسبل الوقاية منها ومعالجتها، وهذا هو الهدف من طرق هذا الموضوع المهم .
وقبل الخوض في الموضوع كان لابد من إعطاء القارئ فكرة موجزة عن التركيب التشريحي والوظيفي للقلب والأوعية الدموية في محاولة للمساعدة على إدراك واستيعاب ملابسات الإصابة بهذه الأمراض.
القلب هذا الكائن المدهش
قلب الإنسان هو عضو رائع ومدهش في تكوينه وعمله يقوم بضخ الأكسجين ، والدم الغني بالعناصر الغذائية إلى جميع أجزاء الجسم من أجل استمرارية الحياة شكله يشبه حبة الكمثرى المقلوبة، هذه المضخة العضلية القوية بحجم قبضة اليد ، تقوم بضخ 67 ليترات من الدم كل دقيقة، وعندما ينقبض القلب فإنه يضخ الدم خلال نظام الأوعية الدموية «الدورة الدموية» هذه الأوعية هي أنابيب مطاطية عضلية ليفية تسمح بمرور الدم إلى كافة أجزاءالجسم، ويعتبر الدم هاماً وأساسياً ، فبالإضافة إلى قيامه بحمل الأكسجين، والعناصر الغذائية إلى أنسجة الجسم ، فهو يحمل أيضاً ثاني أكسيد الكربون والفضلات الأخرى من الأنسجة إلى جهاز الإخراج لطرحها مع البول، والدم ضروري لاستمرارية الحياة، ولدعم صحة جميع أنسجة وأجهزة وأعضاء الجسم.
هناك ثلاثة أنواع من الأوعية الدموية Blood Vessels . الشرايين Arteries وتبدأ بشريان الأورطي Aorta أكبر شريان يغادر القلب، وتحمل الشرايين الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى جميع أنسجة الجسم ، والشعيرات الدموية Capillaries هي أوعية صغيرة ورفيعة تتصل بالشرايين والأوردة، أما النوع الثالث فهي الأوردة Veins ، وهي التي تعود حاملة الدم الخالي من الأكسجين إلى القلب، ويعتبر الوريد الأبهر العلوي ، والسفلي أكبر الأوردة.
شبكة أسطورية
وشبكة هذا النظام الواسع للأوعية الدموية من الشرايين ، والأوردة، والشعيرات الدموية . يتعدى طولها 000 ،60 ميل ، وهذا يزيد عن ضعف محيط الكرة الأرضية، يقع القلب تحت القفص الصدري ، على الجهة اليسرى من عظمة القص وبين الرئتين.
إن الأوعية الدموية التي تدخل القلب هي الأورطي ، والوريد الأبهر العلويSuperior Vena Cava والشرايين التاجية Coronary Arteries .
يشتمل القلب على أربع حجرات داخلية ، وينقسم إلى جزء يمين ، وجزء يسار ، ويفصل بينهما جدار عضلي يسمى الحاجز Septum ، وهذان الجزءان اليمين واليسار ينقسمان أيضاً إلى حجرتين علويتين يسميان الأذينين Atria وتستقبل الدم من الأوردة والحجرتان السفليتان يسميان البطينين Ventricles وهما اللتان تضخان الدم داخل الشرايين، ويعمل الأذينان ، والبطينان معاً في الانقباض والانبساط لدفع الدم خارج القلب، ولدى خروج الدم من كل غرفة في القلب ، فإنه يمر من خلال صمام وهناك أربعة صمامات داخل القلب: الصمام التاجي (الإكليلي ) Mitral Valve الصمام ثلاثي الشرفات Tricuspid Valve الصمام الأورطي Aortic Valve الصمام الرئوي Pulmonic Valve ، والصمام ثلاثي الشرفات ، والصمام التاجي يقعان بين الأذينين ، والبطينين، أما الصمام الأورطي ، والصمام الرئوي يقعان بين البطينين والأوعية الدموية الرئيسية التي تخرج من القلب .
إن صمامات القلب تعمل باتجاه واحد، وتمنع الدم من العودة في الاتجاه الخاطئ المعاكس، وكل صمام له مجموعة من الأجنحة ( الشرفات )، الصمام التاجي له شرفتان ، وللصمامات الأخرى ثلاث شرفات، وتثبت كل شرفة بحلقة داعمة من نسيج ليفي قوي تساعد على سلامة الصمام، كما أن شرفات الصمام التاجي ، والصمام ثلاثي الشرفات مدعمة أيضاً بخيوط ليفية قوية تسمى أوتار القلب وتشبه أوتار الباراشوت.
الشرايين التاجية ونبض القلب
مثل جميع أعضاء أنسجة الجسم ، يحتاج القلب إلى إمداده بالأوكسجين ، والعناصرالغذائية، ويتم إمداد القلب بالدم من خلال شبكة من الشرايين على سطح القلب تسمى الشرايين التاجية، هناك اثنان رئيسيان من الشرايين التاجية يتفرعان من الأورطى ، وهما الشريان التاجي الأيمن ، والشريان التاجي الأيسر.
يعمل الأذينان ، والبطينان معاً ، فينقبضان وينبسطان بالتناوب من أجل ضخ الدم من القلب، هناك جهاز ونظام كهربائي للقلب يعتبر مصدر القوة ويجعل القلب مؤهلاً للوظيفة التي يقوم بها، فتقوم المحفزات الكهربائية بتنبيه ضربات القلب، وتتحرك هذه المحفزات بمسارات خاصة خلال القلب، وتبدأ المحفزات على هيئة حزم صغيرة من خلايا خاصة تدعى العقد، ومن هذه العقد ما يوجد في الأذين الأيمن لتنظيم سرعة ضربات القلب الطبيعية، وهناك عقدة في مركز القلب بين الأذينين والبطينين تعتبر بمثابة مدخل لإبطاء الإشارات الكهربائية لانقباض الأذينين قبل البطينين، كما أن هناك شبكة من الألياف تدعى ( هس ) ترسل إشارات للبطينين لانقباضهما ويتراوح المعدل الطبيعي لضربات القلب بين 50100 نبضة في الدقيقة وقت الراحة، يقوم الطبيب بجس النبض من أجل الكشف على إيقاع القلب وسرعته وانتظامه، وكل نبضة تقابل نبضة القلب التي يدفع بها الدم داخل الشرايين، ومن المفيد لكل إنسان تعلم كيفية قياس النبض من أحد مقدمي الرعاية الصحية.
ضغط القلب
ضغط الدم هو القوة أو الضغط الموجود في الشرايين أثناء دفع الدم فيها إلى أجزاء الجسم ويتم تسجيل الضغط على هيئة مقياسين :
الانقباضي : Systolic وهو الضغط في الشرايين خلال مرحلة انقباض القلب (الرقم الأعلى).
الانبساطي : Diastolic وهو الضغط في الشرايين عند ارتخاء ( انبساط )القلب بين النبضات ( الرقم الأصغر ) ،100 130وضغط الدم الطبيعي للبالغين أثناء فترات الراحة والاسترخاء حوالي 4/3/4/3/4/3/4/3 80
ويمكن أن يرتفع الضغط أو ينخفض ، ويعتمد ذلك على السن ، وحالة القلب والانفعالات والنشاط والأدوية التي يتناولها الشخص.
إن قراءة واحدة عالية لاتعني أن الشخص لديه ارتفاع ضغط دم . فلابد من قياس الضغط في أوقات متعددة ومختلفة أثناء الراحة للتأكد من أن الرقم يمثل القيمة الخاصة بضغط الإنسان.
أمراض الصمامات
تقع صمامات القلب عند مخرج كل حجرة من حجرات القلب الأربع وكما أشرنا سالفاً تحتفظ الصمامات بخاصية الاتجاه الواحد لتدفق الدم خلال القلب، وعندما لا تعمل الصمامات بطريقة صحيحة ولا تقوم بوظيفتها على الوجه المطلوب يكون الشخص مصاباً بمرض الصمام، الذي يغير من شعور الفرد، وقدراته، ونشاطاته اليومية . وهناك أنواع عديدة لأمراض الصمامات : منها ما ينشأ قبل الولادة ( وراثياً )، وهناك نوع آخر مكتسب خلال الحياة ، وفي بعض الأحيان فإن مرض الصمام قد لا يكون معروف السبب، كما أن هناك أسباباً أخرى لمرض الصمام مثل : مرض الشريان التاجي ، النوبة القلبية ، اعتلال عضلة القلب، نقص التنبيه العصبي للشريان الأورطي ، مرض الزهري ، ارتفاع ضغط الدم ، أمراض النسيج الضام ، وإلى درجة ضئيلة الأورام أو بعض أنواع الأدوية والإشعاع ورغم ذلك هناك نوعان رئيسيان لمرض الصمام : ضيق الصمام Stenosis ، والنوع الآخر عدم كفاية أو قصور الصمام Insufficiency ويسمى الصمام المثقوب أو (الدالف) Leaky Valve ومرض الصمام الوراثي ( قبل الولادة ) هو وجود خلل أو عيب في الحجم أو تشوه في الشرفات، وإن اعتلال الصمام الأورطي ، والصمام الرئوي هما الأكثر إصابة بمرض الصمام الوراثي. أما مرض الصمام المكتسب فيتضمن ظهور مشكلات وصعوبات في الصمامات التي كانت طبيعية وسليمة، وهذه المشكلات يمكن أن تشمل تغييرات في تركيب الصمام، أو إصابته بعدوى ، وتحدث التغييرات في نسيج الشرفات أو الأوتار فتتمدد وترتخي وتصبح غير طبيعية، وأحياناً أخرى سميكة ، ومتكلسة ، وصعبةالحركة، أو يمكن أن تحتوي الشرفات على ثقوب أو تتمزق ، وقد تتمدد وتتوسع حلقة الصمام أكثر من الطبيعي أما العدوى التي تصيب الصمامات فمصدرها الحمى الروماتيزمية ،
وعدم المعالجة الكاملة لأسبابها وفي مقدمتها بكتيريا المكورات العقدية Streptococcal مثل التهاب الحنجرة بعدوى هذه المكورات، ومن حسن الحظ فإن علاج البنسلين قد أحدث انخفاضاً ملحوظاً في هذا النوع من مرض الصمام ،
الذي يغلب انتشاره لدى الأطفال بين 515 عاماً ، ولكن أعراضه يمكن أن لا تلاحظ حتى 2040 عاماً لاحقة.
أما الحالة الثانية للعدوى فهي التهاب بطانة القلب البكتيري Bacterial Endocarditis وتحدث هذه الحالة عندما تدخل الميكروبات خاصة البكتيريا ، مجرى الدم عن طريق الجلد والفم والأمعاء ، وتهاجم الصمامات والغشاء الداخلي للقلب مسببة ثقوبا في الصمام ، أو ندبا في نسيج الصمام وينجم عن ذلك صمامات متسربة ( دالفة ) . ويمكن للبكتيريا دخول مجرى الدم أثناء بعض الإجراءات الطبية مثل علاج وتنظيف الأسنان ، والجراحة العامة ومنظار القولون والأمعاء ومنظار المثانة، والحقن الوريدية، أو الإصابة بعدوى شديدة وتصبح أمراض الصمامات وعيوبها المتسببة عن العدوى أكثر خطورة على المصاب وتزيد من خطورة إصابته بالتهاب الغشاء الداخلي المبطن للقلب . حتى الطبيب لا يعرف متى تدخل البكتيريا مجرى الدم فالحمى والرعشة وأعراض البرد والأنفلونزا قد تكون المؤشرات الوحيدة لالتهاب الغشاء الداخلي المبطن للقلب . مما يحتم على المريض إبلاغ الطبيب بحالته لاتخاذ التدابير اللازمة .
مرض الشريان التاجي
Coronary Artery Disease
ويمكن تسميته أيضاً نقص التروية القلبية
Ischemic Heart Disease ، كما أن مرض الشريان التاجي يسبب الذبحة الصدرية Angina Pectoris ، والنوبة القلبية HeartAttack أو
(Myocardial Infraction)ويعتبر مرض الشريان التاجي أكثر أمراض القلب شيوعاً وهو المسبب الأول للوفاة بين الرجال والنساء ، وعلى سبيل المثال يصيب أكثر من 5 ملايين أمريكي سنوياً ،وإن أكثر من 000 ،500 أمريكي يموتون بالنوبة القلبية التي سببها مرض الشريان التاجي ، منهم 24% من الرجال ، و 42% من النساء، وهناك أكثر من 2 ،6 ملايين إنسان في الولايات المتحدة الأمريكية لديه ذبحة صدرية ، منها حوالي3 ،2 مليونمن الرجال ، و9 ،3 ملايين من النساء وأثبتت بعض الدراسات أن احتمال إصابة المرأة خلال حياتها بمرض القلب التاجي تصل إلى نسبة 46% تقريباً ( أي امرأة في كل اثنتين ) ، أن هناك أكثر من 000 ،350 حالة جراحة تحويل الشريان تجرى كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعتبر أمراض الشرايين التاجية المسببة الأولى للإعاقة المبكرة الدائمة بين العمال الأمريكيين، وينشأ مرض الشريان التاجي من خلال ترسب المواد الدهنية في الدم على الجدران الداخلية للشرايين تدريجياً مسبباً تضييقها ، وإعاقة تدفق الدم خلالها بشكل طبيعي، وثبت أن ترسب الدهون على جدران الأوعية الدموية يبدأ قبل سن المراهقة ( من 1319 عاماً )، ومع تقدم العمر، فإن المواد الدهنية التي يتم بناؤها تسبب أضراراً خطيرة لجدران الأوعية وفي محاولة للالتئام الذاتي، فإن الخلايا تفرز بعض الكيماويات التي تجعل الجدران أكثر سمكاً، وهناك مواد أخرى تسبح في مجرى الدم تبدأ أيضاً بالالتصاق بجدران الأوعية، وتشمل هذه المواد خلايا الالتهاب ،والبروتينات ، والكالسيوم ، والدهون وغيرها . وتتحد كل هذه المواد لتشكل طبقةتدعى البليك (Plaque) التي تسبب ضيق الشرايين ، أو تصلب الشرايين Atherosclerosis ومع مرور الوقت تزداد طبقة البليك والذي يحدث أن الصفيحات الدموية تتجلط حول البليك، وهذه الجلطات تسبب تضييقا أكثر للشرايين، أو سدها.، والأوعية الدموية المسدودة يمكن أن تؤدي إلى تشكيل دورة دموية جانبية من شعيرات دموية صغيرة كفروع من الشريان تتشكل مع مرور الوقت نتيجة لضيق الشرايين التاجية، والدورة الجانبية (التحويلة) المسماة Bypass تتجاوز منطقة التضييق ، وتساعد على إعادة تدفق الدم وعلى الرغم من ذلك ، وأثناء بذل الجهد والنشاط، فإن الدورة الجانبية قد لا تتمكن من تزويد عضلة القلب بالأوكسجين الكافي وفي حالات أخرى فإن جلطة الدم يمكن أن تقفل وتمنع وصول الدم إلى عضلة القلب مسببة حالة تدعى «أعراض تاجية حادة» وتدل هذه الحالة على ثلاثة أنواع من مرض الشريان التاجي : الذبحة الصدرية غير المستقرة Unstable Angina ، والنوبة القلبية Heart Attach .
نقص التروية Ischemia
نقص التروية هو تدفق غير كاف من الدم إلى بعض أجزاء الجسم ، بسبب ضيق أو قفل الأوعية الدموية التي تقوم بتزويد هذا الجزء بالدم.
نقص تروية عضلة القلب Ischemia of Heart Muscle هي حالة تؤدي إلى ذبحة صدرية أما حالة نقص تروية عضلة بطن الساق عند ممارسة النشاط تحدث غالباً لدى المسنين الذين يعانون من تصلب الأوعية الدموية وضيق الشرايين يحد ويقلل من إمداد الدم الغني بالأكسجين لمواجهة الاحتياجات الصحية ولهذا يحدث تشنج أو انقباض عضلة الساق Cramping وهذا ما يسمى نقص التروية.
ويمكن مقارنة نقص تروية عضلة القلب، بتشنج عضلة الساق لدى ممارسة التدريب البدني لوقت طويل فالقلب أيضاً هو عضلة تحتاج إلى الأكسجين والمغذيات لاستمرارية العمل ، وعدم كفاية إمدادها بالدم لحاجة عضلة القلب يؤدي إلى نقص تروية للعضلة القلبية، وقد يشعر المصاب بألم وضغط في الصدر أو أعراض أخرى .وغالباً ما تحدث حالة نقص التروية عندما يحتاج القلب إلى زيادة من الأكسجين.وهذه الحالة تكون أكثر شيوعاً مع واحدة ، أو أكثر من الحالات الأربعة الآتية :
الإجهاد Exertion ، الأكل Eating ، الانفعال Excitement ، والتعرض للبرد Exposure to cold .
النوبة القلبية
Myocardial Infraction
النوبة القلبية تعني ضرراً دائماً في عضلة القلب ، وقد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب بسبب نقص إمداد الدم، وتدل بعض الإحصائيات على أن أكثر من مليون أمريكي لديهم نوبات قلبية كل عام إن ما يحدث في حالة النوبة القلبية يشبه ما سبق شرحه تحت مرض الشريان التاجي .أما اضطراب إيقاع القلب Arrhythmia فيسمى أيضاً عدم انتظام ضربات القلب Abnormal (Irregular Heart Rhythm) ويتراوح إيقاع القلب الطبيعي (نبض القلب )بين 50100 نبضة في الدقيقة وأن سرعة أو بطء ضربات القلب له علاقة بالنشاط البدني ، والقلق والهم والانفعالات ، والحمى ، وبعض الأدوية ، وغيرها من الأسباب الطبيعية، وهناك نوعان رئيسيان لاضطراب إيقاع القلب هما : انخفاض ضربات القلب Bradycardia ، وسرعة ضربات القلب Tachycardia والتي تصل إلى أكثرمن 100 نبضة في الدقيقة .
أسباب عدم انتظام ضربات القلب
تتضافر عوامل مختلفة لتسبب عدم انتظام ضربات القلب ،منها أمراض الشرايين التاجية أو عدم توازن الأيونات الكهربائية ( اليكترولايت ) مثل الصوديوم والبوتاسيوم تغييرات في عضلة القلب ، أو أي أضرار من النوبة القلبية أو أثناء مرحلة النقاهة بعد جراحة القلب، كما يمكن أن تحدث حالة اضطراب إيقاع القلب لدى القلب الصحي والطبيعي.
وبالنسبة للوقاية وعلاج الحالة فإن ذلك يعتمد على نوعية وخطورة الحالة، وقد يكون العلاج ضروريا في بعض الأحيان . وهناك العديد من الإجراءات العلاجية والطبية والجراحية، ولكن ما يهم الناس وهو ما أود التنبيه إليه وهو الحرص على تغيير نمط الحياة للأفضل، وعند ملاحظة حدوث اضطراب في ضربات القلب ، وتكرارالحالة فهناك عادات وأنشطة معينة ينبغي تجنبها والإقلاع عنها ومن أهمها :الإقلاع عن التدخين نهائياً ، التوقف عن تناول الكحوليات ، التوقف أو الإقلال لأدنى حد من استخدام الكافيين ، خاصة لبعض الناس الحساسين للكافيين ، الذين يلاحظون زيادة الأعراض عندما يتناولون مركبات الكافيين مثل الشاي ، والقهوة ،والكولا كولا ومثيلاتها وكذلك الحذر من استخدام المنبهات في شراب السعال، وأدوية البرد لأن مثل هذه العلاجات تحتوي على عناصر تزيد من اضطراب أو عدم انتظام ضربات القلب.
مرض هبوط القلب
Heart Failure
لا يعني هبوط القلب ، أن القلب قد توقف عن العمل ، ولكن القلب أصبح غير قادر على ضخ الدم على الوجه المطلوب وبالتالي غير قادر على توفير احتياج الجسم الثابت من الأكسجين والعناصر الغذائية، ونتيجة لهذه الحالة ، فإن جدران القلب تتمدد لتحتوي مزيداً من الدم، وتصبح جدران عضلة القلب أكثر سمكاً لتضخ الدم بقوة أكبر، وتتسبب الكليتان في احتفاظ الجسم بالسوائل والصوديوم ، وهذا ما يزيد من كمية الدورة الدموية في القلب والأوعية الدموية، كما أن الجسم يتعب أيضاً من خلال إفراز الهرمونات التي تجعل القلب يعمل بجهد أكبر، ومع مرورالوقت فإن هذه الآليات التعويضية الداعمة تفشل ، وتبدأ أعراض هبوط القلب بالظهور مثل، التمدد الزائد للرباط المطاطي ، وتناقص قدرة القلب على الانبساط والتقلص ، ويحدث ضرر أو تلف في عضلة القلب وتصبح غير قادرة على دفع الدم بفعالية.
وقد يظهر الدم والسوائل في الذراعين ، والساقين ، والكعبين ،والقدمين والكبد والرئتين ، وأعضاء أخرى ويصبح الجسم مليئاً بالسوائل، وهذه الحالة تسمى هبوط القلب الاحتقاني Congestive ، وهبوط القلب هي حالة متقدمة حتى ولو لم يحدث أي ضرر جديد في القلب وتعتبر حالة هبوط القلب هي المشكلة الرئيسية في العالم وفي الولايات المتحدة مثلاً هناك حوالي6 ،4 ملايين أمريكي مصاب بالحالة، وحوالي 550 ألف حالة هبوط قلب تحدث كل عام ويعتبر هذا المرض السبب الأول للتنويم في المستشفى للمرضى الأكبر من 65 عاماً.
مسببات هبوط القلب
يعتبر مرض الشريان التاجي أحد مسببات هبوط القلب حيث يؤدي إلى معاناة القلب من جراء نقص الأكسجين والمغذيات ( حالة نقص التروية ) والتي تؤدي بعد فترة قصيرة إلى الإصابة بالنوبة القلبية، وإصابة عضلة القلب بضرر دائم، وكذلك الضرر في عضلة القلب بسبب العدوى أو الإدمان على شرب الكحول، أو الإدمان على الأدوية أو لسبب غير واضح .
وهناك حالات أخرى تتسبب في زيادة عمل القلب أكثر من طاقته مثل : ارتفاع ضغط الدم ، أمراض الصمامات ، مرض الغدة الدرقية ، مرض الكلى ، مرض السكري وعيوب في القلب .
الذبحة الصدرية
Angina Ang Pec oris
تعتبر هذه الحالة أكثر أعراض مرض الشريان التاجي شيوعاً . وتظهر الحالة على هيئة إحساس بعدم ارتياح ، وثقل وضغط وآلام في الصدر ، وحرقان وامتلاء ، ويمكن أن يكون هناك سوء هضم ويكون الشعور بالذبحة عادة في الصدر، ولكن يمكن الشعور بها أيضاً في الكتف الأيسر، والذراعين ، والرقبة ، والحنجرة والفك والظهر.
ماذا يفعل المريض عند الشعور بالذبحة الصدرية؟
عند بدء الإحساس بأعراض الذبحة على المريض التوقف عن العمل والنشاط وأخذالراحة . وإذا كانت لديه وصفة لعلاج نتروجلسرين يأخذ حبة واحدة تحت اللسان حتى تذوب ، أو على هيئة بخاخ تحت اللسان، والانتظار لمدة خمس دقائق، وفي حالة استمرار الذبحة بعد ذلك يتم أخذ جرعة ثانية من النتروجلسرن والانتظار لمدة خمس دقائق، وإذا استمرت الذبحة تؤخذ الجرعة الثالثة، وفي حالة استمرار الذبحة بعد تناول ثلاث جرعات من النتروجلسرين ، وبعد الراحة ، ومرور 15 دقيقة لابد وقتها من استدعاء الإسعاف أو نقل المريض للمستشفى لإسعافه.
أما إذا كانت الحالة التي يشعر بها المريض نوبة قلبية يجب عدم التواني ، واستدعاء الإسعاف في الحال مع مراعاة إعطاء المريض أسبرين، وأن سرعة علاج النوبة القلبية مهم جداً لتخفيف حالة الضرر على القلب.
ونصيحة مهمة.. أن على المريض أن يحمل معه باستمرار النتروجلسرين ومراعاة حفظ عبوة الدواء بعيداً عن الحرارة والرطوبة ، والتأكد من تاريخ الصلاحية على العبوة وعند فتح علبة النتروجلسرين يجب تغييرها كل ستة أشهر.


(*) مركز الأبحاث.. مدير عام الخدمات الصحية لتعليم البنات (سابقا)

..... الرجوع .....

تكنولوجيا الحرب
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
رياضة عالمية
نادي العلوم
الصحة والتغذية
الملف السياسي
فضائيات
من الصفر
السوق المفتوح
العمر الثالث
حياتنا الفطرية
كوارث عالمية
منتدى الهاتف
بانوراما
طب
حرف
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved