Al Jazirah Magazine Tuesday  13/03/2007 G Issue 210
تقارير
الثلاثاء 23 ,صفر 1428   العدد  210
 

بسبب طول شواطئها البالغ 2160 كيلومتراً
تلوث المياه يثير قلق ولاية فلوريدا الأمريكية

 

 
* إعداد - أشرف البربري:

منذ فترة قريبة صدر تحذير دولي من التدهور الحاد في المخزون السمكي العالمي بسبب تلوث مياه البحار والمحيطات وعمليات الصيد الجائر التي تقوم بها سفن عملاقة تقتل ملايين الأسماك الصغيرة وتعيد رميها في البحر من أجل صيد ما تريده من الأنواع غالية الثمن.

وقد نشرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية تقريرا عن تجربة ولاية فلوريدا الأمريكية في إقامة محمية طبيعية للحفاظ على المخزون السمكي.

تقول الصحيفة: عندما يصل طول شواطئها إلى 2160 كيلومترا ويصل حجم صناعة السياحة التي تعتمد بشكل أساسي على جودة مياه شواطئها إلى 62 مليار دولار يصبح من الطبيعي جدا أن يثور قلق ولاية فلوريدا الأمريكية بشأن تزايد معدل تلوث المياه المواجهة لها وتزايد عمليات الصيد الجائر للأسماك في هذه المناطق.

وبعد التحذير العالمي الذي صدر في نوفمبر الماضي من نفاد المخزون السمكي العالمي بحلول 2048 وضع حاكم ولاية فلوريدا جيب بوش شقيق الرئيس الأمريكي جورج بوش وأفراد حكومته خطة رائدة لحماية شواطئ الولاية سواء من التلوث والصيد الجائر وهي الخطة التي يقول بعض الخبراء إنها ستكون نموذجا يمكن تكراره في العديد من الولايات الأمريكية وربما في دول العالم.

أكبر محمية طبيعية

وتتضمن الخطة إقامة أكبر محمية طبيعية بحرية في الولايات المتحدة من خلال حظر الصيد في مساحة تبلغ حوالي 73 كيلومترا مربعا في المحيط الأطلنطي وعلى بعد 112 كيلومترا غرب مدينة كي ويست التي تتضمن متنزه تورتجاس الجاف لتصبح أكبر محمية طبيعية كما ذكرنا في الولايات المتحدة.

يقول ديفيد وايت المدير الإقليمي لمنظمة حماية المحيطات إن هذه الخطة خطوة كبيرة في طريق إدارة النظام الأحيائي البحري في فلوريدا.. فحماية التكامل البيئي في المنطقة بما في ذلك الحاجز المرجاني الحي الوحيد في الولايات المتحدة يستحق بذل المزيد من الجهد. وأضاف أن المحمية البحرية الجديدة سوف تفيد جدا شركات صيد الأسماك وليس العكس؛ لأن الأسماك التي ستتكاثر فيها سوف تنتشر في كل المناطق بعد ذلك.

وتقول منظمة حماية المحيط إن المخزون السمكي في المياه الأمريكية من أنواع القد والجبروبر وهي أنواع كانت منتشرة بكثرة في تلك المياه في وقت من الأوقات قد انخفض إلى أدنى مستوياته على الإطلاق. وأشارت المنظمة إلى أن مخزون أسماك السلحفاة الحمراء في خليج المكسيك انخفض إلى ثلاثة في المئة فقط من مستوياته التاريخية وهو ما يجعل الجميع يتفقون على ضرورة التحرك العاجل من أجل إنقاذ الموقف. وتأتي خطة ولاية فلوريدا في ظل تحركات على مستوى الولايات المتحدة لحماية المياه الأمريكية من التلوث والصيد الجائر.

ففي ولاية كاليفورنيا بدأ العمل في إقامة أول سلسلة من (ملاجئ) الأسماك التي تغطي حوالي 320 كيلومترا مربعا من سانت باربرا إلى سان فرانسيسكو في الجنوب والتي سيتم افتتاحها هذا العام.

وفي يونيو الماضي أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أن أكثر من 224 كيلومترا مربعا حول جزر شمال غرب هاواي النائية التي تشمل عددا من الحواجز والجزر المرجانية سوف تغلق تدريجيا أمام عمليات الصيد التجاري خلال السنوات القليلة المقبلة.

ويقول ديفيد هيلفارج رئيس مؤسسة (حملة الجبهة الزرقاء) وهي منظمة معنية بحماية البيئة ومقرها في العاصمة الأمريكية واشنطن (هناك الكثير من الإمكانيات) التي تنطوي عليها هذه الخطط.

ويأمل هيلفارج أن يؤدي نجاح الحزب الديمقراطي الأمريكي في السيطرة على الكونجرس من خلال انتخابات التجديد النصفي التي أجريت في نوفمبر الماضي إلى حدوث طفرة في جهود حماية البيئة بشكل عام والبيئة البحرية بشكل خاص.

ويقول (نحن نشاهد الكثير من التحركات على المستوى المحلي ومستوى الولايات ولكننا نحتاج إلى إعادة تنظيم هذه الجهود على المستوى القومي ومستوى الحكومة الاتحادية إذا كنا نريد استمرار الحياة البحرية).

حظر الصيد

ومن المنتظر أن تسمح خطة إقامة مناطق حظر صيد على سواحل ولاية فلوريدا للعديد من الأسماك والأحياء البحرية المهددة بالانقراض بالتكاثر واستعادة وجودها. كما ستسمح هذه الخطة لخبراء الأحياء بإجراء الدراسات والمقارنات لمعرفة مدى تأثير الأنشطة البشرية على جودة المياه.

في المقابل فإن خطة ولاية فلوريدا لا تعدم المعارضين لها حيث يقول أصحاب قوارب الصيد الذين يقومون برحلات خاصة للصيد في تلك المناطق إن رحلات الصيد الفردية ليست مسؤولة أبدا عن استنزاف المخزون السمكي فيها. ويقولون إنه بدون فرض قيود على عمليات الصيد التجاري التي تقوم بها شركات عملاقة في خليج المكسيك فإن كل القيود والجهود المبذولة للحفاظ على المخزون السمكي في المياه القريبة من الساحل لن تكون مجدية.

يقول مايك فورلاني الذي يدير قوارب لممارسة رياضة الصيد في فلوريدا: (أنا متواجد على الشاطئ يوميا وأرى ما يعود به أصحاب القوارب الخاصة وهي كميات قليلة من الأسماك لا يمكن أن تؤدي إلى استنزاف المخزون السمكي).

يقول شارلي كريست الحاكم الجديد المنتخب لولاية فلوريدا الأمريكية الذي سيتولى مهام منصبه قريبا وهو أحد معارضي خطة حظر الصيد إن المشكلة من وجهة نظره تتمثل في عمليات الصيد التجاري التي تقوم بها سفن عملاقة والتي تجمع كميات هائلة من الأسماك في المرة الواحدة بما في ذلك الأنواع التي لا تحتاجها من أجل صيد الجمبري أو الروبيان. وأضاف أنه لا يمكن أن تستمر الحياة في الخليج مادامت هناك سفن عملاقة تقتل تسعة أرطال من السمك من أجل الحصول على رطل واحد من الجمبري.

ويقول وايت إنه غير قلق بشأن الشراكة بين نشطاء الدفاع عن البيئة وحكومة ولاية فلوريدا بعد تولى كريست الحكم ولكن ربما يحتاج الأمر إلى مزيد من المحادثات من أجل التوصل إلى صيغة مشتركة تضمن الحفاظ على حقوق الصيادين الأفراد وحماية المخزون السمكي من الاستنزاف.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة